المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مستقبل اللغة العربية بقلم جبران خليل جبران



مريم احمد
22/12/2006, 08:30 PM
ماهو مستقبل اللغة العربية؟

إنما اللغة مظهر من مظاهر قوة الابتكار في مجموع الأمة، أو ذاتها العامة، فإذا هجعت قوة الابتكار توقفت اللغة عن مسيرها، وفي الوقوف التقهقروفي التقهقر الموت والاندثار.

إذا مستقبل اللغة العربية يتوقف على مستقبل الفكر المبدع الكائن _أو غير الكائن_ في مجموع الامم التي تتكلم اللغة العربية، فإن كان ذلك الفكر موجدا كان مستقبل اللغة عظيما كماضيها، وإن كان غير موجود فمستقبلها سيكون كحاضر شقيقتها السريانية والعبرانية.

وماهذه القوة التي ندعوها بقوة الابتكار؟

هي في الامة عزم دافع الى الامام، هي في قلبها جوع وعطش وشوق الى غير المعروف،وهي في روحها سلسلة أحلام تسعى الى تحقيقها ليلا ونهارا، ولكنها لا تحقق حلقة من أحد طرفيها إلا أضافت الحياة حلقة جديدة في الطرف الآخر، هي في الافراد النبوغ، وفي الجماعةالحماسة، وما النبوغ في الافراد سوى المقدرة على وضع ميول الجماعة الخفية في أشكال ظاهرة محسوسة. ففي الجاهلية كان الشاعر يتأهب لأن العرب كانوا في حالة تأهب، وكان ينمو ويتمدد أيام المخضرمين لأن العرب كانوا في حالة النمو والتمدد، وكان يتشعب أيام المولدين لأن الامة الاسلامية كانت في حالة التشعب، وظل الشاعر يتدرج ويتصاعد ويتلون فيظهرآنا كفيلسوف وآونة كطبيب، وأخرى كفلكي حتى رواد النعاس قوة الابتكار في الامم العربية فنامت ، وبنومها تحول الشعراء الى ناظمين، والفلاسفة الى كلامين، والأطباء الى دجالين، والفلكيون إلى منجمين.

وما عسى أن يكون تأثير التمدن الأوربي والروح الغربية فيها؟
يتبع

مريم احمد
25/12/2006, 06:41 PM
إنما( التأثير) شكل من الطعام تتناوله اللغة من خارجها، فتمضغه وتبتلعه وتحول الصالح منه الى كيانها الحي، كما تحول الشجرة النور والهواء وعناصرالتراب الىأفنان فأوراق فأزهار فأثمار، ولكن إذا كانت اللغة بلا أضراس تقضم، ولامعدة تهضم فالطعام يذهب سدى بل ينقلب سما قاتلا.

وأما الروح الغربية فهي دور من أدوار الانسان وفصل من فصول حياته، وحياة الانسان موكب هائل يسير دائما الى الامام،

ومن ذلك الغبار الذهبي المتصاعدمن جوانب طريقه تتكون اللغات والحكومات والمذاهب:فالأمم التي تسير في مقدمة هذا الموكب هي المبتكرة، والمبتكر مؤثر، والأمم التي تمشي في مؤخرته هي المقلدة، والمقلد يتأثر، فكلما كان الشرقيون سابقين والغربيون لاحقين أمسينا نحن اللاحقين فصارت مدينتهم، بحكم الطبع، ذات تأثيرعظيم على لغتنا وأفكارنا وأخلاقنا.

بيدا أن الغربيين كانوا في الماضي يتناولون ما نطبخه فيمضغونه ويبتلعونه محولين الصالح منه الى كيانهم الغربي، أما الشرقيون في الوقت الحاضر فيتناولون مايطبخه الغربيون ويبتلعونه، ولكنه لا يتحول إلى كيانهم الشرقي بل يحولهم إلى شبه غربيين، وهي حالة أخشاها وأتبرم منها أنها تبين لي الشرق تارة كعجوز فقد أضراسه، وطورا كطفل بلاأضراس.

إن روح الغرب صديق وعدو أذاتمكنا منه، وعدو إذا تمكن منا، صديق إذا فتحنا له قلوبنا، وعدو إذا وهبنا قلوبنا صديق إذا أخدنا منه ما يوافقنا، وعدو إذا وضعنا نفوسنا في الحالة التي توافقه.

وهل تغلب"اللغة العربية الفصحة" على اللهجات العامية المختلفة وتوحدها؟

طارق شفيق حقي
26/12/2006, 12:22 AM
سلام الله عليك


اللغة العربية محفوظة بالقران الكريم الذي حفظه الله



بعيداً عن حفظ الله كيف نكون خدماً في هذا المشروع في ظل هذا الأزمة الكبيرة التي تعيشها الأمة



هل تكمن في البحث عن أدوات متجددة ؟؟

مريم احمد
26/12/2006, 10:01 PM
سلام الله عليك




اللغة العربية محفوظة بالقران الكريم الذي حفظه الله

بعيداً عن حفظ الله كيف نكون خدماً في هذا المشروع في ظل هذا الأزمة الكبيرة التي تعيشها الأمة



هل تكمن في البحث عن أدوات متجددة ؟؟


السلام عليك المبدع طارق.
هناك مقالة للشيخ ابراهيم اليازجي كتبت له في مجلة " البيان" حزيران 1898 حول هذا الموضوع سأعمل على كتابتها للمربد حتى تعم الفائدة.
مع التحية

مريم احمد
26/12/2006, 10:07 PM
وهل تغلب"اللغة العربية الفصحة" على اللهجات العامية المختلفة وتوحدها؟

إن اللهجات العامية تتحور وتتهذب ويدلك الخشن فيها فيلين، ولكنها لاولن تغلب_ويجب ألاتغلب_ لأنها مصدر ما ندعوه فصيحا من الكلام ومنبت مانعده من البيان.

ولكل لغة من لغات الغرب لهجات عامية، ولتلك اللهجات مظاهر أدبية وفنية لاتخلو من الجميل المرغوب والجديد المبتكر، بل في أوربا وأمريكا طائفة من الشعراء الذين تمكنوا من التوفيق بين العامي والفصيح في قصائدهم وموشحاتهم فجاءت بليغة ومؤثرة. وعندي ان في الموالي والزجل، و"العتابا"و"المعنى" من الكنايات المستجدة والاستعارات المستملحة، والتعابير الرشيقة المستنبطة وما لو وضعناه بجانب تلك المنظومة بلغة فصيحة، والتي تملا جرئدنا ومجلاتنا، لبانت كباقة من الرياحين بقرب رابية من حطب.

ماهي خير الوسائل لإحياء اللغة العربية؟

مريم احمد
27/12/2006, 06:14 PM
إن اللهجات العامية تتحور وتتهذب ويدلك الخشن فيها فيلين، ولكنها لاولن تغلب_ويجب ألاتغلب_ لأنها مصدر ما ندعوه فصيحا من الكلام ومنيت مانعده من البيان.

ولكل لغة من لغات الغرب لهجات عامية، ولتلك اللهجات مظاهر أدبية وفنية لاتخلو من الجميل المرغوب والجديد المبتكر، بل في أوربا وأمريكا طائفة من الشعراء الذين تمكنوا من التوفيق بين العامي والفصيح في قصائدهم وموشحاتهم فجاءت بليغة ومؤثرة. وعندي ان في الموالي والزجل، و"العتابا"و"المعنى" من الكنايات المستجدة والاستعارات المستملحة، والتعابير الرشيقة المستنبطة وما لو وضعناه بجانب تلك المنظومة بلغة فصيحة، والتي تملا جرئدنا ومجلاتنا، لبانت كباقة من الرياحين بقرب رابية من حطب.

ماهي خير الوسائل لإحياء اللغة العربية؟

إن خير الوسائل، بل الوسيلة الوحيدة لإحياء اللغة هي في قلب الشاعر، وعلى شفتيه وبين أصابعه، فالشعر هو الوسيط بين قوة الابتكار والبشر، وهو السلك الذي ينقل ما يحدثه عالم النفس إلى عالم البحث،وما يقره عالم الفكر إلى عالم الحفظ والتدوين.

الشاعر أبو اللغة وأمها، تسير حيثما يسير وتربض أينما يربض، وإذا ما قضى جلست على قبره باكية منتحبة حتى يمر بها شاعر آخر و يأخذ بيدها.

وإذا كان الشاعر أب اللغة وأمها فالمقلد ناسج كفنها وحفار قبرها.

أعني بالشاعر كل مخترع كبيرا كان أو صغيرا، وكل مكتشف قويا كان أو ضعيفا، وكل مختلق عظيما كان أو حقيرا، وكل محب للحياة المجردة إماما كان أو صعلوكا، وكل من يقف متهيبا أمام الأيام والليالي فيلسوفا كان أو ناطورا للكروم.

أما المقلد فهو لا يكتشف شيئا ولايختلق أمرا بل يستمد حياته من أثواب من تقدمه.

أقول ثانية عن حياة اللغة وتوحيدها وتعميمها وكل ما له علاقة بها قد كان وسيكون رهن خيال الشاعر فهل عندنا شعراء؟

نعم عندنا شعراء، وكل شرقي يستطيع أن يكون شاعرا في حقله وفي بستانه،وأمام نوله وفي معبده، وفوق منبره وبجانب مكتبته. كل شرقي يستطيع أن يعتق نفسه من سجن التقليد، ويخرج إلى نور الشمس فيسير في موكب الحياة.

أما أولئك المنصرفون إلى نظم مواهبهم ونثرها فلهم أقول:"ليكن لكم من مقاصدكم الخصوصية مانعا من اقتفاء المتقدمين، فخير لكم واللغة العربية أن تبنوا كوخا حقيرا من ذاتكم الوضعية من أن تقيموا صرحا شاهقا من ذاتكم المقتبسة. ليكن لكم من عزة نفوسكم زاجرا عن نظم قصائد المديح والرثاء والتهنئة، فخير لكم واللغة العربية أن تموتوا مهملين محتقرين من أن تحرقوا قلوبكم بخورا أمام الإنصات والأصنام. ليكن لكم من حماستكم القومية دافعا إلى تصوير الحياة الشرقية بما فيها من غرائب الألم، وعجائب الفرح، فخير لكم واللغة العربية أن تتناولوا أبسط ما يتمثل لكم من الحوادث في محيطكم وتلبسوها حلة من خيالكم من أن تعربوا أجل أجمل ما كتبه الغربيون.
انتهى.

phoenix
22/04/2007, 08:29 PM
اختي هل يكنني ان اجد هده المقالة الرائعة لجبران" مستقبل اللغة العربية" بالغة الفرنسية

مريم احمد
23/04/2007, 11:13 PM
للأسف الشديد "مستقبل اللغة العربية" هي في الأصل مجموعة أسئلة تتعلق بالغة العربية ومستقبلها وجهت من طرف "مجلة الهلال " لمهتمين من بينهم جبران خليل جبران ، وليس لدي علم بوجود هذه المقالة باللغة الفرنسية.
.

غير مسجل
12/01/2010, 08:00 PM
مجهود طيب تشكري عليه أختي مريم ...