خليد خريبش
15/12/2006, 07:43 PM
موت أحد المهلوسين
كتب المهلوس:
اعلمي أن كل شيء ينتهي بالبكاء ، يولد الإنسان ، يعيش ، يفرح ، يسعد ، يشقى ، قد يتعذب قبل الموت ، المرض العضال ، السرطان، ويموت ، والنساء يولولن ، ويتذكرن أفعاله ، نبكي الإنسان ،نرثيه ، والنهاية الدرامية في الغالب،ونسترها، ونعطيها التفاسير،لذلك قلت لك أن كل قصصي تتنتهي بالمأساة، لذلك قلت لك أن الأشياء تخلد بالدراما ، الأشياء تنطق لتتعذب ، لتشارك الأحياء في الألم، وقلت كذلك أن الأشياء القوية والعميقة والخطيرة أيضا تنتهي نهايات مهولة ومرعبة ، ليست كنهاية المهلوس،عندما حلت شخصياته عند موته ، حلوا جميعا ، حتى المتشردة التي أشار إليها في إحدى رواياته ، نساء ورجالا ،أما الاشياء فسامحته ، لكنها حضرت كشهود،ترى وتسمع ، كان وجهه يبدو للناس معتصرا، عيناه مصفرتان ، لون وجهه مزرورق ،في تلك اللحظة، كانت الشخصيات تحاكم المهلوس ، تبدو أمام عينيه بوضوح،يغمض عينيه ، يفتحهما ، لكنها لا تفارقه، المهلوس يقول : أنتم أشخاص خياليون لا وجود لكم في الواقع .
يجيبونه : ماذا تقول ؟ انت الخيالي ونحن الواقعيون .
حاولت ف.ب خنقه : انا لم أكن يوما ما عاهرة ، ومن قال لك هذا يا ملعون ،سأخنقك ، سأعذبك قبل أن تموت ، جعلت حياتي رواية ، تقرأها الأجيال بعد موتك،وتقول أنت شخصية خيالية ، لماذا تكذب ؟ ويقرأ الأطفال الكذب.
قامت أخرى أنا: لم أكن حبيبتك يوما ما أيها الملعون ، لماذا اتخذتني حبيبة ؟ وتتكلم عن أشياء لم أفعلها.
حاول المهلوس الإجابة لكن شخصياته، النساء خاصة، تكومن عليه ليقتلوه خنقا ، حاول الصياح لكنه لم يستطع .
صار يقول : دعوني أفسر لكن، دعوني أشرح لكن أولا. أنا لم أقصد هذا. لقد فهمتموني فهما خاطئا ، أنا لم أقصد ذلك ، لقد دافعت عليكن ، وتألمت لمعاناتكن، ولم يكن بد من ذلك ، فسامحوني أرجوكن،وارحموني ، فما أنا إلا فاعل خير، لكن الناقمات من النساء لم يصدقنه ، حاولن خنقه ثانية لكن ح.ف هي التي أشفقت عليه منهن ، فصدتهن عنه ، لا شك أنها كانت تحبه فاشتد عراك ضاري بينها و بين المتشردة ، تسابا وتلاعنا بأقبح النعوت ، بينما تابع الأخريات المحاكمة ، أما الرجال من شخصياته فهموا أنهم كانوا ضحية ، فلم يقصدوا محاكمته ، خاصة وأن الرجل يحتضر ، فالنساء هن اللائي حرضنهن على فعل ذلك ، فهموا أن الرجل كان يجمعه معهن علاقات غرامية ، فهموا ذلك لكنهم لم يتكلموا عن ذلك فيما بينهم ،أومأ بعضهم إلى بعض بالانصراف ، انصرفوا .
عندما رأى النسوة الرجال ينصرفون ، تحول حقدهن إلى عطف وحنان ، فصاروا يشفقن عليه ، ويقبلنه في جبينه ، ثم بدأن ينتحبن ... ثم بدأن في الإنصراف واحدة واحدة حتى بقيت ح.ف قررت ألا تغادر حتى تذهب الروح إلى مثواها الأخير.
حضرت إليه عندما صار يصيح ويبكي ويقول: إني أخاف جهنم ، إني أخافها يا أمي إني لا أريد أن أموت ، إني أخاف الموت ، أنا لم أقصد ذلك يا أمي، إني كنت أبحث عن ذاتي، أنا لم أقصد ذلك ، فسامحني يا أمي أمي أمي ....
كتب المهلوس:
اعلمي أن كل شيء ينتهي بالبكاء ، يولد الإنسان ، يعيش ، يفرح ، يسعد ، يشقى ، قد يتعذب قبل الموت ، المرض العضال ، السرطان، ويموت ، والنساء يولولن ، ويتذكرن أفعاله ، نبكي الإنسان ،نرثيه ، والنهاية الدرامية في الغالب،ونسترها، ونعطيها التفاسير،لذلك قلت لك أن كل قصصي تتنتهي بالمأساة، لذلك قلت لك أن الأشياء تخلد بالدراما ، الأشياء تنطق لتتعذب ، لتشارك الأحياء في الألم، وقلت كذلك أن الأشياء القوية والعميقة والخطيرة أيضا تنتهي نهايات مهولة ومرعبة ، ليست كنهاية المهلوس،عندما حلت شخصياته عند موته ، حلوا جميعا ، حتى المتشردة التي أشار إليها في إحدى رواياته ، نساء ورجالا ،أما الاشياء فسامحته ، لكنها حضرت كشهود،ترى وتسمع ، كان وجهه يبدو للناس معتصرا، عيناه مصفرتان ، لون وجهه مزرورق ،في تلك اللحظة، كانت الشخصيات تحاكم المهلوس ، تبدو أمام عينيه بوضوح،يغمض عينيه ، يفتحهما ، لكنها لا تفارقه، المهلوس يقول : أنتم أشخاص خياليون لا وجود لكم في الواقع .
يجيبونه : ماذا تقول ؟ انت الخيالي ونحن الواقعيون .
حاولت ف.ب خنقه : انا لم أكن يوما ما عاهرة ، ومن قال لك هذا يا ملعون ،سأخنقك ، سأعذبك قبل أن تموت ، جعلت حياتي رواية ، تقرأها الأجيال بعد موتك،وتقول أنت شخصية خيالية ، لماذا تكذب ؟ ويقرأ الأطفال الكذب.
قامت أخرى أنا: لم أكن حبيبتك يوما ما أيها الملعون ، لماذا اتخذتني حبيبة ؟ وتتكلم عن أشياء لم أفعلها.
حاول المهلوس الإجابة لكن شخصياته، النساء خاصة، تكومن عليه ليقتلوه خنقا ، حاول الصياح لكنه لم يستطع .
صار يقول : دعوني أفسر لكن، دعوني أشرح لكن أولا. أنا لم أقصد هذا. لقد فهمتموني فهما خاطئا ، أنا لم أقصد ذلك ، لقد دافعت عليكن ، وتألمت لمعاناتكن، ولم يكن بد من ذلك ، فسامحوني أرجوكن،وارحموني ، فما أنا إلا فاعل خير، لكن الناقمات من النساء لم يصدقنه ، حاولن خنقه ثانية لكن ح.ف هي التي أشفقت عليه منهن ، فصدتهن عنه ، لا شك أنها كانت تحبه فاشتد عراك ضاري بينها و بين المتشردة ، تسابا وتلاعنا بأقبح النعوت ، بينما تابع الأخريات المحاكمة ، أما الرجال من شخصياته فهموا أنهم كانوا ضحية ، فلم يقصدوا محاكمته ، خاصة وأن الرجل يحتضر ، فالنساء هن اللائي حرضنهن على فعل ذلك ، فهموا أن الرجل كان يجمعه معهن علاقات غرامية ، فهموا ذلك لكنهم لم يتكلموا عن ذلك فيما بينهم ،أومأ بعضهم إلى بعض بالانصراف ، انصرفوا .
عندما رأى النسوة الرجال ينصرفون ، تحول حقدهن إلى عطف وحنان ، فصاروا يشفقن عليه ، ويقبلنه في جبينه ، ثم بدأن ينتحبن ... ثم بدأن في الإنصراف واحدة واحدة حتى بقيت ح.ف قررت ألا تغادر حتى تذهب الروح إلى مثواها الأخير.
حضرت إليه عندما صار يصيح ويبكي ويقول: إني أخاف جهنم ، إني أخافها يا أمي إني لا أريد أن أموت ، إني أخاف الموت ، أنا لم أقصد ذلك يا أمي، إني كنت أبحث عن ذاتي، أنا لم أقصد ذلك ، فسامحني يا أمي أمي أمي ....