المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موت



البشير الأزمي
17/10/2006, 09:14 PM
موت


إلى العزير الحبيب العلام




التفت للمرة لا أدري كم، في الحقيقة لم أعد أتذكر كم مرة التفت منذ أن شاهدته، لا، لا ليس هو، و لا يمكن أن يكون هو، لكن كيف يمكن أن تخفى علي ملامحه، صورته،هيأته، أسرع في خطاي حتى لا يلحق بي، و صوته، لا يمكن أن أخطئ في صوته، إنه صوته بنبرته المعتادة، التي تُشنف أذن كل من سمع و أصغى إليه. و اسمي، كيف عرفه إن لم يكن هو. ردده مرتين أو ثلاث مرات، لم أعد أتذكر، ربما دهشتي، بل خوفي. تجاهلت نداءه، وباعدت بين خطاي، حتى ازداد بعداً عنه. أعرج على أول شارع و أميل نحو اليسار ثم الشارع الموالي و مرة ثانية نحو اليسار، لا أدري لماذا تقودني قدماي دائماً نحو اليسار؟. أجد زقاقاً، ألجه بسرعة، يصعب علي عبوره، ليس فقط لازدحامه المعتاد في مثل هذه الفترة من اليوم، حيث يتوافد القرويون من ضواحي المدينة لبيع ما تجود به عليهم الأرض، و ليقتنوا حاجياتهم مما تبخل عليهم به

الأرض، بل لتواجد عدد غير قليل من الدواب التي تركت فضلاتها في الزقاق روائح تقرب الفرد من البادية. أتحاشى أن تطأ قدماي هذه الفضلات، أصل إلى آخر الزقاق، لا أجد مخرجاً، أزداد اضطراباً،

أتظاهر أني أبتاع خضراً من امرأة قروية، أجلس القرفصاء، حتى أخفي نفسي عنه، و بين سيقان البهائم و أرجل المارة أراه يلتفت يمنة و يسرة بحثاً عني، تحدثني المرأة عن الجزر الطازجة، تحدد ثمناً، و تقترح خفض ثمنه ثم ريعه، لا أبالي لما تقوله، أتصبب عرقاً و أزداد ارتعاشاً، تطلب مني المرأة أن أبتاع منها أو أتركها، أنهض و ألتفت

مرة أخرى إلى المكان الذي وقف عنده برهة، لا أثر له، أحمد الله، و أعود من حيث بدأ مشوار عذابي، سعياً للخروج من هذا الزقاق الذي تحول إلى مصيدة بل سجن اعتقلت فيه لفترة شعرت بها دهراً. أسرعت في مشيتي، و تمهلت بعض حين، حتى لا أثير انتباه المارة، بل انتباهه هو. خرجت من أخيراً من الزقاق إلى الشارع الكبير، اقتربت من

واجهة أول مكتبة صادفت، بدأت أحذق في واجهتها، لم يكن في الحقيقة غرضي الاطلاع على ما تعرضه من عناوين، بل اتخذت واجهتها كمرآة أرى من خلالها ما آلت إليه حالي. أثار انتباهي عنوان كتاب " هل من حياة بعد الموت".و أنا أحذق في العنوان، أحسست بيد قوية

فوق كتفي. التفت بسرعة لأجده هو، أطلقت صرخة و هممت بالهرب و إذا بي أقع. تمتد يد لترفعني لتساعدني على النهوض، و أسمع صوتاً يقول:"استغفر الله العظيم، انهض من الأرض، لقد وقعت من السري، إنك تتصبب عرقاً، قد حان وقت المدرسة.

أجيب أمي، و العرق لازال يتصبب من جسمي كله: خالد كان يريد أن يلحق بي.

- لكن، يا ولدي خالد مات منذ ما يزيد عن السنة، استغفر الله، انهض، توضأ و صل صلاة الصبح، تناول فطورك، و أسرع إلى مدرستك، اليوم يوم الامتحان.

حمدت الله، قد كان حلما مزعجاً بل كابوساً.

ودعت أمي عند باب المنزل، دعت لي بالنجاح، دخلت و أقفلت الباب خلفها. انتظرت قدوم الحافلة، كنت أول الصاعدين، أخذت تذكرتي، جلست إلى النافذة، بدأت أتلهى عما رأيت في منامي، و أتفرج على الراجلين. عند المحطة الموالية، رأيت خالداً يصعد، إنه هو، و ليس حلماً، نزلت بسرعة و أطلقت ساقي للريح.







أبو كمال التطواني


تطوان/ المغرب

طارق شفيق حقي
18/10/2006, 05:05 PM
التقليب في الجمل من التأخير والتقديم يشد القارىء وخاصة في المقدمة
وأسلوب الاستفهام يفيد في ذلك كما فعلت استخدمت في المقدمة


أعتقد من نفس القصة ومن أسلوب مر معي في القصة الماضية

ان الكاتب عصابي

والعصاب ربما يصيب أغلب الكتاب ويهدس بداخله وترى الفكرة تتقلب فيه كما يتقلب الجمر


وربما يأتي الابداع وفن الكتابة كنوع من تفريغ هذا الضغط العصابي على ذات الكاتب

فترى الأسلوب لا غاية منه أحيانا غير الفتنن في التعبير عن هذا العصاب او ربما ياخذك لنهاية عادية لكنه

أعرج على أول شارع و أميل نحو اليسار ثم الشارع الموالي و مرة ثانية نحو اليسار، لا أدري لماذا تقودني قدماي دائماً نحو اليسار

وربما الزقاق الضيق يزيد في عصبية وعصاب الكاتب

وربما الضغط عليه والتضييق كاللحاق به والالحاح كذلك يزيد في عصابه

وربما يقترب النص من السريالية لا لشىء ربما للهرب من الواقعية والمنطقية

ما يخافه الكاتب هو أر مجهول يضغط عليه ويجعله عصابياً وربما يظهر في العمل الكتابي كرجل يلاحقه أو كامر يهرب منه

ربما نشعر بالدهشة ان الكاتب في النهاية قد يصل إلى لا شىء


العمل الابداعي عمل يحيلنا لنفسية الكاتب


تحياتي

البشير الأزمي
19/10/2006, 01:11 AM
العزيز طارق شفيق حقي

تحية مربدية و بعد،

من قراءاتي المتواضعة في مجال الإبداع، أعرف أن هناك مسافات ، قد تضيق و تتسع بين المبدع " الكاتب" و" القوة الفاعلة" التي أبدعها. وليس بالضرورة أن يكون الفاعل "Actant" هو الكاتب ذاته، و "الكاتب" بمجرد أن ينتهي من عمله الإبداعي ، يصبح العمل ملكاً للقراء. و ليس بالضرورة تعبيراً عن ذات المبدع. و لا أدري كيف استنتجت أن "الكاتب" عصابي، لمجرد أن الفاعل في النص كان عصابياً.

أنت تعرف، الأخ العزير، أن المبدع عند اختياره فاعلاً أو حالة ًفهما ليستا بالضرورة انعكاسأ لذات المبدع "ارنست هيمنجواي" و روايته "لمن تقرع الأجراس"، "Pour qui sonne le glas"."For Whom the Bell Tolls".

أعتقد، العزيز طارق، أن المبدع ليس ملزماً بحكي الواقع وبطريقة منطقية، بل هو مطالب بإعادة تشكيل الواقع بطريقة أدبية، أي بنقل المألوف والبسيط لدى الناس إلى أدب،أعني :" الأدبية" ، وقد تتحكم في إعادة التشكيل مرجعية/مرجعيات شكلت وعيه عبر فترات تاريخية ....

أشرت أخي العزيز إلى أن"الأسلوب لا غاية منه أحياناً غير التفنن في التعبير عن هذا العصاب، أو ربما يأخذك لنهاية عادية".

لدينا في الذاكرة التراثية الأدبية، مدرسان: اللفظية و المعنوية. تحدث عنها بإسهاب نقادنا القدامى، وأفردوا لها مساحات، انتصر البعض للفظ و البعض الآخر للمعنى، و لنا في النقد الغربي، مثال "مدرسة" أو اتجاه "الشكلانيين الروس" الذين بدورهم انتصروا للشكل و ضحوا بالمعنى... ليس معنى هذا أني من أنصار الشكل لان الشكل و المعنى لا يمكن أن نفصل بينهما، و الفصل أحياناً يكون فصلاً منهجياً ليس إلا...

و ما الغرابة في أن تكون النهاية /النهايات عادية؟

العزيز طارق، ربطت ربطاً "آلياً" بين "الكاتب" و "الفاعل/الشخصية"،وذلك بإسقاطك حال "الفاعل" على ذات "الكاتب" فعند بداية الكتابة ، في "الغالب" ، يرسم المبدع أحياناً شخصية/فاعلاً ، و يلقي بها في "عالمه الروائي" تنمو أو تتقهقر و تضمحل حسب قدراتها و مواقفها وردود أفعالها، و أحياناً لا يعرف إلى ما ستنتهي إليه. فأنا لست ملزماً بقيادتها بالقوة إلى مصيرها. هي اختارت مصيرها وكفى.

لا أريد الحديث في هذه العجالة عن المنهاج النفسي كوسيلة لتفسير العمل الإبداعي . لأن المقام ، لا يسمح بذلك الآن .وسأعود إليه لاحقاً، إن شاء الله، في مقال مستقل.

في الطبعة الثانية لرواية "المصابيح الزرق" لكاتبنا الكبير"حنا مينة" الصادرة عن دار الآداب سنة 1977،ص 8 يقول شوقي بغدادي ما يلي: "حدث مرة أن سافر حنا إلى اللاذقية في إحدى إجازاته لقضاء بضعة أيام بين أهله هناك، وعندما عاد كان مكفهراً كئيباً، و لما سألناه عرفنا أن أحد أبطال قصته توفي إلى رحمة الله. و هو محتار كيف يصنع الآن.هل يترك له خاتمته التي اختارها في الرواية أم بقصف عمره، و يتخلص منه".

معنى هذا أن الفاعل يتحمل مسؤولية ما آل إليه، فإن كان عُصابياً فليس بالضرورة أن يكون "مبدعه" بدوره مصاباً بالعصاب.

الدهشة التي قد شعر به القارئ ، هي شعور ذاتي، ناجم عن فهم ذاتي للنص، قد حاول النص طرح فكرة بسيطة جداً، إن لم أقل سدجة، تتلخص في هل من حياة بعد الموت، وهل من عودة في عالمنا الأرضي. أكان "الفاعل"قد رأى حقاً صديقه يلاحقه؟ أم كل ما عاشه كان نتيجة إصابته بالعصاب.

و انتظر منك قراءة لنص سابق كتبته باسمي الحقيقي، قصة قصيرة"كلام"

و انتظر "باء" "أبجد هوز" في أقرب لحظة إن شاء الله.

و لك مني و من أهل الحمامة البيضاء أزكى التحيات


أبو كمال التطواني

تطوان /المغرب

خليد خريبش
19/10/2006, 01:49 PM
ملاحظات
1-مهما حاول الكاتب التخلص من ذاتيته في نصوصه فلن يستطيع. فعندما يعبر عن طفل يتألم مثلا فهو يستذكر لحظة تألمه في الطفولة ،وهذا مبحث من مباحث الفلسفة يسمى الغير l autruiتناوله سارتر بإسهاب وحضور الذاتية يختلف من نص إلى آخر ومن كاتب إلى آخر. فروايات نجيب محفوظ ليست هي روايات باولو كويليو فمحفوظ أكثر قدرة على التخلص من الذاتية
من كويليو حيث نجد محفوظ يتحول إلى كاميرا تلتقط حركة الشارع مثلا عكس كويليو الذي الذي نجده يبحث عن ذاته وكل رواياته تجسد بوضوح تجواله وتجاربه أثناء طوافه حول العالم ومحاولة تحقيقه لأحلامه ورغم حضور ذاته فهو يمثل تيه الإنسان الروحي ،فمحمد شكري الذي كانت كل كتاباته
عبارة عن سيرة ذاتية لكنه يمثل جيل فهو يتكلم باسم جيل تجرأ على قول ما لم يستطع أقرانه.
2-نهج الأخ الفاضل طارق شفيق حقي المنهج النفسي في قراءته للنص القصصي وأعتقد أنها هذه المقاربة الأحادية لا تعطي حكما صائبا خصوصا من خلال نص واحد بل يجب تتبع أعمال الكاتب لفترة حتى يكون الحكم مبني على أسس قوية.
3-العصاب مرض نفسي نجد في مقابله الدهان حسب الدكتور وائل هندي -الوسواس القهري-سلسلة عالم المعرفة-والإنسان الذي يعاني العصاب تسيطر عليه أفكار أوسلوكات لا يستطيع التخلص منها ،فالطبيب النفسي لا يصدر حكما حتى يقضي مع مريضه أكثرمن حصتين حتى يشخص بدقة حالته المرضية.
وأعتقد أن مقاربة النصوص مقاربة شمولية يعني إخضاع النص لمناهج نقدية متعددة بما فيها الشكلي والنفسي واللساني ...تكون أقرب إلى الصواب.

طارق شفيق حقي
19/10/2006, 04:07 PM
سلام الله عليكم



عزيزي أبو كمال ذكرت كثيراً الأمور النقدية من هنا هناك لكن ببساطة سأقول:

نميز بين الروائي والراوي

بين بطل القصة والقاص

ما توصلنا إليه حول العصابية لم يكن من أحداث القصة

كتب الدكتور عمر الدقاق عن شكيب الجابري أول من كتب الرواية في سوريا

واستنتج من المقارنة بين احداث رواية له ربما كانت قوس قزح وبين حياة شكيب الجابري الذي سافر للغرب وسجن في وقت ما

وكان بطل القصة مغترباً وقد انتهى في السجن

بل استنتج انه بطل روايته من خلال أسلوب السرد فكان يقول كان لم يقل كنت وفي ذلك أسلوب للهروب كي يسهل عليه لبس القناع وكتب ما يريد بيسر وأي كاتب يعرف ذلك من خلال ضمير الغائب الأيسر للتعبير حين يكون الحدث شخصياً


لكن ما قلناه حول العصابية هو لعمري بعيد عن الحدث هو أمر نسشتفه من خلال أسلوب الكاتب في التقديم والتأخير والهرب والتازم المبالغ أحيانا








أبجد هوز

"باء"
فتح الباب و وجدها، كعادتها في انتظاره، لم يعرها اهتماماً هذا المساء، لم ينبس بكلمة، اتجه نحو غرفة النوم، تبعته، غير ثيابه، و دخل الحمام، غسل يديه، أخذ المنشفة، نشف يديه، رنا إلى المرآة، فوجدها تحذق في وجهه كأنها تراه لأول مرة، تغاضى النظر إليها. خرج، أقفل باب الحمام، اتجه نحو الصالون، اشعل التلفاز، اقتربت منه في تدلل، جلست إلى جانبه، بدأت ترنو إليه، احتكت به، نظر إلى عينيها الخضراوتين، و قال في همس: يا لك من قطة حنون.


أبو كمال التطواني
تطوان/ المغرب






أبجد هوز

ألف:
تساءل مرة ثانية: لم لا تتركني و شأني؟ ليست المرة الأولى التي تلاحقني هذا الصباح، حاول تحاشيها لمرات عديدة، أسرع في خطواته، ودخل بسرعة ألى مدخل العمارة، مكث لحظة ليست بالقصيرة، حتى تأكد، أو اعتقد أنها تاهت عن اللحاق به. فتح باب مدخل العمارة و اطل بحثاً عن أثر لها، لما تأكد أن لا وجود لها، و انها انصرفت، أسرع في مشيته، و ولج المقهى، اقتعد مقعداً قرب النافذة المطلة علىالشارع الرئيسي، أقبل النادل بفنجان قهوة و جريدة، و وضعهما فوق المائدة، قدم التحية و انصرف....احتسى من فنجان القهوة و أخرج سيجارة أشعلها وعب نفساً عميقاً إيذاناً بنخب الفوز عليها، تصفح الجريدة، و إذا به يحس بصوتها يلاحقه ثانية، انتقته من بين كل زبناء المقهى، اقتربت منه، حامت حوله، بصوتها المزعج.حاول الابتعاد عنها دون لفت انتباه الحاضؤين.لم يفلح في ذلك، جمع كل ما يملك من قوة، و هوى عليها بقيضة يده، انتظر قليلاً، رفع يده، رآى أثر الدم على الطاولة، أقبل النادل مسرعاً نحوه وقال في غيظ، وهو يمسح الطاولة: كم مرة نبهتك إلى عدم قتل الذباب بهذه الطريقة. إنك بذلك تزعج رواد المقهى.

أبو كمال التطواني
تطوان /المغرب





موت



إلى العزير الحبيب العلام







التفت للمرة لا أدري كم، في الحقيقة لم أعد أتذكر كم مرة التفت منذ أن شاهدته، لا، لا ليس هو، و لا يمكن أن يكون هو، لكن كيف يمكن أن تخفى علي ملامحه، صورته،هيأته، أسرع في خطاي حتى لا يلحق بي، و صوته، لا يمكن أن أخطئ في صوته، إنه صوته بنبرته المعتادة، التي تُشنف أذن كل من سمع و أصغى إليه. و اسمي، كيف عرفه إن لم يكن هو. ردده مرتين أو ثلاث مرات، لم أعد أتذكر، ربما دهشتي، بل خوفي. تجاهلت نداءه، وباعدت بين خطاي، حتى ازداد بعداً عنه. أعرج على أول شارع و أميل نحو اليسار ثم الشارع الموالي و مرة ثانية نحو اليسار، لا أدري لماذا تقودني قدماي دائماً نحو اليسار؟. أجد زقاقاً، ألجه بسرعة، يصعب علي عبوره، ليس فقط لازدحامه المعتاد في مثل هذه الفترة من اليوم، حيث يتوافد القرويون من ضواحي المدينة لبيع ما تجود به عليهم الأرض، و ليقتنوا حاجياتهم مما تبخل عليهم به

الأرض، بل لتواجد عدد غير قليل من الدواب التي تركت فضلاتها في الزقاق روائح تقرب الفرد من البادية. أتحاشى أن تطأ قدماي هذه الفضلات، أصل إلى آخر الزقاق، لا أجد مخرجاً، أزداد اضطراباً،

أتظاهر أني أبتاع خضراً من امرأة قروية، أجلس القرفصاء، حتى أخفي نفسي عنه، و بين سيقان البهائم و أرجل المارة أراه يلتفت يمنة و يسرة بحثاً عني، تحدثني المرأة عن الجزر الطازجة، تحدد ثمناً، و تقترح خفض ثمنه ثم ريعه، لا أبالي لما تقوله، أتصبب عرقاً و أزداد ارتعاشاً، تطلب مني المرأة أن أبتاع منها أو أتركها، أنهض و ألتفت

مرة أخرى إلى المكان الذي وقف عنده برهة، لا أثر له، أحمد الله، و أعود من حيث بدأ مشوار عذابي، سعياً للخروج من هذا الزقاق الذي تحول إلى مصيدة بل سجن اعتقلت فيه لفترة شعرت بها دهراً. أسرعت في مشيتي، و تمهلت بعض حين، حتى لا أثير انتباه المارة، بل انتباهه هو. خرجت من أخيراً من الزقاق إلى الشارع الكبير، اقتربت من



هذه بعض الإشارت التي توصلت أن كاتب النص عصابي

وأعتقد أن كل الكتاب عصابيون

ولكم تحياتي

طارق شفيق حقي
29/10/2006, 10:13 AM
كنت قد استنتجت أن الكاتب عصابي

وهنا نحدده وهو مركب من عصاب القلق و العصاب الوسواسي ونذكر بعض الأراء التي تؤيد ذلك مع أراء أكثر من عالم نفس بما فيهم من يستبعد أن يكون الكاتب عصابياً ويكون العمل الأدبي نتيجة العصاب وحده

نذكر هنا بعض المقتبسات من كتاب


زين الدين المختاري









المدخل إلى نظرية النقد النفسي









(*) العصاب neurose اضطرابات وظيفية غير مصحوبة باختلال جوهري


في إدراك الفرد للواقع، كما هو في الأمراض الذّهانية ويُميّز

التّحليل النّفسيّ بين نوعين من الأعصبة الواقعية

actual - neuroses مثل: النيروستانيا وعُصاب القلق، والأعصبة النفسية

psycho- neuros وأهمّها الهستيريا والعصاب الوسواسي.."(1).




15 ذاته



أشار "فرويد" في أكثر من مناسبةٍ إلى أن الأدباء والفنّانين

والشعراء، هم وحدهم أدرى بأسرار النفس الإنسانية، وإليهم

يرجع الفضل في اكتشاف اللاّوعي. وعلى علماء النفس والطّب

النفسي الإفادة من مكنونات الأعمال الأدبيّة والفنيّة


صــ19



-أدلر (1870م-1937م):




من الطّبيعي أن يخالف التلميذ أستاذه أحياناً، أو ينشقّ عنه،

أو يضيف إلى أفكاره شيئاً من اجتهاداته واكتشافاته. فهذا "ألفرد



أدلر" صاحب مدرسة "علم النّفس الفرديّ" يخالف أستاذه "فرويد"

في أن تكون الغريزة الجنسية السّبب الوحيد لظهور الأمراض


العصابية، والباعث الأول على الفنّ. ويرى أن الشعور بالنّقض هو


السّبب الرّئيسيّ في نشأة العُصاب، وأنّ الباعث الأساسي على

الفنّ هو "غريزة حبّ الظّهور أو حبّ السّيطرة والتّملّك


19صــ
فالفرويديون يرون العمل الأدبي أو الفّنيّ وثيقةً نفسيّةً صالحةً

لِسَبْر أغوار الأديب النفسية وتحليل أمراضه العُصابية




-شارل مورون (1899م- 1966م):





استبعد هذا الباحث- وهو منُشئ النّقد النّفساني- أن يكون


التحليل النفسي للأدب والفنّ مجرّد تحليلٍ "كلينيكيّ"، تَحْكمه قواعد


التّشخيص الطّبيّ، كما استبعد أن يكون الأديب أو الفنّان -في كلّ

الحالات- إنساناً عصابيّاً

خليد خريبش
29/10/2006, 09:35 PM
إن قراءة النصوص الأدبية ليست أشياء اعتباطية،وإنما لها شروطها وقواعدها،وبالتالي فقراءة النصوص وأعني بالقراءة مقاربتها من كل الجوانب تتطلب دراية تامة بالمناهج النقدية حتى لا يدخل المرء في ما يسمى بالإسقاط،ويحمل النص أو الكاتب ما لا يحتمل.

طارق شفيق حقي
31/10/2006, 11:02 AM
إن قراءة النصوص الأدبية ليست أشياء اعتباطية،وإنما لها شروطها وقواعدها،وبالتالي فقراءة النصوص وأعني بالقراءة مقاربتها من كل الجوانب تتطلب دراية تامة بالمناهج النقدية حتى لا يدخل المرء في ما يسمى بالإسقاط،ويحمل النص أو الكاتب ما لا يحتمل.


أعتقد أنك لم تتطلع بدراية تامة دون اعتباطية على الردود أعلاها مع مقارباتها من كل الجوانب التي لا اسقاط لها :7_5_133[1


لن أحملك ما لا تحتمل

تحياتي

طارق شفيق حقي
31/10/2006, 11:06 AM
بعد أن توصلنا لما توصلنا إليه


أطلب منك عزيزي أبو كمال التطواني مزيداً من أعمالك كي نتحرى أكثر عن عصاب القلق


وكلنا قلقون

ربما من هو ليس بقلق ليس بسوي خاصة في هذه الأيام.

البشير الأزمي
01/11/2006, 12:37 AM
بعد أن توصلنا لما توصلنا إليه









أطلب منك عزيزي أبو كمال التطواني مزيداً من أعمالك كي نتحرى أكثر عن عصاب القلق


وكلنا قلقون

ربما من هو ليس بقلق ليس بسوي خاصة في هذه الأيام.






























أولاً ، ما كنت أعرف ، عزيزي طارق، أن الإبداع يكون تحت الطلب. و تذكرت و أنا أقرأ طلبك، شريطاً سينمائياً تشيكوسلوفاكياً ، طبعاً قبل الانقسام،انقسام تشيكوسلوفاكيا إلى "تشيكيا" و "سلوفينيا"، تحت عنوان" دعوه يتملكه الخوف "Laissez-le avoir peur ، حيث إن الفنان ذاك لم يكن في استطاعته "الإبداع تحت الطلب" إلا إذا امتلكه/ تملكه الخوف....


ثانياً: إن التحري عن عصاب القلق من خلال" محاولاتي المتواضعة" أمر غير سليم ... و بدلاً من هذا "النقاش" .. لنبدع أو نوهم أنفسنا أننا نبدع و نراكم ثم نترك فسحة للقارئ/ المتلقي أن يتمتع أولاً بالنص، إن كان النص يحقق متعة، ثم يقرأ قراءة واعية ثانياً و هو يتوسل بأدوات النقد.
"أطلب منك عزيزي أبو كمال التطواني مزيداً من أعمالك كي نتحرى أكثر عن عصاب القلق
إن كلماتك عزيزي طارق أجدها أقرب لكلام "طبيب" إزاء" مريضه"

...كنت قٌد اقترحت كتابة عمل مشترك ، ها قد سبق إلى ذلك العزيز "المصطفى سكم" تحت عنوان " في حضرة الموت" و تابعت ، أنا، انطلاقاً مما انتهى إليه،عزيزي المصطفى، بنص " ما بعد حضرة الموت" ، و نحن الآن في انتظار مساهمة من يرغب في المساهمة انطلاقاً مما انتهيت إليه. و على الأقل لنجرب.... ونكون بذلك بدأنا نقف بتحد لمواجهة "الموت"...

البشير الأزمي

طارق شفيق حقي
01/11/2006, 12:17 PM
أولاً ، ما كنت أعرف ، عزيزي طارق، أن الإبداع يكون تحت الطلب. و تذكرت و أنا أقرأ طلبك، شريطاً سينمائياً تشيكوسلوفاكياً ، طبعاً قبل الانقسام،انقسام تشيكوسلوفاكيا إلى "تشيكيا" و "سلوفينيا"، تحت عنوان" دعوه يتملكه الخوف "Laissez-le avoir peur ، حيث إن الفنان ذاك لم يكن في استطاعته "الإبداع تحت الطلب" إلا إذا امتلكه/ تملكه الخوف....


ثانياً: إن التحري عن عصاب القلق من خلال" محاولاتي المتواضعة" أمر غير سليم ... و بدلاً من هذا "النقاش" .. لنبدع أو نوهم أنفسنا أننا نبدع و نراكم ثم نترك فسحة للقارئ/ المتلقي أن يتمتع أولاً بالنص، إن كان النص يحقق متعة، ثم يقرأ قراءة واعية ثانياً و هو يتوسل بأدوات النقد.


...كن
"أطلب منك عزيزي أبو كمال التطواني مزيداً من أعمالك كي نتحرى أكثر عن عصاب القلق
إن كلماتك عزيزي طارق أجدها أقرب لكلام "طبيب" إزاء" مريضه"
ت قٌد اقترحت كتابة عمل مشترك ، ها قد سبق إلى ذلك العزيز "المصطفى سكم" تحت عنوان " في حضرة الموت" و تابعت ، أنا، انطلاقاً مما انتهى إليه،عزيزي المصطفى، بنص " ما بعد حضرة الموت" ، و نحن الآن في انتظار مساهمة من يرغب في المساهمة انطلاقاً مما انتهيت إليه. و على الأقل لنجرب.... ونكون بذلك بدأنا نقف بتحد لمواجهة "الموت"...

البشير الأزمي


سلام الله عليكم

علمت فيما علمت أن العصاب مرض من أمراض الذاكرة والنفس لم أكن أدري أن اكتشافه مقلق مسبب للريبة

بلك الأحوال اترك موضوع مراقبة الأعمال لي

وسنعود للعمل المشترك أنا جاهز للمشاركة حقاً لكنه السفر

أكتب لكم من قلب الشام دمشق عاصمة الأمويين