المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة قصيرة



البشير
15/10/2006, 12:22 AM
كلام



...اقتنعا أخيراً أن الأمر أمر الله، و ازدادت قناعتهما ترسيخاً لإيمانهما بأن كل أمر مقدر. كيف لا يقتنعا وهما اللذان انتظرا وقتاً ليس بالقصير حتى حلت هبة الله و رزقا هذا الابن، خاصة بعد أن كان حبل الأمل قد انقطع أو قل أوشك على الانقطاع. ف "الفقيه" و "الشوافات" و زيارة الأضرحة و الزوايا، كل هذا لم يفك عقالهما. و أنزل الله رحمته، و وهبهما هذه الهبة التي أعادت التوازن إلى الأسرة الصغيرة، و علت البسمة محيى الأبوين وباقي أفراد العائلة.

بدآ يرقبانه وهو يرسل أولى ابتساماته، فيطبع من خلالها ابتسامة على وجه أبويه..ولاحظا محاولاته الاقتراب من الأشياء حوله، فيزحف على ركبتيه ويديه مستعيناً بمؤخرته، فيحيد عن الاتجاه المقصود يمنة أو يسرة، فيتيه و يرفع رأسه بحثاً عن الهدف المرام قصده، فيعيد رحلته من جديد، و ينتهي به المطاف إلى نفس المحطة من جديد.

نجح في مرحة الحبو و انتقل إلى مرحلة المشي، فاستعان بكل ما يجد حوله ليصل إلى مقصده.كل ذلك أمام أعين أبويه، اللذين كانا يرقبانه في صمت، والشفاه تهمس بحمد الله.

لاحظ الأبوان أن الابن لا ينطق، وهو الذي وصل إلى المرحلة التي يبدأ فيها الأطفال في النطق أو قل في إصدار أصوات متقطعة للتعبير. انتظرا فترة، معللين أن بعض الأطفال يقدمون المشي على النطق.. وقررا أخيراً عرض الابن على طبيب متخصص، بعد فحص و اختبار طمأنهما إلى أن الجهاز الصوتي و المنطقة اللغوية بالدماغ سليمتين، و أن الكلام مسألة وقت ليس إلا.

جلس الأبوان يتفرجان على التلفاز، و الطفل يعبث بمجموعة من صورالعائلة، حمل صورة منها و أسرع نحو أمه وصاح بصوت مبحوح وبطريقة متلعثمة: "تاتي" . أخذت منه الصورة تمعنت فيها، ابتسمت وذرفت دمعة وتوجهت بالكلام نحو زوجها : هل سمعت؟ ، إنه تلفظ باسم خالته. الحمد لله.....

في الصباح الباكر، و قبل أن يسمعا منبه الساعة، رن الهاتف، و سمعت صوت أمها بحشرجة تنعي موت ابنتها .

في اليوم الموالي، و الأسرة لا زالت تحت الصدمة، اقترب العم من الطفل حمله وضمه إلى صدره، قبل الطفل عمه وقال :"عمو" . غادر العم المنزل، ما هي إلا ثوان وإذا بصوت قوي ذوى وصل صداه إلى الآذان، هرع الجميع إلى شرفة المنزل، رأوا سيارة فوق الرصيف إلى جانبها جثة شخص ملقى على الأرض، يسبح جزؤها الأعلى في بركة دم، من لون البذلة التي يرتديها الضحية، عرفوا أن العم هو الشخص ا لمسجى.

...وهو عائد، ظهراً من عمله، يفكر فيما جرى، أدخل يده في جيب بدلته و أخرج المفتاح وفتح باب المنزل، أقبل ابنه نحوه ارتمى بين أحضانه و صاح بصوت عال:"بابا"، سرت ارتعاشه في جسم الرجل. وضع الابن بسرعة كمن يضع أذى حل به، أسرع نحو الداخل. و ارتمى فوق المقعد ورنا إلى سقف الغرفة مشدوهاً.....

مرت الأيام بسرعة و الأب يترقب موعد حل النكبة، التي لامحال أنها واقعة، وحدث أن كان، يوماً عائداً من عمله، كالعادة، و إذا بجماعة من الناس تقف قرب باب العمارة، تقدم منهم وسأل عن سر اجتماعهم، أجابه أحدهم "إنا لله و إنا إليه راجعون" جارك أحمد في ذمة الله،، سرت رعشة في جسد الرجل ، صعد الدرج مسرعاً، حاول البحث عن المفتاح، ارتعشت يداه،لم يعثر على أثر لها. طرق الباب بعنف ، أقبلت الزوجة مسرعة، فتحت الباب، اقتربت منه لتقبله، دفعها بقوة، و العرق يتصبب من جبينه، وهو يصيح بصوت عال : أنت طالق، طالق، طالق....












البشير الأزمي

تطوان 29/09/2006

طارق شفيق حقي
15/10/2006, 12:29 AM
الأخ بشير أهلا بك في المربد


المربد يرحب بك أجمل ترحيب

حياك الله وبياك