البشير الأزمي
28/10/2006, 08:46 PM
في اللغة و اللغو....لسان الضاد
اللغة اللغو اللسان الكلام
مرة أخرى أثارني عنوانٌ في موقعكم "المربد" " لغة الضاد"، وعنوان فرعي:"كل ما يخص اللغة العربية"، فمنذ كنت صغيراً و أنا أسمع معلمي و أساتذتي عند الحديث بإعجاب عن اللغة العربية يسمونها " لغة الضاد"، و بدأت أنا بدوري ألوي " لساني " بهذا المصطلح. دون أن أعي دلالته و دون أن أتساءل يوماً عن معنى الوصف الذي وصفت به "اللغة" العربية. ولا بد أن يكون قد فاتني الوقوف عند شرح هذا التعبير. إلا أني تساءلت اللحظة ، هل هذا الاصطلاح صحيح؟ لا يتعلق الأمر بوصف اللغة العربية ب " لغة الضاد"، بل بمصطلح "اللغة" في حد ذاته. فهل لنا في ذاكرتنا "اللغوية" إشارة/إشارات إلى أن الكلمات/ العبارات / المصطلحات ..أو جميعها، التي تحدث بها السلف، إلى "اللغة" ؟ و هل جاء في كتاب الله العزيز" لفظ اللغة" ؟ و الذاكرة الشعرية العربية، التي تعتبر مرجعاً لغوياً بامتياز بعد القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة ، هل أشارت إلى " اللغة"؟
فلنبدأ بالقاموس، جاء في لسان العرب الجزء الخامس عشر ص 250:
لغا : اللغو و اللغا " السقط و ما لا يعتد به من كلام وغيره و لا يحصل منه فائدة و لا نفع .
جاء في "التهذيب" نقلاً عن لسان العرب: اللغو و اللغا و اللغوي ما كان من الكلام غير معقود عليه.
قال الأزهري: اللغة من الأسماء الناقصة، و أصلها لُغْوة من لغا إذا تكلم.
قال الشافعي ": اللغو في لسان العرب الكلام غير المعقود عليه، و جماع اللغو هو الخطأُ إذا كان اللجاج و الغضب و العجلة.
و كلمة لاغية: فاحشة. و في التنزيل: "لا تسمع فيها لاغية"، هي على النسب أي كلمة ذات لغو، و قيل أي كلمة قبيحة أو فاحشة.
(لا يؤاخدكم الله باللغو في أيمانكم ) اللغو في الأيمان: ما لا يعْقِدُ عليه القلب مثل قولك لا و الله و بلى و الله .
و في الحديث: (من لغى فلا جمعة له)
و في مقابل ذلك نجد كلمة " لسان" وقد جاءت كما يلي:
في القاموس:
اللسان: جارحة الكلام، و قد يكنى بها عن الكلمة فيؤنث حينئذ .
في القرآن الكريم
قال تعالى: " و هذا كتاب مصدق لساناً عربياً"
"وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه"
"هو الذي خلقكم و اختلاف ألسنكم "
أما في الشعر العربي فالشعراء العرب قد استعملوا مصطلح اللسان.
حيث قال الشاعر:
لسان الفتى نصف و نصف فؤاده ******* و لا تبقى إلا صورة اللحم و الدم
قال أعشى باهلة:
إني أتتني لسانٌ لا أُسَر لها ******* من عَلْوَ ، لا عجب منها ولا سخر
أي بلغني كلام
و قد يذكر على معنى الكلام، قال الحطيئة:
ندمت على لسان فات مني ******* فليت بأنه في جوف عَكْم
أما ابن جني يتكلم عن اللغة حيث يقول في الخصائص:
"أما حدها ( يقصد اللغة)" فإنها أصوات" يعبر بها كل قوم عن أغراضهم" ص 33 الخصائص ج 1 تحقيق محمد علي النجار عالم الكتب بيروت ط الثانية 1983. و أما تصريفها ومعرفة حروفها فإنها فُعْلة من لغوت. ....و قيل منها لَغِي يلغَى إذا هذى
ديسوسير يتحدث عن اللغة و يميز بينها وبين الكلام فيقول:
" فهي، يشير إلى اللغة، قائمة ضمن مجموعة الأفراد و تأخذ شكل سمات موضوعة في كل عقل تقريباً أي شكل معجم تتوزع نسخاته المتعادلة بين الأفراد" و يضيف" هي كنز وضعته ممارسة الكلام عند الأفراد الذين ينتمون إلى بيئة واحدة وهي تنظيم قواعد موجود، بصورة مضمرة، في كل عقل و لا وجود للغة بصورة كاملة إلا ضمن المجموعة" بمعنى أن اللغة واقع اجتماعي ثابت بينما الكلام عمل فردي متغير.
مما سبق، يتبين أن هناك فرقاٌ بين الكلام و اللسان و اللغة فأيها الصحيح ؟ هل لغة الضاد أو لسان الضاد أو كلام الضاد أو قول الضاد ؟؟؟؟؟؟
في انتظاري آرائكم أعزائي المربديين...
وشكراً " عنيفاً"، كما يحلو لأحد أصدقائي أن يقول.
أبو كمال التطواني
اللغة اللغو اللسان الكلام
مرة أخرى أثارني عنوانٌ في موقعكم "المربد" " لغة الضاد"، وعنوان فرعي:"كل ما يخص اللغة العربية"، فمنذ كنت صغيراً و أنا أسمع معلمي و أساتذتي عند الحديث بإعجاب عن اللغة العربية يسمونها " لغة الضاد"، و بدأت أنا بدوري ألوي " لساني " بهذا المصطلح. دون أن أعي دلالته و دون أن أتساءل يوماً عن معنى الوصف الذي وصفت به "اللغة" العربية. ولا بد أن يكون قد فاتني الوقوف عند شرح هذا التعبير. إلا أني تساءلت اللحظة ، هل هذا الاصطلاح صحيح؟ لا يتعلق الأمر بوصف اللغة العربية ب " لغة الضاد"، بل بمصطلح "اللغة" في حد ذاته. فهل لنا في ذاكرتنا "اللغوية" إشارة/إشارات إلى أن الكلمات/ العبارات / المصطلحات ..أو جميعها، التي تحدث بها السلف، إلى "اللغة" ؟ و هل جاء في كتاب الله العزيز" لفظ اللغة" ؟ و الذاكرة الشعرية العربية، التي تعتبر مرجعاً لغوياً بامتياز بعد القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة ، هل أشارت إلى " اللغة"؟
فلنبدأ بالقاموس، جاء في لسان العرب الجزء الخامس عشر ص 250:
لغا : اللغو و اللغا " السقط و ما لا يعتد به من كلام وغيره و لا يحصل منه فائدة و لا نفع .
جاء في "التهذيب" نقلاً عن لسان العرب: اللغو و اللغا و اللغوي ما كان من الكلام غير معقود عليه.
قال الأزهري: اللغة من الأسماء الناقصة، و أصلها لُغْوة من لغا إذا تكلم.
قال الشافعي ": اللغو في لسان العرب الكلام غير المعقود عليه، و جماع اللغو هو الخطأُ إذا كان اللجاج و الغضب و العجلة.
و كلمة لاغية: فاحشة. و في التنزيل: "لا تسمع فيها لاغية"، هي على النسب أي كلمة ذات لغو، و قيل أي كلمة قبيحة أو فاحشة.
(لا يؤاخدكم الله باللغو في أيمانكم ) اللغو في الأيمان: ما لا يعْقِدُ عليه القلب مثل قولك لا و الله و بلى و الله .
و في الحديث: (من لغى فلا جمعة له)
و في مقابل ذلك نجد كلمة " لسان" وقد جاءت كما يلي:
في القاموس:
اللسان: جارحة الكلام، و قد يكنى بها عن الكلمة فيؤنث حينئذ .
في القرآن الكريم
قال تعالى: " و هذا كتاب مصدق لساناً عربياً"
"وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه"
"هو الذي خلقكم و اختلاف ألسنكم "
أما في الشعر العربي فالشعراء العرب قد استعملوا مصطلح اللسان.
حيث قال الشاعر:
لسان الفتى نصف و نصف فؤاده ******* و لا تبقى إلا صورة اللحم و الدم
قال أعشى باهلة:
إني أتتني لسانٌ لا أُسَر لها ******* من عَلْوَ ، لا عجب منها ولا سخر
أي بلغني كلام
و قد يذكر على معنى الكلام، قال الحطيئة:
ندمت على لسان فات مني ******* فليت بأنه في جوف عَكْم
أما ابن جني يتكلم عن اللغة حيث يقول في الخصائص:
"أما حدها ( يقصد اللغة)" فإنها أصوات" يعبر بها كل قوم عن أغراضهم" ص 33 الخصائص ج 1 تحقيق محمد علي النجار عالم الكتب بيروت ط الثانية 1983. و أما تصريفها ومعرفة حروفها فإنها فُعْلة من لغوت. ....و قيل منها لَغِي يلغَى إذا هذى
ديسوسير يتحدث عن اللغة و يميز بينها وبين الكلام فيقول:
" فهي، يشير إلى اللغة، قائمة ضمن مجموعة الأفراد و تأخذ شكل سمات موضوعة في كل عقل تقريباً أي شكل معجم تتوزع نسخاته المتعادلة بين الأفراد" و يضيف" هي كنز وضعته ممارسة الكلام عند الأفراد الذين ينتمون إلى بيئة واحدة وهي تنظيم قواعد موجود، بصورة مضمرة، في كل عقل و لا وجود للغة بصورة كاملة إلا ضمن المجموعة" بمعنى أن اللغة واقع اجتماعي ثابت بينما الكلام عمل فردي متغير.
مما سبق، يتبين أن هناك فرقاٌ بين الكلام و اللسان و اللغة فأيها الصحيح ؟ هل لغة الضاد أو لسان الضاد أو كلام الضاد أو قول الضاد ؟؟؟؟؟؟
في انتظاري آرائكم أعزائي المربديين...
وشكراً " عنيفاً"، كما يحلو لأحد أصدقائي أن يقول.
أبو كمال التطواني