المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مزقنا العار



البشير الأزمي
23/12/2006, 01:51 PM
مزقنا العار



علت أصوات مبحوحة ممتزجة بحشرجة، مزقت جدار الصمت الذي تعرفه فترة الظهيرة كالعادة، خاصة في شهر غشت، حيث حرارة الفصل تجبر الناس على البقاء معتقلين داخل مقابرهم؛ زنزاناتهم؛ تلك التي اعتادوا على تسميتها مساكن أو بيوت. هبَّت أجساد نحيفة لم تستطع الأسمال ستر الأجزاء المتسخة من جسمها، خرجت من الحجرات الضيقة المكونة للبيت الذي تتقاسمه أُسَرٌ عديدة.. أطل من

الطابق الأول جسد نحيف لامرأة يمتص ثديها، بل جلد ثديها أو ما تبقى منه، رضيع يبدو فتى، يتحول عن الثدي إلى قطعة خبز بقضم منها ما تأتى له، و يعود إلى قطعة الجلد ليمتص من جديد، لا تقع في فمه قطعة حليب، فيصدر زعيقاً ينضاف إلى الأصوات المبحوحة الآتية من فناء المنزل، لتشكل سمفونية بئيسة، تتخللها ضحكة بل قهقهة لشاب اقتعد الأرض وسط الفناء،يمسك بين سبابته و إبهامه بقية من لفافة سيجارة من بين السجائر و أنصاف السجائر والأعقاب التي جال من أجل جمعها أزقة المدينة العتيقة طوال اليوم.. و يضع أمامه شهادة إجازة مؤطرة بإطار متسخ، تتوسطها عبارة بارزة: " شهادة دكتوراه الدولة في الفيزياء النووية جامعة.....

تنساب من باب الغرفة الواقعة في الجناح السفلي دماء، يُفتَح باب الغرفة و يخرج رجل يحمل مدية يشهرها عاليا و هو يصيح:" مزقنا العار"،"مزقنا العار"، يتراجع الجميع و يفسحوا له ممراً، درءً من أن يصيب أحداً بالمدية التي لا زال يلوِّح بها عالياً مردداً:" أصبحنا بيض السمعة أحرار"*.

يهرع الجميع إلى داخل الغرفة، بعد برهة يخرج صبي يصيح:

- الحاج قتل زوجته و عشيقها.

و في فناء المنزل لا زال الشاب يسحب نفساً من سيجارته، و يسترق النظر إلى إطار الشهادة.. و يطلق ضحكاته التي تمتزج بالأصوات المبحوحة و بكاء الطفل الصغير....





· سطر شعري من قصيدة "غسلاً للعار" لنازك الملائكة





البشير الأزمي

تطوان/ المغرب

14/06/2004

طارق شفيق حقي
24/12/2006, 12:18 PM
جرعة سريالية


في مثل هذه الجرعات كما احب الحوار الغبي الأحمق الذي يخفي قمة الألم والذكاء ويرتفع بشكل درامي

أعتقد الحوار يخفف وطاة السريالية ما رأيك

تحياتي لك