المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسمعتِ صنو الروح قبل أن يكلّمكِ!!؟؟؟...



بنت الشهباء
02/11/2006, 11:06 AM
أسمعتِ صنو الروح قبل أن يكلّمكِ!!؟؟؟...



علمت أنكَ قد استغرقت وقتا في وصف حالها , ليأتي كلامكَ صافيّا ثّرا من نشوة صفاء العبارة , وطيب حلاوة مساغ اللسان, فتلج قلبها , وتتربع على عرشه دون حاجب , ولا استئذان ....
الضياء وجَدْته يشع من جوانب أسلوبكَ , وقوافيَ لفظكَ , وتركيب متنكَ الذي توّجه حدّة , وذكاء فهمكَ ....
لم تسمع منكَ قولاً متأثّما , ولا متلثّما... وكأنكّما فريقان تقابلا , ولا يمكن لهما أن يضلا مسلكهما , وينحدرا عن طريقهما بعد أن ائتلفت بقدرة خالق الخلق روحهما ....
سعدت برؤياكَ ....
بعدت عن غيركَ ....
ولن يؤلم قلبها , ويدمي رؤى عينيها إلاّ حين تجدكَ مشغولا عن لقاء روحكَ !!!...
ألم تعلم أنّ في قلبها يعيش حبّا صامتا يحكي لنفس نفسه ألم فجيعته , ودمعة طول لياليه ...
تراها تناجي : من مبلّغ عني هذا الذي أصابني !!!؟؟؟...
راحت تعكف على قراءة فلسفة قلبها , وتدرس علاقة حبها ليطّلعَ بعد ذلك على خفايا نفسها , ويعلمَ من هي التي زادها الشوق لرؤية توأم روحها !!!؟؟؟...
وما كادت أن تسلك طريقه إلا لأنها وجدته يتغنّى بالشجاعة , وقد حمل سيف الحق والعدل ليحتلّ موطن قلبها ...
فهل يعيبها الوفاء بعد أن سكن الودّ باطنها , و لو امتد العمر بها لكانت الدنيا قد هنأت بخلود تاريخ صدق ما في داخلها !!؟؟؟ ...
ستنفرد بخصائص حزنها , وحنين روحها , وإخلاص قلبها .. لأنه تميّز بأخصب العهود , ورقة المعاني لينطبع على ظاهرة لؤلؤة صفاء ألم أملها ....
أنتَ لها الآن ذلك الجبل الأشمّ الذي تود أن تصعد إليه لتهتدي إلى حسن قولها , وتنعم بآلاء لفظها...
كذا الكريم إذا أعطى !!...
سال النضار من فيض عطائه , وبان العلا من قوافي بيان لفظه ليكسب رفعة مستمعه , ويراعي جمال حسن قلب حبه ....
ما أنصفكَ !!!...
ما أنصفكَ أيّها الإنسان حين تأبى الظلم لغيركَ, وتمطر من سحائب عطائكَ لتعلو إلى مكانة الصدق , وتسمو بمعاني العدل , والوفاء , والودّ !!...
بإنصافكَ تستطيع والله أن تهتدي إلى قول فعلها , وصولة جولة قلبها , وألم لياليها ...
لكَ منها كلّ الوفاء يا ثريّا سمائها , وربوع بهائها ....
فهل لكَ أن تسمع كلامها يا صنو روحها !!!؟؟؟..
آنَ له الآن أن يعبّ من بحر عطائه , وكرم سخائه ليقصدها في مديحه , وحكمة رأيه فيقول :

سمعت فؤادكِ شاكياً , ودمعكِ وحنينكِ عن هذا مخبرا... وما عرفته عنك ليس سوى ابيضاض النفس , وطهر القلب ...
وصفكِ للحبّ هذا صادقا , و لا تحسبي أننّي بالأمس كنت لا أفهمكِ ...
أبدا والله!!..
يا من جعلت من رقّة حديثكِ حزن باكٍ , وألم شاك...
إني والله قد أصبت حسن قلبكِ , وقول روحكِ , ومحال أن تصغري بعد الآن في نظر أمير قلبكِ ....
قلبكِ التائه يفخر بمكانه الهانئ , ونجمه الساطع , ورواءه البديع ...
لسانكِ يقول هذا , وروحكِ تفضح ذاكَ ...
فمن فكر ثوبكِ لبست الجرأة و الشجاعة , ولا غرو أن تمضي في هذا الشرف العظيم لتعبري به عن إنسانية قلب فكركِ ...
إذا لم تنكرَ موضع إنسانيتها , وحديث فكرها , وصدق قلبها !!!؟؟..

هل لكَ إذا أن تزيد من عطايا وصلكَ , ولا تهجر روح الوفاء والودّ !!!؟؟...
وهل تأذن لي أن أدخل أبواب عطائكَ , ومنحة فضلكَ , وصفات حسن جمّ أدبكَ !!!؟؟؟...

لمَ تكتمين هذا كله , ولا تتحدثين به لصنو قلبكِ!!؟؟؟...

مؤمنة والله بلطف جودكَ , ولفتة طلعة فكركَ , وحسن هيئة كرم أدبكَ , ولم يهتزّ القلب إلا حين يذكر محاسن جود كرمكَ ...
وما في الفؤاد إلاّ ودّ تداركته ليسكن في الأعماق , وكاتمته النفس لئلا تفقد سرّ سحره, ومروءة فخره ..
فكيف لها إذا أن لا تحدثّك عن فواصل نثرها , وآية فكرها ...
لا تنازعها بعد الآن حتى لا تفشل في أمرها , وتقضي على إيمان حبّها , بعد أن فاض مخرج فكرها لتقف متربعا على رُبا نضيرها , وتشمّ طيب روائح عبق نسيمها ..
ألاَ أنعم صباحًا أيها الغالي ......
ستشكر صنو روحها وإن تراخت منية زمانها فما حدث لا يمكن له إلا أن يسير لعطية كنايته , وطلاوة فكره , وعلو مقامه ......
ولا عيب في أن تلج رواية أدبكَ لتصف موضع تهذيبكَ فتجعل من قولكَ رونقا لجملها , وحُسْن معانيها ....
السبب أنتَ في انفجار بركانها الذي تشعب في رسائل كلامها , ودنيا السماء والأرض بدأت تشهد لعاصفة ألم أمل حبها...
ألم شديد يا عزيزتي.....

لكنه ألم النفوس الكبار ....

خلقت لتحكم عليها محكم العقد , تلتهب من ظمأ الهجر ليستوي ظاهرها وباطنها حين تلتقي بروح القلب ...

سأخفف الآن عنكِ يا عزيزتي ... وثمة كلام سأقوله لكِ , وأرجو منكِ أن لا تضطربي , وتتململي من نشوة قلبكِ ...
لا أكتم عليكِ أنني أترامى من احتواء نظر فكركِ , وعقل روح حبكِ .. وأجد نفسي وكأنها قنبلة تود أن تنفجر لترتع في مدينة قلبكِ ...

دعها إذا تذكر لكَ تلألؤ حبها , وفتنة عاصفتها التي أصبحت معلقة على الصدر !!؟؟.. ...
بل اسمحي لي أن أقول لكِ:
أنتِ منبع الحب الذي فاض بأمواجه ليقذفها إلى جنة روحكِ , ويتعطر من بديع أنفاسكِ ...
أأزيد عليكِ مما أنا اليوم عليه !!؟؟؟...
أو أنكِ سمعت صنو الروح قبل أن يكلمكِ ِ!!؟؟؟..

ليكن صدركِ جريئا , وقلبكِ واسعا ويسعى جاهدا على أن يرعى هذه المادة الأولية التي اصطفيتها من نبع الإخلاص , والحياء والإيمان , والصدق والوفاء ...

أعلم أنَ نزواتكِ هي نزوات عاقلة فيها أصعب الممكنات والمستحيلات ...

لكن ثقتها بالله رب الخلق , وإيمانها لا يمكن أن تدفعها إلى سوءة النزوات والشهوات و تأمل من الله أن لا تهلك من جنون عاطفتها , ويرشدها الرحيم الرحمن إلى ما فيه الخير والهدي , والرشد الصلاح ....







بقلم : ابنة الشهباء

د.عباس الحاج
15/07/2008, 12:33 PM
جميل
جميل
جميل