المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصرصار



ahmed_86_b
26/09/2006, 06:12 AM
(ahmed_86_b@maktob.com)الصرصار

وقف الصرصار يتخبط لا يدري ما يفعله ؛ فلقد سقط سقطة مريعة ولم يدر إلا وهو مستقر في قاع مغطس . فقد خرج يبحث عن الطعام ولكن سوء حظه أوقعه في المغطس . بدأ يستكشف المكان وحاول الصعود ولكنه سقط على جثة صرصار وقام مفزوعا ، ثم تبين أن المكان يعج بالجثث .

اجتهد الصرصار في الخروج ولكنه كلما حاول الخروج تفشل المحاولة . وأيقن إن المحاولات للخروج لا تجدي شيئا . فأخذ يفكر في المكان الذي حوله ، وكيف أتت هذه المجموعة من الصراصير ؟ ومن قتلها هل هو الجوع أم العطش ؟ لم تكن له ذكريات طويلة لتمر على خاطره فحياته بحث ، وتقص ، وجوع ، وشبع ومن تراه يحفل له ؟.مجرد صرصار في دنيا تعج بالمخلوقات التي تفوقه قوة وعددا وربما أهمية ؛ ولكنه على أية حال صرصار وجد ليعيش حياته كما تعيش الصراصير .

وبينما هو يبحث عن مخرج ما من مأزقه الكبير وخطبه الجسيم لمح عقربا مختبئة خلف كومة من بقايا الصراصير . وهاله الأمر وكاد أن يتجه نحوها من شدة ارتباكه وخوفه منها ، ولكنه تدارك الموقف و فضل الوقوف في مكانه لا يدري ما يفعل بالعدو الذي لم يخطر له ببال .ولكنه عرف الآن مصدر الخطر ، وهذا لا يعني نهاية الأمر ؛ لأن الخطر لا يزال قائما ، فهل ستكون نهايته على يد العقرب ؟!

لقد أحست العقرب بوجود الصرصار واتخذت وضعا هجوميا ، عندها أحس الصرصار أن نهايته تقترب واستعد لاستقبال الموت . وانتظر الصرصار لحظات رهيبة مرت كأنها دهر ، ولحسن حظه عادت العقرب لوضعها الطبيعي .

تنفس الصرصار الصعداء وظن أن العقرب لم ترصد تحركاته . وكانت ظنونه في غير محلها إذ تحركت العقرب نحوه ، واتخذت وضعا هجوميا آخر .ولكنها توقفت فجاءة على صوت باب يفتح ويدخل ظل كبير لم يستطع الصرصار أن يتبينه .

ولكنه عرف أن هذا الظل الكبير فأل خير له ؛ إذ وقفت العقرب في مكانها دون حراك . وتبين للصرصار أن القادم إنسان . ومما زاد نفسه فرحا أن ذلك الإنسان قد شاهد العقرب وأصدر أصواتا تبين ذلك وخرج مسرعا. بينما انكمشت العقرب في مكانها دون حراك ونظر إليها الصرصار وهي في حالتها تلك وعلم أنها في خوف شديد فكم هو جميل أن تكون العقرب خائفة مثله بل أكثر منه .

عاد الإنسان مسرعا وهو يحمل عصا غليظة ، واقترب بها نحو العقرب . شعر الصرصار بالسعادة وهو يرى العصا تهوي على العقرب وتشطرها إلى شطرين وأيقن بالخلاص من الموت الذي ظل شبحه يطارده طوال الوقت . ولكن فرحته لم تكتمل إذ هوت عليه نفس العصا دون هوادة ، فقد قرر الإنسان وبكل بساطة أن يقتل الصرصار .

وفي لحظات كانت جثة الصرصار ملقاة جنبا إلى جنب مع جثة العقرب وبقايا الجثث الأخرى . وكانت نهاية الصرصار .