المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قلت والبحر يسمع



خليد خريبش
25/10/2006, 06:05 PM
قلت والبحر يسمع


قلت: مكاني لم يعد هنا رغم أني أعيش هنا، أصبحت لا أطيق العيش في بلادي،المتسكعون والمبدعون يعانون عزلة قاتلة في بلادهم،كما أن طبيب الأسنان آلمني اليوم،لقد مللت زيارة الأطباء، بل كرهتها وأصبحت أخافها،لكن هل يسمع البحرهذا الكلام،هل يحس بأشجاني، إني أشكو إليه حالي . صرت آتي كل يوم إلى هذاالمكان،مع غروب الشمس،أتكلم جهارا،فأبوح له بهمومي اليومية،وأقول بعض الأشياء همسا،لكني أدركت أنه يسمعني ويشاركني آلامي،فعندما يتعدى شرودي بعض الدقائق، يوقظني بأصوات ارتطام الموج على الصخور،وبعض قطرات الماء المتناثرة في الفضاءالتي توقظني من غفلتي ، وتبلل بعض الأوراق التي كانت معي .

ليقول : كفاك شرودا يا صديقي،استفق ،انشرح.

أومأ إلي بشراء صنارة كي أقضي وقتا طويلا معه، لقد تعلق بي، لم يدرك أني أستفيد منه أكثر وربما أستغله،وصرت أقضي أيام الآحاد من طلوع الشمس حتى غروبها . أنتظر اهتزاز صنارتي معلنة التهام احدى الأسماك للطعم لأفرح بصيدي الثمين ، لكن الصيد بالصنارة أتعبني ،فأنا لم أولد لأكون صيادا ، فصيد الأسماك صرفني عن التأمل والتفكير في الأشجان ومناجاة صديقي الجبار المتمرد والجهر إليه بشكواي ،ورغم ذلك تعلمت بعض الشيء من الصبر ورباطة الجأش .

تركت الصيد جانبا ، حاولت أن أنادم صديقي فكنت أشتري قنينات الجعة وعلبة سجائر من إحدى المتاجر حيث أتجرع الواحدة تلوالأخرى بانتشاء،فتبدأ قهقهتي واستهزائي به ، وأصيح في بعض الأحياء ،أسب،ألعن القدر.لكن صوته المرعب أقوى من عربدتي ، غضب مني ومن تصرفاتي ،ليعلن أن شأني لا يهمه،حتى تركت هذه العادة ،وعندما حكيت أمري إلى إحدى صديقاتي، فما كان منها إلا أن طلبت مصاحبتي إلى نفس المكان ، فهي كذلك تحتاج إلى خلوة لتبث صديقنا شكواها وأحزانها ، كنا نتسلق الصخور لنجلس في المكان المعهود ، وننغمس في التأمل ، في البداية كان كل واحد منا يبث شكواه في صمت ، فلا نتكلم كثيرا ، كلانا يناجي البحر،لكن هل كنا نوجه الشكوى إلى البحرأم إلى بعضنا البعض . المهم أن كل شيء

يتم في صمت ، مع توالي الأيام ، ترددنا على نفس المكان،بدأنا نتبادل الحديث ونناقش مشاكلنا وهمومنا أنا وصديقتي. نقترب من بعضنا البعض، كنت أقترح عليها الحلول .فتجدها صائبة ، تستبشر وتنصت بشغف، أنا كذلك وجدت فيها الحلول لما استعصى علي من الأمور لمدة طويلة.حيث أصبحنا عندما نصل إلى المكان المعهود

نحملق في بعضنا البعض ،دخلنا عوالم لم نكن نعرفها لا أنا ولا هي تبنيت أفكارها الغزيرة كما أن أفكاري أصبحت تسيطر على ذهنها حتى بلغنا درجة الاتحاد في الأفكار ،حيث أصبحت أحس ما يختلج في نفسها من أحاسيس وأفكار من خلال إيماءات وجهها، توطدت علاقتي بها أكثر فأكثر ، حيث دخلت العاطفة، أصبحت أتبنى بعض أفكارها رغم أنها خاطئة،بدون تساؤل، هي كذلك نفس الأمر ، أصبح كل واحد منا ينتظر وقت الغروب

بفارغ الصبر، حينما انتهينا من تبادل الأفكار أصبح كل واحد منا يطيل النظر في جسد الآخرمعلنا انطلاق مسلسل الغرام، نسينا كل شيء ، نسينا همومنا ،أحزاننا ، وصديقنا الذي قام بحركة جزر كبيرة ، مبتعدا عن الصخور ،تركنا، تخلى عنا ، أصبحت الصخور بعيدة عنه ،

أصبح الذهاب إلى المكان المعهود بدون معنى ،انقطعت العلاقة فيما بيننا نحن الثلاثة.

طارق شفيق حقي
25/10/2006, 08:17 PM
تركت الصيد جانبا ، حاولت أن أنادم صديقي فكنت أشتري قنينات الجعة وعلبة سجائر من إحدى المتاجر حيث أتجرع الواحدة تلوالأخرى بانتشاء،فتبدأ قهقهتي واستهزائي به ، وأصيح في بعض الأحياء ،أسب،ألعن القدر.لكن صوته المرعب أقوى من عربدتي ، غضب مني ومن تصرفاتي ،ليعلن أن شأني لا يهمه،حتى تركت هذه العادة



من أجمل اللحظات هي لحظات التأمل وهي لحظات تفكير عميق لا يدركه العقل

هو القلب يفكر

ثم فيما أعرف أن لعن القدر لهو لعن الله لأن الله هو القدر

لا تسبوا الزمان فالله هو الزمان

ولو ابتعدنا قليلاً فإن لعن الله يوجب الخروج من الملة بل تطلق زوجته فوراً أي تكون طالقة منه ولا يباع ولا يشترى منه واذا مات لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن في مدافن المسلمين إنما يدفن في حفرة بعيدة ذلك إن لم يتوب ويقول الشهادتين مرة أخرى


وذكرت هنا الحديث الشريف :

ما من يوم تطلع شمسه إلا و تقول السماء: يا رب دعني أسقط كسفا على ابن آدم إنه طعم خيرك و منع شكرك ، و تقول الأرض: يا رب دعني أبتلع ابن آدم إنه طعم خيرك و منع شكرك ، و يقول البحر: يا رب دعني أغرق ابن آدم إنه طعم خيرك و منع شكرك .

فيقول المولى عزّ و جل: " دعوهم دعوهم لو خلقتموهم لرحمتموهم إنهم عبادي إن تابوا فأنا حبيبهم و إن لم يتوبوا فأنا طبيبهم " .

خليد خريبش
29/10/2006, 09:40 PM
كنت قد فضلت عدم الرد عن هذا التعقيب ولكن سأحيلك إلى ما دار بينك وبين أبو الكمال التطواني حول قصة موت فذلك يكفي