زاهر جميل قط
31/05/2004, 05:35 PM
" في حضرة الجواهري "
سلامٌ عليكَ
وأنت تنام بدفءِ دمشقَ
يكلِّلُ قبرَك وردُ الهيامِ
هربْتُ إليك
فهلّا سمعْتَ هديلَ الحمامِ
وهلّا قرأتَ
من الفجرِ حتّى المساءِ بكاءَ الغمامِ
أراك غضبتَ
كأنَّ لقبرِك رعشةَ طفلٍ
ينوءُ بحملِ الدّموع
فتصرخُ في عتمةِ اّلليلِ لكنْ
بنو الإنسِ لا يسمعونَ
صهيلَ الشُّموخِ وصحوَ الشّموع
أراك لبسْتَ عراقاً حنوناً
كأنّه دفءٌ يعشّشُ في كلِّ نبضٍ
وأنت تعانقه في اشتعالٍ
تكاد حرارةُ لحدِك
تدفِئُ كلَّ المكانِ
أتيْتُك يا سيّدَ الشّعرِ مُضنىً
قدِ احتبسَ الدّمعُ
وضاقتْ مساحةُ هذا الفضاءِ الرّحيبِ
على أن تحتويني
وراح يحاصرُني طيفُ ظلٍّ قتيلٍ
وأنت على لجّةِ البحرِ
أسمعُ منك نداءً
"سلامٌ على مُثقلٍ بالحديدِ"
فأطرَبُ عندَ اشتعالِ البنفسجِ ناراً
تؤكّدُ "أنَّ الطّريقَ سيفضي إلى آخرِ"
وتسألُني عن عراقِك
سجّلْ على صفحةِ الحزنِ
سطرا شريدا
سينمو على دمنةِ القبرِ وردٌ
تكونُ دموعُك نهراً
ليشربَ منه
عراقُك أرملةٌ قد تصدّتْ لكلِّ العروضِ
فما كان منهم سوى أنْ رمَوْها
بأنَّ عشيقاً
تسلَّلَ في عتمةِ الّليلِ سرّاً إليها
أرادوا لدجلةَ
أن يستقيلَ منَ العشقِ
كانوا يريدون قتلَ الخصوبةِ
في صُلبِه
عراقُك أضحى فلسطينَ أُخرى
وبتْنا حيارى
فكيف نقسّم أحزانَنا باعتدالٍ
فبينَ العراقِ وبينَ الجليلِ
عناقُ الجراحِ
ونحن نقبّلُ أيدي جباةِ الضّرائبِ
كي يصفحوا عن ذنوبِ الورودِ و نَوْرِ الأقاحي
زمانُك بات يحاسِبُ وردَ الطّبيعةِ
إن هو باح بشكوى العبيرِ
عراقُك بات مساحةَ قحطٍ
بعيدَ الخصوبةِ
هلْ تستطيعُ بحسِّك
رسْمَ ربيعٍ جديدْ
وهل تستطيع ُإعادةَ بسمةِ دفء ٍ
على شفتيهِ
وخلْقَ شتاءٍ عتيدْ
كأنّك لو كنتَ ترنو إليهِ
لخلْتَ عروقَ يديْهِ انطفاءً
وصورتَه شبحاً مستقيلْ
أيا سيّدَ الشّعرِ إنّي
أتيتُك أحملُ دمعي
وفي ضفتيَّ ينامُ العويلْ
تلوَّنَ وجهُك واربدَّ حتى
استحالَ لساناً
على طرفيْهِ دمٌ ثائرٌ
ونادى "سلامٌ على جاعلينَ الحتوفَ
جسوراً إلى الموكبِ العابرِ "
ينامُ العراقُ على كتفيك
فأسمع رجْعَ النُّواحِ
على شفةِ القبرِ
إنَّ لعينيك نظرةَ خِصْبٍ
تؤكّد أنَّ الشّتاءَ قريبٌ
وأنَّ الغيومَ ستلقَحُ
كي يولدَ المستحيلْ
زاهر جميل قط
سلامٌ عليكَ
وأنت تنام بدفءِ دمشقَ
يكلِّلُ قبرَك وردُ الهيامِ
هربْتُ إليك
فهلّا سمعْتَ هديلَ الحمامِ
وهلّا قرأتَ
من الفجرِ حتّى المساءِ بكاءَ الغمامِ
أراك غضبتَ
كأنَّ لقبرِك رعشةَ طفلٍ
ينوءُ بحملِ الدّموع
فتصرخُ في عتمةِ اّلليلِ لكنْ
بنو الإنسِ لا يسمعونَ
صهيلَ الشُّموخِ وصحوَ الشّموع
أراك لبسْتَ عراقاً حنوناً
كأنّه دفءٌ يعشّشُ في كلِّ نبضٍ
وأنت تعانقه في اشتعالٍ
تكاد حرارةُ لحدِك
تدفِئُ كلَّ المكانِ
أتيْتُك يا سيّدَ الشّعرِ مُضنىً
قدِ احتبسَ الدّمعُ
وضاقتْ مساحةُ هذا الفضاءِ الرّحيبِ
على أن تحتويني
وراح يحاصرُني طيفُ ظلٍّ قتيلٍ
وأنت على لجّةِ البحرِ
أسمعُ منك نداءً
"سلامٌ على مُثقلٍ بالحديدِ"
فأطرَبُ عندَ اشتعالِ البنفسجِ ناراً
تؤكّدُ "أنَّ الطّريقَ سيفضي إلى آخرِ"
وتسألُني عن عراقِك
سجّلْ على صفحةِ الحزنِ
سطرا شريدا
سينمو على دمنةِ القبرِ وردٌ
تكونُ دموعُك نهراً
ليشربَ منه
عراقُك أرملةٌ قد تصدّتْ لكلِّ العروضِ
فما كان منهم سوى أنْ رمَوْها
بأنَّ عشيقاً
تسلَّلَ في عتمةِ الّليلِ سرّاً إليها
أرادوا لدجلةَ
أن يستقيلَ منَ العشقِ
كانوا يريدون قتلَ الخصوبةِ
في صُلبِه
عراقُك أضحى فلسطينَ أُخرى
وبتْنا حيارى
فكيف نقسّم أحزانَنا باعتدالٍ
فبينَ العراقِ وبينَ الجليلِ
عناقُ الجراحِ
ونحن نقبّلُ أيدي جباةِ الضّرائبِ
كي يصفحوا عن ذنوبِ الورودِ و نَوْرِ الأقاحي
زمانُك بات يحاسِبُ وردَ الطّبيعةِ
إن هو باح بشكوى العبيرِ
عراقُك بات مساحةَ قحطٍ
بعيدَ الخصوبةِ
هلْ تستطيعُ بحسِّك
رسْمَ ربيعٍ جديدْ
وهل تستطيع ُإعادةَ بسمةِ دفء ٍ
على شفتيهِ
وخلْقَ شتاءٍ عتيدْ
كأنّك لو كنتَ ترنو إليهِ
لخلْتَ عروقَ يديْهِ انطفاءً
وصورتَه شبحاً مستقيلْ
أيا سيّدَ الشّعرِ إنّي
أتيتُك أحملُ دمعي
وفي ضفتيَّ ينامُ العويلْ
تلوَّنَ وجهُك واربدَّ حتى
استحالَ لساناً
على طرفيْهِ دمٌ ثائرٌ
ونادى "سلامٌ على جاعلينَ الحتوفَ
جسوراً إلى الموكبِ العابرِ "
ينامُ العراقُ على كتفيك
فأسمع رجْعَ النُّواحِ
على شفةِ القبرِ
إنَّ لعينيك نظرةَ خِصْبٍ
تؤكّد أنَّ الشّتاءَ قريبٌ
وأنَّ الغيومَ ستلقَحُ
كي يولدَ المستحيلْ
زاهر جميل قط