المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مطاردة



وديع
06/12/2006, 08:33 PM
مطاردة

أجمل ما في المقهى موقعها ،فضاء فسيح اغتال به ما تبقى من فراغ يزعجني هذا الصباح.
ترى الجثت تتحرك فى اتجاهات مجهولة، ترى الناس سكارى وما هم بسكارى، بقايا النوم تتقل
جفون المارة .الكرسي وحده يفهمنى يحتضنني بين ذراعيه .
أخرس صامت هذا النادل، ينظر إلي شزرا هذا الصباح، لقد تجاوزت حصتي من الجلوس ،
الكراسي طردت زبائنها وتخلصت من جثتهم الثقيلة،بعد دقائق سأنهي سيجارتي وأغادرك
يا صديقي الكرسي ،ليحتضنني كرسي خشبي آخر،أربع ساعات من الجلوس وسط مكتب ،
أغتصب أوراقا بيضاء بمداد أسود، أخطط حروفا ميتة.أتممت الشبكة، وقفت أتأمل الصفحة
الأخيرة، صورة لجسد أنثوي جميل فاتن ،رفعت رأسي أتنهد: ترى من تكون ؟ المصور نسي
لقبها و جنسيتها .المهم أنها فاتنة و كفى، رفعت رأسي لمحت صورة رائعة تمر أمام المقهى
شعرها غجري مرمي وراءها،عنقها طويل كالزرافة، تمشي على كعب عال حاد بني اللون أظافرها طويلة، فستانها بني ناعم، تتحرك عارضة زيها الجذاب.
عيون المارة تتجه نحوها ،تفترسها،النادل خرج يستمتع بالمشهد،يسقي عيونه الجافة،المشهد كان رائعا وغريبا ومدهشا.شاب بعضلات مفتولة يحمل محفظة راقية، يهرول وراءها، يطاردها يمينا ويسارا، تفر منه، تقطع الشارع العام،السيارات تقف إجلالا وإكراما، تمر بهدوء.
اصطدام قوي أزعج المارة،جثة الشاب مرمية تحت العجلات ،لفظ أنفاسه ببطء.الشابة الفاتنة صعدت باب الثانوية الخاصة بنات،هي الآن تطل من أعلى نافذة المؤسسة تتأمل المشهد مبتسمة شعرها تحركه الريح يمنة ويسرة تصيح أمام زميلاتها: يا لها من حادثة مدهشة وعجيبة !؟
رجال الإسعاف حملوا الجثة،الشرطي يسجل ملاحظاته،الشابة تتابع محاضراتها،أديت للنادل
واجبه وانصرفت بهدوء...

طارق شفيق حقي
10/12/2006, 04:32 PM
سلام الله عليك

نرحب بك أجمل ترحيب الأخ وديع
كم يعاني الكاتب لحظات وحدة لا يتسع لها مقهى

القصة سريالية

قراتها لكن المهم أن لا تكون أنت الضحية

تحياتي لك

خليد خريبش
13/12/2006, 02:51 PM
أقوى حدث في القصة هو الشاب الضحية،عندما سقط ضحية مطاردته للفتاة الجميلة،لو جاءت الفتاة ورقت لحاله لأخذت القصة منحى طبيعيا عاديا،لكن ما أعطى للنص نهاية جمعت بين الدرامية والسريالية هو أنها وقفت ترقب من الشرفة مطاردها الصريع مبتسمة ،على ما تدل ابتسامتها ؟تهكم؟استهزاء؟تكبر؟عجرفة؟لا مبالاة؟ لماذا جعل الكاتب الفتاة تتخذ هذا الموقف؟أم أن الكاتب يريد أن يصور تلاعب فتاة اليوم بعواطف الشباب؟تابعت المحاضرة كأن شيئا لم يكن.