المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مبايعة علي كرم الله وجه لأبي بكر رضي الله عنه



طارق شفيق حقي
10/01/2007, 06:43 PM
مبايعة علي كرم الله وجه لأبي بكر رضي الله عنه
من كتاب العقد الفريد
لابن عبد ربه


النضرُ بن إسحاق عن الحَسن قال‏:‏ قيل لعليّ‏:‏ علامَ بايعتَ أبا بكر فقال‏:‏ إنَّ رسول اللّه صلى

الله عليه وسلم لم يَمُت فَجْأة كان يَأْتيه بلالُ في كل يوم في مَرضه يُؤذّنه بالصلاة فيأمر أبا بكر

فيصلِّي بالناس وقد تَركني وهو يَرى مكاني فلما قُبض رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رَضي
المسلمون لدنياهم مَن رَضيه رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم لدينهم فبايعوه وبايعتُه‏.‏

طارق شفيق حقي
10/01/2007, 06:45 PM
خلافة أبي بكر رضي الله عنه - شُعبة عن سَعد بن إبراهيم عن عُروة عن عائشة‏:‏ إنّ النبيّ

صلى الله عليه وسلم قال في مَرضه‏:‏ مُروا أبا بكر فَلْيصلِّ بالناس‏.‏

فقلتُ‏:‏ يا رسولَ اللّه إنَّ أبا

بكر إذا قام في مَقامك لم يُسمِع الناسَ من البُكاء فَمُر عُمرَ فليصلِّ بالناس‏.‏

قال‏:‏ مُروا أبا بكر

فَلْيصلِّ بالناس‏:‏ قالت عائشة‏:‏ فقلتُ لِحَفصة‏:‏ قُولي له‏:‏ إنَ أبا بكر إذا قام في مَقامك لم يُسمِع

الناس من البكاء فمُر عُمر ففعلت حفصة‏.‏

فقال رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم‏:‏ مه‏!‏ إنكن

صواحبُ يوسف مُروا أبا بكر فَلْيصل بالناس‏.‏



أبو جَعدة عن الزُّبير قال‏:‏ قالت حفصة‏:‏ يا رسولَ اللّه إنك مَرِضتَ فقدَّمت أبا بكر‏.‏

قال‏:‏

لستُ الذي قدمتُه ولكنّ اللّه قَدّمه‏.‏



أبو سَلمة عن إسماعيل بن مُسلم عن أنس قال‏.‏

صلَّى أبو بكر بالنّاس ورسولُ اللّه صلى الله
عليه وسلم مريض ستةَ أيام‏

طارق شفيق حقي
10/01/2007, 06:52 PM
فضائل أبي بكر رضي اللّه عنه - محمد بن المَنكدر قال‏:‏ نازع عمرَ أبا بكر فقال رسولُ اللّه

صلى الله عليه وسلم‏:‏ هل أنتم تاركوِني وصاحبي إنّ اللّه بَعثني بالهُدى ودين الحق إلى الناس

كافّة فقالوا جميعاً‏:‏ كذبت وقال أبو بكر‏:‏ صدقتَ‏.‏

وهو صاحبُ رسول اللّه صلى الله عليه

وسلم وجليسه في الغار وأوّل من صلّى معه أمن به واتّبعه‏.‏

وقال عمر بن الخطّاب‏:‏ أبو بكر

سيّدنا وأعتق سيّدَنا‏.‏

يريد بلالاً‏.‏

وكان بلال عبداً لأميّة بن خَلف فاشتراه أبو بكر وأَعتقه

وكان من مُولَّدي مكّة أبوه رَباح وأمه حَمامة‏.‏

وقيل للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَن أول من

قام معك في هذا الأمر قال‏:‏ حُرّ وعَبد‏.‏

يريد بالحُر أبا بكر وبالعَبد بلالاً‏.‏

وقال بعضُهم‏:‏ عليّ
وخبّاب‏.‏

طارق شفيق حقي
10/01/2007, 06:57 PM
فلما حضرت الوفاةُ الحسنَ

بن عليّ أوصى بأن يُدفن مع جدّه في ذلك الموضع‏.‏

فلما أراد بنو هاشم أن يَحفِروا له مَنعهم

مروانُ وهو والي المدينة في أيام معاوية‏.‏

فقال أبو هُريرة‏:‏ علام تمنعه أن يُدفن مع جدّه فأشهدُ

لقد سمعتُ رسول الله عليه يقول‏:‏ الحسن والْحُسين سيّدا شباب أهل الجنة‏.‏ قال له مروان‏:‏ لقد

ضَيّع الله حديثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لم يَرْوه غيرُك‏.‏

قال‏:‏ أنا والله لقد قلتُ

ذلك لقد صحبتُه حتى عرفتُ مَن أحبُ ومن أبغض ومن نَفى ومن أقرّ ومن دعا له ومن دعا

عليه‏.‏

قال‏:‏ وسُطح قبرُ أبي بكر كما سُطح قبر النبيّ صلى الله عليه وسلم ورُش بالماء‏.‏



هشام بن عُروة عن أبيه‏:‏ إن أبا بكر صُلّي عليه ليلا ودُفن ليلا‏.‏

ومات وهو ابن ثلاثٍ وستين

سنة ولها مات النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وعاش أبو قحافة بعد أبي بكر أشهراً وأياماً

ووهب نصيبَه في ميراثه لولد أبي بكر‏.‏
وكان نَقش خاتم أبي بكر‏:‏ نعم القادر اللّه‏.‏

طارق شفيق حقي
10/01/2007, 09:40 PM
وقال النبي عليه الصلاة والسلام مَن كنتُ مولاه فعلي مولاه‏.‏

اللهم والِ مَن والاه وعادِ مَن



عاداه‏.‏

وقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أما تَرضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى

غيرَ أنه لا نبيّ بعدي وبهذا الحديث سَمَّت الشيعةُ علي بن أبي طالب الوصيِّ وأولوا فيه أنه

استخلفه على أمته إذ جعله منه بمنزلة هارون من موسى لأنّ هارون كان خليفة موسى على

قومه إذا غاب عنهم‏.‏

وقال السيد الْحِمْيري رحمه اللّه تعالى‏:‏

إني أدينُ بما دانَ الوَصَّي به وشاركتْ كفّه كَفَيّ بصفَينا

وجمع النبي صلى الله عليه وسلم فاطمةَ وعليا والحسَنَ والْحُسين فألقى عليهم كساءَه وضمهم

إلى نفسه ثم تلا هذه الآية‏:‏ إنما يُريد اللّهُ ليُذهبَ عنكمِ الرجسَ أهلَ البَيت ويُطهَركم تَطْهيرا‏.‏


فتأولت الشيعةُ الرجس هاهنا بالخَوض في غمرة الدُّنيا وكُدورتها‏

طارق شفيق حقي
10/01/2007, 09:41 PM
وقال النبيّ صلى الله عليه

وسلم يومَ خَيبر‏:‏ لأعطين الراية غداً رجلاً يُحب الله ورسولَه ويُحبه الله ورسولُه لا يُمسي

حتى يَفتح الله له‏.‏

فدعا عليًّا وكان أرمدَ فَتفَل في عينيه وقال‏:‏ اللهم‏.‏

قِه داءَ الحر والبرد‏.‏



فكان يلبس كُسوة الصيف في الشتاء وكُسوة الشتاء في الصيف ولا يضره‏.‏

أبو الحسن قال‏:‏ ذُكر

عليّ عند عائشة فقالت‏:‏ ما رأيت رجلاً أحبَّ إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم منه ولا

رأيتُ امرأة كانت أحبَّ إليه من امرأته‏.‏

وقال عليُّ بن أبي طالب‏:‏ أنا أخو رسول اللّه صلى الله

عليه وسلم وابن عمه لا يقولها بعدي إلا كذّاب‏.‏

الشَّعبي قال‏:‏ كان عليّ بن أبي طالب في هذه



الأمة مثل المسيح بن مريم في بني إسرائيل أحبّه قومٌ فكفروا في حُبه وأبغضه قوم فكفروا في
بُغضه‏.‏

طارق شفيق حقي
10/01/2007, 09:43 PM
وقال النبيّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الحسنُ والْحُسين سيِّدا شباب أهل الجنة وأبوهما خيرٌ

منهما‏.‏

أبو الحسن قال‏:‏ كان علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه يُقَسم بيت المال في كل جمعة

حتى لا يبقي منه شيئاً ثم يُفرش له ويَقيل فيه‏.‏

ويتمثَل بهذا البيت‏:‏

هذا جَنايَ وخِيَاره فيه إذ كُلّ جانٍ يدُه إلى فيه

كان علي بن أبي طالب إذا دَخل بيتَ المال ونَظر إلى ما فيه من الذَّهب والفضة قال‏:‏

ابيَضيِّ واصفري وغري غيري إنّي من اللّه بكُل خَيْر

ودخل رجل على الحسن بن أبي الحسن البصري فقال‏:‏ يا أبا سعيد إَنهم يَزعمون أنك تُبغض

عليّا‏.‏

قال‏:‏ فبكى الحسنُ حتى اخضلَّت لِحْيته ثم قال‏:‏ كان علي بن أبي طالب سهماً صائباً

من مَرامي الله على عدوّه ورباني هذه الأمة وذا فَضْلها وسابقتها وذا قرابة قريبة من رسول

الله صلى الله عليه وسلم لم يكن بالنومَة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا المَلولة في

ذات الله ولا السَّروفة لمال اللّه‏.‏

أعطى القرآن عزائمه ففاز منه برياض مُونقة وأعلام بَينة ذلك
علي بن أبي طالب يا لُكع‏.‏

طارق شفيق حقي
10/01/2007, 09:51 PM
مقتل طلحة في حادثة الجمل

أبو الحسن قال‏:‏ كانت وقعة الجَمل يوم الجُمعة في النَصف من جُمادى الآخرة التَقوا فكان أوَلَ

مَصْروع فينا طلحةُ بن عُبيد الله أتاه سَهمُ غَرْب فأصاب رُكبتَه فكان إذا أمسكوه فَتر الدم

وإذا تَركوه انفجر فقال لهم‏:‏ اتركوه فإنما هو سهم أرسله اللّه‏.‏



حمّاد بن زيد عن يَحيى بن لسَعيد قال‏:‏ قال طلحةُ يوم الجمل‏:‏

نَدمتُ ندامةَ الكُسعي لما طلبتُ رضَا بني حَزم بزَعمِي
للهم خُذ مني لعثمان حتى يَرضى‏.‏


لما انقضى يومُ الجمل خرج علي بن أبي طالب في ليلة ذلك


اليوم ومعه مولاه وبيده شَمعة يتصفّح وجوه القتلى حتى وَقف على طلحة بن عُبيد الله في بَطن

وادٍ مُتعفّراً فجعل يمسح الغبار عن وجهه وبقول‏:‏ أعزِزْ علي يا أبا محمد أن أراك متعفراً تحت

نجوم السماء وفي بطون الأودية إنا لله وإنا إليه راجعون‏.‏

شَقيت نفسي وقَتلتُ معشري إلى اللهّ



أشكو عُجَري وبُجري‏.‏

ثم قال‏:‏ واللهّ إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير من الذين

قال الله فيهم‏:‏ ‏"‏ ونَزَعنا ما في صُدورهم من غِلٍ إخوانَاً عَلَى سُرُرٍ مُتقابِلين ‏"‏ وإذا لم نكن نحن فمَن

هم أبو إدريس عن ليث بن طَلحة عن مُطَرف‏:‏ أن عليّ بن أبي طالب أجلس طلحةَ يوم الجمل
ومَسح الغُبار عن وجهه وبَكى عليه‏.‏



وقع قومٌ في طلحة عند عليّ بن أبي طالب فقال‏:‏ أما والله لئن قُلتم فيه إنه لكما قالِ الشاعر‏:‏

فتَى كان يُدْنيه الغِنَى من صَديقه إذا ما هو استغنى وُيبعده الفَقْرُ
كأنَ الثّريّا عُلِّقت في يَمينه وفي خَدِّه الشِّعري وفي الآخرَ البَدْر

طارق شفيق حقي
10/01/2007, 09:53 PM
قال أبو الحُسن‏:‏

لما انحاز الزُّبير يومَ الجمل مر بماء لبني تَميم فقيل للأحنف بن قيس‏:‏ هذا الزُّبير قد أقبل‏.‏

قال‏:‏

وما أصنع به أن جَمع بين هذين الغَزِيَّيْن وتَرك الناس وأقبل - يريد بالغَزييْن المُعسكرين - وفي

مجلسه عمرو بن جُرموز المجاشعيّ فلما سمع كلامَه قام من مجلسه واتبعه حتى وجده بوادي

الطباع نائماً فقَتله وأقبل برأسه على عليّ بن أبي طالب‏.‏

فقال عليّ‏:‏ أبْشر بالنار سمعتُ

رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ بشروا قاتل الزّبير بالنار‏.‏

فخرج عمرو بن جُرموز وهو

يقول‏:‏

أتيتُ عليَّا برأس الزُبير وقد كنتُ أحسبها زُلْفَه

فبشِّر بالنار قَبل العِيان فبئس بشارة ذي التّحفه

ومن حديث ابن أبي شيبة قال‏:‏ أقبل رجلٌ بسيف الزّبير إلى الحسن بن علي فقال‏:‏ لا حاجة لي

به أدخله إلى أمير المؤمنين‏.‏

فدخل به إلى عليّ فناوله إياه وقال‏:‏ هذا سيفُ الزّبير‏.‏

فأخذه

عليّ فنظر إليه مليّا ثم قال‏:‏ رَحم اللّه الزبير‏.‏

لطالما فَرَّج به الكُرب عن وجه رسول الله صلى



غَدر ابن جُرْموز بفارس بُهْمةٍ يومَ الهِياج وكان غيرَ مُعَدََّدِ

يا عمرو لو نبَّهته لوجدته لا طائشاً رَعِش الْجَنان ولا اليَدْ

ثَكِلْتك أمك أن قَتلت لمُسلما حلت عليك عُقوبة المتعمد

وقال جرير يَنعي على ابن مُجاشع قتلَ الزبير رضي الله تعالى عنه‏:‏

إني تُذكِّرني الزبيرَ حمامةٌ تَدعو ببَطن الواديين هَدِيلا

قالت قُريش ما أذلَّ مُجاشعاً جاراً وأكرمَ ذا القتيلَ قَتيلا

لو كُنتَ حرًّا يا بن قَين مُجاشعٍ شيعت ضَيفك فَرْسخاً أو مِيلاً
أفبعد قَتْلكم خليلَ محمدٍ تَرْجو القُيون مع الرسول سَبِيلا

طارق شفيق حقي
10/01/2007, 10:08 PM
دعا الحسينُ برواحله فركبها وتوجّه نحو مكة على المَنهج الأكبر وركب ابنُ الزبير بِرْذونا له وأخذ طريق

العَرْج حتى قدم مكة‏.‏

ومرّ حسينُ حتى أتى على عبد اللّه بن مُطيع وهو على بئر له فنزل

عليه فقال للحسين‏:‏ يا أبا عبد اللّه لا سَقانا اللهّ بعدَك ماءً طيباً أين تريد قال‏:‏ العراق‏.‏

قال‏:‏

سبحان اللّه‏!‏ لمَ قال‏:‏ مات معاويةُ وجاءني أكثرُ من حِمْل صُحف‏.‏

قال‏:‏ لا تفعل أبا عبد اللهّ

فواللّه ما حَفظوا أباك وكان خيراً منك فكيف يِحفظونك ووالله لئن قُتلت لا بَقيتْ حُرْمة بعدك

إلا استُحّلت‏.‏

طارق شفيق حقي
10/01/2007, 10:19 PM
من أشار بقتل الحسين رضي الله عنه شَمِر بن ذي الجَوْشن‏

بايع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم الحسنُ والحسين وعبد اللهّ بن جعفر



وهم صغار ولم يُبايع قطُّ صغيرٌ إلا هم‏.‏

عليُ بن عبد العزيزِ عن الزُّبير عن مُصعب بن عبد اللّه

قال‏:‏ حَجِّ الحُسين خمسةً وعشرين حِجَّة مُلبِّياً ماشياً‏.‏

وقيل لعلّي بن الحسين‏:‏ ما كان أقلً ولدِ

أبيك‏!‏ قال‏:‏ العَجب كيف وُلدتُ له كان يصلِّي في اليوم والليلة ألْفَ ركعة فمتى كان يتفرّغ

للنساء‏.‏

يحيى بن إسماعيل عن الشَعبي أنّ سالما قال‏:‏ قيل لأبي‏:‏ عبدِ اللّه بن عمر‏:‏ إن الحُسين

توجه إلى العراق فلحقه على ثلاث مراحل من المدينة وكان غائباً عند خروجه فقال أين

تريد فقال‏:‏ أريد العراق وأخرج إليه كُتب القوم ثم قال‏:‏ هذه بيعتهم وكُتبهم‏.‏

فناشده اللّه أن

يرجع فأبى‏.‏

فقال‏:‏ أحدثك بحديث ما حَدَّثتُ به أحداً قبلك‏:‏ إنّ جبريل أتى النبيّ صلى الله

عليه وسلم يُخيّره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة وإنكم بِضعة منه فواللّه لا يليها أحد من

أهل بيته أبداً وما صَرفها اللّه عنكم إلا لما هو خيرٌ لكم فارجع فأنت تَعرف غدر أهل

العراق وما كان يَلقى أبوك منهم‏.‏

فأبى فاعتنقه وقال‏:‏ استودعتك اللّهَ من قَتيل‏.‏

وقالت

الفرزذق‏:‏ خرجتُ أريد مكةَ فإذا بقِباب مضروبة وفَساطيط فقلت‏:‏ لمن هذه قالوا‏:‏



للحُسين فعدلتُ إليه فسلّمت عليه فقالت‏:‏ من أين أقبلتَ قلت‏:‏ من العراق‏.‏

قال‏:‏ كيف
تركت الناس قلتُ‏:‏ القلوب معك والسيوف عليك والنَصر من السماء‏

طارق شفيق حقي
10/01/2007, 10:23 PM
تسمية من قتل مع الحسين بن علي

رضي الله عنهما من أهل بيته ومن أسر منهم قال أبو عبيد‏:‏ حدَّثنا حجاج عن أبي مَعشر قال‏:‏

قتل الحُسين بن عليِّ وقتل معه عثمان بن عليّ وأبو بكر بن عليّ وجعفر بن عليّ والعباس بن

علي وكانت أمهم أمٌ البنين بنت حَرام الكِلابيّة وإبراهيم بن عليّ لأم ولد له وعبدُ الله بن

حسن وخمسةٌ من بني عَقِيل بن أبي طالب وعَوْن ومحمد ابنا عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب

وثلاثة من بني هاشم‏.‏

فجميعهم سبعةَ عشر رجلاً‏.‏

وأسر اثنا عشر غُلاماً من بنى هاشم

فيهم‏:‏ محمدُ بن الحُسين وعلي بن الحُسين وفاطمةُ بنت الحسين‏.‏

فلم تَقم لبني حَرب قائمة حتى

سَلَبهم الله مُلكَهم‏.‏

وكَتب عبدُ الملك بن مروان إلى الحجَّاج بن يوسف‏:‏ جنِّبْني دماء أهل هذا

البيت فإني رأيت بني حَرب سُلبوا مُلْكهم لما قتلوا الحُسين‏.‏



حديث الزهري في قتل الحسين

رضي الله عنه حدَّثنا أبو محمد عبد الله بن مَيسرة قال‏:‏ حدَثنا محمد بن مُوسى الحَرَشيّ قال‏:‏

حدَّثنا حمَاد بن عيسى الجُهني عن عمر بن قيس قال‏:‏ سمعتُ ابن شهاب الزُهري يُحدِّث عن



سعيد بن المُسَيِّب عن أبي هُريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم‏.‏

قال حمَاد بن عيسى‏:‏ وحدَّثني

به عبّاد بن بِشرْ عن عَقيل عن الزُّهري عن سَعيد بن المسيّب عن أبي هُريرة عن النبيّ صلى الله

عليه وسلم قال‏:‏ لا يُلدغ المؤمن من جُحر مرّتين‏.‏

وقالا‏:‏ قال الزهري‏:‏ خرجتُ مع قُتيبة أريد

المَصيصة فقَدِمنا على أمير المُؤمنين عبد الملك بن مروان وإذا هو قاعد في إيوان له وإذا

سماطان من الناس على باب الإيوان فإذا أراد حاجةً قالها للذي يَليه حتى تَبْلغ المسألة بابَ

الإيوان ولا يمشي أحدٌ بين السماطين‏.‏

قال الزُّهري‏:‏ فجئنا فقمنا على باب الإيوان فقال عبدُ

الملك للذي عن يمينه‏:‏ هل بَلغكم أي شيء أصبحَ في بيت المقدس ليلة قُتل الحسين بن عليّ

قال‏:‏ فسأل كل واحد منهما صاحبَه حتى بلغت المسألةُ البابَ فلم يَردّ أحدٌ فيها شيئاً‏.‏

قال

الزًهري‏:‏ فقلت‏:‏ عندي في هذا عِلْم‏.‏

قال‏:‏ فرجعت المسألةُ رجلاً عن رجل حتى انتهت إلى

عبد الملك‏.‏

قال‏:‏ فدُعيتُ فمشيتُ بين السماطين فلما انتهيتُ إلى عبد الملك سَلّمت عليه‏.‏



فقال لي‏:‏ من أنت قلت‏:‏ أنا محمد بن مسلمٍ بن عُبيد اللّه بن شهاب الزُّهري‏.‏

قال‏:‏ فعرِّفني

بالنَّسب وكان عبدُ الملك طلّابة للحديث فعرّفتُه‏.‏

فقال‏:‏ ما أصبح ببيت المَقدس يوم قُتل

الحُسين بن عليّ بن أبي طالب - وفي رواية عليّ بن عبد العزيز عن إبراهيم بن عبد اللّه عن

أبي مَعشر عن محمد بن عبد اللّه ابن سعيد بن العاص عن الزُّهري أنه قال‏:‏ الليلةَ التي قُتل في



صبيحتها الحُسين بن عليّ قال الزُّهري‏:‏ نعم حدَّثني فلان - ولم يُسَمِّه لنا - أنه لم يُرفع تلك

الليلة التي صبيحتها قُتل الحسين بن علي بن أبي طالب حجرٌ في بيت المقدس إلا وُجد تحته دمٌ

عَبيط‏.‏

قال عبدُ الملك‏:‏ صدقتَ حدَّثني الذي حدَّثك وإني وإياك في هذا الحديث لَغريبان‏.‏



ثم قال لي‏:‏ ما جاء بك قلت‏:‏ جئتُ مُرابطاً‏.‏

قال‏:‏ الزم الباب فأقمتُ عنده فأعطاني مالاً

كثيراً‏.‏

قال‏:‏ فاستأذنتُه في الخروج إلى المدينة فأذِن لي ومعي غلامٌ لي ومعي مالٌ كثير في عَيبة

ففقدتُ العَيبة فاتهمتُ الغلام فوعدتُه وتواعدتُه فلم يُقر لي بشيء‏.‏

قال‏:‏ فصرعتُه وقعدتُ

عَلَى صَدْره ووضعتُ مِرْفقي على وجهه وغمزتُه غمزةً وأنا لا أريد قتلَه فمات تحتي وسُقط

في يدي‏.‏

وقَدِمتُ المدينة فسألت سعيدَ بن المُسيّب وأبا عبد الرحمن وعُروة بن الزُّبير والقاسمَ

بن محمد وسالِم بن عبد اللّه فكلُّهم قال‏:‏ لا نعلم لك توبةً‏.‏

فبلغ ذلك عليَّ بن الحُسين فقال‏:‏

عليَ به‏.‏

فأتيتُه فقصصتُ عليه القِصة‏.‏

فقال‏:‏ إن لذنبك توبةَ صُمْ شهرين مُتتابعين وأعتق رَقبة

مُؤْمنة وأطعم ستين مسكيناً ففعلتُ‏.‏

ثم خرجتُ أريد عبد الملك وقد بلغه أني أتلفتُ المال

فأقمتُ ببابه أياماً لا يُؤذن لي بالدُّخول فجلستُ إلى مُعلِّم لولده وقد حَذِق ابنَ لعبد الملك

عنده وهو يُعلمه ما

يتكلّم به بين يدي أمير المؤمنين إذا دخل عليه فقلت لمؤدّبه‏:‏ ما تأمُل من أمير المؤمنين أن يَصلك



به فلك عندي ذلك على أن تُكلِّم الصبيّ إذا دخل عَلَى أمير المؤمنين فإذا قالَ له‏:‏ سَل

حاجتكَ يقول له‏:‏ حاجتي أن تَرضى عن الزهري‏.‏

ففَعل فضحك عبدُ الملك وقال‏:‏ أين هو

قال‏:‏ بالباب‏.‏

فأذن لي فدخلت حتى إذا صرتُ بين يديه قلت‏:‏ يا أمير المؤمنين حَدَّثني سعيدُ

بن المسيّب عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ لا يُلدغ المؤمن من جُحر
مرتين‏.‏