المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جمرات من بنادق النخيل



دجلة الناصري
18/02/2007, 03:40 PM
وقع منشور القرار بين يدى وانا فى طريقى للتسوق صباحا فى احد الاسواق الشعبية فى المدينة التى اقطن بها قرات المنشور *الذى يعلن بان نخيل وادى الرافدين قد اصدر البلاغ رقم واحد لثورتة *اوجع قلبى ادمانى اصابنى العمى الوقتى وعرفت بااننى امراءة بلا نخوة بلا ارادة فهاهم يريدون ان يسلبون الحياة منى بلانصياع وجعلى مجرد عبدة لروتين الحياة العصرية بلا تفكير يمر اليوم والاسبوع لا بل الاعوام ايضا بكماء خرساء صامتة لانهم يمسحون الحضارة التى انتمى اليها بمدنيتهم وتكنولوجيتها السريعة انا التى اسكن فى بلاد بعيدة فى اعالى بلاد الكلوا اسمع وارى فقط من خلال شريط الاعلام مايريدون هم ان اسمعة واراى مايتمنون منة فى جعلى اصل الى يقين وجزم بان نهاية امة انتمى اليها اهدت للعالم نورها وعلومها ولم تبخل بش ابدا قد حل الان انا اعرف انها تمر بغيبوبة واعرف ايضا ان هناك من يرقص فرحا على غيبوبتها ولكنى لا اعرف متى ستفيق منها وهل ستسلم بعد الافاقة من الالم والتجزئة التى يحاول الاعداء والجيران فرضها عليها كل هذا الذى افكر الان بة مر على خاطرى وانا اقراء المنشور الذى يعلن ان ثلاثين مليون نخلة بلقيسية وسومرية ارسلن قراررهن بان يتحول التمر كل التمر الى جمرا واعلنوا الثورة والتحدى واقسمن على ذلك بعد ان اصبحت تروى بدل مياة دجلة والفرات بدماء اولادها واحفادها تراهم يقتلون وتسقى الجذور بدمائهم الزكية حتى الطيور هجرت اعشاشها لانها تشم رائحة مسكهم وعنبرهم فى دمائهم وتذرف الدموع عليهم حتى الارض وذرات ترابها الممزوج بلحناء والكافور اخذت تنزف دما ودموع على احفادها صناع التاريخ * لقد اقسمن كل النخيل من الشمال الى الجنوب بان تتحول التمرات الى جمرات * ياالهى حتى النخيل فى بلادى تحركت نخوتة للدفاع قررت انذاك ان اترك جبنى وخوفى وصمتى وان اعلن قرارى بلوقوف تضامنا مع الثلاثين مليون نخلة كلة فهل من المعقول ان يكون النخيل اشجع منى سااعلن التضامن معهم مساندة لكل النخيل واعلن المقاطعة اجل ساقاطع اكل التمر بعد اليوم لانة اضحى جمرة لبندقية النخيل ولا اعاود اكلة حتى تنال نخلات الرافدين النصر حتى تعلن انها اخذت تسقى من مياة نهريها العظمين وليس من دماء ابنائها الذين يعمدون الارض دفاعا عن حرمتها وحرمة اهلها واطفالها * وفجاءة وانا فى منتصف السوق سمعت احد الباعة يعلن وبصوت جهورى هنا التمر الخستاوى *هنا التمر العراقى من بلاد الرافدين من ارض دجلة والفرات وبدون شعور ركضت نحوة وبشوق اتطلع الى التمرات غير مصدقة سلمت عليهن بقلبى قبل ان امسكها بااناملى وضعت احداهن على فمى وقبلتها قبلات مشتاق هزة الشوق والنوى محب مفارق زادة البعد صبابة وجوى * وتذكرت اشتياق الجواهرى وحنينة الى ام البساتين بغداد حاضرة الدنيا التى لاتمحى من الذاكرة حينما شبهة اشتياقة بااشتياق الحمائم للماء والطين لشواطى دجلة الخير ام البساتين *مااروع عظمة ابنائها احفاد اور والخليل ابراهيم والانبياء ورسالة التوحيد التى انبثقت من اورهم الى العالم اجمع كل الفلاسفة جبلوا من طينها الحرى * اخذت التمرات بين يدى اهمس لها اانت من نخيل السماواة هذا النخيل العاشق الفريد والوحيد فى العالم الذى نطق بهيامة وعشقة * بربكم اصدقونى القول هل سمعتم عن نخيل عاشق ولهان من قبل مثل نخيل السماواة فى حياتكم*نخيل يموت من الفراق والاشتياق لمن يحب لانة فى ليلة صيفية رائعة مرت على دربة اميرة سومرية بلقيسية الملامح سمراء رشيقة القوام طاغية الجمال وطرتة بنظرة واحدة فسقط صريع هواها فلم يتبقى منة غير سعفة وكربة وماتت كل تمراتة ولم تبقى منة تمرة من عظم مايكابد ويعانى ؟؟ اعدت السوال الى تمرة اخرى تاملتها وهمست هل انت من نخيل اور ام من البصرة ؟ام من نينوى ؟ اعرف انى استبد بى الهوى والحنيين والالم والحسرة لفراق بلادى ولكن مابليد حيلة انة قدر الله فى امرى ولكن حبى ليس لة حدود تذكرت منشور القرار الذى قراتة عن الثلاثين مليون نخلة واعلان البلاغ الاول لهم وانا اتصفح التمرات بين يدى الم يقسمن ان يتحول التمر الى جمر لمحاربة الاعداء فكيف وصلن الى هنا؟ وانا الم اقسم ان لا اضع هذة التمرات فى فمى حتى تنال بلادى النصر بسواعد ابنائها وبجمرات نخيلها التى اقسمت ونذرت لله نذرة ؟ اجابتنى تمرة وهمست لى صبرا ياصديقتى صبرا *لقد هزك الشوق ياابنة الرافدين ياام سمرة *فلا زال قرار النخيل من الشمال الى الجنوب ساريا امرة *ولازال سارى المفعول بتحويل كل التمرات الى جمرة *حتى تطلع الشمس وتتبدد ظلمة * وسيكون التمر كل التمر كما عهدتية خستاويا تشتهى النفس منة تمرة وستعرفين من حلاواتة انة قد اوفى بلعهد قسمة ونذرة *اما انا التى اهمس اليك الان فااننى من نخيل الجزائر ولكن البائع اعلن عن اننى من بلاد الرافدين ليزيد من ثمنة وسعرة لانة تاجر ذكى يعرف ان كل العرب تحب العراق اسمة وذكرة فصبرا صغيرتى صبرا حتى توفي الثلاثين مليون نخلة عراقية اقسمت لله ان تثور حتى النصر لتنال نذرها ونذرة دجلة البغدادى فرنسا 2007

خليد خريبش
18/02/2007, 06:00 PM
عندما أكملت هذا النص تراءت بين عيني بعض ذكريات صباي ،عندما كنت في الحادية عشرة من عمري أحمل محفظتي الثقيلة ،أمشي منحنيا لثقلها ،أنزل إلى أسفل المدينة المقعرة كما سماها أحد أصدقائي وأصعد لأصل إلى إعدادية فاطمة أم البنين،أحرص على أن لا أنسى دفترا أو مقررا دراسيا ،أرتعد خوفا من أستاذ الفرنسية القاسي،أفرح عندما تحين ساعة أستاذ التاريخ،مازلت أذكر عناوين دروس التاريخ،سومر،الكتابة السومرية،حضارة بلاد الرافدين،كان أستاذا لطيفا وكنت أحب دروس التاريخ.
تذكرت دموع أستاذنا العراقي وهي تعتصر في مقلتيه شوقا إلى وطنه الجريح،نشاركه الألم، وينظم أبيات تفرج شيء من حرقته،يعيها النبيه،ويحملق عندما يسمعها البليد.