المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نقوش على محراب الروح



بنت الشهباء
13/12/2006, 05:02 PM
نقوش على محراب الروح


http://www.arabswata.org/forums/uploaded/9_1165428429.gif


ماذا أصبت من حبك الذي شغل كل ما في كأس الحياة , وأرسى سفينته في لجج روح القلب !!!؟؟؟...
أخبرتهُ عن دورة الكأس في دمها , وأفصحت له عن أدلة شوقها حين فكّت العقدة من ترنح لسانها لتبين له سبل حجة المنطق , وبيان القول ...
تعلقت بهِ لتستريح من شغب الزمان ... وابتعدت عن كل مذهب جاحد . وقول مكايد ليجيء حبها قويّ معاند .......
ليس هذا بمهين على النفس الأبية المؤمنة.. بعد أن بات ردءًا يصدقها , ومليكًا لعرش قلبها , ووحيًا لخطوط قلمها ....
أحللتِ عقدة طفولتكِ, وتمنيت لو يشدد لك أزركِ لتنطلقي إلى موضوع الأصل لتقويم حكمة بلاغة حبّ ماء شرابكِ ...
فسميته ........ وكلّ شيء فصلت له تفصيلًا , وهو لا زال يشهد على ما في إيمان قلبك , وقلبه عظيمًا ...
وجَدتْ معه بلاغة المنطق , ورجاحة الحلم , وخلابة اللسان .. فاستمالت الروح إلى سماع قوله , وبهاء رونق حديثه ...
وللحديث معه جانب من وجه الكرم , وجانب من أمر الحلم ,
وقوّة الإيمان في الصدر ...
إنه إفهام وتفّهم , وبصيرة وتبصّر .. على ما فيه من خصام الزمن الغابر .. ومع ذلك لن يجد إلا السماحة والعفو لمدار لائمة الظرف ...
من سيلومها على صنعة طهارة الحب , وسياسة نباهة الفكر!!؟؟..
الحب الوفيّ بحاجة إلى الطراوة والحلاوة , كما هو بحاجة إلى التأني والتعقل ... وما ينوب عنها في الحديث قلبها ... فقد تمكن من قوّة تصرفه , ونحو لسانه , وطابع حبه ليسير مع الزمن غير آبهٍ به ...
ذلك لأنه لبس لباس الوجد , وحال الشوق لتغدو وتروح منه وإليه بعد أن طبع بطابع الهوى البريء , وتمكّن الصنعة , ورياضة الفكر ...
هذا برهان واضح لفصاحة الحق , بعد أن شهدت معه براعة حروف منطقه , وفكّ عقدة لسانه لينظم لها ظهور حبه , وخلود رسائله ...
إنه إقرار مكين لخبر يقين , ووفاء قلب سيشهد له العالم بأنه عظيم ..
لن تشفى روحها إلا حين تبرئ بحبه جروح فؤادها , ولن تتحرر من قولها إلا عندما يشفق على مستهام روحها , ولن تتكلف بالقول معه لتحفل بمحابر القلم ...
فقولها لن يأتي يوما زورًا , ولا بهتانًا .. وهذه علامات ليس هو ببعيد عنها ... بل يراها تحيط به , وتعلم حقا أنه لن يكون جهولًا بعلم مشاعرها , وفيض أحاسيسها ...
فما أصابها هو أنتَ , وكنت شاهد عليه , ولا يمكن أن يشهده غيركَ بعد أن أوضحت لك عن لؤلؤ مكنونه , وعنبر حسنه ...
فتراه يمجّ بماء الذهب لينساح برفق ولينٍ على أرض فؤادك , ويضيء أكرم عنصر وضعه الله في روحكَ ..
بالرغم من أن أحداث الظرف ما زالت تحيا معها , وتدفعها من بعد وصل اللقاء شريدة تائهة عن طرق الصواب والخطأ ....
كل آنية من عمر حبها تشهد لها هذا الضعف ..وهي تحاول أن تتخطاها برعاية الرحيم الرحمن إلى ما بعد قسوة الظرف ...
ويل لقلب إذا ما أتى واحتفل بهواه أن يفرقه سوءة الزمن , وطول الجدل , وبعد الصواب ...
الحب لن يكون مدفعة للذم , ولا للندم ... بل هو أصل الجود والكرم ولن يُحْذف من موضعه ووحي لحظه , ودلالة إشارته لأنه قد أنشد الثقة والطمأنينة في نفسه ....
إنه إغراق قد حُفّ بجمر الحب , ومكارم الشوق والعطاء , وأحيط بلهيب البعد والهجر ... وفي كل جوانبه تجده أنه قد أتى من داخل القلب ليروق له الخلود والوفاء مع أصدق علاقة عرفها هذا الزمن ...
مقام الحكمة والنفع بين جوانبه , وستبقى فاخرة بمجد أصوله وقيمه , ولن يكون هذا وسم هوان بل وسم ناطق بالحب يحتوي خير
ما فيه من القوة والضعف ...
كل أبجديات الكون أمامها اختصرها إلى كلمتين بينهما حرف نداء
..... يا ......
فكيف لها أن لا تعكف على محراب لسان صدق قوله !!!؟؟...
لن يبكيها اغبرار الزمن بعد أن شهد معها هذا الحدث , ووهبها من شرابه رمق الوجد , وسجية الشوق لئلا تهلك من شدة الخوف , وتزهق روحها من عبث الرجاء والأمل ....

بقلم : ابنة الشهباء