المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة في قصة حكايا الساحة لعبد السلام المودني



مريم احمد
27/12/2006, 06:58 PM
"بما أن النص لا يتوفر على قارئ أسمى فإنه لايشتمل بالضرورة على معنى حقيقي"
فرنسوا راستي



تطالعنا قصة "حكايا الساحة" لعبد السلام المودني برمزية عنوانها ، الحكايا والساحة.
فالحكايا: لغويا /جمع حكاية/حكى الكلام نقله /سرده.
الساحة: مكان وفضاء يقدمه النص "في ساحة مدرستنا")1( المدرسة:مكان المعرفة والعلم بشكل خاص والحياة عموما مدرسة. يزكي هذا الطرح ضمير الجمع"النحن:مدرستنا"، إلا أن ارتباط الساحة في موروثنا الثقافي مقترن أساسا بالحلقة/المسرح/الحياة، فهل نحن بصدد حكايا الحياة أم حكايا السارد؟
لاشك أن حكايا السارد هي من حكايا الحياة،حكايا سنلج من خلالها حكايا السارد الوحيد لحكايا الساحة/الحياة، سارد "شرعي"(والوحيد الذي يملك صندوق الغرائب....سلطة إخضاع كل الأطفال لجاذبيته وسحر كلامه)(1) إنه ابن المقدم السارد المركزي لكل الحكايا/سيد الساحة/ رمز السلطة وابنها الشرعي لما يمثله في الهرمية المخزنية المغربية وإن كان يحتل أدنى المراتب ربما هذا ما يمنحه مصاقية لقربه من فئات المجتع والتأثير عليها بما في ذلك المعلم رمز المعرفة والعلم والثقافة فهل انتهى دور المثقف العضوي ؟أم "تغيرت أسئلة المثقف عندما تبنى أجوبة السياسي"(2) فعلاقة المثقف بالسلطة وبالمجتمع علاقة طرحت الكثير من الأسئلة حول الدور المفروض أن يلعبه هذا المثقف .حضور المتعلم أوالمثقف بشكل سلبي في القصة يحمل إدانة صريحة لهذا الدورالباهت والنشازفي لعبة السلطة.ومع ذلك فهناك صوت الرفض الذي يطالعنا من بداية القصة (لست أذكر متّى بدأت عادة حكاياه و تحلق الآخرين حوله، كما لا أذكر متّى بدأت كراهيتي له، ليس فقط لأنه ابن المقدم والوحيد الذي يملك صندوق الغرائب، و لكن لأنه يمتلك سلطة إخضاع كل الأطفال لجاذبية و سحر كلامه، كما يملك والده سلطة على الجميع حتّى على معلمنا الوحيد.)(1)
رفض التموقع داخل الوهم الذي أوجدته السلطة ليخدم مراميها وأهدافها والبحث عن موقع ومركز لصوت محاصر (وظننتها فرصتي المواتية للإنقضاض على مركز الساحة)(1) قد يبدو ذلك عبثيا لأن سلطة الحكي الممارسة من قبل ابن المقدم هي أكثر مصداقية من السارد مادامت تجد صدى لها في الساحة /الحياة.ويمكن رصد ذلك من خلال ثلاث أصوات:
1صوت ابن المقدم _____________صوت يتخد الشرعية من خلال هيمنه على الساحة


2 صوت السارد ______________ صوت محاصر ورافض لوهم حكايا السلطة


3 صوت أسميه مجازا صوت الإستكانة_____________ صوت بالنسبة له العالم ينعم في سلم و وئام


هذه الأصوات المتعارضة في حكاياها التي تمتلك صندوق الغرائب، لكل واحد روايته الخاصة لذا غرابة وغرائب الصندوق تأتي من هذا التناقض والتضارب،فصوت السلطة الأخر/الشمال هو الذي يعيش الحرب والمشاكل.
صوت السارد :الحرب هنا في الجنوب حيث القهر /الموت (- الحرب التي تقول أنت يا معلم أنها تدور في الشمال هي في حقيقة أمرها في الجنوب.)(1) الجنوب بمشاكله الإجتماعية،بفقره،بتخلفه، بأبنائه الذين امتطوا حلم الهجرة السرية فكان البحر قبرهم والشاهد على أن هناك شمال وجنوب (- لقد شاهدت ذلك بأم ّ عيني ، و رأيت جثت جنودنا ممرّغة في بحر دمائهم بعدما لفظتهم أمواج حرب لم يكونوا أبداً أهلاً لدخولها) (1)
صوت الإستكانة:(. ..العالم يا معلم ينعم في سلم مقيم )(1)هل هو صوت محايد ؟
لايمكن الوقوف على الحياد هذا ما نستشفه من خلال نهاية القصة عندما انتصر صوت السارد واختار حمل السلاح (عدوتُ والدموع ملء عينيّ و الغضب يجتاحني كإعصار مدوّ قاصدا بيتنا و شيء واحد أمامي ، بندقية جدّي.)(1)
اختيار المواجهة عبرالحكي والحكايا تلك مرآتنا التي نجمل بها هذا العالم.
الهوامش:
(1) قصة حكايا الساحة لعبد السلام المودني/ منتدى القصة /أسواق المربد
(2) المثقف والسلطة /سعيد بنكراد يمكن الرجوع للموقع الخاص بالباحث سعيد بنكراد.

طارق شفيق حقي
27/12/2006, 11:48 PM
رائع

والكاتب عبد السلام المودني قاص مميز تعجبني لغته كثيراً

أعتقد لي عودة ولو طالت