المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مساومة



سعد رفعت الوردانى
18/11/2006, 10:50 AM
مساومة

.....انتهت للتو من روايتها الثالثة..قررت إرجاء الكتابة والسعى وراء النشر الورقى ..رغبة بداخلها لتكون معروفة فللشهرة طعم خاص..واثقة من موهبتها..تتردد على دور النشر ..العراقيل تقف حجر عثرة أمام بلوغها الهدف الذى ترنو إليه..قال لها أحد الناشرين سوف نعرض الرواية على عدد من النقاد الذين تتعامل معهم الدر وبإمكانك مراجعتنا بعد أسبوع..مرت الأيام ثقيلة

كجبل..لم تذق طعم النوم.. تنتظر ميلاد الحظة التى ستقابل فيها الناشر..استقلت سيارتها إلى القاهرة..يتنامى عندها الأمل فى النشر دون واسطة..استقبلها الناشر استقبالا رائعا..قال لها وهو يدخن سيجارته..أنا آسف..لم تجز الرواية للنشر
أحست بالفشل لأو مرة فى حياتها ..تشعر به فى حلقها بمراة العلقم..اسودت الدنيا أمامها وضاقت حتى أضحت أضيق من سم الخياط..ذهبت إلى سناء

صديقتها من أيام الدراسة لم تصدق سناء تلك الزيارة المفاجئة..عناق حار لم تشعر هى به أصلا فلا تزال تعيش أثر الصدمة..أحضرت سناء لها كوبا من عصير الليمون لتهدأ..حكت لها عن سر هذه الكآبة..قالت لها سناء خير إن شاء الله..زوجى يعمل فى إحدى دور النشر وممكن يعمل حاجة...بدأ الأمل يتجدد بداخلها من جديد وتنفست الصعداء..وقالت يامسهل يارب ..ربنا يجعل على يده الخير !
أخذها الزوج الذى أبدى استعدادا تاما للخدمة وذهب بها إلى صاحب دار النشر التى يعمل بها
نظر إليها الناشر بانبهار ونسى أمر الرواية التى بدأت تحكى له عن ملخصها وهو مندمج فى قراءة تضاريسها فى شغف ..قالت له :ما رأيك يا أستاذ فى الفكرة..عقب قائلا تبارك الخلاق فيما خلق
قال له سمير زوج سناء وهو الذى يعرفه جيدا :يا أستاذ الرواية تنفع ..فيه أمل ؟
أردف قائلا : لازم يكون فيه أمل لولا الأمل لم يكن هناك حياة أصلا..يومين وستأتيك النتيجة
رجعت ألى بيت سناء وكلها أمل فى النجاح وألا ترجع بخفى حنين...أحسنت سناء فى ضيافتها


تنتظر الرد من زوج صديقتها على أحر من الجمر كسمكة على نار..وجاء الزوج واندفعت هى وسناء نحوه لمعرفة النتيجة..ولكنه لم ينبس ببنت شفة ..ودخل حجرته ونادى على زوجته..اضطرب قلبها وخفق بشدة كقدر على نار .
أغلقت سناء باب الحجرة وقالت لزوجها : خير...قال لها : صاحب دار النشر يريد المقابل..يريد صديقتك


أن تقضى معه أسبوع فى شرم الشيخ..وبعده يعطى أوامره بالنشر..وهذا الكلام لا أستطيع أن أقوله لها لأن ذلك ضد مبدأى ودينى ولن أ وافق علية...قولى لها أن ترجع من حيث أتت بدل أن تضيع
علمت تغريد من صديقتها ما يضمره صالح صاحب دار النشر فانهمرت من عينيها دمعة بلا استئذان
أمسكت بالقلم وقصفته تاركة المنزل بلا اسستئذان فلن ولن تقبل المساومة.
http://www.7akaia.com/vb/images/statusicon/user_online.gif

خليد خريبش
19/11/2006, 12:59 PM
قصة رائعة جميلة وأثارتني وتثير كل من عانى عراقيل ألأصلاف تحياتي ولي عودة غلى هذا الموضوع