نحن لها

[مروان قدري عثمان مكانسي]

نحن لها
أعداءنا الأبرار من بني يهود ، تحية مغموسة بالدم العربي الأبي ، نرسلها لكم مشفوعة بالشهامة الأصيلة التي ورثناها عن أجدادنا العظام ،لنعبِّر لكم فيها عن أخلاقنا و مُثُلنا العتيدة . لقد ساءنا ما تبذلونه من جهدٍ مضنٍ في سبيل دولتكم الفتية التي زرعتموها في أحشائنا وحلوقنا ، وآلمنا سهركم المتواصل في سبيل إبادتنا ـ نحن الفلسطينيين ـ ولما كانت أصالتنا العريقة تحتِّمُ علينا بذْل كل غالٍ ونفيس في سبيل إراحة ضيوفنا ، فقد قررنا أن نكفيكم مؤونة التعب والإرهاق وصرْف الأموال والأنفس من غير طائل ، وعزمنا على أن نقوم بهذا الدور نيابة عنكم .
نحن ـ يا أبناء صهيون ـ لا نحب الحال المائل ، نعترف لكم أننا أخطأنا خطأً فادحاً يوم أن هبَّ أطفال الحجارة يذيقونكم أشنع أصناف العذاب بحجارتهم النووية ، ونعترف أيضاً بأن دماء الشهداء الذين قضوا نحبهم دفاعاً عن الحرُم والمقدسات فألقوا في قلوبكم الرعب و أجفلوكم وأرهبوكم وأذاقوكم كأس الذل والمهانة .. كانت مشاعل فتنة تثير غضب الرعاع من شعبنا المكلوم، ونعترف أيضاً بأننا أسأنا كل الإساءة عندما خضعنا لإرادة الشعب وسمحنا لحماس في انتخاباتها أن تحصد الأصوات في كل الأراضي المسلوبة وتتسلم زمام الدولة لتسيِّرها بأيدٍ نظيفة من غير نهبٍ أو سلب ، لكن نظافة أيديهم أقلقت إخواننا أولي الأيدي الملوثة ...
لذلك فقد رأينا أن نضع حلاً مريحاً لكم ندخل به السرور إلى قلوبكم المفزوعة ، فتنامون بعده بملء جفونكم ، لقد قررنا أن يذبح الأخ أخاه وتتحول مدافعنا وبندقياتنا من صدوركم الموتورة إلى صدورنا المبرورة ، ونفَّذنا ذلك فعلاً .. فهل أنت مسرورون ؟
تريدون أن نموت لتشفوا غلكم وحقدكم ؟ لا ضير فنحن لها .
تريدون أن نكون فرجة لتشمتوا وتطيروا فرحاً ؟ لا بأس فنحن لها .
تريدون أن نضيع منا الكرامة ورجاحة العقل ؟ لا مشكلة فنحن لها .

الفصائل الفلسطينية