رزاق الجزائري
08/01/2007, 02:39 PM
http://www.photosdalgerie.com/data/media/24/boumed2.jpg
شاهدت حصة عن حياة الراحل هواري بومدين .التقاه احد الزعماء الاسيويين فصافحه بومدين بدون ان يعانقه فوقف الزعيم الاسيوي و اخد يردد على الهواري *سيدي الرئيس اريد ان اعانقك*رددها اكثر من مرة فانحنى عليه بومدين ضاحكا و عانقه فالتصق به ذلك الزعيم يعانقه بكل شرف و فخر و حرارة* هو منظر يعبر عن عظمة الرجل و قيمته عند الرجال ان يحس زعيم و رئيس الفخر بان يعانقه ما اجمل صدق المبادئ عندما يقترن مع صدق الافعال و يستحق فيها الرجل صفة النبل و الشهامة.
لا يعرف التاريخ الجزائري الحديث شخصية اكثر تأثيرا و كارزمية من شخصية الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين ذلك الرجل الذي كا ن من طينة الرجال التي قل نظيرها في هذا العالم وفي عالمنا العربي أمثال عبد الناصر و الملك فيصل.
الرجل الذي قال فيه كسنجر. *سيادة الرئيس امريكا تعرف انك لا تخاف امريكا *هو صاحب المقولة الشهيرة و التي كانت شعارا للاسترتيجية الخارجية للجزائر *نحن مع فلسطين ظالمة او مظلومة* و الذي يشهد له التاريخ انه ما تعاقس و هو رجل الحرب و الميدان عن دعم اي قضية عربية او تحررية عالمية عادلة .
فما عرفته الجزائر خلال فترة هذا الرجل تشهد عليه الكثرة الكاثرة من الأعداء والأصدقاء، هذا الرجل الذي تتفق حوله كل الآراء على أنه تمكن رغم الأخطاء والمطبات، والمشاكل التي صاحبت فترته- من تشييد دولة ذات سيادة استطاعت أن تخترق ببريقها الأخاذ كل المحافل الدولية، ويكفي فخرا لهذا الرجل أنه ممن كان له السبق والشجاعة والجرأة النادرة، أن وقف على منبر الأمم المتحدة لأول مرة وخاطب دول الاستكبار بلغة عربية فصيحة قلما يتحدث بها جهابذة وفطاحل اللغة، في زمن ارتد وانتكس فيه الكثيرون من القادة العرب.
فالرئيس «هواري بومدين» وضع أساس الدولة الجزائرية الحديثة بعد استرجاع السيادة من فم المستعمر الفرنسي، وهي الدولة التي تمتاز بالدور الفاعل للمؤسسات الضخمة، كما أرسى أسس البناء الصناعي الذي ينهض بالأمة على عجل ليجعلها اهم قطب صناعي جنوب المتوسط، ولو لم يعاجله الموت كما يقول بعض المراقبين والضالعين بالشأن الجزائري لكانت الجزائر اليوم في ركب الدول المتطورة، والدول الصناعية الكبرى المهابة الجانب.
وطبيعي جدا أن يكون المواطن الجزائري مُصانا مُعززا مُكرما في تلك الحقبة التي كان الرئيس «هواري بومدين» هو المشرف على السفينة الجزائرية قبل أن تغرق في بحر لجي عميق، ويغرق معها الشعب الجزائري.لأن الفترة التي صحبت حكم الرئيس هواري بومدين كانت فترة تتسم بالنقاء الاجتماعي بعبارة أخرى كان المجتمع الجزائري لا يزال على طبيعته النقية، كما كانت حاله إبان ثورة التحرير متكاتفا ومتآزرا سواء مع جيش التحرير الوطني أو مع بعضه بعضا، والذين يقولون عن أن المواطن الجزائري خلال هذه الفترة أصيب بالخمول العمدي، لأنه أصبح غير منتج بدليل أنه حطم كل ما بنته المرحلة البومدينية، فهم يربطون ذلك بما كان «بومدين» يقدمه للمجتمع من شعارات الاشتراكية وبخاصة الثورة الزراعية التي أثبتت فشلها على كل المستويات، وجعلت الفلاح بالاسم فقط ينال العلاوات من غير أن تكون هناك غلة.رغم أن بومدين أراد من كل ما قام به هو تعويض الفرد الجزائري الذي كان إن تغذى لا يتعشى، ودوره لا يقل عن دور الحيوان في مزارع الكولون الفرنسي.فغاية بومدين أن يعطي الأرض لمن كان بالأمس مستعبدا، ويجلد بسياط ظلم الفرنسيس وأزلامهم، وليعرف في الوقت ذاته أن حقه قد استرد إليه. و يكفيه فخرا انه مات و هو لا يملك اي عقار او ثروة و رصيده البنكي فيه 6الآف دينار ما يعادل 100دولار.
و هنا اود ان انقل ذكريات عن بومدين على لسان الصحفي الفرنسي الشهير بول بالطا و بول بالتا عمل مراسلا للوموند في كثير من البلدان العربية وارتبط بصداقات قوية مع قادتها ونخبتها بدءا من هواري بومدين والامام الخوميني.. وليس انتهاء بجمال عبدالناصر..
وقد حاوره العقيد المتعاقد محمد شفيق مصباح.
التقى العقيد المتقاعد، محمد شفيق مصباح، بالمراسل الأسبق ليومية ''لوموند'' في الجزائر، الفرنسي بول بالطا، يوم الخميس 7 ديسمبر 2006، وأجرى معه حوارا مطولا، سلم نسخة منه لـ ''الخبر'' وينشر في ''لوسوار دالجيري''، حول شخص الرئيس الراحل هواري بومدين· وقد وقع اختيار شفيق مصباح على بالطا لإجراء هذا الحوار معه، لكونه تعرف عن قرب على الرئيس الراحل هواري بومدين· ومن ذلك فإن شهادته تكتسي الكثير من الموضوعية والصدق، مع أن العقيد المتقاعد احتفظ لنفسه بحق الإعراب
عن تعلقه الوجداني بشخص بومدين·· ويكشف بالطا في هذا الحوار عن خفايا ما يعرفه من علاقة بومدين بالمؤسسة العسكرية وبجهاز
الاستخبارات، كما تناول جوانب خفية من حياته كعلاقته بالمال وتقشفه وموقفه من الفساد وزهده في الدنيا وصرامته·
شاهدت حصة عن حياة الراحل هواري بومدين .التقاه احد الزعماء الاسيويين فصافحه بومدين بدون ان يعانقه فوقف الزعيم الاسيوي و اخد يردد على الهواري *سيدي الرئيس اريد ان اعانقك*رددها اكثر من مرة فانحنى عليه بومدين ضاحكا و عانقه فالتصق به ذلك الزعيم يعانقه بكل شرف و فخر و حرارة* هو منظر يعبر عن عظمة الرجل و قيمته عند الرجال ان يحس زعيم و رئيس الفخر بان يعانقه ما اجمل صدق المبادئ عندما يقترن مع صدق الافعال و يستحق فيها الرجل صفة النبل و الشهامة.
لا يعرف التاريخ الجزائري الحديث شخصية اكثر تأثيرا و كارزمية من شخصية الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين ذلك الرجل الذي كا ن من طينة الرجال التي قل نظيرها في هذا العالم وفي عالمنا العربي أمثال عبد الناصر و الملك فيصل.
الرجل الذي قال فيه كسنجر. *سيادة الرئيس امريكا تعرف انك لا تخاف امريكا *هو صاحب المقولة الشهيرة و التي كانت شعارا للاسترتيجية الخارجية للجزائر *نحن مع فلسطين ظالمة او مظلومة* و الذي يشهد له التاريخ انه ما تعاقس و هو رجل الحرب و الميدان عن دعم اي قضية عربية او تحررية عالمية عادلة .
فما عرفته الجزائر خلال فترة هذا الرجل تشهد عليه الكثرة الكاثرة من الأعداء والأصدقاء، هذا الرجل الذي تتفق حوله كل الآراء على أنه تمكن رغم الأخطاء والمطبات، والمشاكل التي صاحبت فترته- من تشييد دولة ذات سيادة استطاعت أن تخترق ببريقها الأخاذ كل المحافل الدولية، ويكفي فخرا لهذا الرجل أنه ممن كان له السبق والشجاعة والجرأة النادرة، أن وقف على منبر الأمم المتحدة لأول مرة وخاطب دول الاستكبار بلغة عربية فصيحة قلما يتحدث بها جهابذة وفطاحل اللغة، في زمن ارتد وانتكس فيه الكثيرون من القادة العرب.
فالرئيس «هواري بومدين» وضع أساس الدولة الجزائرية الحديثة بعد استرجاع السيادة من فم المستعمر الفرنسي، وهي الدولة التي تمتاز بالدور الفاعل للمؤسسات الضخمة، كما أرسى أسس البناء الصناعي الذي ينهض بالأمة على عجل ليجعلها اهم قطب صناعي جنوب المتوسط، ولو لم يعاجله الموت كما يقول بعض المراقبين والضالعين بالشأن الجزائري لكانت الجزائر اليوم في ركب الدول المتطورة، والدول الصناعية الكبرى المهابة الجانب.
وطبيعي جدا أن يكون المواطن الجزائري مُصانا مُعززا مُكرما في تلك الحقبة التي كان الرئيس «هواري بومدين» هو المشرف على السفينة الجزائرية قبل أن تغرق في بحر لجي عميق، ويغرق معها الشعب الجزائري.لأن الفترة التي صحبت حكم الرئيس هواري بومدين كانت فترة تتسم بالنقاء الاجتماعي بعبارة أخرى كان المجتمع الجزائري لا يزال على طبيعته النقية، كما كانت حاله إبان ثورة التحرير متكاتفا ومتآزرا سواء مع جيش التحرير الوطني أو مع بعضه بعضا، والذين يقولون عن أن المواطن الجزائري خلال هذه الفترة أصيب بالخمول العمدي، لأنه أصبح غير منتج بدليل أنه حطم كل ما بنته المرحلة البومدينية، فهم يربطون ذلك بما كان «بومدين» يقدمه للمجتمع من شعارات الاشتراكية وبخاصة الثورة الزراعية التي أثبتت فشلها على كل المستويات، وجعلت الفلاح بالاسم فقط ينال العلاوات من غير أن تكون هناك غلة.رغم أن بومدين أراد من كل ما قام به هو تعويض الفرد الجزائري الذي كان إن تغذى لا يتعشى، ودوره لا يقل عن دور الحيوان في مزارع الكولون الفرنسي.فغاية بومدين أن يعطي الأرض لمن كان بالأمس مستعبدا، ويجلد بسياط ظلم الفرنسيس وأزلامهم، وليعرف في الوقت ذاته أن حقه قد استرد إليه. و يكفيه فخرا انه مات و هو لا يملك اي عقار او ثروة و رصيده البنكي فيه 6الآف دينار ما يعادل 100دولار.
و هنا اود ان انقل ذكريات عن بومدين على لسان الصحفي الفرنسي الشهير بول بالطا و بول بالتا عمل مراسلا للوموند في كثير من البلدان العربية وارتبط بصداقات قوية مع قادتها ونخبتها بدءا من هواري بومدين والامام الخوميني.. وليس انتهاء بجمال عبدالناصر..
وقد حاوره العقيد المتعاقد محمد شفيق مصباح.
التقى العقيد المتقاعد، محمد شفيق مصباح، بالمراسل الأسبق ليومية ''لوموند'' في الجزائر، الفرنسي بول بالطا، يوم الخميس 7 ديسمبر 2006، وأجرى معه حوارا مطولا، سلم نسخة منه لـ ''الخبر'' وينشر في ''لوسوار دالجيري''، حول شخص الرئيس الراحل هواري بومدين· وقد وقع اختيار شفيق مصباح على بالطا لإجراء هذا الحوار معه، لكونه تعرف عن قرب على الرئيس الراحل هواري بومدين· ومن ذلك فإن شهادته تكتسي الكثير من الموضوعية والصدق، مع أن العقيد المتقاعد احتفظ لنفسه بحق الإعراب
عن تعلقه الوجداني بشخص بومدين·· ويكشف بالطا في هذا الحوار عن خفايا ما يعرفه من علاقة بومدين بالمؤسسة العسكرية وبجهاز
الاستخبارات، كما تناول جوانب خفية من حياته كعلاقته بالمال وتقشفه وموقفه من الفساد وزهده في الدنيا وصرامته·