المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البخيل 1



مروان قدري عثمان مكانسي
10/12/2006, 07:27 PM
البخيل
اصطحبني أبو فضيل – يرحمه الله – في زيارة قسرية إلى بيت أحد زملاء الدراسة ، وكنت قد التقيته في مسجد الحي في صلاة الظهر ، سألني بأسلوبه الساخر : هل وراءك شيء ؟ قلت ( وبطريقته ) : ورائي جدار المسجد يا أبا فضيل . قال : دع عنك المزاح جانباً وأجبني : هل وقتك يسمح لأمر جلل سأقوم به الآن ، فتناصرني وتشدَّ أزري وتساعدني على تحقيقه ؟ قلت : جُعلت فداك ، فمقامك عندي يجعلني أمتثل لأوامرك ، وأكون رهن إشارتك ، وطوع أوامرك .. ولكن ما الأمر الجلل الذي تنوي فعله وترغب في منحي شرف المشاركة فيه ؟ هل ستزور مريضاً ؟ هل ستعين محتاجاً ؟ هل ستدفع خطراً محدقاً بأحد الأصحاب ؟ هل .. قال : أنتم أيها الأدباء ما أخصب خيالكم وما أغزره ! وما أكثر هلهلاتكم ! الأمر بسيط غاية البساطة . قلت : لكنك تقول : جللاً ؟ قال : نعم ، لأن الهدف المنشود مستعصٍ عليَّ كثيراً .. قلت : أي هدف وأي استعصاء ؟ قال : على رسلك يا مروان ، فلو أمهلتني لحظات لأوضحت لك الخطة . قلت : أمعركة هي حتى ترسم لها خطط الهجوم والدفاع والمناورة والكمائن والكرِّ والفرِّ ؟ قال : هي كذلك . سنقوم بغزوٍ غير مسلح لأحد أصدقائنا . ضحكت ملء شدقي ، وقلت : من تعيس الحظ هذا الذي تهمُّ بغزوه ؟ قال : صديقنا غياث .. ضحكت ثانية أكثر من ضحكتي الأولى ، لأنه مجرد نطقه باسم الهدف انكشفت لي الأمور ، فصديقنا هذا من أسرة ثرية جداً لكنه شبيه بعيسى صاحب ابن الرومي الذي قال فيه يوما :
يقتِّر عيسى على نفسه ......... وليس بباقِ و لا خالد
ولو نال من فرط تقتيره ........ تنفس من منخرٍ واحد
قلت : لله درُّك يا أبا فضيل ، كم لك من أفكار شيطانية ؟ اعفني من شرف الصحبة هذه واسمح لي أن أعود إلى البيت سالماً من الأذى ، محافظاً على أعصابي ، فأنا لا أحب المغامرة ، ولم أعتد منازلة أمثال صاحبك هذا ..
قال : يا رجل ، ما عهدتك جبانا تفرُّ من تحدي الصعاب .
قلت : الناس تخرج من المسجد خاشعة خاضعة خابتة هادئة .. وأنت ..
قاطعني : لقد رأيته هذا الصباح في السوق ، وعاتبني على قلة زيارتي له ، ووعدته بأن أصل الحبال المنقطعة ، وأنا أريد أن ألبي رغبته ..
قلت : لكن الوقت غير مناسب ، والساعة ساعة طعام وخلود إلى الراحة ، ولا أريد أن أكون ضيفاً ثقيلاً ، إن شئت فاذهب بنفسك .
وعبثاً حاولت مع أبي فضيل ، لكنه أمسك بي ومنعني من الانصراف ، وكأنه يبحث عن مناصرٍ يقف معه في ميدان المعركة ، أو شاهد يوثِّق انتصاره هذا ..
وتبعت الصاحب الساحب ، وما هي إلا لحظات ، حتى كنا عند باب بيت غياث ...
( البقية في العدد القادم )

طارق شفيق حقي
11/12/2006, 06:33 PM
سلام الله عليك


تكررت موضوع سرد أحداث البطل الحقيقية في المربد

فقصة مع سنجر وهذا أنت

وذلك يذكرني بالقصة العربية الأصيلة والتي ننشد

قصة مشوقة ننتظر التتمة يا صاحب التتمة


أما عن
يقتِّر عيسى على نفسه ......... وليس بباقِ و لا خالد
ولو نال من فرط تقتيره ........ تنفس من منخرٍ واحد



فذك مثل هذه الأبيات يزيد إغرائي

خليد خريبش
13/12/2006, 10:59 AM
أحييك تحية الأحبة الكرام،,وأشكرك على إحيائك لتراث أجدادنا العظام،وما كانوا يتفننون فيه من وصف للبخلاء
عندما يطيب عندهم المقام.