PDA

View Full Version : الهاربة-قصة قصيرة بقلم خليد خريبش



خليد خريبش
27/02/2007, 01:43 PM
الهاربة
انفلتت من قبضة يده، بعدما هاله صراخها،تركت خصلة من شعرها في يده،لقد كان يمسكها من شعرها ويضرب بعصا،لم يكتف بذلك،رمى العصا وشرع يضربها بيديه ويركلها برجليه، الطفل الصغير يبكي والكبير من غرفة إلى أخرى لا يدري ماذا حصل،الحماة والضرة يتفرجان على المشهد يبديان التذمرويضمران التشفي،لقد أشفى غليلهما من الكلبة كما يسميانها،هرعت نحو الباب فارة بجلدها،كأنها نجت من حيوان مفترس،تهمهم بأصوات غير مفهومة،تسب وتلعن في نفسها،حافية القدمين، صارت تجمع شعرها المنتفش،لقد تركت الصندل والمنديل في ساحة المعركة،تمزقت ملابسهاالطويلة حتى بدا جانب من فخدها،لقد حاولت الضرة والحماة النيل منها لكنها استطاعت صدهما ببنيتها القوية،قبل أن يحضر الزوج ويفض العراك بالقوة لتدفع ثمن كل ما حصل،لقد خبرت العراك مع مرور الأيام،ولا زالت تحتفظ بخصلة من شعرها كانت قد انتزعتها الضرة في عراك قديم،اتجهت صوب منزل أبيها البعيد،تبعها الحاج ابراهيم أحد الجيران، محاولا تهدئتها وإرجاعها إلى البيت لإصلا ح ذات البين.
"الله يهديك يا ابنتي،ارجعي إلى دارك،الله يهديك،"
-"ابتعد عني،اتركني وإلا صفعتك،اذهب وشأنك".
كانوا يتكلمون بصوت مرتفع،سمع صراخهم في المدشر كله،حتى البهائم أحست بذلك،هدأت القرية كانت الكلاب تكسر بنباحها الهدوء من حين لآخر.تابعت المسير وهي تلتفت يمينا وشمالا خوفا في الكتبان الخالية،حتى الرعاة عادوا بقطعانهم،لا نبات ولا زرع في هذا الوقت من السنة، دوى صوت الرعد،تعاظم خوفها على ولديها اللذين يلبسان أقمصة لا تقيهم البرد،بدأت أولى قطرات الخريف المكتنزة في التساقط تصفع الطفلين في وجهيهما كأنها حصى صغيرة،استرجعت شيء من سكينتها مع اقترابها من بيت أبيها.
بدت من بعيد في الأحراش جهد العين لأن احمرار الغروب يسود الأفق، تسرع الخطى ،يمشي وراءها طفلاها بديا كأنهما يدبان دبيبا،اختفت شيئا فشيئا وأهل القرية جالسون أمام بيوتهم يرقبون المشهد ،بقيت أعينهم مسمرة ودت لو أنها لم تختفي.26-02-2007

خليد خريبش
27/02/2007, 09:16 PM
رد بقلم :عماد شهريار النثر
كما تمنوا ان يظل ذالك المشهد ينصب الما من جبين الصورة المكتظه بتلقائيه الحدوته


ثمه مخزون يتارجح فى الادمغه لدى اهل القريه . ذالك المشد المعتاد بنفس الطريقه


تلك السيدة والطفلان ومهرجان من حين الى الاخر يعكر صفو الساعات التى تمر فى نهار


غليظ هى اختفت ولكن تلك الظاهرة وذاك الحدث لم يختفى ولن يختفى سيظل المشهد يتكرر


على فترات .. ذالك الصراع بين الزوج والزوجه والضرة والحما


خالد ربما كل مرة تدهشنى بمدلولات فى صلب الدرما لاخرج واسع الزهن اعترف انى


امام كاتب لسيما جدير بالاحترام والمتابعه


تحياتى ايها الرائع










التوقيع :

أنَ الذى نسى الموت .!!!!!!!!!! صانع التوابيت

بنت الشهباء
27/02/2007, 10:42 PM
المشكلة يا أخي الأديب القاص المبدع
خليد خربيش


أنها هربت بطفليها لعند أبيها , لكن لم تهرب من كلام الناس وما حولها
المجتمع لن يرحمها من الأقوال والأكاذيب ووووو...........


فإما تحتمل الألم والذل والهوان مع زوجها , وإما تتقاذفها الألسن من كل مكان
بسبب غيابها عن بيت زوجها ....


أحسنتَ يا أخي , وأجاد لسان قلمك في قصة واقعية هي من صميم حياتنا
فباركَ الله بك

خليد خريبش
28/02/2007, 01:44 PM
مشكورة أختي الكريمة بنت الشهباء على القراءة.

طارق شفيق حقي
05/03/2007, 12:22 AM
كانوا يتكلمون بصوت مرتفع،سمع صراخهم في المدشر كله
المدشر ؟؟



تلتفت يمينا وشمالا خوفا في الكتبان الخالية


الكتبان ؟؟ هل هي الكثبان

ثم سلام الله عليك
قصة رائعة بحق تحرك فينا النوازع الإنسانية
القدرة على تحريك الذات الإنسانية كانت متألقة لدى القاص
سهولة في التعبير , بساطة أدبية...اقتراب من حالة واقعية يلمح منها القدرة على التحليل النفسي
وتقديم البطل كنموذج مبني ببراعة ,ساهمت في بناء شخصيته مفردات الواقع وربما يد القاص
كان دخول الحوار مفيداً بعد هذا الوصف
ربما كان حواراً بين الحماة والضرة مفيداً كذلك

استهلال القصة كما ظهر.. رشيقاً دخل في الحدث مباشرة يشد ويجعلك تلهث خلف الحدث فوراً

وهذا لعمري استهلال موفق

النهاية التي وقف عندها أهل القرية



اختفت شيئا فشيئا وأهل القرية جالسون أمام بيوتهم يرقبون المشهد ،بقيت أعينهم مسمرة ودت لو أنها لم تختفي

هل كانت هذه الفتاة حصيلة هذا المجتمع
هل كانت هذه المشاكل في النهاية نتيجة هذا المجتمع الممثل بالقرية والذي اكتفى أن يراقب مسمراً متعاطفاً على الأقل.... ربما

بكل الأحوال قصة ناجحة
تحياتي

خليد خريبش
05/03/2007, 04:31 PM
(52) الدشر: المجموعات، ومن هذه الكلمة تم اشتقاق كلمة " مدشر "أي مجموعة المساكن المؤلفة من خيام أو " نوايل "، ويمثل المدشر نواة القرية.
الكلمة ليست شائعة الاستعمال ومعروفة عند سكان البادية في المغرب،ويعرفها حتى سكان المدن كبار السن والحديثو العهد بالتمدن.
أما كتبان فعنيت بها كثبان بتثليث التاء.
تحياتي إلى أخي وصديقي طارق دامت لك الصحة والعافية.

البشير الأزمي
05/03/2007, 09:31 PM
"المدشر" تجمع سكني بالبادية، ويسميه البعض :"الدشر" وهو أقل كثافة من القرية و أكبر من "الفخدة" فالقرية تتكون من مجموعة مداشر التي بدورها تتكون من مجموعة " فخدات" و الاصطلاح متداول في شمال المغرب و خاصة في المنطقة المعروفة ب "جبالة" أي العرب الذين استوطنوا شمال المغرب بعد وصول المولى إدريس الأول و مبايعته من طرف بعض القبائل و تأسيس دولة الأدارسة. و قد كان سكان المغرب قبل الفتح الإسلامي عبارة عن بربر مقسمين إلى: فروع ثلاثة كما ذكر ذلك الدكتور عباس الجراري في كتابه "الأدب المغربي من خلال ظواهره وقضاياه" الصادر عن مكتبة المعارف للنشر و التوزيع سنة 1979في طبعته الأولى، حيث قال:
يمكن أن نميز فيها هذه الفروع الثلاثة:
1- الزناتية: ( تاريفيت) و يتكلم بها الريفيون المغاربة و سكان بعض المناطق الأطلسية و البرابرة التونسيون و الجزائريون ما عدا القبائل.
2- المصمودية( تاشلحيت) و يتكلمها سكان الأطلس الغربي الكبير و سوس.
3- الصنهاجية(تامازيغت) و يتكلم بها رجال القبائل و سكان الأطلس المتوسط و شرقي الأطلس المتوسط و ناحية ملوية و طوارق الصحراء. (انتهى كلام د. عباس الجيراري).
و في اللغة العربية كلمة قريبة من المدشر،من حيث الرسم و المعنى، هي المدرة، جاء في لسان العرب طبعة دار صادر الجزء الخامس ص:163 ما يلي: و العرب تسمي القرية المبنية من الطين و اللَّبٍنٍ المدرة، وكذلك المدينة الضخمة يقال لها المدرة، و في الصحاح: و العرب تسمي القرية المدرة.. ( انتهى)


أما عن النص فلدي تساؤل بسيط ،على من يعود الضمير في قول السارد:
"انفلتت من قبضة يده، بعدما هاله صراخها،.."
كنت قد اعتقدت أنه يعود على الزوج..إلى أن قرأت ما يلي:
"...لقد حاولت الضرة والحماة النيل منها لكنها استطاعت صدهما ببنيتها القوية،قبل أن يحضر الزوج ويفض العراك بالقوة..." هل من توضيح لقد أشكل علي الأمر !!!!.
و سيظل أهل القرية "جالسين" يرقبون المشهد...
و لكم مودتي

طارق شفيق حقي
05/03/2007, 11:00 PM
و سيظل أهل المربد "جالسين" يرقبون المشهد...

خليد خريبش
06/03/2007, 02:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم.
أثارني تعليق الأخ البشير الأزمي وأثارتني كلمة المدشر.فهي معروفة في منطقة جبالة شمال المغرب وأضيف أن هذه الكلمة معرورفة في منطقة الشاوية التي أنحدر منها، يتداول سكان البادية كلمة -الدشرة-ويوجد تجمع حضري قرب مدينة أكادير جنوب المغرب يسمى -الدشيرة-هذا من جهة،من جهة أخرى فقد بحثت عن الفعل دشر في المعاجم العربية فعثرت على المادة التالية في لسان العرب فقط:



دَشَرَ الكرمُ ونحوه يدشُر دِشَارا سيَّبه صاحبه للناس عند نهاية اجتنائه إذ لم يبقَ فيه ما يستحقُّ الصيانة
ودَشَرت المرأة ركبت هوى نفسها إذ لم يكن لها معارضٌ
دشَّره تدشيرا طرده.
ودَشَّر الأمر تركه. والفرسَ أطلقه يرعى حيث شاءَ والأسير خلَّى سبيله وكل هذه المادَّة من اصطلاح المولَّدين

بحثت عن الفعل دشر لأن الكلمة جاءت بصيغة اسم مكان على وزن مفعل هذا إن كانت الكلمة مشتقة وإن كانت من أصول عربية.
بحثت في الموسوعة الشعرية فلم أجد لها أثرا في أشعار العرب باستثناء بيت في الشعر العامي بحثت عن المنطقة التي ينحدر منها هذا الشاعر فلم أعثر على دليل.
كما أنني لا أعتقد الكلمة دخلت المغرب عن طريق الاحتكاك بالدول الأوربية المستعمرة ولا أعتقد أنها تركية الأصل يعني أنها آتية من المغرب الأوسط الجزائر حاليا.لأن الكلمة أصيلة في التراث المغربي وإن كنت لم أستدل بأحد المؤلفات المعروفة في تاريخ المغرب وسأبحث في مقدمة ابن خلدون.
أظن،أظن أن الكلمة من أصول أمازيغية وإنما عدلت إلى مدشر من أجل إعطائها طابعا عربيا كما حدث لمجموعة من المفردات بعلة الاقتراب من اللسان العربي بحكم سيادته وعلاقته بالدين الإسلامي، ونحن نعرف كلمة تطوان أصلها تطاون وتعني العينين بالأمازيغية وعدلت على وزن مفعال وهناك من يقول أن مراكش مكونة من الفعل مر و كش بينما أصلها علميا: مور -أكوش أي أرض الرب بالأمازيغية ونعرف كم كان يسعى الناس إلى إثبات النسب والانتماء إلى آل البيت أو الأصول العربية من قريب أو من بعيد لأن ذلك يقوي العصبة والمكانة بتعبير ابن خلدون.
وماورد في معنى الفعل دشر في لسان العرب بعيد عن كلمة -ادشر-المتداولة عندنا في المغرب.كما أننا إذا لاحظنا الكيفية التي ننطق كلمة -ادشر-قريبة من الأمازيغية بتسكين الدال والراء ويكثر التسكين في الأمازيغية وسأستزيد البحث عن أصول الكلمة فأنا لست متخصصا وإنما ذلك بدافع الفضول وقد سألت أحد الأصدقاء من منطقة سوس يتكلم تشلحيت فلم يدلني على شيء.
نخمن وأولو العلم هم العارفون الحائزون الفضل يستجلون ما شكل علينا.

طارق شفيق حقي
06/03/2007, 08:50 PM
سلام الله عليك

وأزيد في الأمر

يقال في لغة البدو لدينا

دشرني أي اتركني

ويقال للأولاد في الشوارع ... مدشرين

أي دشرهم أهلهم

ويقال داشر
وقد وقفت عند الكلمة لديك لأنها مرت بمعجمي وما دريت أنها فصيحة

المدشر ...أصبحت لديك بقايا البيوت الداشرة عن اجتماع البيوت الكثيرة

ومن الكلمات الفصيحة لدى البدو كلمة عجي وهو الولد يطيل اللعب في الخارج

والعجي في اللغة هو ابن الجمل الضائع

كذلك يقولون مسخم أو يا مسخم الوجه حين يأتي الرجل أو الطفل بفعل قبيح

والسخام هو في اللغة أسفل القدر أو الشحار
تحياتي لكم لا سخم الله لكم وجهاً

دجلة الناصري
10/03/2007, 10:20 AM
سيدي
حياك الله
قرات القصه الان شدني اسلوبها الممتع وحيرني مابعد الهروب مصيرها؟
هل نظرت خلفها؟
ام مضت الى المجهول؟