طارق شفيق حقي
21/11/2006, 07:13 PM
رسائل جلجامش للمقاومة
---------------------------
تعد ملحمة جلجامش أول عمل أدبي تجاوز البلدان والأقطار ,وبطلها جلجامش بقي مصدر إلهام عبر السنين, واليوم في ظل احتلال العراق وكثرة العملاء وعظم مشكلة البلاد يظهر لنا جلجامش ملهماً ,وخاصة بعد أن قاربت أمريكا من الانهزام المحتم في المنطقة هي ومشروعها الشرق الأوسط الكبير .
جلجامش هذا البطل الأسطوري اليوم يوجه رسائل للمقاومة ولدول المنطقة وزعمائها.
في جزء من الملحمة يزمع جلجامش القيام بحملة على غابة الأرز البعيدة التي يسكنها ويحميها كائن وحشي مخيف اسمه حواوا أو ( خمبابا ) حواوا وحش مخيف له أسنان التنين ووجه يشبه وجه الأسد وانقضاضه أشبه بسيل عرم , ومن جبهته التي تلتهم القصب والشجر لا ينجو أحد. لنلاحظ كيف يختفي هذا الوحش المخيف خلف أشجار الأرز وقد قام جلجامش هو وصديقه بقطع هذه الأشجار قبل الوصول للوحش, فهذه مرحلة في المعركة.
وهذا مقطع من النص :
" إلى أرض الأحياء تاق السيد إلى السفر
إلى أرض الأحياء , تاق جلجامش إلى السفر
فقال لخادمه إنكيدو:
"أي إنكيدو , إن الختم والآجر (1) لم يأتيا بالمصير المحتوم بعد.
ولسوف أدخل أرض الأحياء وأخلد لنفسي هناك ذكراً.
في الأماكن التي رفعت فيها الأسماء اسمي,
وفي الأماكن التي لم ترفع فيها الأسماء اسم الآلهة "
" إن غابة حواوا تمتد عشرة آلاف ساعة مضاعفة (2)
فمن يستطيع المضي في أعماقها وحواوا يزأر فيها كعاصفة الطوفان,
في فمه نار وفي أنفاسه العطب."
يصل البطلان للغابة ثم يشرع الرجلان جلجامش و إنكيدوا بقطع الأشجار حول عرين الوحش . فيخرج حواوا للانقضاض على الرجلان , تحدث معركة عارمة ويدخلان في معركة مميتة تتنتهي بوقوعه في أيدهما , فيأخذ في الاستعطاف من أجل الإبقاء على حياته , متوجهاً بالكلام لجلجامش ويستحلفه كي يتركه وهو سيكون عبده
يقول النص :
وهكذا أعلن حواوا الاستسلام وقال لجلجامش :
" أطلقني يا جلجامش تكن لي سيداً,
وأكن لك خادماً.
والأشجار التي رعيتها سأقطعها وأصنع لك بيوتاً.
ولكن إنكيدوا سارع جلجامش بالقول :
لا تعر سمعاً لقول حواوا ,
فحواوا لن يبقى على قيد الحياة. " (3)
نقول قال انكيدوا للمقاومة ودول المنطقة لا تأخذكم شفقة بالوحش أمريكا وحلفائها وعملائها فأمريكا لن تبقى على قيد الحياة , فالوحش ينتظر فرصة لأخذ أنفاسه واسترداد قوته.
ستقول أمريكا للمقاومة ولدول الجوار كما قال الوحش حواوا " سنقتل كل العملاء ونصفيهم لكن أبقونا على قيد الحياة في العراق , سنعطيكم كل الأموال ومقاليد الأمور في البلد لكن أبقوني على قيد الحياة"
وقد رأينا محاولات المحتل لجذب فصائل المقاومة للعمل السياسي وعسل الكرسي , ثم التقرب من دول المنطقة وهي التي كانت تنال منهم في كل تصريح, وسيزداد هذا التوسل , لكن حذاري من الانصات لها.
أمريكا لن تبقى على قيد الحياة في بلاد الحضارات , بلاد الرافدين وها هي الفرصة التاريخية لقتلها, كما قتل وحش الغابات حواوا قبل ألاف السنين على يد المقاوم جلجامش .
ملحمة جلجامش ملحمة فيها من العبر الكثير فهي ملحمة ماتعة جميلة التعابير والصور والغاية, وستبقى ملهماً عبر العصور يأخذ منها الحكم والعظات, وقد خلد جلجامش اسمه عبر التاريخ واليوم تخلد المقاومة فعلها عبر التاريخ في قتل وحش المنطقة الخضراء وتحرير بلاد الحضارات بلاد الرافدين.
الهوامش
1- المقصود لكل إنسان ساعة موت مطبوعة في لوح القدر.
2- ساعة مضاعفة مقياس مسافة بابلي
3- المقطع من كتاب جلجامش للكاتب فراس سواح منشورات دار علاء الدين .
---------------------------
تعد ملحمة جلجامش أول عمل أدبي تجاوز البلدان والأقطار ,وبطلها جلجامش بقي مصدر إلهام عبر السنين, واليوم في ظل احتلال العراق وكثرة العملاء وعظم مشكلة البلاد يظهر لنا جلجامش ملهماً ,وخاصة بعد أن قاربت أمريكا من الانهزام المحتم في المنطقة هي ومشروعها الشرق الأوسط الكبير .
جلجامش هذا البطل الأسطوري اليوم يوجه رسائل للمقاومة ولدول المنطقة وزعمائها.
في جزء من الملحمة يزمع جلجامش القيام بحملة على غابة الأرز البعيدة التي يسكنها ويحميها كائن وحشي مخيف اسمه حواوا أو ( خمبابا ) حواوا وحش مخيف له أسنان التنين ووجه يشبه وجه الأسد وانقضاضه أشبه بسيل عرم , ومن جبهته التي تلتهم القصب والشجر لا ينجو أحد. لنلاحظ كيف يختفي هذا الوحش المخيف خلف أشجار الأرز وقد قام جلجامش هو وصديقه بقطع هذه الأشجار قبل الوصول للوحش, فهذه مرحلة في المعركة.
وهذا مقطع من النص :
" إلى أرض الأحياء تاق السيد إلى السفر
إلى أرض الأحياء , تاق جلجامش إلى السفر
فقال لخادمه إنكيدو:
"أي إنكيدو , إن الختم والآجر (1) لم يأتيا بالمصير المحتوم بعد.
ولسوف أدخل أرض الأحياء وأخلد لنفسي هناك ذكراً.
في الأماكن التي رفعت فيها الأسماء اسمي,
وفي الأماكن التي لم ترفع فيها الأسماء اسم الآلهة "
" إن غابة حواوا تمتد عشرة آلاف ساعة مضاعفة (2)
فمن يستطيع المضي في أعماقها وحواوا يزأر فيها كعاصفة الطوفان,
في فمه نار وفي أنفاسه العطب."
يصل البطلان للغابة ثم يشرع الرجلان جلجامش و إنكيدوا بقطع الأشجار حول عرين الوحش . فيخرج حواوا للانقضاض على الرجلان , تحدث معركة عارمة ويدخلان في معركة مميتة تتنتهي بوقوعه في أيدهما , فيأخذ في الاستعطاف من أجل الإبقاء على حياته , متوجهاً بالكلام لجلجامش ويستحلفه كي يتركه وهو سيكون عبده
يقول النص :
وهكذا أعلن حواوا الاستسلام وقال لجلجامش :
" أطلقني يا جلجامش تكن لي سيداً,
وأكن لك خادماً.
والأشجار التي رعيتها سأقطعها وأصنع لك بيوتاً.
ولكن إنكيدوا سارع جلجامش بالقول :
لا تعر سمعاً لقول حواوا ,
فحواوا لن يبقى على قيد الحياة. " (3)
نقول قال انكيدوا للمقاومة ودول المنطقة لا تأخذكم شفقة بالوحش أمريكا وحلفائها وعملائها فأمريكا لن تبقى على قيد الحياة , فالوحش ينتظر فرصة لأخذ أنفاسه واسترداد قوته.
ستقول أمريكا للمقاومة ولدول الجوار كما قال الوحش حواوا " سنقتل كل العملاء ونصفيهم لكن أبقونا على قيد الحياة في العراق , سنعطيكم كل الأموال ومقاليد الأمور في البلد لكن أبقوني على قيد الحياة"
وقد رأينا محاولات المحتل لجذب فصائل المقاومة للعمل السياسي وعسل الكرسي , ثم التقرب من دول المنطقة وهي التي كانت تنال منهم في كل تصريح, وسيزداد هذا التوسل , لكن حذاري من الانصات لها.
أمريكا لن تبقى على قيد الحياة في بلاد الحضارات , بلاد الرافدين وها هي الفرصة التاريخية لقتلها, كما قتل وحش الغابات حواوا قبل ألاف السنين على يد المقاوم جلجامش .
ملحمة جلجامش ملحمة فيها من العبر الكثير فهي ملحمة ماتعة جميلة التعابير والصور والغاية, وستبقى ملهماً عبر العصور يأخذ منها الحكم والعظات, وقد خلد جلجامش اسمه عبر التاريخ واليوم تخلد المقاومة فعلها عبر التاريخ في قتل وحش المنطقة الخضراء وتحرير بلاد الحضارات بلاد الرافدين.
الهوامش
1- المقصود لكل إنسان ساعة موت مطبوعة في لوح القدر.
2- ساعة مضاعفة مقياس مسافة بابلي
3- المقطع من كتاب جلجامش للكاتب فراس سواح منشورات دار علاء الدين .