المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أدب اللذة وأدب المجون .



نشيد الربيع
10/11/2006, 06:36 PM
أدب اللذة و أدب المجون .

(فكرة هذا المقال تتراءى لي من زمن فلما وجدت للزيات مقالا بهذا العنوان اعتمدت عليه ففكرته كلها هي ما فكرت فيه وعليه فإن كان هذا النص بأحرفي فهو عرض لفكرة مقال طويل للزيات . )

يصنع الإعلام بانتشار بعض الأعمال ما لا يصنعه اتقان الأديب ولا امتياز فكرته . حتى ولو جاءت ألوانه بقعا باهتة لا معنى لها ولا انتظام .

هذا أول الحدث .

من اليسير أن تلقى في اليوم عشرة اشخاص وتتعرف إليهم وتستشف منهم اهتماما بالقراءة . وفي ظل سهولة الاتصال يلتقي الفرد بهذا العدد على الدوام وكأن القراءة قد تفشت في المجتمع حتى أصبح كل ابناء بلادنا مثقفين . ثم لا تجد إلا تلك الأسماء التي صنعتها ضجات كثيرة بين عرض وإعراض و مدح وذم .

في كل الأحيان لا تجد في العارض ولا في المعارض مهتما بفكرة أو مالكا زمامها أو قادرا على تتبعها . لن تجد إلا افراطا في القبول وإفراطا في الرفض ثم اتهامات بالتبعية والجمود والتهتك والرجعية .

سأعرف أولا ما أعنيه بأدب اللذة وأدب المجون ثم احاول أن أركز فكرتي التي تمنيت من مدة عرضها . يقول الزيات في مقال له بهذا العنوان ( أدب اللذة وأدب المجون ) : " اريد بأدب اللذة كل أدب يلذ ولا يفيد ويسوغ ولا يغذي ويشغل ولا ينبه "

وعلته عنده أنه مرتاح النفس المكدودة من الحياة والهموم . فهي تتحفف به من ضجرها . ومنشأه كما قال في أوروبا بعد الحرب العالمية فلم يكن للناس طاقة لقراءت عميقة ولا في الحياة متسع لها .

أما هنا فالزيات يرى أن هذا النوع انتشر في مصر ( في زمانه .. الذي نسميه نحن زمان المثقفين ) للسطحية الغالبة في الأذواق ..

أما أدب المجون فاختلافه بين عن أدب اللذة في الدواعي والنتائج . فإذا كانت عامية الذهن من دواعي أدب اللذة وكانت سطحية الفكرة وسآمة الجد لوازمه . وكانت نتائجه أن يلفظ أهله إلى شواطئ الحياة لا يلمسون ماءها فإن أدب المجون تنفيس عن رغبات مكظومة وتعبير عن عواطف جائشة .. هذه العواطف لازمة الإنسان في حياته والتحرر منها لازمته أيضا كالضحك والبكاء . وهي باقية ما بقي له في الحياة جوع وعطش وطعام وماء .

هذه دواعيه . أما نتائجه فأقلها زوال الحدود بين المعروف والمنكر وتغير العرف في المجتمع الذي يتربى عليه . وفرق ان استطعت بين الحلال والحرام بعد ذلك .. وهيهات أن تستطيع ..

يخيل للمطلع العام على الادب العربي أنه مليئ بهذا النوع . فليس شعر ابو نواس وابن برد وابن اياس وابن سكرة وابن الحجاج بغريب عن أحد .

إذن فالحديث في ذاته لا رابط له ولا يمكن حده . فكم من سهرة وجلسة سمر كان أطرافها أدباء . كثر فيها اللهو حتى خرج الكلام عن مألوفه .

لكن خروج هذا اللون من الادب من الجلسات إلى المنتديات العامة وانتشاره حتى لا تخلو منه رواية ولا قصيدة . وكأنه أداة الانتشار والتعرف إلى الجمهور فموقف لابد من الوقوف أمامه . ليس من ضابط يوقف هذا الأدب إلا ضمير المنشئ وكرامة القارئ .

لما ألف أوفيد كتابه فن الهوى نفاه القيصر أغسطس بتهمة إفساد الناس وقال للذين تشفعوا فيه " لا أنكر أن أوفيد شاعر ميزته الآلهة بالذكاء البارع والقريحة النافذة ولكنه أفسد بكتابه شباب روما فحق أن يموت في سجن سرماسيا "

وكتب فلوبيؤ الفرنسي ( مدام نوقاري ) فوجد الناس في أسلوبها خروجا عن مذهب الحياء فرفعوا أمره إلى القضاء .

واختم بثلاثة اسئلة لفرانسوا مورياك " هل تجد في انصراف الأدب إلى التعبير عن شهوات الجسد العارمة خطرا على الفرد وعلى الجماعة وعلى الأدب نفسه ؟ من هم الأدباء الذين تقع عليهم التبعة في انحطاط الأدب الحديث ؟ واي المذاهب قد ساعد على هذا الانحطاط ؟!)

سأنتظر الإجابة .. وشدو حيلكوا علشان بما انه سيرة مورياك جت يبقى لازم نعرض لروايته صحراء الحب .

مروان قدري عثمان مكانسي
10/11/2006, 08:22 PM
عزيزي أيها الربيع الصدَّاح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
بعد الترحيب بك والسؤال عنك وعن امتداد فترة غيابك عن مربدنا الحبيب / أقول :
أسلوبك في الكتابة لا يشير إلى مهنتك كطبيب ، فلقد أسعدتني بانتقاء المفردات أيما سعادة ، ولكن لي تعليق بسيط ـ إن سمحت لي به ـ وهو أن نتحول عن تسمية ما يكتب في المجون و اللذة أدبا وإلا فإننا سنرى بعد ذلك أدباً للزندقة وآخر للشعوذة و... وإنما نسميه صدى النفس ، أو نظرات خاصة أو .. لأنَّ الأدب ما أسهم في تأديب الناشئة وسدد في طريق الحياة خطاها .. شكراً لك .

طارق شفيق حقي
10/11/2006, 10:47 PM
سلام الله عليك

حيا الله نشيد الربيع

أين أنت يا رجل
أعتقد عدت وأكثرت من الهدايا :?: