المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لنعدل عن الحديث عن "الأداة " عند الحديث في "النحو"



البشير الأزمي
26/10/2006, 10:08 PM
عن معاني "الأدوات"



حقاً أثار انتباهي العنوان الذي اختاره أخي طارق، و هو يقدم لنا من كتاب" البحر المحيط" لمؤلفه " بدر الدين بن محمد بهادر الزركشي" . ففي ما قدم فائدة كبرى ،بينت لنا مدى غنى لغتنا ، ومدى ضرورة الاستفادة منها لتقويم لساننا و جعلنا قادرين على التعبير بشكل صحيح و جميل في آن. و أن المعاني التي ترد للحرف الواحد " الفاء" كمثال، كثيرة و متعددة،

إلا أن لدي تساؤلاً بسيطاً مفاده هل "الفاء" أداة ، وغيرها ، ك"اللام" و" الباء".... و"مِن " و "على" ... و "إذا" ...لأنه حسب معرفتي المتواضعة فإن الكلام العربي ينقسم إلى ثلاثة أقسام، و الله أعلم، هي: الاسم و الفعل و الحرف ، استناداً إلى قول ابن مالك في ألفيته:


كلامنا لفظ مفيد كاستقم

و"اسم" و " فعل" ثم "حرف" الكلم


واحده كلمة و القول عم

و كلمــة بــها كــــــــــــــلام قد يؤم

فالكلام هو اللفظ المفيد فإن لم يكن مفيداً فلا يمكن اعتباره كذلك. و قد مثل له ابن مالك بقوله: ك" استقم"، فإن قراءتك أو سماعك ل"استقم" حصل لديك فهم. وقد عرف ابن عباس " الكلام" و يسميه الجملة بما يلي:" هو ما تركب من كلمتين أو أكثر، و له معنى مفيد مستقل" النحو الوافي ج1 ص15 دار المعارف بمصرالطبعة الخامسة

فلا بد في الكلام من أمرين معاً ، والكلام لابن عباس، هما "التركيب " و "الإفادة المستقلة"

فالاسم ما دل على شيء مستقل بذاته، كقولك رجل و شجرة وبيت إلى غير ذلك، أي " كلمة تدل بذاتها على شيء محسوس"

و الفعل ما دل على حدث

أما الحرف فلا يدل على شيء مستقل بذاته. ف"من" و" في" و "إلى" وغيرها لا تدل على معنى إلا داخل الجملة.

"جئت من المنزل إلى المدرسة في الصباح" فهذه حروف إن عزلتها لن تؤدي معنى.

و لا أعتقد أن علماء النحو أشاروا في كتبهم إلى الأداة.

فقولك، مثلاً، من ساعد من ؟

و " هل جاء علي ؟"

إن أعربنا" من" الأولى أداة استفهام ، و "هل " أداة استفهام. فلن يؤدي ذلك في الجملة الأولى إلى تدقيق، في حين إن نحن قلنا في المثال الأول من اسم استفهام أصبحنا ملزمين بتحديد موقعه الإعرابي الذي هو "مبتدأ" ذلك بقولنا من : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، في حين " من " الثانية اسم وصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به، و الباقي من الجملة ساعد فعل و فاعل ، زائد المفعول به، الاسم الموصول ، جملة فعلية في محل رفع خبر المبتدأ. فتكون الجملة كلاماً لأنها أدت المعنى ، أو كما يقول النحاة ، صح السكوت عندها وحصل الفهم . و بالنسبة للجملة الثانية ف "هل " ليست مبتدأ و إن تصدرت الجملة ،على اعتبار أنها ليست اسماً بل حرفاً، بدليل قول ابن مالك :


سواهما الحرف ك"هل " و "في" و "لم "

فعل مضارع يلي لم كيشم.

فلنعدل عن الحديث عن "الأداة " عند الحديث في "النحو". ولا أجزم، لأن معرفتي في هذا الباب محدودة ، و الله أعلم.

أبو كمال التطواني

تطوان / المغرب

ياسر
23/04/2007, 01:22 PM
الكلمة يااخي كما تفضلت اما اسم او فعل اوحرف
والحروف التي هي من اقسام الكلمة هي التي يطلقون عليها :(حروف المعاني) وهي نفسها التي يطلح عليها الكوفيون قديما اسم:(الاداة)

البشير الأزمي
23/04/2007, 08:07 PM
الكلمة يااخي كما تفضلت اما اسم او فعل اوحرف
والحروف التي هي من اقسام الكلمة هي التي يطلقون عليها :(حروف المعاني) وهي نفسها التي يطلح عليها الكوفيون قديما اسم:(الاداة)
الأخ الكريم ياسر، إن أنت أعربت الكلمة أياً كانت الكلمة "أداة" فسيشكل عليك تحديد موقعها الإعرابي. تصور أنك تعرب الجملة التالية، على سبيل المثال: من كان منكم مريضاً أو على سفر ...الآية أعربتها أداة فإنك ستجد صعوبة في تحديد موقعها الإعرابي. لأنه، حسب معرفتي المتواضعة، أن الأداة لا يمكن أن تكون مبتدأ أو مفعولا به أو فاعلاً إلخ و الذي يمكنه ذلك هو الإسم. وقولك من، في المثال السابق ليست فعلاً و لا حرفاً بل هي اسم، و الاسم لا بد أن يكون له موقع إعرابي، وبما أنه اسم تصدر الجملة فسيكون في هذا المثال، اسماً موصولاً مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.. و قولك : من ساعدتَ. و أعربت من أداة لن يسعفك إعرابك في الوصول إلى الدقة. و من هنا كانت من في الجملة اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم، و ساعدت فعل و فاعل...
و هلا تفضلت أخي الكريم و حددت من هم هؤلاء الكوفيون الذين أشرت إلى أنهم أطلقوا على الكلمة "حروف المعاني" و كيف عللوا انها هي نفسها اسم أداة و ما هي المراجع التي اعتمدت عليها لتعضد رأيك( و لاحظ أخي الكريم أنك أشرت إلى الإسم بلفظ الأداة!!! .
و لك مودتي