المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا تتوقع؟ منقولة



زيدون علي ال بدر
17/12/2006, 05:09 PM
شعر : نخلة العراق ساجدة الموسوي








ضع ملحاًً فوقَ الجرحِ

تجلّدْ



وسّعْ خرم الإبرةِ



بالصّبر النشوانْ



قل ْ:



(( رحمةُ ربّي أوسعْ ))



ماذا نالت كفٌ صافحت الأعداءْ



و ضميرٌ بالخمسة ِ



وقّــعْ ؟



قاب القوسين و تنفلقُ الظلمةُ



عن شمسٍ و جباه ٍ شمٍّ



تسطع بالنبأ الأروعْ



قل لن أرجعْ



هل غلب الكفارنبياً يوماً ؟



أو يُهزم من جاهدْ ؟



لن يُهزم حتى يستشهدْ



قل لن أرجع ْ



فالموت سواءٌ بالسيفِ



أو الجوع . . . أو الشنقِ سواءٌ



و الفرقُ إذا قدَّ الموتُ قميصي من قُبَـلٍ



أو من دبرٍ



و أنا ما اعتدت الإدبار



و ما خفت غوائلها يوماً



أو رفّت شعرةُ خوفٍ في جسدي



من شرب السمَّ زعافاً



من كأسي يشهد ْ



قل لن أرجع ْ



و لتكن الأرض ُجحيماً



و لتكن الساعة حشراً



و الظالم حرٌّ فيما يأمر أو يفعلْ



هذا وطني



أي أهلي



أي روحي



أي شرفي



هل غير بلاغي هذا



يا هذا ماذا تتوقع ْ ؟



* * *



هل أعطيك فراتين أسيرين



أم أعطيك نجومَ الكرخ ِ



على طبق من كهربْ ؟



أم أعطيك نسيمَ الفجرِ



إذا مرَّ على غابات النخلِ



و ضوّعْ ؟



هل أعطيك مفاتيح البيتِ



و أركعْ ؟



إعمه في غيّكْ



إعمه في جوركْ



إضرب رأسك ْ



مزّقْ ثوبكْ



لن أتراجعَ



لن أرجعْ . . .



و أقصُّ يدي



إن أجبرها الجوعُ على التوقيع ِ



أقصّ أصابعها



لكن لن أركعْ



هل أجزع ُ ؟



لا لن أجزعْ



و أوسع خرم الابرة ِ



بالصبر النشوان



حتى يصبح نافذة ً للأمل الأبهى



و أحلّق منها



للقمر العالي



فأرى بابل تشعل شمعاً و بخوراً



و بنات البصرة يلبسن ثياب العزّ



بغداد عروس الدنيا



يأتيها القمر الكرخيُّ



فترفع للشمس عباءتها



و تطأطئ للواهب هامتها



يا قمرَ الكرخ ْ



إمسك طرف الفجرْ



و خذْ ريحانةَ إيمانِكْ



و حلاوةَ صبِركْ



إشربْ قدحَ النصرْ



إلبسْ نعلا ً



دسْ رأسَ الظالمِ



سبّحْ . . سبّحْ



و اسجدْ



لله تعالى