المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العـــــلاج بالقـــراءة الفـــرديـــة والجمـــاعيــــة ...



أبو شامة المغربي
20/02/2007, 09:02 PM
http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro1.gif
http://www.asmilies.com/smiliespic/FAWASEL/053.gif
http://www.aawsat.com/2004/03/07/images/books.221619.jpg
علم يتجاهله العرب رغم 150 سنة على ولادته
أول كتاب من نوعه بالعربية يدعو إلى جلسات علاج بالقراءة الفردية أو الجماعية
سوسن الأبطح - بيروت
وصفة الطبيب، في السنين القليلة المقبلة، قد تترافق مع لائحة من الكتب ذات المواضيع المحددة، أو أسماء لبعض المقطوعات الموسيقية وربما مطالبة المريض بالتمعن في تفاصيل لوحات تعالج مواضيع بعينها.
وإذا كان الأميركيون هم أنشط شعوب الأرض بحثاً وجدية في التعاطي مع هذه العلاجات المساعدة ذات الفعالية، حيث يعود عمر أول مقالة ظهرت حول الموضوع إلى عام 1853، فإن العرب، على ما يبدو ما يزالون في آخر الطابور يقول الدكتور شعبان عبد العزيز خليفة في مقدمة كتابه «العلاج بالقراءة أو الببليوثيرابيا»، الذي يركّز على التداوي بالكتب من دون غيرها من الإبداعات، والصادر عن الدار المصرية اللبنانية ان هذا «هو أول كتاب بالعربية حول الموضوع»، ويوضح في مكان آخر ان ثمة عجالات نشرت، لكنها لم تصل إلى مستوى كتاب متكامل. وبصرف النظر عن ريادة الرجل في التطرق إلى الموضوع بلغة الضاد، فالمثير هو ان الحشرية العربية لم تعمل بالقدر المطلوب للتعرّف على قيمة القراءة في تخفيف الآلام أو حتى القضاء عليها. وها نحن بعد مرور فترة على نشر الكتاب نجده مهملاً مجهولاً، وكأنما لا يقول جديداً يذكر.
وعلى أي حال فإن المؤلف يحاول ان يعرّف بهذا العلم، الذي بدأ يأخذ مكانة تحسب له، بطريقة شمولية، ويقدم للقراء الفضوليين مادة دسمة بالإمكان الانطلاق منها لمزيد من العمل الذاتي، أو التعمق التخصصي.
العلاج بالقراءة، كعلم له أصوله وشروطه، وهو ليس مجرد دعوة مفتوحة لكل المرضى لتناول جرعات من الكتب التي يجدونها في متناولهم، بل على العكس تماماً، فالعلماء يحذرون من اعتباطية التعاطي مع الكلمة المكتوبة، إن بالنسبة لأصحاب الأمراض العضوية أو النفسية، ويطالبوننا باستشارة الطبيب المتخصص. ومن خلال معرفة هذا الأخير بحالة مريضه يستطيع تزويده بتقرير مفصّل يحدد حالته ونوعية الكتب التي يحتاجها، والأهداف التي يتوجب الوصول إليها.
ثم ينقل المريض التقرير بعد ذلك إلى مرشد القراءة المتخصص، الذي يفترض فيه انه على دراية دقيقة بالكتب، بحيث يحضّر من خلال بحث متأنٍ لائحة بالعناوين التي تتناسب ووضع المريض أو يزوده بها مباشرة.
ويبقى التداول والتنسيق قائماً، خلال فترة العلاج، بين الطبيب الذي يقدّر مدى تطور الحالة والمرشد الذي قد يلجأ إلى تعديل اللائحة، بحسب ما تستدعيه الحاجة، إلى ان يصل المريض إلى برّ الأمان.
ويحذر العلماء من قراءات غير مدروسة قد تسيء إلى وضع المريض وتؤدي إلى تدهور حالته، إما لأن المريض لا يملك القدر الكافي من الوعي لفهم ما يقرأ أو لأن اختيارات الكتب كانت غير موفقة، وتسببت بردود فعل سلبية لدى القارئ تجعله يقاوم العلاجات المعطاة له بدل ان يتفاعل معها.
ومن الأمراض التي تعالج بالقراءة حالات القلق، المشاكل الجنسية، ترميم الشخصية، الفوبيا على أنواعها، تعاطي المخدرات، الإنطواء، السمنة، التوتر، إضافة إلى العديد من الأمراض العضوية، التي تسهم القراءة في توعية صاحبها وجعله مدركاً لوضعه وأساليب علاجه والسبل التي تسهم في تحسين حالته، وقد تطور هذا العلم في أميركا، بفضل تقدم علوم المكتبات وتفرع تخصصاتها، وتمفصلها مع تطور مشابه في ميادين التحليل النفسي.
وقد استخدم مصطلح ببليوثيرابيا للمرة الأولى عام 1949 يوم نشرت أول نظرية علمية متكاملة في الموضوع، ليشهد عقد الستينات قفزة نوعية على الأرض، لمست نتائجها العملية، في المصحات النفسية، والمدارس، والسجون، ورياض الأطفال والاصلاحيات والمستشفيات.
ورغم أن الكثير من الأطباء ما يزالون يفشلون في الإفادة من العلاج بالقراءة، إلا ان عشرات الدراسات التي أنجزت ونشرت في العقود الأربعة المنصرمة تؤكد عل حقيقتين هامتين كما يقول المؤلف: ارتباط الطب فعلياً بالببليوثيرابيا وتزايد ايمان الاختصاصيين بفعالية هذا العلم.
وهكذا ترى أن ثمة علوماً يولد واحدها من بطن الآخر، فمن دون التخصصات في علوم المكتبات بتفرعاتها لم يكن علم الببليوثيرابيا ليبصر النور، ومن غير التطبيقات التي أجراها الأطباء على مرضاهم، وتوثيق تجاربهم في الدوريات العلمية على مدى عقود، ما كنا لنعرف فعالية القراءة أو وظيفتها.
وانتشار المكتبات العامة في المؤسسات الطبية والتعليمية، سهل المضي في التجارب، واختبارها عن قصد أو حتى عن غير قصد، وبات لهذا العلم أنصار ومتخصصون وعشاق، ولكن ما يجعل علماً من هذا القبيل صعباً تطويره أو تعميمه في المجتمعات العربية، ومستعصياً الأخذ به ـ ولو أفلحنا في استيراد نظرياته ـ هو وجود سبعين مليون أمي وما يوازيهم ويزيد عنهم من أنصاف الأميين، وكلام من هذا القبيل لا يريد إثباط الهمم، وإنما التأكيد على أن المسير إلى الأمام يتطلب دفعاً من كل الاتجاهات.
ويؤكد الدارسون أن قراءة الأساطير القديمة التي استخدمت منذ العصور اليونانية لتعليم الناس الأخلاق والتهذيب، رغم ما تنطوي عليه من رمزية ومعان عميقة، اتضح ـ بعد التجريب ـ أن لا تأثير لها يذكر على المرضى المعاصرين، وعلى العكس منها فقد تمت الإفادة من دواوين الشعر والروايات وكتب الحقائق، والقصص بما فيها قصص الخيال العلمي، وكذلك الكتابات العلمية البحتة، والتاريخ كما الرحلات، وثمة من ينتفع بقراءة الكتب الدينية، ولكل نفسٍ متطلباتها، فقد ظهر مثلاً أن كتب التراجم تفيد بنجاح كبير في رفع درجة الوعي وإيقاظ الضمير عند الكبار، لكن مفاعيلها سلبية عند الصغار.
وقد اختبرت القراءة الصامتة، والقراءة بصوت عالٍ، كما جرّبت القراءة للمرضى من خلال أندية للشعر مثلاً.
ومن الطرق المستخدمة مناقشة المريض بالمادة التي قرأها إما منفرداً أو في جلسات جماعية يتداول خلالها الآراء والتحليلات مع من لهم أوضاع مشابهة، إذ ان غياب الأخذ والرد وترك القارئ من دون تزويده بالإيضاحات والتعليقات، قد يجره إلى تأويلات غير التي يطمح المعالج إليها.
وينصح المعالجون بإعطاء المريض الإحساس الكامل بالحرية، إن لناحية اختيار الكتب التي يريد أو الإفادة منها بالطريقة التي يحب، بحيث تأتي التوجيهات خفرة لا تترك انطباعاً بالتسلط أو النصح المباشر.
وقد يكون ما هو أهم من الوظيفة العلاجية لهذا العلم، الذي تبلورت ملامحه بتسارع واضح في السنوات الأخيرة، دوره الوقائي، إذ اتضح ان إعطاء التلامذة في المدارس الكتب التي تتناسب وشخصياتهم كما حاجاتهم الذاتية، والتي تجيب عن أسئلتهم، أو تقوّم المعوج في شخصياتهم، وذلك من خلال معرفة حميمة وذاتية بكل منهم، يساعد إلى حد بعيد في تنمية أشخاص أسوياء يتغلبون على العلل التي قد تتلبسهم قبل تمكنها من نفوسهم.
إن هذا العلم الذي يبدو للبعض ساذجاً أو أقرب إلى التقليعة منه إلى العلوم ذات الأسس المتينة والواضحة المعالم والنتائج يخطئ كثيراً.
فالكتاب الذي بين أيدينا، وعلى مدى حوالي 550 صفحة، يؤكد بما لا يقبل الشك أن فعالية الببليوثيرابيا ملموسة ومشجعة، لكن صعوبة تطبيق الببليوثيرابيا، في بلادنا، تكمن في عدم وجود الأطباء الأكفاء الذين يتحلون بالنفس الطويل والإيمان العميق بهذه المناهج، وربما الأصعب هو توافر أمناء مكتبات لهم دراية وثيقة بعلم النفس ومحتويات الكتب في آن واحد، وهذا قد يتيسر بقليل من التخطيط والإرادة، لكن الخطوة الأصعب والأهم، هي إقناع الناس بأن الكتاب كائن يتنفس ويتفاعل ويؤثر وليس مجرد نكرة ترصّ على أرفف المكتبات.
المصدر (http://www.aawsat.com/details.asp?section=3&article=221619&issue=9231)
http://www.asmilies.com/smiliespic/FAWASEL/053.gif
http://www.librariannet.com/photos/ebook_00020.jpg
العلاج بالقراءة أو الببليوثيرابيا: وهو الحلقة الثالثة من الببليوجرافيا أو علم الكتاب
الكاتب: شعبان عبد العزيز خليفة
الطبعة الأولى
مكان النشر: القاهرة
تاريخ النشر: 2000
يعتبر العلاج بالقراءة أحد المجالات التي عرف بها المكتبيون الأمريكيون أكثر من غيرهم من المكتبيين في أنحاء أخرى متفرقة من العالم، وللعلاج بالقراءة تاريخ طويل، فقد سجلت المصادر أن المصريين القدماء هم أول من أدركوا القوة العلاجية للكتاب سواء بالسلب أو الإيجاب.
وفي العصر الحديث ارتبط العلاج القرائي، منذ مطلع القرن التاسع عشر، بتطور الخدمات المكتبية في المستشفيات، وخاصة مستشفيات الأمراض العقلية في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن على وجه العموم يعتبر العلاج بالقراءة ثمرة هامة من ثمرات النصف الأول من القرن العشرين، مع ازدياد عدد المستشفيات الداخلية إلى مجال القراءة العلاجية، ومع زيادة عدد المكتبات المستشفيات التي أصبحت مراكز تدريب لأمناء المكتبات على أعمال العلاج بالقراءة ويسمى العلاج بالقراءة (الببليوثيرابيا)، ولها معاني مختلفة على حسب كل طائفة من الطوائف المهنية من أطباء نفسيين أو مكتبيين.
ويوضح هذا الكتاب في فصوله عن ما هو العلاج بالقراءة؟ وكيف يعمل به؟ وما هي أنماط العلاج التي يقدمها؟ وتحليل هذا الموضوع والإحاطة به من جميع جوانبه، وعرض بما له وما عليه، وقد قسمت مادة هذا الكتاب إلى ثلاثة عشر فصلا، وهي كالتالي:
- الفصل الأول: العلاج بالقراءة (الببليوثيرابيا): المفاهيم والتعريفات.
- الفصل الثاني: تاريخ العلاج بالقراءة: الممارسة والتنظير والرواد.
- الفصل الثالث: ارتباطات وأهداف الببليوثيرابيا.
- الفصل الرابع: مبادئ العلاج بالقراءة وإجراءاته وخطواته.
- الفصل الخامس: نيقولاس رو باكين وعلم نفس الكتاب.
- الفصل السادس: العلاج بالقراءة في مستشفيات الأمراض العقلية.
- الفصل السابع: العلاج بالقراءة في المستشفيات العادية والمؤسسات الخاصة.
- الفصل الثامن: العلاج بالقراءة في السجون ومؤسسات العقاب والإصلاح.
- الفصل التاسع: العلاج بالقراءة في المدارس.
- الفصل العاشر: دور المكتبات العامة في العلاج بالقراءة.
- الفصل الحادي عشر: نطاسي القراءة: مؤهلاته وواجباته وإعداده.

- الفصل الثاني عشر: أنواع الإنتاج الفكري المستخدمة في العلاج بالقراءة.
- الفصل الثالث عشر: قائمة ببليوجرافية مستفيضة.
المصدر (http://www.librariannet.com/main.asp?P=Books&ID=18)




حياكــــــــــــــــــم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
21/02/2007, 06:33 PM
http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro1.gif
http://www.asmilies.com/smiliespic/FAWASEL/053.gif
العلاج بالقراءة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9) أو الببليوثيرابيا bibliotherapy
على الرابط التالي:
العلاج بالقراءة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC_%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%82% D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9)
حياكــــــــــــــــــم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif

http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
21/02/2007, 06:40 PM
http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro1.gif
http://www.asmilies.com/smiliespic/FAWASEL/053.gif
... لعل أول إشارة إلى العلاج بالقراءة في معناها الواسع، أي استخدام الكتب في علاج المرضى، قد جاءت من القرن الثالث عشر في العصور الوسطى الإسلامية، حيث كان القرآن الكريم يُستخدم لعلاج المرضى في مستشفى المنصور بالقاهرة، فقد كان من برنامج العلاج بالجراحة والعقاقير، ترتيب بعض المقرئين ليقرءوا القرآن للمرضى ليل نهار...
لقراءة المزيد حول الموضوع على الرابط التالي:
العلاج بالقراءة (http://www.islamonline.net/Arabic/arts/2002/06/article07.shtml)
حياكــــــــــــــــــم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
21/02/2007, 07:05 PM
http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro1.gif
http://www.asmilies.com/smiliespic/FAWASEL/053.gif

العلاج بالقراءة

صلاح عبد الستار الشهاوي
طنطا
برز مصطلح العلاج بالقراءة «الببليوثيرابيا» لأول مرة في عام 1938م وظن البعض أنه فن جديد لم يعرف قديمًا، وهو على حد تعريفهم علاج المريض من خلال قراءات مختارة.
وباستقراء التاريخ نجد أن أول من عرف هذا الفن (العلاج بالقراءة) هم المصريون القدماء، عندما قال حكيمهم:
«المكتبة طب النفوس»
العلاج بالقراءة أصبح الآن علما حديثا، وطريقة جديدة في العلاج النفسي عن طريق القراءة المنظمة والهادفة لتحقيق مفاهيم معينة لدى المريض وضبط سلوكياته وتفكيره ومواجهة وساوسه النفسية.
والعلاج بالقراءة له خطوات تماثل نفس خطوات علاج الأمراض العضوية، فالأمراض تنقسم إلى عضوية، وروحية، وبدنية نفسية، ونفسية بدنية، فالعضوية تعالج بالعقاقير، والروحية تعالج بمسبب المرض والقراءة، والبدنية النفسية تعالج بالعقاقير معًا، والنفسية البدنية تعالج بالقراءة فقط، فالإنسان يمرض بسبب كلمة أو سلوك مضاد من الآخرين، لذا فإنه يشفى بكلمة أو تعديل السلوك المقصود ذلك لأن الأصل في الإنسان هو الاعتدال أو التوازن بين النفس والروح وكل الصفات الإنسانية يحكمها التوسط، فالشجاعة إذا انحرفت نحو اليسار تكون تهورًا، ونحو اليمين فهي جبن.
هناك 50 مرضًا يمكن علاجها بالقراءة منها، الخوف، والقلق، والشعور بالدونية، والجشع، والتعصب، والاكتئاب، والخروج على القانون، والانطواء والتوحد مع الذات، والكسل، والإدمان، والذهان، وأمراض الشيخوخة، والوسواس القهري، وأمراض الكلام، والصداع.
ليس بخاف على أحد السر في كون أول آية تنزل من السماء كانت تأمر الإنسان بالقراءة بقوله تعالى: "إقرأ" - سورة العلق.
ونحن على إيمان ويقين بأن قراءة الإنسان للقرآن الكريم والأدعية الشريفة، من شأنها أن تعمل على تطهير نفسه من الأدران والشوائب، وتجعلها طاهرة شفافة.
وقوله تعالى في كتابه الكريم:"وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين" - سورة الإسراء82، ومعنى الآية الكريمة، كما جاء في بعض كتب التفسير: ننزل إليك أمرًا يشفي أمراض القلوب، ويزيلها، ويعيد إليها حالة الصحة والاستقامة، فتتمتع من نعمة السعادة والكرامة، والأصل والقاعدة في الكتاب أن يكون مصدر نور وهداية لقارئه:"ذلك الكتاب لا ريب فيه، هدى للمتقين" - سورة البقرة الآية 2.
وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله:
«نعم المحدث الكتاب»
وتوارث المسلمون الشفاء بالقراءة، وأضافوا إليه، حتى رأينا العصر العباسي يزخر ويفخر بالكتب والمكتبات والكتاب والوراقين، فهم يلجؤون للكتب للقراءة، يتسلون عن مصائبهم، حتى رأينا المنصور يطلب من يسليه بالشعر، فقد ذكر في كتاب قصص العرب (لما مات جعفر بن أبي جعفر المنصور، مشى أبوه في جنازته من المدينة إلى مقابر قريش، ومضى الناس أجمعون معه حتى دفنه، ثم انصرف إلى قصره، وأقبل على الربيع فقال: يا ربيع أنظر من أهلي ينشدني "أمن المنون وريبها تتوجع" حتى أتسلى بها عن مصيبتي، قال الربيع: فخرجت إلى بني هاشم، وهم بأجمعهم حضور، فسألتهم عنها، فلم يكن فيهم أحد يحفظها، فرجعت فأخبرته، فقال: والله لمصيبتي بأهل بيتي ألا يكون فيهم أحد يحفظ هذا أعظم وأشد من مصيبتي بابني!).
لقد عرف العرب القدماء العلاج بالقراءة (إلقاء الشعر وإنشاده)، وجعلوا منه ترويحًا للنفوس الكليلة العليلة فتراثنا الشعري لم يكن بعيدًا عن فكرة العلاج بالشعر، فامرؤ القيس الذي يشار إليه دائمًا بأنه أول من وقف واستوقف وبكى واستبكى، هو أيضًا أول من أشار إلى فكرة الشفاء عن طريق البكاء أو الشفاء بالدموع.
هذا الشفاء هو عينة التطهر، وما يحدثه من راحة في النفس تواجه موقفًا تراجيديًا مأساويًا حين تقف على الأطلال وتتذكر الأحباء الراحلين، والأيام التي انقضت برحيلهم، والأماكن التي تزول هيئتها وصورتها بزوالهم، واستعادة الشعر الذي ارتبط بهذا المخزون من الذكريات تدفع بالدموع الحارة إلي العيون، وإنشاده وترديده هما بداية الإحساس بالتطهر، والشعور بما يعقبه من راحة.
يقول امرؤ القيس:
وإن شفائي عبرة مهراقـــــــــة*
فهل عند رسم دارس من معول؟
فالإشارة الصريحة إلى الشفاء، وإلى الدموع التي جاشت بالتذكر ولوعة الفقد، وترديد الأشعار المرتبطة بالمكان والزمان والمحبوب، كل ذلك من شأنه أن يضع أيدينا على بداية مبكرة لفكرة العلاج بالشعر، التي ستصبح أكثر نضجًا واكتمالًا عند شعراء آخرين ساروا على هذا المنوال إلى أن يصل المعنى صريحًا على لسان قيس بن الملوح في بيت قاطع الدلالة يقول فيه:
فما أشرف الأيفاع إلا صبابة*
ولا أنشد الأشعار إلا تداويــا
إضافة إلى ذلك اتخذ العلاج بالقراءة أنماطًا أخرى كالكتابة الساخرة، والفكاهة، التي تعالج الاكتئاب، ومن أشهر من قاموا بذلك الجاحظ في البخلاء، والأصفهاني في الأغاني وأبو نواس وأخباره، والذي أنشدنا قوله:
أتبع الظرفاء أكتب عنهــــــم*
كيما أحدث من أحب فيضحكا
المصدر (http://www.almarefah.com/article.php?id=1251)
حياكــــــــــــــــــم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com