المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل أهاجر إلى بلاد الحضارة والتقدم ؟



يسأل بن حيران
23/11/2004, 05:13 AM
عدد المتعلمين قليل .. التعليم نفسه ضعيف ..

لا وجود للعدل الإنساني الحقيقي ..

لا احترام حقيقي لحقوق الإنسان حتى لو حوّرناها لتوافق الشريعة الإسلامية ..

فكرة احترام الإنسان مهملة في أذهان الناس .. ليست مهملة ، بل غائبة ، لم يتعلمها الأفراد ولم تنمو في عقولهم ..

لا احترام للنظام .. بل هناك تنافس لدى الكثير للقفز فوق النظام والتفاخر بذلك ..

الطفل يُضرب .. المرأة يستهان بها .. في أغلب الأحيان ..

الفرص التعليمية محاصرة ومحاربة ..

عقليات متحجرة .. قلوب ضعيفة ..

الأفعال .. والأقوال .. تصدر من العقل الباطن مباشرة من دون المرور على العقل الواعي المحلل .. أغلب الناس هكذا ..

العقلانية في التفكير والتصرف والسلوك تكاد تكون منعدمة ..

فرص عمل نادرة .. بيئة عمل سيئة قاتلة للطموح والإبداع ..

تخطيط مدن سيء في أغلب الأحوال ..

كتم للحرية .. قهر للرجال ..

هذه هي شعوبنا العربية ..

ماذا أفعل ؟

شاهدت في الأفلام واقع أولئك القوم ..

قلت ربما الأفلام تبالغ .. لكني ذهبت إلى هناك ورأيت ما هو أجمل من الأفلام ..

رأيت احترام النظام وتقديسه ..

رأيت الاحترام والهدوء والأريحية في التعامل ..

رأيت شوارع وأرصفة ومباني كأنها مرسومة بريشة فنان حالم ..

رأيت الأنظمة التي تخدم الناس .. منها أنظمة النقل من باصات وقطارات وتكاسي دقيقة في المواعيد وفي التعامل ..

سمعنا وقرأنا عن اهتمامهم بالتعليم .. وعن فرص التعليم الوافرة ..

لم لا أهاجر إليهم وأتمتع وأتنعم بهذه الحياة ؟

أبقى مسلما متعبدا لله شاكرا ..

أصلي في مساجد المسلمين .. وأدعم الأعمال الخيرية .. وأقوم بواجبي في الدعوة إلى الله ..

لربما يُقدر الله أن يدخلوا في الإسلام فتصبح دولا ذات شعوب مسلمة ..

هناك أجد الاحترام ..

هناك أجد التقدير ..

هناك .. عندما أتناقش مع أحدهم ، أضمن أنه لن يتسرع في تحكيم أوهامه وإصدار حكمه علي ..

وأضمن أنه لن ينظر إليّ نظرة اشمئزاز فيقطع كلامي بحديث غيره ..

وأضمن أنه سيستمع إلي ويتناقش معي في مواضيع ثقافية أو علمية أو سياسية ، وليس كأبناء جنسي الذين لا يفهم بعضهم ويستوعب ما أتلفظ به ..

نسبة الوعي والتعليم مرتفعة هناك ..

الإحساس بالمسؤولية وإدراك معنى الإتقان مشاهد هناك وملاحظ ..

الطقس هناك رائع ..

والأجمل منه وسائل الترفيه عندهم ..

والأروع من ذلك سهولة الحياة ..

هل أهاجر ؟

هل أنا فعلا مضطر للهجرة ؟

ماذا عن ( الوطن ) ؟

ماذا عن ( الانتماء ) ؟

ماذا عن ( الهوية ) ؟

ماذا عن ( المسؤولية ) تجاه تثقيف أبناء بلدي وتعليمهم ؟

أليس هذا يدعى ( هروبا ) ؟

أليس هذا ( فشل ) ؟

أليست هذه ( أنانية ) ؟

فشلت في أن ألتزم بمبادئي ..

وهربت ..

وكنت أنانيا حين فكرت بالهجرة للاستمتاع ..

هل الدنيا خلقت للمتعة ؟

لا أدري ،،

يسأل بن حيران .................................................. ........................