محمد أبو عمر
29/01/2005, 06:58 PM
مرت علينا سنون.. وأيام طويلة
إشتريناها كلها بــ "الجملة".. بسعر زهيد ، ولم نعبأ بحساب الساعات
فقد عشناها بالــ "قطاعى" لحظات وثوانى
كنا لا ننام ، أدمنت نفوسنا حبوب "الهلوسة".. وآفيون "الأغانى الوطنية"
كنا ننتظر شيئا ما.. نصل الليل بالنهار
يتنفس أحدنا ملء رئتيه.. فقاعات الكذب الساخن
علنا نجد بيننا من يحيى الموتى.. ويبعث "الحلم" من القبور !
_____________________________
ومضى زمن السابقين الأولين.. تجار المخدرات.. ومحترفى "العذاب"
وأفلست مكاتب توزيع الأحلام على الفقراء فى ليالى العيد
وباتت الحقيقة حادة.. بارزة كالصخر.. تدمى أقدام الحفاة على سفحها المنحدر
فلا أدرى.. هل يئس اليأس منا أم ذُبح الأمل بشفرة "الإنتظار"
فما زلت أرى بالأفق.. باعة الوهم.. يتنفسون فى قبورهم !
_____________________________
كنتُ أحد المدنيين "العزل"
فى واحدة من الحروب التى لم نتمكن من تفاديها بمشروع "السلام العادل"
وتحت وطأة القصف.. لجأنا لأحد البيوت المهجورة
وتعبيرا عن "حسن الطالع".. كنت أقرب الجالسين إلى الباب
لم تمض ثوان.. حتى طارت رأس بشرية لتستقر فى حجرى
تسمرت عيناى للحظات.. على الدماء التى تفور بغزارة كالبركان
ولما ذهب عنى الروع وجاءتنى البشرى.. أن الرأس الطائرة لم تكن رأسى
نظرت بالخارج.. فإذا صاحبها مازال على دراجته ممسكا بـ "زمامها"
وهو يسير مندفعا لعدة أمتار ، دون أن يفقد توازنه
حتى إرتطم بجدار فى نهاية الشارع
فسقط على الأرض.. وسقط معه ما بقى من "آدميته"
مشهد حزين تجتره ذاكرتى البلاستيكية بتلقائية عجيبة
حين أقرأ جريدة الصباح.. صفحة "أخبار العرب" !!
فما زلنا ممسكين بـ "زمام الأمور".. حتى آخر الشارع.. حيث الجدار
_____________________________
كان صديقى عنيدا لدرجة الحماقة
كان يكره القطار.. ويعتقد أنه كائن متكبر
لا يحمل فى قلبه الحديدى المحترق.. أى إستعداد "للتفاوض" أو "لتعديل المسار"
ولا أمل فى أن يتنازل يوما عن "حق العودة" من طريقه الحديدى الطويل
أراد صاحبى أن يناصحه يوما.. ويلقنه درسا لا ينساه.. فى فن "تمييع الثوابت"
لم أفهم حينها من الذى لن ينسى هذا الدرس.. صاحبى أم عدوه القاسى
نطحه الأحمق برأسه.. فى تحد وإنفعال واضح
فأزاح القطارُ عن طريقه بهدوء.. ذاك الرأس الثائر !
_____________________________
أين رفاق الأمس
جيل المغفلين
باعوا ملابسهم "الداخلية"
بتسوية "عادلة"
مقابل..
حكم "مؤجل" بالإعدام
أبو عمر
إشتريناها كلها بــ "الجملة".. بسعر زهيد ، ولم نعبأ بحساب الساعات
فقد عشناها بالــ "قطاعى" لحظات وثوانى
كنا لا ننام ، أدمنت نفوسنا حبوب "الهلوسة".. وآفيون "الأغانى الوطنية"
كنا ننتظر شيئا ما.. نصل الليل بالنهار
يتنفس أحدنا ملء رئتيه.. فقاعات الكذب الساخن
علنا نجد بيننا من يحيى الموتى.. ويبعث "الحلم" من القبور !
_____________________________
ومضى زمن السابقين الأولين.. تجار المخدرات.. ومحترفى "العذاب"
وأفلست مكاتب توزيع الأحلام على الفقراء فى ليالى العيد
وباتت الحقيقة حادة.. بارزة كالصخر.. تدمى أقدام الحفاة على سفحها المنحدر
فلا أدرى.. هل يئس اليأس منا أم ذُبح الأمل بشفرة "الإنتظار"
فما زلت أرى بالأفق.. باعة الوهم.. يتنفسون فى قبورهم !
_____________________________
كنتُ أحد المدنيين "العزل"
فى واحدة من الحروب التى لم نتمكن من تفاديها بمشروع "السلام العادل"
وتحت وطأة القصف.. لجأنا لأحد البيوت المهجورة
وتعبيرا عن "حسن الطالع".. كنت أقرب الجالسين إلى الباب
لم تمض ثوان.. حتى طارت رأس بشرية لتستقر فى حجرى
تسمرت عيناى للحظات.. على الدماء التى تفور بغزارة كالبركان
ولما ذهب عنى الروع وجاءتنى البشرى.. أن الرأس الطائرة لم تكن رأسى
نظرت بالخارج.. فإذا صاحبها مازال على دراجته ممسكا بـ "زمامها"
وهو يسير مندفعا لعدة أمتار ، دون أن يفقد توازنه
حتى إرتطم بجدار فى نهاية الشارع
فسقط على الأرض.. وسقط معه ما بقى من "آدميته"
مشهد حزين تجتره ذاكرتى البلاستيكية بتلقائية عجيبة
حين أقرأ جريدة الصباح.. صفحة "أخبار العرب" !!
فما زلنا ممسكين بـ "زمام الأمور".. حتى آخر الشارع.. حيث الجدار
_____________________________
كان صديقى عنيدا لدرجة الحماقة
كان يكره القطار.. ويعتقد أنه كائن متكبر
لا يحمل فى قلبه الحديدى المحترق.. أى إستعداد "للتفاوض" أو "لتعديل المسار"
ولا أمل فى أن يتنازل يوما عن "حق العودة" من طريقه الحديدى الطويل
أراد صاحبى أن يناصحه يوما.. ويلقنه درسا لا ينساه.. فى فن "تمييع الثوابت"
لم أفهم حينها من الذى لن ينسى هذا الدرس.. صاحبى أم عدوه القاسى
نطحه الأحمق برأسه.. فى تحد وإنفعال واضح
فأزاح القطارُ عن طريقه بهدوء.. ذاك الرأس الثائر !
_____________________________
أين رفاق الأمس
جيل المغفلين
باعوا ملابسهم "الداخلية"
بتسوية "عادلة"
مقابل..
حكم "مؤجل" بالإعدام
أبو عمر