المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في الغار.... ..( من سلسلة الغريب)



طارق شفيق حقي
08/07/2004, 10:17 PM
من سلسة الغريب
في الغار

من غاره نزل قدماه قطعتان من حجر يداه خشبتان مسندتان نظراته جامدة نحول اعتنقه نزل من الغار ليشر ب.

نفدت زوادته وما اعتاد أن تنفد كان العطش قد أوغل مداه في غاباته. ريح صرصر عصفت به كأنها تقول له لا تنزل اصبر على عطشك وابقي في غارك بالرغم أنه استوعب إشارات الرياح لكنه نزل

نزل عطشا نزل إلى المشرب مد يده ليشرب شاهد حسناء تريد الشرب انزوى يعطيها مجالا بقي في مكانه طويلا علها




تكون قد انتهت نظر لكنها لم تكن قد انتهت ولم يكن يعرف كيف ينهي هذا
الموقف كان ينظر إلى حجارة الطريق الصغير يحادثها كان ينظر إلى شجيرات




الطريق يحادثهن هو يعرف لغة الحديث مع الحجارة والأشجار والأعشاب مع أركان هذا الكون لكنه ما كان يتقن لغة الحديث مع المرآة

بقيت في مكانها وبقي في مكانه إلا انه حين أطالت قال في نفسه أشرب شيئا يسير
وأمشي اقترب من العين ,وكانت العين تراقبه غض بصره قبل أن يمد يده إلا أنه شاهد دمعة تسقط في الماء قبل أن يشاهد يدا تعطيه كأسا للشرب ارتبك ومن قبلها ذهل وما استقر الخوف فيه إلا من بعد أن لم يرتوي من كاس الماء الذي شرب... أي ماء تشرب قال في نفسه رفع بصره شاهد حزنا يلتفها أي ماء تشرب قال في نفسه ومضى يلتفه حزن عميق نادته بصوت يحمل حزن شجرة وحيدة
ابق معي.
تجرع ما تبقى مما أخفاه له الزمان قال دعيني وحيدا نادته أبقى معي قال دعيني وحيدا


نادته خذني معك لم تكن الخطوة الثالثة قادرة على الحراك نظر فيها حاول أن يتجرع لكن دوره كان قد بدأ الآن قال دعيني وحيدا في غاري حزن الكون يلتفني وأنا صابر أتلذذ به وأخاف أن أخذتك أن لا تطيقي هذا الحزن فتحزني وأخاف أن يقتلني حزنك قبل حزن هذا الكون عليك فتبقين وحيدة في الغار لا يراك احد لأنك إن دخلت الغار فلن تستطيعي منه خروجا, دعيني لغاري دعيني لغاري ومشى مزلزلا, وبقيت الحسناء مكانها تستجدي عطشا يصيبه مرة أخرى فلقد رأت توقدا في عينيه جعلتها تعكف عن كل الشاربين من المشرب صعد إلى غاره واعتقد انه يستطيع الصبر كما صبر سابقا وما كان يدري أن طعم الماء قد تغير وأن صبره


سينفد في الغار كان يتحضر لحضن طيوف الحزن لكن الحزن قد هجره وبقى الآن وحيدا
وأخيرا نزل لكنه لم ينزل قطعة جامدة بل نزل سيلا يغسل كل أدران الوادي .

طارق شفيق حقي .

7\7\2003