المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حين مشيت في غابات روحي



طارق شفيق حقي
08/07/2004, 10:20 PM
حين مشيت في غابات روحي

حالة من اليأس والحزن والتشتت والضياع , حالات من البعد والقهر والنكوص انتابتني ... مشيت إلى الغابات نظرت من الخارج ... غابات ضخمة باسقة الأشجار متعانقة الأطراف ... متداخلة الأوراق .
دخلتها متوجاً ... نظرت داخل الغابة ... ظلام مخيف موحش عشش في أرجاء المكان ... برودة لسعت أطرافي قدماي تغوصان في طين لزج ... روائح كريهة تعم الأرجاء وما أراني إلا خارجاً





هارباً منها ... في ركن قصي منها شاهدت أزهاراً لكنها كانت
ذابلة هزيلة يائسة كيأسي ... صممت على الخروج ... حانت مني التفاتة
إلى الأعلى وبالكاد رأيت بصيص نور يلتمع مخترقاً ظلمات هذه الغابات وسقطت ورقة صفراء فرحت بسقوطها .. وأخذت أنظر فوقي ... فامتد بصري بعيداً بعيداً إلى طبقات كثيفة من الأغصان تمتد وتحجب النور عن أرجاء الغابة ... فيعم الظلام ... وانتابني فيض من يأس عارم وشعرت بخوف ما شعرت مثيله وكأني أبصرت كل شياطين الأرض ... تستوطن الغابة وتزيد من يأسي ... لكن بصيص النور عاد وامتلكتني لحظتها قوة عارمة ... فهززت الأشجار بكل قوتي ... فأخذت الأوراق الصفر تتساقط ... وتتساقط تملك الأجواء وتملك الأرجاء ... وملأت الأرض ... آلاف الأوراق من ارتفاعات بعيدة تتمايل وتتهادى وتعبر طريق الفناء , خشخشة الأشجار تصم أذناي ... رجيع الصوت وصداه يعبد المدى
دوامة من التفكير تبتلعني ... وشريط الماضي يعرض أمامي ... كيف نبتت هذه الأوراق الصفر حاجبة النور والضياء عن الغابة ...كيف لم انتبه إليها ... كانت كل ورقة تتهادى تقترب مني وتكاد تصطدم بعيني ثم تنحرف جانباً ... أرى واحدة كتب عليها خيال فاسد , وواحدة كتب عليها أمنية ضالة وواحدة كتب عليها فكرة سوداء ... وواحدة كتب عليها حقد ماض وواحدة كتب عليها أهواء عاتبة تحاصرني ... وكأن الغابة المظلمة كانت مستودعات لظلمات وعفن وسقم ... ألح علي الأمل فهززت أكثر وأقوى ... سقطت الأوراق حتى وصل ارتفاعها إلى ركبتي ... وهززت أكثر حتى وصلت إلى صدري ... أوراق صفراء تهر وتهر ... حتى غطت رأسي وما عدت أملك القوة وكأن جبالا من الذنوب تكومت فوقي وفقدت قوتي فاستسلمت لنوم أو ما شابه ... وحين أحسست بيقظة أو ما شابه كانت أشعة الشمس الدافئة تداعبني ... استيقظت نظرت ... دهشت ... بحثت عن نفسي بين الأوراق ما وجدت نفسي نظرت ما عرفت وإذ بي ربيع تفتح براعمك على الأشجار وزهراً متلألئا فائح الرائحة على المروج ففرحت وضحكت وأخذت انتظر الزهر والثمر.
حلب 20/1/2003

سليـمـكم
14/09/2004, 11:00 AM
في غابات روحي

نغوص في الأعماق .. نحاول التنفس والاستنشاق
نجد روافد المشاعر فينا قد استحالت سراديب مهجورة
تحفها الدوالي العتيقة
وتلفها في كل اتجاه شباك العنكبوت.
ترغب الشمس في التسلل إلى جوفنا لكنها عبثا تحاول لا تستطيع
تعشق النسائم ممارسة السباحة في سواقينا .. لكن الجفاف ملأ المكان من المصب إلى النبع
تبحث العنادل والبلابل عن غصون غضة تحط عليها لكن الحدائق في عمقك يا حبيبي كلها صارت جرداء

إلى متى تظل متفرجا على أعماقك وهي تندثر
إلى متى ستظل تنسى أن القلب يحتاج إلى رعاية والضمير يلزمه الصيانة
إلى متى تتجاهل نداء الأعماق للاعماق : طهّرني ,, طهّرني
هلا استفقت من سبات الشتاء وخمول الصيف ..
هلا خلعت عن زوار روحك الحبلى بالألم ذاك الخوف
أيها الحب الجميل ,, عد إلى روحي وأكمل بناء قصرك الموعود
فأنت الوحيد الذي تعيد البهاء إلى عمق أعماقي ..
وتصنع في القلب عمرا لا يموت .. وقصة لا نهاية لها إلا الخلود ..
---------------- سليم ,, نداء الأعماق

طارق شفيق حقي
15/09/2004, 08:08 PM
طهّرني ,, طهّرني


لله درك كيف وصلت للب ما اريد
حقا ان لك أكثر من عين
بل هي عين ثالثة
توجد في قلب قلبك
انها البصيرة
فنعما هي من عين
ترى ما لا يراه الاخرون
أجدت في كلماتك وجبت فضاء القصة
لك تحيات مربدية

سليـمـكم
16/09/2004, 11:23 AM
حين تخاطب الروح الروح
لا يبقى للغة لازمة
ولا يبقى للقاءات طائل
فقد التقت الارواح في عنان السماء وتعانقت
وأحست الجريحة بالجريحة
والغريق وبالغريق
وابتسم السعيد في وجه التعيس
وعانق الغريب قلب الوحيد

--- اغوص فيك حين توجه الخطاب إلى أعماقي وتشعر بأغواري تسكن فيك حين تصبح أعماقك جزء من اعماقي .. أرواح تتخاطر
سليم مع كل الحب

عربي جعفر
01/11/2004, 10:08 AM
في غابات روحي

إلى متى تظل متفرجا على أعماقك وهي تندثر
إلى متى ستظل تنسى أن القلب يحتاج إلى رعاية والضمير يلزمه الصيانة
إلى متى تتجاهل نداء الأعماق للاعماق : طهّرني ,, طهّرني
هلا استفقت من سبات الشتاء وخمول الصيف ..
هلا خلعت عن زوار روحك الحبلى بالألم ذاك الخوف
أيها الحب الجميل ,, عد إلى روحي وأكمل بناء قصرك الموعود
فأنت الوحيد الذي تعيد البهاء إلى عمق أعماقي ..
وتصنع في القلب عمرا لا يموت .. وقصة لا نهاية لها إلا الخلود ..
---------------- سليم ,, نداء الأعماق


ألم تراني أسير بجوارك في تلك الغابة .. !!
غريبٌ والله ما نحن فية .. !!
فرأيت من الأفضل الأقتباس من أخونا سليم يبدو أنه متفائل فودت أن أجلس بجوارة لعلني اقتبس من نوره ومن طموحه وآماله ..لعل ..!!

لك الشكر على تلك القصة والاحساس العالي ..

طارق شفيق حقي
23/01/2005, 01:11 AM
العزيز عربي جعفر قد غيبت عنا حرفك كثيرا

انه الاستغفار يجعل ورق الخريف يتساقط

نسمة الريف
07/09/2009, 07:00 PM
حين مشيت في غابات روحي

حالة من اليأس والحزن والتشتت والضياع , حالات من البعد والقهر والنكوص انتابتني ... مشيت إلى الغابات نظرت من الخارج ... غابات ضخمة باسقة الأشجار متعانقة الأطراف ... متداخلة الأوراق .
دخلتها متوجاً ... نظرت داخل الغابة ... ظلام مخيف موحش عشش في أرجاء المكان ... برودة لسعت أطرافي قدماي تغوصان في طين لزج ... روائح كريهة تعم الأرجاء وما أراني إلا خارجا
هارباً منها ... في ركن قصي منها شاهدت أزهاراً لكنها كانت
ذابلة هزيلة يائسة كيأسي ... صممت على الخروج ... حانت مني التفاتة
إلى الأعلى وبالكاد رأيت بصيص نور يلتمع مخترقاً ظلمات هذه الغابات وسقطت ورقة صفراء فرحت بسقوطها .. وأخذت أنظر فوقي ... فامتد بصري بعيداً بعيداً إلى طبقات كثيفة من الأغصان تمتد وتحجب النور عن أرجاء الغابة ... فيعم الظلام ... وانتابني فيض من يأس عارم وشعرت بخوف ما شعرت مثيله وكأني أبصرت كل شياطين الأرض ... تستوطن الغابة وتزيد من يأسي ... لكن بصيص النور عاد وامتلكتني لحظتها قوة عارمة ... فهززت الأشجار بكل قوتي ... فأخذت الأوراق الصفر تتساقط ... وتتساقط تملك الأجواء وتملك الأرجاء ... وملأت الأرض ... آلاف الأوراق من ارتفاعات بعيدة تتمايل وتتهادى وتعبر طريق الفناء , خشخشة الأشجار تصم أذناي ... رجيع الصوت وصداه يعبد المدى
دوامة من التفكير تبتلعني ... وشريط الماضي يعرض أمامي ... كيف نبتت هذه الأوراق الصفر حاجبة النور والضياء عن الغابة ...كيف لم انتبه إليها ... كانت كل ورقة تتهادى تقترب مني وتكاد تصطدم بعيني ثم تنحرف جانباً ... أرى واحدة كتب عليها خيال فاسد , وواحدة كتب عليها أمنية ضالة وواحدة كتب عليها فكرة سوداء ... وواحدة كتب عليها حقد ماض وواحدة كتب عليها أهواء عاتبة تحاصرني ... وكأن الغابة المظلمة كانت مستودعات لظلمات وعفن وسقم ... ألح علي الأمل فهززت أكثر وأقوى ... سقطت الأوراق حتى وصل ارتفاعها إلى ركبتي ... وهززت أكثر حتى وصلت إلى صدري ... أوراق صفراء تهر وتهر ... حتى غطت رأسي وما عدت أملك القوة وكأن جبالا من الذنوب تكومت فوقي وفقدت قوتي فاستسلمت لنوم أو ما شابه ... وحين أحسست بيقظة أو ما شابه كانت أشعة الشمس الدافئة تداعبني ... استيقظت نظرت ... دهشت ... بحثت عن نفسي بين الأوراق ما وجدت نفسي نظرت ما عرفت وإذ بي ربيع تفتح براعمك على الأشجار وزهراً متلألئا فائح الرائحة على المروج ففرحت وضحكت وأخذت انتظر الزهر والثمر.
حلب 20/1/2003

أخي الكريم
صادفتني في البداية مشكلة التجنيس فتساءلت إن كان ما قرأته قصة أم نتفا من السيرة الذاتية أم خاطرة أم رسالة؟ وقررت أخيرا -واعذرني- أنها رسالة..رسالة أولا إلى الروح تشكو منها إليها على اعتبار أنه لامفر ولا ملجأ منها إلا عندها خصوصا عندما تقبع الذات الإنسانية وقد اشتدت عليها الأهوال وتقاذفتها أمواج الحياة وأصيبت بدوار وسط أعاصير الشرور التي تنهال عليها من قريب وبعيد لتصاب طوعا أو كرها بفيروسات الحياة وشوائبها فتقبع وحيدة منكسرة تائهة تحت غمامة حالكة السواد وتكاد لاتتبين شعاع نور.. هنا تتدخل النفس -حسب نوعها- إما لمسح الضباب ومقاومة الفيروسات والتعجيل بخريف الأفكاروالأحاسيس السوداوية واسترجاع التوازن والسلام مع الذات كما حدث للكاتب أو تختار طريقا كله أشواك لا تحصد فيه إلا الشروالمزيد من الهلاك..
والنص رسالة ثانيا إلى كل نفس تائهة وسط أدغال مخيفة من الأفكار والمشاعر باحثة عن بصيص نور ينير دربها نور موجود بداخل كل واحد منا ما علينا للفوز بالطمأنينة إلا الاقتداء بالكاتب وتحمل مشاق المغامرة في غابات أرواحنا متسلحين بالأمل والإيمان لتحرير ذواتنا من كل ما علق بها من شوائب على مر الزمان فتغدو بذورا خيرة لأشجار وافرة الخيرات وارفة المسرات..

تحياتي وتقديري

طارق شفيق حقي
09/09/2009, 11:36 PM
أخي الكريم
صادفتني في البداية مشكلة التجنيس فتساءلت إن كان ما قرأته قصة أم نتفا من السيرة الذاتية أم خاطرة أم رسالة؟ وقررت أخيرا -واعذرني- أنها رسالة..رسالة أولا إلى الروح تشكو منها إليها على اعتبار أنه لامفر ولا ملجأ منها إلا عندها خصوصا عندما تقبع الذات الإنسانية وقد اشتدت عليها الأهوال وتقاذفتها أمواج الحياة وأصيبت بدوار وسط أعاصير الشرور التي تنهال عليها من قريب وبعيد لتصاب طوعا أو كرها بفيروسات الحياة وشوائبها فتقبع وحيدة منكسرة تائهة تحت غمامة حالكة السواد وتكاد لاتتبين شعاع نور.. هنا تتدخل النفس -حسب نوعها- إما لمسح الضباب ومقاومة الفيروسات والتعجيل بخريف الأفكاروالأحاسيس السوداوية واسترجاع التوازن والسلام مع الذات كما حدث للكاتب أو تختار طريقا كله أشواك لا تحصد فيه إلا الشروالمزيد من الهلاك..
والنص رسالة ثانيا إلى كل نفس تائهة وسط أدغال مخيفة من الأفكار والمشاعر باحثة عن بصيص نور ينير دربها نور موجود بداخل كل واحد منا ما علينا للفوز بالطمأنينة إلا الاقتداء بالكاتب وتحمل مشاق المغامرة في غابات أرواحنا متسلحين بالأمل والإيمان لتحرير ذواتنا من كل ما علق بها من شوائب على مر الزمان فتغدو بذورا خيرة لأشجار وافرة الخيرات وارفة المسرات..

تحياتي وتقديري



سلام الله عليك أختي الكريمة\

بداية بخصوص التجنيس
هناك قصة الحدث ، وقصة الحالة
والقصة تدخل ضمن الثانية

ثم
نفسك يا أخيتي صافية كالبلور المزكى
وقد لامست شغاف القصة تماماً
لك كل تحية وسلام