PDA

View Full Version : في الغرور أقســــــــــامه ودرجاتـــــــــــه



مرجان الأطرش
21/11/2004, 01:32 PM
كتاب الغرورو أقسامه ودرجاته

اعلم أنه من الناس غرته الدنيا فقال النقد خير من النسيئة فالدنيا نقد والآخرة نسيئة النقد هناك بيع تقسيط وبيع نقدي والقصد أنه يوجد متع عاجلة قال الله(كلا تحبون العاجلة وتذرون الآخرة) وهذا محل التلبيس فإن النقد لايكون خيرا من النسيئة الا اذا كان مثل النسيئة *اذا أتى أحد الى تاجر طالبا بضاعة محددة لشرائها نقدا وكان ثمنها مثلا 100 ألف ليرة وكان التقسيط أي النسيئه البيع الآجل فرضا بمبلغ 300ألف فان هنا التلبيس فإن النقد لايكون خيرا من
النسيئة الا اذا كان مثل النسيئة ومعلوم أن عمر الإنسان بالإضافة الى مدة الآخرة ليس سوى بجزء من الأف ألف جزء الى أن ينقطع النفس وبالتفكر لعمر الإنسان فانه لاشيء يذكر أمام الأبد( اللانهاية)وانما أراد من قال أن النقد خير من النسيئة اذا كانت النسئية مثل النقد وهذا غرور الكفار (أي أن الكفار والشاردين والعصاة يريدون اعتصاب الدنيا ملزات وشهوات ومال وجاه وهذا مبتغاهم لأنهم لايؤمنون الا بالشيء المحسوس والملموس فأما ملابسوا المعاصي مع سلامةعقائدهم قد شاركو الكفار في هذا لأنهم آثروا الدنيا على الآخرة الاّ أنهم أمرهم أسهل من أمر الكفار من جهة أنه أصل الأيمان يمنعهم من عقاب الأبد ) أخواني ان العصاة من المؤمنين ينقيهم الله من خطاياهم بدخولهم في نار جهنم ثم يخرجهم منها ويدخلهم الجنة أما الكفار والعياذ بالله لو كانت كل أعماله صالحة لكنه كافر في الله سبحانه وتعالى فان هذا خالد مخلد في نار جهنم بينما فقط (من قال لا اله الاّ الله موقنا بها دخل الجنة ولو ارتكب مثل الجبال من النوب المعاصي والعياذ بالله )
وحديث البطاقة المتفق عليه ياتي احدهم يوم الحساب وينشر الله أعماله أمامه وليس فيها أي عمل خير فيقول هلكت لامفر من نار جهنم وياتي الله تعالى البطاقة ليضعها في الكفة الثانية في الميزان ألا وهي مكتوب عليها لا اله الا الله محمد رسول الله وتوضع هذه البطاقة فيدخل الجنة فكم الله هو كريم وكم يكون غبيا من يدخل الى جهنم ) ومن العصاة من يغتر ويقول ان الله كريم وانا متكل على عفوه ومغفرته ولربما يغتر بصلاح آبائه *أبي شيخ أو صالح أو 00*وقد قال العلماء من رجا شيئا طلبه ومن خاف شيئا هرب منه ومن رجا غفرانا مع الإصرار على الذنب فهو مغرور الآن مالذي يبين لي أن الله سيغفر لي أم لا اذا أنا على يقين من العقوبة لكن في شك من الغفران على يقين من العقوبة لأني ارتكبت شيء أرتكبت ذنب أو معصية فان الغفران هي ليس بيدي انما بيد الله فكيف لي أن أرجح الشك على اليقين 0 اليقين أنني ارتكبيت ذنب أو معصية وهذه المخالفة أو المعصية توجب العقاب قال تعالى في سورة النساء (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب ) الأمر ليس بالتمني من يعمل سوء يجز به وقال الله(من يعمل مثقال ذرة خيرا ير ومن يعمل مثقال ذرة شرا ير)فهناك أناس أملهم بالله كبير لكن هذا ليس أمل أنما والعياز بالله هو استهزاء ويكون كلامهم كفا0 الله سيغفر لنا أن الله غفور رحيم 000
وليعلم أن نعمة الله واسعة ورحمته شاملة وقد قضى في تخليد الكفار في النار مع انه لايضره كفرهم وقد سلط الأمراض والمحن على خلق من عباده في الدنيا وهو سبحانه قادر على ازالتها
ثم خوفنا من عقابه فكيف لانخاف فالخوف والرجاء حافذان يبعثان على العمل ولا يبعث على العقوبه وماذا يبعث على العمل فهذا غرور أي أنه لايريد طاعة الله ويريد أن يغفر الله له ومتكاسل فكيف الله سيغفر لك وتوضيح هذا أن رجاء أكثر الخلق يحملهم على البطالة أي الكسل في طاعة الله وإيثار المعاصي والعجب أن القوم الأول عملوا وخافوا ولم يكتفو فقط على رحمة الله وغفران الله والثقة بالغفران من الله كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي حتى تتفطر قدماه وصلى في ركعة واحدة البقرة والنساء وآل عمران وكذلك في الركوع وكذلك السجود لكن اهل هذا الزمان أمنوا مع التقصير واطمأنو بمعنى أنهم أمنوا من عذاب الله واطمأنوا !! أتراهم عرفوا من كرم الله تعالى ما لم يعرفه الأنبياء والصالحون ولو كان هذا الامر يطلب بالمنى فلما تعب أولائك وكثر بكائهم وبمثل هذا ظن أهل الكتاب بقوله تعالى ياخذون عرض هذا الادنى ويقولون سلو 00000وأما من اغتر بصلاح آبائه فهل لم يذكروا قصة نوح عليه السلام مع ابنه قال سدينا نوح مخاطبا الله تعالى* قال ربي ان ابني من أهلي وان وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين*قال يانوح انه ليس من أهلك انه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علما اني أعظك أن تكون من الجاهلين قال ربي اني اعوذ بك أن اسالك ما ليس لي به علم والا تغفر لي وترحمني اكون من الخاسرين وقصة ابراهيم عليه السلام معه أبيه *ياأبتي لا تعبد الشيطان ان الشطان كان للرحمن عصيا ياأبتي اني أخاف أن يمسك من الرحمن عذاب فتكون للشيطان وليا قال أراغب أنت عن آلهتي ياابراهيم لأن لم تنتهي لأرجمنك واهجرني مليا قال سلام عليك سأستغفر لك ربي انه كان بي حفيا *لكن هل نفعه ذلك كلا لم ينفعه وكذلك محمد صلى الله عليه وسلم قرابة عمه منه لم تنفع ابي لهب بأي شيء الله *تبت يدا أبي لهب وتب 0 ماأغنى عنه ماله وما كسب0 سيصلى نارا ذات لهب* اذا لايقول الانسان أن أبي سيشفع لي أو أنا من آل البيت نسبي سيشفع لي أبدا اسالكم لو أن أحدكم أتاه شخص يطلب منه ان يعطيه حسنة من حسناته فهل يعطيه فيكون الجواب لا في الدنيا ولا في الآخرة0
نحن في حال مال الدنيا وممسكون فيها فكيف الحسنات *يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه* ويقرب من هذا الغرور أقوام لهم طاعات ولهم معاصي الاّ أن معاصيهم أكثر فيظنون أن حسناتهم ترجح فترى الواحد منهم يتصدق بدرهم ويكون قد تناول من الغصب أضعاف أضعاف ذلك ولعل هذا المال الذي تصدق به من المال المغصوب ويتكل على تلك الصدقة وما هو الى كمن وضع درهما في كفة وألف في أخرى ثم رجى أن يرجح الدرهم على الألف كيف تستقر هذه العملية ومثل ذلك المعاصي الآن لنعود لأنفسنا ونحسب صدقاتنا في النهار وكم نغتاب في الليل على أن يكون هذا الحساب بامانه وشرف كما قال النبي صلى الله عليه وسلم *حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا*وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم*ومنهم من يظن أن طاعاته أكثر من معاصيه وسبب ذلك أنه يحفظ عدد حسناته ولا يحاسب نفسه على سيئاته ولا يتفقد ذنوبه كالذي يستغفر الله ويسبحه مئة مرة في اليوم ثم يظل طول النهار يغتاب المسلمين ويتكلم في أعراضهم فهو ينظر في فضائل التسبيح والاستغفار ولا ينظر الى عقوبة النميمة والكلام المنهي عنه وليست النميمة فقط وأيضا الحسد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم *أن الحسد ياكل الحسنات كما تأكل النار الحطب *هنا الله جل جلاله يمحوا الحسنات لمجرد الحسد فكيف في ايزاء الناس
بيان أصناف المغترين يقع الاغترار في أربعة أصناف
العلماء
العباد
المتصوفة
الأغنياء
الصنف الأول العلماء
فأما أهل العلم المغترون فبينهم فرق منهم من أحكموا العلوم الشرعية والعقلية تجده نابغة من نوابغ زمانه في المناقشة والمناظرة والفقه واهملوا تفقد الجوارح وحفظها عن المعاصي والزامها الطاعات واغتروا بعلمهم وظنو أنهم من الله بمكان ويوسوس له الشيطان ×معقول أن الله علمني وجعلني على هذا المستوى وجعلني آمرا للمعروف ونفاع للناس يعاقبني في جهنم لالا غير معقول اصلا لولا أن الله ليس راضيا عني لم يجعلني عالم او داعية ×ولو نظر هؤلاء بالعين البصيرة علموا أن علم المعاملة لايراد به الاّ العمل لذلك الهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ولولا العمل لم يكن له قدر قال سبحانه وتعالى(قد أفلح من زكاها ) ولم يقل قد أفلح كيف يزكيها0 كمثل ان سالك أحدهم تعرف قيادة سيارة يقول نعم لكن لاأعرف كيف أدورها أي انك تتبجح في شيء لاتملكه أي أن النظري غير العملي 0فان تلا عليه الشيطان فضائل أهل العلم فليزكر ماورد في العالم الفاجركقوله تعالى (فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث )ومنهم فرقة أخرى أحكموا العلم والعمل الظاهر ولم يتفقدوا قلوبهم ليمحوا الصفات المذمومة منها كالكبر والحسد والرياء وطلب العلو والشهرة والزعامة هؤلاء زينوا ظواهرهم ,اهملوا بواطنهم أي انه يطلب عن طريق الدين الدنيا وقد نسوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم *ان الله لاينظر الى صوركم وأموالكم وانما ينظر الى قلوبكم وأعمالكم *فتعاهدوا العمل ولم يتعاهدوا القلوب والقلب هو الأصل اذ لاينجوا الاّ من أتى الله بقلب سليم ومثال هؤلاء كمثال رجل زرع زرعا فنبت ونبت معه حشيش يفسده أي يفسد الزرع فامر بقلعه فأخذ يجز رؤوسه وأطرافه أي قص الظاهر والباطن والحشيش المفسد مازال في الأرض وفرقة أخرى علموا أن هذه الأخلاق الباطنة مذمومه الرياء- الكذب- الحسد الاّ أنهم بعجبهم في أنفسهم يظنون أنهم منفكون عنها أي أنه من كثرة تعجبه بنفسه لايعلم أنه من هذا الصنف وأنهم أرفع عند الله من أن يبتليهم في ذلك وانما يبتلى بذلك العوام دون من بلغ مبلغهم من العلم فاذا ظهر عليهم مخايل الكبر والرياسه قال أحدهم ماهذا بكبر وانما هو طلب عز الدين واظهار شرف العلم ونصرة لدين الله تعالى وارغام أنف المخالفين والمبتدعين فاني لو لبست الدون من الثياب وجلست في الدون من المجالس شمت بي أعداء الدين وفرحوا بذلي وفي ذلي ذل الاسلام وينسى الغرور وأن أبليس هو الذي سول له هذا بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا يتواضعون ويظهرون الفقر والمسكنة النبي صلى الله عليه وسلم شد الحجر على بطنه من شدة الجوع وقد روينا عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه عندما ذهب لفتح الشام ربضت له مخاضة أي ماء فنزل عن بعيره وخلع خفيه وأمسكهما وخاض الماء ومعه بعيره فقال له أبو عبيدة لقد صنعت اليوم صنعا عظيما عند أهل الأرض فصك في صدره وقال أوّوه لو غيرك يقول هذا ياعمر لجعلته نكالا للمسلمين انكم كنتم أذل وأحقر الناس فأعزكم الله برسوله فمهما تطلبو العز بغيره يذلكم الله فقيل له لو ركبت موزونا تلقى فيه عظماء القوم وموزونهم فقال عمر ألا أراكم ههنا أنما الأمر من ههنا وأشار بيده الى السماء فخلو سبيل جمله
وصلى الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين