المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الامبراطورية هُزمت: شبرد بليس *



رزاق الجزائري
15/02/2007, 07:38 PM
الامبراطورية هُزمت: شبرد بليس *
أحدهم على نجاح الديمقراطيين فى انتخابات الكونغرس التى جرت يوم 7 نوفمبر-تشرين الثانى الماضى فقال: "لقد حطمنا الاصفاد التى كانت تكبل ايدينا"، واحتفل كثيرون بهذه المناسبة "السعيدة" من وجهة نظرهم. ولكن بعد هذا وذاك يجب ان نتأمل بعناية الوضع الراهن للامبراطورية الامريكية. فالدلائل تشير الى أن قوتها اخذة بالانحطاط.
وبالرغم من سقوط حزبه فى تلك الانتخابات اصرَّ الرئيس جورج بوش فى اليوم التالى لليوم الذى جرت فيه، على ان الهزيمة فى حرب العراق ليست خياراً مقبولاً ولكن الحقيقة هى ان الهزيمة فى العراق قد قصمت ظهر بوش بشكل واضح للعيان. وهذه الهزيمة فى حرب العراق ليست مجرد ضربة للحزب الجمهورى ولا لبوش فقط بل هى ضربة قاصمة للامبراطورية الامريكية كلها. وبالرغم من ذلك حاول بوش يوم 8 نوفمبر ان يعتلى صهوة جواد "النصر" المزعوم ويدعى بأنه هو المنتصر وان كانت نبرته دلت على هبوط غروره.

ويبدو ان بوش وشركاءه قد جاملوا الديموقراطيين الفائزين الى حد عجيب خلال الأيام التالية للهزيمة التى دوخت رؤوسهم. ولكن يجب الا يثق احد بهم. فهم دوماً مخاتلون ومتآمرون وسيظلون متأهبين لاقتناص اية فرصة سانحة. فالانتخابات تفتح الابواب امام التغييرات.

ولكن التغييرات "العميقة" لا تأتى من الاحتفالات فقط. بل تأتى ايضا من اليقظة ومواصلة الكفاح من اجل الحرية. لذا لا يجوز ان تخدعنا المظاهر وتدفعنا الى النعاس.

لقد عم الحماس بين اوساط الشعب الامريكى حالما جاءت الانباء عن فوز الديموقراطيين باغلبية مقاعد مجلس النواب ثم باغلبية مقاعد مجلس الشيوخ. وازداد الحماس عندما اعلن عن طرد وزير الدفاع دونالد رمسفيلد.

لا اريد ان استسقى الامطار على احتفالات نتائج الانتخابات المشمسة. ولكننى ارى انه قد آن الاوان لإمعان النظر فى احوال العالم وما يترتب علينا من العمل حيالها.

فاذا نظر المرء الى ما دون السطح فانه سيجد ان المحافظين الجدد الذين يشكلون عماد نظام بوش هم الخاسرون. لذا فقد يعمد بعض الامريكيين للاسترخاء أملاً بان الحزب الديموقراطى سيصحح الاوضاع. لكن ذلك الاسترخاء غير مرغوب فى الفترة الحالية اذ سيعطى الديموقراطيين مجالاً لسحب القوات الامريكية من العراق ومعالجة كثير من خطايا النظام الامبراطورى واخطائه.

الفترة الحالية هى الاونة التى يجب فيها ان نعمق فهمنا للدور الامبريالى الذى تلعبه امريكا على المسرح العالمي. لكن يبدو ان معظم الديموقراطيين قانعون بانقاذ المركب الامريكى من الغرق باجراء اصلاحات بسيطة بدلاً من ان يحاولوا وقف التدهور الذى تواجهه امريكا فى موازين القوى.

هناك علائم انحطاط داخلى وخارجى للامبراطورية الامريكية فى المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية. ومن هذه العلائم ازدياد تحفز قادة امريكا اللاتينية على اتخاذ موقف التحدى نحو امريكا التى ظلت منذ عشرات السنين تنهب وتسرق مواردهم الطبيعية وتعامل كثيرا من الاقطار اللاتينية وكأنها مستعمرات لها. فهذه الاقطار تستحق ان تتمتع بالحرية.

لقد ظلت الامبراطورية الامريكية قائمة طوال القرن العشرين على استهلاك النفط. لكن موارد النفط والغاز فى العالم كله آخذة بالنضوب تدريجياً بينما يزداد الطلب عليها، خاصة من الصين والهند. لذا فان الولايات المتحدة تتخبط كالمجانين سعياً لتأمين حاجتها من النفط والغاز.

فكلما نقصت هذه الموارد يزداد انحطاط الامبراطورية الامريكية التى ليس باستطاعتها ان تستمر فى شن الحروب من اجل النفط.

ويبدو ان دورة يتناوب فيها الانكماش والتراجع مع التمدد والتوسع، ملازمة لحياة كل كائن حي. فمنذ وصول المهاجرين الاوائل الى امريكا التى كانت فى الاصل بلاد القبائل التى سميت زوراً "الهنود الحمر"، استمروا فى التوسع باضطراد وبالتراجع فى احيان نادرة. ولكن ربما حان الوقت الآن للامريكيين لينكمشوا ويتراجعوا. وباستطاعتنا إما ان نتراجع بالحسنى وإما ان نُرغم على ذلك بالقوة والعنف الباهظ الكلفة.

لقد حان الوقت لأن يؤيد المواطنون الامريكيون الدعوة لرفع قبضة امريكا عن اعناق الشعوب الاخرى فى جميع انحاء العالم لتسمح لتلك الشعوب بان تتحرر وتنتعش. وبامكاننا عندئذ ان نشاطرهم ببعض ما لدينا من الفوائض من ثرواتنا بدلاً من تكديسها ووضعها تحت الاقفال.

ان على امريكا ان تخطو من التوسع الى الانكماش، ومن السيطرة الى الشراكة. ويمكن تحقيق ذلك باسلوب لطيف اذا توفرت قيادة رشيدة، او بالاسلوب الفظ الذى تمارسه القيادة الحالية. ولكن اخشى ان الديموقراطيين ايضا يتمسكون باسلاب الامبراطورية.

جرح امريكا القاتل

هجمات 11 سبتمبر-ايلول 2001 التى ارتكبها فريق معظمهم سعوديون قصمت ظهر رمزين من أهم رموز القوة الامريكية. اذ دمرت مركز التجارة العالمية فى نيويورك "وهو قلب القوة المالية"، وجزءاً من مبنى البنتاغون "قلب القوة العسكرية الامريكية" فى واشنطن.

ولم تسبب هذه الهجمات الاجنبية على الولايات المتحدة جرحاً قاتلاً للامبراطورية. ولكن الامبراطورية الجريحة انطلقت لتضرب افغانستان التى لم ترتكب اى ذنب، "بدلاً من ان تهاجم البلاد التى اتى منها مرتكبو جرائم11/9".

ثم هاجمت العراق بحجج لا صحة لها تحت انظار العالم الذى وقف يراقبها مشدوهاً ومشمئزاً منها. فقد قتل الامريكيون وحلفاؤهم مئات الآلاف من العراقيين.. وهذه وصمة عار لا تمحى عن جبين الولايات المتحدة.

لقد لعبت امريكا بورقتها العسكرية فلم تربح،. ولكنها بدلا من ان تصلح اخطاءها ظلت متمسكة بها فغرقت رويداً رويداً فى مستنقع الهزيمة فى افغانستان وفى العراق، ومن جراء ذلك انكشفت عورتها ونقاط ضعفها. وفى غضون ذلك ظل كثيرون ممن يكرهون امريكا يتحفزون لتنظيم المقاومة ضدها. وهكذا اصبحت الولايات المتحدة عرضة للهجمات الآن اكثر من اى وقت مضى.

ان من المعروف ان الولايات المتحدة لم تحقق اى انتصار حاسم فى اهم حربين خاضتهما خلال النصف الثانى من القرن الماضى ــ فى كوريا فى الخمسينات وفى فيتنام فى السبعينات. فقد خسرت حرب فيتنام ويرى كثيرون انها خسرت حرب كوريا أيضاً اذا اخذنا الوضع الراهن للكوريتين الجنوبية والشمالية.

وكانت الولايات المتحدة قد بلغت اوج قوتها اثر الحرب العالمية الثانية مباشرة، وبدا فى الاعوام الاخيرة ــ من جراء تراكم ثرائها وانهيار خصمها الاتحاد السوفييتي، انها اقوى بكثير مما هى فى الحقيقة. لكن فشلها فى عدة بلدان جعلها تستحق تسمية "نمر من الورق" وان "اقتصادها مزيف" ويوشك على ان ينهار فى اية لحظة.

ولكن هل باستطاعة الكونغرس بعد ان وقعت السيطرة عليه بيد الديموقراطيين ان يصلح الاوضاع؟

لقد كتب ايمانويل وولرستاين الاستاذ بجامعة ييل فى مقال نشره فى يوم 5 نوفمبر-تشرين الثانى الماضى بصحيفة سان فرانيسكو كرونيكل بعنوان "صدمة الهزيمة" قائلا: "ان عيب قادة الحزب الديمقراطى هى انهم يعتقدون "مثلما تعتقد قيادة الحزب الجمهوري" ان الولايات المتحدة هى مركز العالم وقلبه وانها مصدر الحكمة والرشاد وحامية الحرية فى كل انحاء العالم".

فالحقيقة هى ان الديموقراطيين يريدون اعادة الولايات المتحدة الى مكانة "مركز وقلب النظام العالمي"، ولا يختلفون فى ذلك عن الجمهوريين. فى سنة 1986 نشر الكاتب الامريكى غور فيدال مقالاً فى مجلة "ذى نيشين" بعنوان "تعزية بوفاة الامبراطورية الامريكية". فقال ان هذه الامبراطورية قامت فى سنة 1914 عندما حلت نيويورك محل لندن كأهم مركز مالى فى العالم. واصبحت فى نهاية الحرب العالمية الثانية اقوى دول العالم لأن خسائرها ودمارها كان أقل مما اصاب اية دولة كبرى اخرى. لكن ما جاءت الثمانينات الا وقد اصبحت امريكا دولة مديونة.

منذ ذلك الحين ازداد غرقها فى الديون، خاصة الديون المستحقة للصين. ويقول فيدال: "كجميع الامبراطوريات الحديثة كانت امبراطوريتنا تعتمد على القوة العسكرية بقدر اعتمادها على القوة الاقتصادية".

اننى شخصياً اتجنب استعمال عبارات "سقوط" و "تعزية" و"انهيار" لوصف احوال امريكا فى الوقت الحاضر لان هذه الاوصاف سابقة لاوانها. فمازالت لدى امريكا قوة كبيرة وسيستغرق وصولها الى الانهيار سنيناً طوال. وهذا يعتمد على كيفية تجاوب قادة امريكا وشعبها مع تطورات توازن القوى والتحالفات فى العالم. فخوض المزيد من الحروب من اجل النفط لن يزيدنا قوة بل سيستنزف مواردنا "المحدودة على كثرتها" ويقضى على البقية الباقية من المشاعر الطيبة نحونا لدى الشعوب الاخرى. فتجنب هذا المصير يتطلب ان نتحكم بمهارة فى عملية الانحطاط ونتخذ دوراً اقل هيمنة على الاخرين من الاسرة العالمية.

ومع ان امريكا مازالت الدولة العظمى الوحيدة فى العالم، توجد دلائل كثيرة على انها تفقد تفوقها الاقتصادي. فقد اعترف الرئيس بوش قبيل انتخابات الكونغرس الاخيرة بان حرب العراق كانت من اجل النفط. ولكن قيمة الدولار الامريكى مازالت مستمرة فى الهبوط وأخذ الكثيرون يتحدثون عن جعل اليورو هى عملة النفط العالمية.

وبغض النظر عما سيفعله الديموقراطيون نتوقع ان يستمر انحطاط الامبراطورية الامريكية اكثر فأكثر. فيجب استغلال الحماس الذى لازم النتخابات لنستكشف ما فى اعماق نفوسنا ونفكر فى كيفية التحكم بعملية الانحطاط وان نتخذ خطوات جريئة لتنفيذ ما سيكون هو الحل الأفضل. ان القوة بمختلف اشكالها تنتقل الى الشرق "والى الجنوب". وهذا هو الذى دفع امريكا الى ان تحارب فى كوريا وفيتنام فى الماضى وتحارب الان فى الشرق الاوسط.

ما العمل الآن؟

كل من عاش مات او سيموت ــ الاشخاص، والكواكب والنجوم، وحتى اقوى الامبراطوريات. وقد جاء الآن دور الامبراطورية الامريكية فهى الان فى حالة انحسار وانكسار. والمهم فى نظرى هو البحث عن اسلوب يمكننا من ادارة هذا الانحطاط بتعقل وحكمة. ولكن يبدو ان الحكومة الامريكية الحالية تهدر البقية الباقية من مواردنا وتدفع علاقاتنا مع الدول الاخرى من سيء الى أسوأ.

لقد حظيت الولايات المتحدة بتعاطف كثير من جميع الشعوب اثر ضربات 11 سبتمبر لكن هذا التعاطف تبخر بسرعة لأن الحكومة الامريكية لا تريد ان يتعاطف معها احد على قدم الندية. لكن هذا الموقف غير سليم.

ولذا يجب ان نحشد مالدينا من خبرات وموارد كبيرة لنتعاون مع الآخرين بشكل افضل، اى بالتواضع بدلاً من الغرور والاستكبار.

لدينا امثلة كثيرة عن كيفية سقوط الامبراطوريات الغابرة المندثرة. فشعب المايا "الحربجي" فى القارة الامريكية انقرض وزال من الوجود.

والامبراطورية الرومانية التى مازالت لها بعض الاثار فى ايطاليا ولَّت الى غير رجعة. وفى عصرنا انهارت الامبراطورية السوفييتية دون ان تعمر طويلاً بالرغم من ان روسيا ظلت قوية. وبريطانيا التى تعتبر أب وأم الولايات المتحدة دالت امبراطوريتها ايضاً. وانهيار هذه الامبراطريات عبرة لمن اعتبر. ومن اخذ العبرة على محمل الجد سينجو بينما الذى يأخذه الغرور سيلقى مُرَّ العذاب.

من المتوقع طبعاً ان تكون لانهيار الامبراطورية الامريكية تأثيرات عظيمة على الشعب الامريكى وعلى العالم اجمع. وقد سبق ان ابديت رأيى بان الولايات المتحدة ستتفكك عرى وحدتها وتصبح كل ولاية منفردة لوحدها او تدخل فى وحدة كونفدرالية مع بعض جاراتها. فعلى سبيل المثال ظهرت فى لاية فيرمونت المتاخمة لكندا حركة انفصالية قوية. كما ظهرت فى كاليفورنيا الشمالية القريبة من كندا ايضا حركة تدعو للانفصال عن كاليفورنيا الجنوبية المتاخمة للمكسيك. وقد تنضم كاليفورنيا الشمالية الى ولايتى اوريغون وواشنطن المجاورتين وقد تتسمى بلقب كسكاديا او شيء. من هذا القبيل.

قد يكون التفكير فى تمزق الولايات المتحدة داخلياً سابقاً لاوانه. ولكن هذا هو الذى حدث للاتحاد السوفييتى الذى كان يضم 16 جمهورية فانفصلت خمسة عشر جمهورية وبقيت روسيا وحيدة معزولة. وقد جاء انهيار اتحاد الجمهوريات السوفييتية مفاجئاً مثلما حصل سنة 1989 للجدار الذى كان يفصل برلين الشرقية عن الغربية. فعندما يأتى زلزال قوى لا يبقى حجر قائماً على حجر ولذا يجب اتخاذ الحيطة قبل وقوع الكارثة.

لقد اسعدنى ان ارى ان الحزب الديمقراطى قد كال صفعةً قوية للرئيس بوش يوم 7 نوفمبر. لكن هذا لا يكفي. فللأسف اوضحت نانسى بيلوزى رئيسة الكونغرس "المفترضة" انها ترفض سماع اى كلام عن محاكمة بوش ومعاقبته. ومن المرجح ان توحد بيلوزى الصفوف وتحاول ان تمدد عمر الابمراطورية لأنها ورفاقها مدينون بالكثير للشركات الكبرى المستفيدة من طول باع الامبراطورية خارج الولايات المتحدة.

فالديموقراطيون اذن لن يتولوا مهمة تسهيل انسحاب امريكا من امبراطوريتها بدون ان تتكبد خسائر لا قبل لها بها. لذا يجب على كل ناخب امريكى الا يركب عربة الحزب الديمقراطى الا بعد التأكد من سلامة نواياها وصحة افعالها.

وأول اختبار يمكن اجراؤه هو التعرف على مدى جدية الحزب الديمقراطى نحو طلب القوات المسلحة الامريكية زيادة مخصصاتها للحرب فى العراق وافغانستان فى السنة القادمة بمبلغ 160 مليار دولار يضاف الى الميزانية العادية المقررة.

وقد جاء هذا الطلب قبل ان يمر يومان على فوز الديمقراطيين فى انتخابات 7 نوفمبر فوعدت النائبة بيلوزى بانها لن تبخل بشيء على القوات المحاربة فى ميادين القتال. ويجب الاشارة بهذا المناسبة الى ان ميزانية القوات المسلحة الامريكية أضخم من الميزانيات العسكرية لجميع دول العالم الاخرى، كما ان شركات الاسلحة الامريكية تصدر معظم ما تتسلح به اغلب الدول.

ومع انه يبدو ان نظام بوش آخذ بالانحطاط، كان بوش قادراً على كسب تأييد الشعب الامريكى للاحتفاظ بالهيمنة الامبراطورية ومكاسبها. فمن المتوقع ان يحذو الحزب الديمقراطى حذوه، خاصةً اذا تعرضت تلك الامبراطورية للتهديد. فمع انها فى حالة هبوط وانتكاس ستظل هذه الامبراطورية لعدة سنوات قادرة على البطش والارهاب.

وقد كتب الكاتب الثاقب البصيرة توم انجلهاردت مقالاً يوم 8 نوفمبر-تشرين الثانى الماضى بعنوان "الناخبون يهاجمون امبراطورية بوش" فقال: "ان اغلب شعوب العالم تعتبر امريكا دولة خارجة على القانون. وهذا ليس امراً جديداً اذ انه قائم منذ مدة طويلة".

وتحدث انجلهاردت عن "رئيس الجمهورية الامبراطور" فقال ان الكونغرس قد تبنى هذا الاستعلاء كما لقى هوى فى نفوس المواطنين الامريكيين الذين اخذوا يشعرون بأن من حقهم ان يحكموا العالم على اساس "طريقة الحياة الامريكية". لذا يبدو ان اجراء تغيير على رئاسة الدولة، لا بل على الكونغرس ايضاً، لن يكفى . فنحن بحاجة الى ما يسميه استاذى البرازيلى باولو فريرى "هزة ثقافية تزلزل الافكار البالية التى تعشش فى اذهان الامريكيين من المحيط الى المحيط".

وعلق جيم البرتينى الناشط من اجل السلام والمطالب بالسيادة لجزر هاواى الخاضعة لامريكا فقال: "يجب على الديموقراطيين، وعلى كافة الشعب الامريكي، ان يثبتوا بالافعال لا بمجرد الاقوال انهم يريدون ان تتبدل امريكا من وضعها السيء الى وضع افضل. اذ يجب ان تدل افعالنا على اننا نرغب بان نكون اصدقاء، مسالمين وشركاء عاديين للآخرين، بدلا من ان نظل بعبعاً يرعب الاسرة العالمية التى يجب ان نتعامل معها بالحوار على اساس الندية والمساواة. فهذا هو الاسلوب الذى سيحل اعقد المشاكل".

* كاتب ومعلم متقاعد وضابط سابق فى الجيش الامريكى وهو الآن مزارع فى كاليفورنيا الشمالية. وقد ساهم فى اصدار 19 كتاباً من جملتها ثلاثة كتب عمّا وراء احداث 11/9. وكان آخر كتبه كتاب بعنوان "الجنود القدماء فى الحرب.. جنود مقدامون فى السلم".

رزاق الجزائري
15/02/2007, 07:42 PM
المصدر
http://www.alarabonline.org/index.asp?fname=%5C2006%5C12%5C12-12%5C824c4.htm&dismode=x&ts=12/12/2006%2002:47:22%20%D9%85

طارق شفيق حقي
15/02/2007, 09:24 PM
الامبراطورية هُزمت: شبرد بليس *


هو الانهيار

أمريكا تنهار