المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في ذمة الله



وائل
10/11/2004, 05:41 PM
عصرية ذات يوم خميس جميل وبينما كنت اركن سيارتي في الشارع المقابل قاصداً الجهة الأخرى لأبتاع من صاحب عربةالملوخيه ضمة ملوخيه خضراء يانعه.
لم اراة وهو يقود سيارته الرياضية بسرعة جنونية وكأنة ينتسب لعائلة شوماخر الشهيرة .
نعم صدمني صدمة كانت القاضية ارتفعت في السماء ما يقارب الخمسة أمتار لأحط على عنقي فُتدق فأموت في الحال ولم اشعر بأي آلم ولكن أستطيع آن اسمع وليس بأذني وارى ليس بعيني ولا أستطيع الكلام 0
فرأيت الجموع التي تشترك مع بعضها في حب الفضول والتطفل وقد التفوا حولي منهم من يحمل الشاب المراهق الذي قتلني المسؤولية ومنهم من حمل غبائي السبب حتى قام أحد المارة بتغطية وجهي المليء بالدماء بجريدة وكم كنت محظوظ فقد كانت الصفحةالفنيه فقلت سأتسلى بقراءتها حتى حين وصول سيارة الأسعاف000 اكثر من سبعة عشر دقيقة حتى وصول المسعفون ولو كانت الروح موجودة لفضلت الانسحاب على الانتظار فبعد أن وصل المدد الطبي وقد كان يقود هذا المدد شابان في ريعان شبابهما إحداهم يرتدي بنطال أضيق من صدري وقد وضع على قميصه نصف قارورة عطر رخيص الثمن والرائحة وكان حالق شعره قصة ذكرتني بالكلب البوليسي والأخر ممتلئ ( دب ) ذو صوت جهوري وتصرف ارعن حينما قام بقياس نبضي ووضع السماعة على صدري فلم يجد أي بوادر للحياة طرح ذراعي لتهوى بقوة على الاسفلت الحار واقفي عائد إلى اسعافة وهو يقول للشرطي آسف نحن لا نحمل جثث المتوفين كما هي التعليمات المبلغة لنا فقام الشرطي بلإتصال بجهازه اللاسلكي بموظف البلدية ليرسل لي سيارة الإسعاف الخاصة بنقل الموتى والغريب ان البلدية تحمل الزبالة وتحمل الموتى ما علينا.
كل هذا وجثماني مسجى على قارعة الطريق اكثر من ساعتين حتى وصل إسعاف الموتى ولا اعلم ما الحكمة في تسميته إسعاف فكيف بالجثة تُسعف
المهم قاموا بوضعي في ثلاجة الموتى حتى يأتي أهلي لاستلامي بعد المرور على سلسلة من الأجرات والروتين الممل فقد جاء مكاني بالثلاجة بجوار جثته رجل يبدو علية الوقار فسلمت علية ورحب بي كما يليق بجثة جديدة تسكن ثلاجتهم فاستفسرت منة عن قصته لنقطع علينا هذا الليل الطويل فقد بقى على بزوغ شمس اليوم التالي اكثر من عشر ساعات فأخبرني انه أحد ضحايا المستشفيات الخاصه حينما قاموا بإجراء عملية بسيطة ولكنهم افرطوا في استخدام ( البنج ) ليلقى حتفه أثناء الجراحة ومن شدة قسوتهم قاموا بحجز جثته رحمة الله لأكثر من ثلاثة أشهر ولم يطلقوها لتُكرم بدفنها حتى يقوم ورثته بسداد قيمة العملية ورسوم المشفى والتي تفوق قدرة ذويه في دفعها حتى قام فاعل خير بسداد المبلغ ولا زال ينتظر اجرأت الدفن حتى يلاقي وجهة ربة الكريم
انقضت أول ليلة لي مع أصدقائي الجدد من الجثث المتنوعة وحينما قاربت الساعة التاسعة صباح يوم الجمعة المبارك قاموا أهلي بإخراجي إلى منزلي فقد أصر أخواني على غسلي بمنزلي ليتمكن أبنائي وإخواني وأحبائي إلقاء النظرة الأخيرة وتوديعي على آمل لقاء في جنان الخلد إن أدخلني الله رحمته
حُملت إلى داري التي لم انهي بنائها إلا من بضعة اشهر وكنت شديد الاعتزاز ببنائها وزخرفتها فهاهي قابعة على تراب وأنا ساسكن تحت التراب أدخلني ممن حملني إلى غرفة استقبال الضيوف والمعزين وقد كانت تضم الكثير من أقاربي وأصدقائي وارحامي وأصهاري وجيراني انتظاراً للمغسل ليقوم بتجهيزي وتكفيني وبينما الجمع في الانتظار يدور حديث هامس بين البعض هذا صديق كنت احسبه وهو يدعي بحديثة لأحد أقاربي إنني دائما الاستدانة منة حتى انه قبل يومين أعطاني ثلاثة الاف دولار وسوف يقوم علناً بإسقاط دينة عني لوجهة الله كم هو كاذب لم استدن منة دولار واحد فقط ليقول الناس كم أنت كريم بالتنازل عن دينك للمتوفي جزاك الله خير 0 ليتني أستطيع القيام لأخنقه بيدي واستضيفة على نعشي 0 وهناك حديث جانبي آخر بين اثنين من جيراني الأول يقول للثاني آبا عبد الله لا تفوت علينا الفرصة آن منزلة جديد وسعره لا يقل عن180الف اخضر فأضفر بورثته وأقنعهم بالبيع وحلاوتك محفوظة لدي ويرد الجار الأخر ( حط في بطنك بطيخة صيفي) سأقنع ابنة وسام بالبيع ولكن أمهلني شهر أو شهرين وسيكون المنزل من نصيبك لم اصدق ما اسمع انهم دائما يحضرون ولائمي التي أقيمها بين فترة وأخري وكانوا يبدون لي عكس ما سمعت منهم اليوم كم هي الدنيا غروره ومن فيها تباً لهم ولجمعهم
هذاابو عادل أحد اعز أصدقائي وقد رسم لوحة حزينة على وجهة ماذا يفعل انه يرسل رسالة بهاتفة الجوال لعلة يخبر بقية الشلة بموتي ليسارعوا في تعزية أهلي ماذا يفعل انه يكتب رسالة جاء فيها (( ابوخليل لا تتأخر الغداء في عزاء ابو وسام سيكون الساعة الثالثة ولم أتبين ما نوع الغداء سأوافيك بالتفصيل بعد قليل )) خسارة هذا كنت احسبه صديق ولكني على ثقة فأبا خليل سوف يقوم بإرسال رسالة توبخة على فعلة القبيح وفعلاً ما هي سوى دقائق ويكسر جدار الصمت صوت نغمة تنبيه الرسائل الواردة في هاتف صاحبي دعني اقراء ماذا كتب له
(( ابو عادل إذا كان الغداءمناسف او قدره اتصل علي واذا كان الغدى غير شي لا تتصل تحياتي ))
خسأتما أصحاب البطون فقط تطمئنون على نوعية الغداء ولم يهمكما صديقكما الذي طالما قدم لكما الكثير من المساعدات ودخل في هذه اللحظة صديق لم اكن احرص كثيرا علية فبعد أن سلم اختار ركن في أقصى الغرفة واخذ يتلوى بصوت منخفض سورة ياسين وبعد أن فرغ من قراءة ما تيسر له اخذ يدعوا لي بالرحمة والمغفرة وعيناه تدمع بالدمع
سبحان الله هذا الصديق لم اكن أولية اهتمام بل اعتبره صديق عادي ويدعوا لي بظهر الغيب ومن كنت اظنة صديق وفي وفي يهتم بمنزلي وبغداء عزائي
لقد ضاق صدري بهولاء المرتزقة فعلى جانبي الأيمن جهاز الحاسوب المحمول الخاص بي سأرى ماذا فعلت المنتديات التي أمضيت وقتي في مشاركتهم لعلهم افضل حالاً من غيرهم هذا منتدى المربد كم أحبة واحب اعضائة ولم يخيبوا ظني فقد قامت هيئة التحرير بتثبيت موضوع يستقبل فيه عزاء الأعضاء فقد جاوز المعزين الخمس صفحات والكل يدعوا لي بالرحمة والمغفرة ومنهم من قام برثائي بكلمات تسطر من ذهب وهو يذكر محاسني ويغفل مساوئي وهذه عضوه جديدة لا تعرف من هو وائل وقامت بالدعاء لي بالمغفرة 00 سبحان الله شباب وفتيات تجمعنا أسماء مستعارة وخيالية يهبوا بالمئات للتعزية في الممات والبعض منهم يذرف الدمع وهو لا يعرفني وأنا لا اعرف سوى اسم مستعار يقوم بين الحين والأخر بمشاركتي ومشاركته في الكتابة والتعقيب حتى أن بعض الأعضاء الذين كنت احسبهم أعداء سارعوا بتقديم العزاء فعلا انهم لي اوفياء
اقفلت الحاسب على عجل حينما أعلن القادم أن المغسل قد قدم اقل من نصف ساعة أخذت تجهيزي وتكفيني وحملني الأحبة والأصحاب فوق الأكتاف ليساق بي إلى بيت من بيوت الله وقد اصطف المصلين بالمئات منهم من أعرف ومنهم لا اعرف ولكنة ديننا الشريف الذي يقربنا في حياتنا وفي مماتنا فبعد أن صلوا علي ودعوا لي تسابق المحسنين في حملي إلى قبري وهم يتسارعون في القا ءالتراب علي فمنة خُلقت والية أعود ومنة ابعث لألقى كتابية فأن كانت موازيني ثقيلة خيراً سأراه وان كانت موازيني خفيفة فشراً سأراه رحمني الله رحمة واسعة في حياتي ومماتي وأسئلة ان يتجاوز عن خطاياي الكثيرة وان يشملني بعفوه اللهم آمين

((ثبت أن من يصلي الفجر في جماعة كان في ذمة الله حتى يمسي))

اخواني واخواتي

ان هذه الدنيا فانية ولا يدوم إلا رب العرش العظيم
إلى متى ونحن لا نزال نائمون أفيقوا وانظروا ماذا قدمتم في دنياكم وماذا ادخرتم لأخرتكم وكل نفس ذائقة الموت وسيحاسب الناس عن كل صغيرة وكبيرة
قال تعالى
((لِيَجْزِي اللّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ))



(( أشهد ان لا اله ألا الله واشهد ان محمد رسول الله ))

انتهى الجزء الاول من القصة الخياليه والى لقاء في الجزء الثاني
تحياتي

ايمان رجب
13/11/2004, 08:28 AM
اخى وائل
اصفق لك بحرارة على كلماتك الرائعة
فعلا الدنيا غرورة
ومن تحسبة صديق قد يكون عدو

الدنيا تحكمها المظاهر والغش والخداع والمصالح

اما الاخرة فهى دار الحق لا مظاهر لا كذب

اشتاق كثيرا الى هذة الحياة التى يمكننى العيش فيها على طبيعتى


سانتظر الجزء التانى بفارغ الصبر

ايمى