PDA

View Full Version : النحيلة



خليد خريبش
21/01/2007, 04:44 PM
النحيلة
تلطم البندير بيدين لطيفتين،تخلق إيقاعا شجيا مع زوجها الذي يعزف على الكمان،تبدو عيناها شاخصتين عندما يشتد الإيقاع وتتيه الروح وتنتظم دقات القلب الضعيف مع دقات البندير،ظهرها مقوس،أنفها كذلك،تقارب الخمسين،تشبه زوجها إلى حد كبير،فهو ضعيف البنية ،يشد رأسه، يضع منديلا أخضر،يلبس جلبابا،كلاهما يحمل كيسا مدلى على الكتف،يجمعان فيه ما يجود به الكرماء "الجواد"الخبز،السمك،قطع حلوى،ملابس بالية...من دكان إلى دكان،الحلاق حسن يرقب المشهد من واجهة زجاجه،يمرر يده على رأس زبونه،ويركز النظر في النحيلةوزوجهاوالشابان اللذان كانا متكئان على الحائط،تحلقا حولهماو صارا يصفقان ويرقصان على إيقاع موسيقى النحيلة،تذكرحسن الأمهات،تذكر المعاناة ، تذكر الأم الحنونة،اهتزت مشاعره،شعر بالعطف نحوها ،تكلم عن البلاد قال:" ما زال تشوف العجب"،ما زال الشابان يرقصان،ربما أنهما جادا عليها بسخاء،تابع حسن الحلاقة ثم سكت ،فهو متعود على رؤية هذه المشاهد،قبل شاب رأس النحيلة،وقبل الآخر رأس زوجها وانطلقا فرحين يضحكان ويرددان الكلمات التي غنت،تابعت هي وزوجها رحلتهما،يبحثان عن قوتهما اليومي،ثمن حجرة الفندق،ثمن ربطة القنب الهندي الذي دخنه زوجها منذ مراهقته،حينما كان يصول ويجول في قريته الجبلية،هناك تعلم العزف على الكمان،هناك اشتهر بين الأقران،عندما باع الأراضي التي ترك أبوه،بدد كل أمواله في الخمور والنساء،أما الآن فهو يعيش حياة الترحال من مدينة إلى أخرى،حياة بويهيمي،نسي القبيلة،الأرض،الأهل كل شيء،أصبح يعرف المهرجين، الدراويش،الباعة المتجولين،المشعوذين،الذين يلتقي بهم في أحد الفنادق التي يرتادها هؤلاء،أصبح يعرف العيساوية التي تقدم عروضها بالثعابين،يتبعها حيثما حلت وارتحلت، والنحيلة تعلم كل شيء فهي ليست غبية،تعلم علاقة زوجها بالعيساوية. بدا الزوج يتقدمها وهي وراءه،راجعين في المساء،بعدما أكملا جولتهما اليومية،فهما لا يمشيان جنبا إلى جنب،بحكم بدويتهما،يمشي بسرعة وهي تتبعه،تتكلم معه بصوت مرتفع،يرفع يديه هازئا بها،ثم ترفع صوتها فينتبه إليهما المارة،وتقول "مابغيتيش تفرقها"رآهما الشابان، أثارهما المشهد،فهما ظنا أن النحيلة وزوجها يعيشان حياة سعيدة،حكيا الأمر إلى الحلاق ، أخبرهما أن ذلك الزوج حينما يعود إلى الفندق في المساء يترك النحيلة في الغرفة ويجتمع مع رواد الفندق ليدخن القنب الهندي،ويلعب الأوراق ثم يكمل الليلة في غرفة العيساوية،تحيط به صناديق الثعابين.
29-10-2006

طارق شفيق حقي
05/02/2007, 11:26 PM
النحيلة،تذكرحسن الأمهات،تذكر المعاناة ، تذكر الأم الحنونة،اهتزت مشاعره،شعر بالعطف نحوها


بويهيمي،نسي القبيلة،الأرض،الأهل كل شيء،أصبح يعرف المهرجين، الدراويش،الباعة المتجولين،المشعوذين،الذين

رغم أن القصة عن النحيلة لكنها تتكلم عن النحيلان

بطل القصة أنموذج تذكرني تماماً بأمي فاطمة
الشخصية المحورية التي ينصب عليها الضوء
وهذا الأسلوب يلمس لدى القاص خليد خريبش أو لنقل يحاول اللعب عليه
النحيلة التي يظن الناس أنها سعيدة مع زوجها ثم تراه ينصرف عنها للأفاعي
رغم أنها البطلة لكنها ظهرت بشكل ثانوي
السؤال هل استطاع القاص الاستفادة من هذا الأسلوب في تشخيص حالة النحيلة
أو لأي درجة نجح في ذلك ؟
الاستشهاد الأول أعلاه أرى فيه وصفاً ذهنياً . من خلال التكرار تذكر وتذكر ربما هناك أساليب أخرى لسرد صيرورة حالتها المتحركة
لأني شخصياً أرى جموداً ويباساً في هذه الجملة
أما الاستشهاد الثاني فكانت أخف من الأولى ربما لعدم ذكر كلمة يعرف أكثر من مرة كما يذكر في الأولى
ربما تحريك اللغة هنا ضروري كي لا تبدو الجملة حشواً أو زينة وترهلاً
الفكرة انسانية عميقة ربما بحاجة لمزيد من التحليل والتأني
مع براعة القاص خليد

تحياتي