طارق شفيق حقي
23/09/2006, 11:31 AM
الاحتفال الأقوى، والزعيم الأقوى، والمضمون الأقوى.
http://www.journaladdiyar.com/Pictures/f01-01-23-09-2006.jpg
الحشد المليوني في مهرجان الانتصار وبدا في أعلى الصورة السيد حسن نصرالله وهو يلقي خطاب الانتصار (ا ف ب)
الديار
كتب شارل أيوب
الاحتفال الأقوى في تاريخ لبنان، لأنه احتفال فعلي، ويرتكز على الإنجازات الحقيقية.
والزعيم الأقوى لأن السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله قال كلاماً هو كلام القادة الكبار، بأعلى المستويات، بأشجع المواقف، الأعلى وطنياً وشرفاً وخُلقاً.
والمضمون الأعلى لأن مضمون الكلام الذي قيل إنما كان كلاماً على مستوى المنطقة كلها، لا بل خطاباً هو الأعلى في كلام الجغرافيا السياسية وفي العلوم السياسية وفي شرح المواقف، وعلى مستوى العالم العربي، وكلاماً لو فهمته واشنطن وأوروبا الغربية لرأت فيه المدخل للإستقرار في العالم العربي.
هو كلام يخاطب من موسكو الى بكين، ويخاطب المغرب العربي الى القاهرة الى الرياض الى بيروت وفلسطين والى العالم كله.
السيد حسن نصر الله امس كان متألقاً في كلامه، كان واضحاً مثل العادة، كان صريحاً مثل المقاومين، شجاعاً مثلهم، أوليس هو قائدهم؟ أوليس هو من يحمل المسؤولية الكبرى في واقع الصراع العربي ــ الإسرائيلي على مستوى لبنان، لا بل يتسع الصراع ليشمل ما هو أوسع من لبنان؟
إنه المهرجان الأقوى، لأنهم قاتلوا وما لانوا طوال شهرين من الزمن، القت عليهم اسرائيل ثلاثة ملايين قنبلة وما تراجعوا، ولم يؤثر أحد على معنوياتهم او على معنويات قائدهم، احتفال ضجّ به فضاء لبنان، وضجت به بيروت واشتعلت عروبتها مجدداً، وظهر من يعارض نصر الله بشكل الأقزام.
أمس افتتحت المقاومة عصراً جديداً في السياسة اللبنانية، قالها السيد حسن نصر الله، والذين يفهمون الأمور يجب أن يدركوا أنها ليست صراعاً مذهبياً أو طائفياً، بل هو وطني.
المجال الوطني انطلق، والمجال للذين يريدون لبنان القوي قد أصبحت قاعدته موجودة أكثر من الأول، والذين يريدون لبنان محميات ويريدون لبنان متخلفاً، ويريدون لبنان ضعيفاً، ويريدون لبنان مستسلماً لإسرائيل، ويريدون لبنان في الإذلال، طريقهم معروفة وليذهبوا.
وأما الذين يريدون لبنان قوياً، مؤمناً بعلاقة دولية حقيقية على مستوى الشراكة، وليس على مستوى الاستزلام، فخطاب نصر الله واضح.
(تفاصيل المانشيت)
تحوّل مهرجان النصر المليوني في الضاحية الجنوبية أمس الى مهرجان التحدي عندما خرج الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله امام الحشود البشرية التي ضاقت بها الضاحية والطرق المؤدية اليها لأول مرة منذ بدء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان ليلقي خطابا شاملا موجها للخارج والداخل في آن معا.
وجاء خطاب نصرالله الذي وقف أمام الناس في مهرجان الانتصار ليحدد الثوابت حول المقاومة وسلاحها، والدولة، والعلاقة مع الآخرين، والحكومة ومصيرها، والموقف من «اليونيفيل» والتحديات المقبلة.
وشكل هذا الخطاب التاريخي برنامجا سياسيا بكل معنى الكلمة حيث أكد ان الخلاص هو ببناء «الدولة القوية، القادرة، العادلة، والنظيفة التي تحمي وحدة وسيادة لبنان وتستعيد كل شبر من الارض وتحمي كل قطرة مياه وتطمئن شعبها وتحميه بالحق وبالسلاح والإرادة الوطنية، اما الدموع فهي لا تحمي احدا».
واعتبر أن هذه الدولة القوية والقادرة هي المدخل الطبيعي لمعالجة مسألة المقاومة مضيفاً «نحن لا نقول: إن سلاح المقاومة سيبقى إلى الأبد، وليس منطقياً أن يبقى إلى الأبد، ولكن المدخل الطبيعي أن نعالج الأسباب فتنتفي النتيجة».
وقال:« تعالوا نبني الدولة القوية القادرة فستجدون أن حل مسألة المقاومة لا تحتاج إلى طاولة حوار»، وأكد أن الرهان على نزع أو تسليم سلاح المقاومة هو رهان خاسر، وان الرهان على خلق فتنة بين المقاومة والجيش هو ايضا رهان خاسر.
وقال:« إن أي جيش في العالم لن يستطيع أن يلقي سلاحنا من أيدينا»، وأعلن أن المقاومة اليوم هي أقوى من أي وقت مضى، مشيرا إلى أنها استعادت بنيتها العسكرية والتسليحية والتنظيمية. وكشف أنها تملك اليوم أكثر من 20 ألف صاروخ، وقال:«إن من يراهن على ضعف المقاومة يخطئ في الحساب».
وقال نصرالله: « إن الفريق الحاكم لا يستطيع أن يواصل حكمه، والمدخل الطبيعي هو تشكيل حكومة وحدة وطنية»، والحكومة الحالية ليست قادرة على حماية لبنان وإعادة إعماره وتوحيده، وأضاف:« إن بناء الدولة العادلة والقوية والقادرة يبدأ بحكومة وحدة وطنية، وهذا هو مشروعنا الجدي وسنعمل له بكل قوة في المرحلة المقبلة»، ودعا الى «قانون انتخاب منصف تشعر فيه كل الطوائف والفئات انها باتت غير مستتبعة لطائفة اخرى».
واعتبر كلام فريق 14 شباط حول أن الحرب إيرانية وسورية بأنه «عيب وإهانة» وطلب من النائب وليد جنبلاط دون أن يسميه أن يعتذر على إهانة شعب المقاومة لوصفه جمهور المقاومة بأنه بلا تفكير.
تعليق السنيورة
وقد علق المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة في بيان له على خطاب السيد نصرالله بالقول:« إن تركيز السيد نصر الله في خطابه على موضوع الحوار أمر جيد وبنّاء، ويفتح آفاق مستقبلية».
كلمة نصرالله
ومما جاء في كلمة السيد نصرالله في مهرجان الإنتصار الآتي:
*إن خلاصنا هو بناء الدولة القوية والعادلة والنظيفة.. الأصل الذي حمى وحدة سيادة لبنان هو الدولة القوية، القادرة، العادلة، النظيفة والعزيزة القوية القادرة التي تستطيع ان تستعيد كل شبر من أرضنا المحتلة، وتحمي كل قطرة مياه من مياه الحاصباني والوزاني، وتطمئن شعبنا بانها تحميهم بالحق وبالسلاح وبالارادة الوطنية والقوة، اما الدموع فهي لا تحمي احدا.
هذه الدولة التي ترفض اية وصاية او هيمنة اجنبية، والنظيفة التي لا مكان فيها للهدر والفساد والسرقة.
الحل الدولة القوية والعادلة
*الدولة القوية القادرة هو المدخل الطبيعي لمعالجة مسألة المقاومة... لا تعالجوا النتائج تعالوا لنعالج الاسباب، فالمقاومة نتيجة بسبب الاحتلال الاسرائيلي، اعتقال الاسرى، سلب المياه، وتهديد لبنان، والاعتداء على السيادة اللبنانية، عالجوا الاسباب، والنتائج يمكن معالجتها بسهولة.
*نحن لا نقول ان سلاح المقاومة سيبقى الى الابد، وليس منطقيا ان يبقى الى الابد، ولكن المدخل الطبيعي ان نعالج الاسباب فتنتفي النتيجة، تعالوا نبني الدولة القوية القادرة، فستجدون ان حل مسألة المقاومة لا تحتاج الى طاولة حوار.
*ان اي حديث عن نزع سلاح المقاومة، ان اي كلام عن تسليم سلاح المقاومة في ظل هذه الدولة وهذا الوضع القائم يعني ابقاء لبنان مكشوفا امام اسرائيل لتقتل من تشاء، وهذا لا يمكن ان نقبل به.
*ان الرهان على انهاء المقاومة بالضغط والحصار والتهويل هو رهان خاسر، وان الرهان على انهاء المقاومة من خلال جرها الى فتنة مع الجيش اللبناني هو رهان خاسر فالمقاومة والجيش هما اخوان لا يمكن ان يفصل بينهما احد.
*ان الذين يراهنون على نزع سلاح المقاومة من خلال حرب جديدة اسرائيلية وغير اسرائيلية احيلهم الى ليفني وبيريتس (وزيري الخارجية والدفاع الاسرائيليين) والى موشي ارينز الوزير السابق ليسمعوا منهم «كنا نريد تفكيك حزب الله ولكن اكتشفنا ان اي جيش في العالم لا يستطيع ان يفكك تنظيماً كهذا التنظيم».
*ان اي جيش في العالم لن يستطيع ان يلقي سلاحنا من ايدينا.
*نجدد التأكيد ان سلاح المقاومة لن يستخدم في الداخل، وهو ليس سلاحا لطائفة، هو ليس سلاح الشيعي او السني او الدرزي او المسيحي، انه سلاح كل لبناني يتطلع لحماية واستقلال وسيادة لبنان.
*وحول تسليم السلاح قال «أعاهدكم انا لا اطمح بان اختم حياتي بالخيانة بل بالشهادة».
*لا نريد ان نحتفظ بالسلاح الى ابد الآبدين.
*لبنان لم يعد صغيراً، هو قوة عظمى بكم، تحسب له أميركا وإسرائيل والغرب كل حساب.
لبنان في مأزق
*نحن في لبنان اليوم في مأزق حقيقي خصوصا بعد الحرب، هناك انقسام وطني حاد وليس انقساماً طائفياً او مذهبياً، وندائي اليوم اريد ان انبه واقول لا تسمحوا لأحد أن يحول الانقسام السياسي الى انقسام مذهبي وطائفي، هذا لعب بالنار وهذا تخريب للبلد.
*الفريق الحاكم لا يستطيع ان يواصل حكمه والمدخل الطبيعي هو تشكيل حكومة وحدة وطنية، ولا اتحدث عن شطب او الغاء احد. تعالوا لنوحد ولنعمر لبنان ونضع الكتف الى الكتف.
*الحكومة الحالية ليست قادرة على حماية لبنان ولا على اعادة اعماره ولا على توحيده، وعندما نقول الحكومة الحالية لا يعني اننا نريد شطب احد.
*بناء الدولة العادلة والقوية والقادرة يبدأ بحكومة وحدة وطنية، وانا لا ارفع شعارا للاستهلاك ولا لتقطيع الوقت، هذا مشروعنا الجدي وسنعمل له بكل قوة في المرحلة المقبلة.
*بناء الدولة القوية والقادرة والعادلة يبدأ بقانون انتخاب منصف تشعر فيه كل الطوائف والفئات انها باتت غير مستتبعة لطائفة أخرى، هذا هو المدخل لمعالجة مشكلاتنا.
*وتوجه الى الاساطيل التي تحاول ان تحاصر البحر والسماء والحدود قائلاً، اقول لكل الذين يريدون ان يقفلوا البحار والسماء والحدود ان المقاومة تملك اليوم اكثر من 20 الف صاروخ، ولقد استعادت كامل بنيتها التسليحية والتنظيمية والعسكرية، فالمقاومة اليوم اقوى مما كانت عليه عشية 12 تموز ومن يراهن على ضعف المقاومة نقول له انك تخطىء في الحساب، فالمقاومة اليوم أقوى من اي زمن مضى.
*واكد ان كل الاسرى سيعودون، مجددا على ان انقاذ الاسيرين الاسرائيليين لا يتم الا بمفاوضات غير مباشرة وتبادل الاسرى.
*لن يتم التخلي عن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا واي شبر من الاراضي المحتلة، وكان يمكن في سياق الحرب لو توفرت الارادة السياسية استعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وقد وافق الأميركيون على ذلك ثم أخلوا بذلك لكي لا يقدموا نصرا لحزب الله، ونقول: قدموا نصرا لمن شئتم، ولكن أعيدوها، أعيدوها.
*الجيش يملك الشجاعة والقدرة لمواجهة الاعتداءات والخروقات الاسرائيلية، والمسألة مرتبطة بالسياسة التي تعتمدها الدولة، فالجيش ليس مهمته تعداد الخروقات، جيشنا هو للدفاع عن الوطن وحماية المواطنين وأرضنا.
*نرحب بقوات «اليونيفيل» اذا بقيت في اطار المهمات الموكلة اليها... وينتقد كلام جنبلاط.
*أدعو إلى وقف السجالات السخيفة وتجنب العبارات القاسية، وان نبقى في اطار التنافس السياسي، ويجب ان نبني معاً. ولكن لن اسكت على اهانة شعب المقاومة.قبل ايام قال زعيم من الزعماء الكبار في فريق 14 شباط (جنبلاط) «ان جمهور المقاومة بلا تفكير».
*لن نسمح ان يقال ذلك، ولا يمكن ان نقبل اهانة شعب المقاومة وعليه ان يعتذر ولسنا حزبا شموليا، فأبي لم يكن بيكا ولا جدي كان بيكا.
*لا نريد سجالا سياسيا نحن حريصون من خلال اي صيغة حوار ان نخرج من هذا الوضع ونحن من دعاة مشروع الدولة، ولكن نحن اصحاب كرامة وكرامتنا قبل كل شيء، ولا يمكن ان نسمح لاحد ان يهدر كرامتنا لكي يبني لنا بيتا، او ان يشبع لنا بطنا على حساب كرامتنا، نحن قدمنا دمنا من اجل كرامتنا.
*ودعا الى التعقل والعودة الى العقل، والى ان يكون شهر رمضان «فرصة للتفكر وللعودة الى الذات»، ورفض كلام قوى 14 شباط في بيان البريستول الاخير حول ان الحرب هي حرب ايرانية سورية، مؤكدا انها حرب اميركية - اسرائيلية، معتبرا ان مثل هذا الكلام «عيب وإهانة».
*وقال «لسنا مقاومة عشوائية أو سفسطائية ومشدودة إلى العرق، ولسنا مقاومة فوضى .. نحن المقاومة العارفة العاملة المدربة المجهزة، وهو سر انتصارنا.
*ورد على الاميركيين حول ادعاءاتهم بان المقاومة تراجعت شعبيتها، قائلا:« اقول لهذا الاميركي عليك ان توجه كتاب ذم وقدح لكتبة التقارير التي تبنوا عليها حسابات خاطئة .. هذه الحرب كانت حربا اميركية بالقرار وبالسلاح وبالتخطيط وبالارادة وباعطاء المهلة تلو المهلة للصهاينة، والذي اوقف الحرب هو عجز الصهاينة».
*الانتصار ليس انتصار حزب او طائفة او فئة، هو انتصار للبنان الحقيقي وشعب لبنان وكل حر .. لا تحولوا الانتصار التاريخي ولا تسجنوه في علب حزبية او طائفية.
*إن المقاومة حمت لبنان من الفتنة.
http://www.journaladdiyar.com/Pictures/f01-01-23-09-2006.jpg
الحشد المليوني في مهرجان الانتصار وبدا في أعلى الصورة السيد حسن نصرالله وهو يلقي خطاب الانتصار (ا ف ب)
الديار
كتب شارل أيوب
الاحتفال الأقوى في تاريخ لبنان، لأنه احتفال فعلي، ويرتكز على الإنجازات الحقيقية.
والزعيم الأقوى لأن السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله قال كلاماً هو كلام القادة الكبار، بأعلى المستويات، بأشجع المواقف، الأعلى وطنياً وشرفاً وخُلقاً.
والمضمون الأعلى لأن مضمون الكلام الذي قيل إنما كان كلاماً على مستوى المنطقة كلها، لا بل خطاباً هو الأعلى في كلام الجغرافيا السياسية وفي العلوم السياسية وفي شرح المواقف، وعلى مستوى العالم العربي، وكلاماً لو فهمته واشنطن وأوروبا الغربية لرأت فيه المدخل للإستقرار في العالم العربي.
هو كلام يخاطب من موسكو الى بكين، ويخاطب المغرب العربي الى القاهرة الى الرياض الى بيروت وفلسطين والى العالم كله.
السيد حسن نصر الله امس كان متألقاً في كلامه، كان واضحاً مثل العادة، كان صريحاً مثل المقاومين، شجاعاً مثلهم، أوليس هو قائدهم؟ أوليس هو من يحمل المسؤولية الكبرى في واقع الصراع العربي ــ الإسرائيلي على مستوى لبنان، لا بل يتسع الصراع ليشمل ما هو أوسع من لبنان؟
إنه المهرجان الأقوى، لأنهم قاتلوا وما لانوا طوال شهرين من الزمن، القت عليهم اسرائيل ثلاثة ملايين قنبلة وما تراجعوا، ولم يؤثر أحد على معنوياتهم او على معنويات قائدهم، احتفال ضجّ به فضاء لبنان، وضجت به بيروت واشتعلت عروبتها مجدداً، وظهر من يعارض نصر الله بشكل الأقزام.
أمس افتتحت المقاومة عصراً جديداً في السياسة اللبنانية، قالها السيد حسن نصر الله، والذين يفهمون الأمور يجب أن يدركوا أنها ليست صراعاً مذهبياً أو طائفياً، بل هو وطني.
المجال الوطني انطلق، والمجال للذين يريدون لبنان القوي قد أصبحت قاعدته موجودة أكثر من الأول، والذين يريدون لبنان محميات ويريدون لبنان متخلفاً، ويريدون لبنان ضعيفاً، ويريدون لبنان مستسلماً لإسرائيل، ويريدون لبنان في الإذلال، طريقهم معروفة وليذهبوا.
وأما الذين يريدون لبنان قوياً، مؤمناً بعلاقة دولية حقيقية على مستوى الشراكة، وليس على مستوى الاستزلام، فخطاب نصر الله واضح.
(تفاصيل المانشيت)
تحوّل مهرجان النصر المليوني في الضاحية الجنوبية أمس الى مهرجان التحدي عندما خرج الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله امام الحشود البشرية التي ضاقت بها الضاحية والطرق المؤدية اليها لأول مرة منذ بدء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان ليلقي خطابا شاملا موجها للخارج والداخل في آن معا.
وجاء خطاب نصرالله الذي وقف أمام الناس في مهرجان الانتصار ليحدد الثوابت حول المقاومة وسلاحها، والدولة، والعلاقة مع الآخرين، والحكومة ومصيرها، والموقف من «اليونيفيل» والتحديات المقبلة.
وشكل هذا الخطاب التاريخي برنامجا سياسيا بكل معنى الكلمة حيث أكد ان الخلاص هو ببناء «الدولة القوية، القادرة، العادلة، والنظيفة التي تحمي وحدة وسيادة لبنان وتستعيد كل شبر من الارض وتحمي كل قطرة مياه وتطمئن شعبها وتحميه بالحق وبالسلاح والإرادة الوطنية، اما الدموع فهي لا تحمي احدا».
واعتبر أن هذه الدولة القوية والقادرة هي المدخل الطبيعي لمعالجة مسألة المقاومة مضيفاً «نحن لا نقول: إن سلاح المقاومة سيبقى إلى الأبد، وليس منطقياً أن يبقى إلى الأبد، ولكن المدخل الطبيعي أن نعالج الأسباب فتنتفي النتيجة».
وقال:« تعالوا نبني الدولة القوية القادرة فستجدون أن حل مسألة المقاومة لا تحتاج إلى طاولة حوار»، وأكد أن الرهان على نزع أو تسليم سلاح المقاومة هو رهان خاسر، وان الرهان على خلق فتنة بين المقاومة والجيش هو ايضا رهان خاسر.
وقال:« إن أي جيش في العالم لن يستطيع أن يلقي سلاحنا من أيدينا»، وأعلن أن المقاومة اليوم هي أقوى من أي وقت مضى، مشيرا إلى أنها استعادت بنيتها العسكرية والتسليحية والتنظيمية. وكشف أنها تملك اليوم أكثر من 20 ألف صاروخ، وقال:«إن من يراهن على ضعف المقاومة يخطئ في الحساب».
وقال نصرالله: « إن الفريق الحاكم لا يستطيع أن يواصل حكمه، والمدخل الطبيعي هو تشكيل حكومة وحدة وطنية»، والحكومة الحالية ليست قادرة على حماية لبنان وإعادة إعماره وتوحيده، وأضاف:« إن بناء الدولة العادلة والقوية والقادرة يبدأ بحكومة وحدة وطنية، وهذا هو مشروعنا الجدي وسنعمل له بكل قوة في المرحلة المقبلة»، ودعا الى «قانون انتخاب منصف تشعر فيه كل الطوائف والفئات انها باتت غير مستتبعة لطائفة اخرى».
واعتبر كلام فريق 14 شباط حول أن الحرب إيرانية وسورية بأنه «عيب وإهانة» وطلب من النائب وليد جنبلاط دون أن يسميه أن يعتذر على إهانة شعب المقاومة لوصفه جمهور المقاومة بأنه بلا تفكير.
تعليق السنيورة
وقد علق المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة في بيان له على خطاب السيد نصرالله بالقول:« إن تركيز السيد نصر الله في خطابه على موضوع الحوار أمر جيد وبنّاء، ويفتح آفاق مستقبلية».
كلمة نصرالله
ومما جاء في كلمة السيد نصرالله في مهرجان الإنتصار الآتي:
*إن خلاصنا هو بناء الدولة القوية والعادلة والنظيفة.. الأصل الذي حمى وحدة سيادة لبنان هو الدولة القوية، القادرة، العادلة، النظيفة والعزيزة القوية القادرة التي تستطيع ان تستعيد كل شبر من أرضنا المحتلة، وتحمي كل قطرة مياه من مياه الحاصباني والوزاني، وتطمئن شعبنا بانها تحميهم بالحق وبالسلاح وبالارادة الوطنية والقوة، اما الدموع فهي لا تحمي احدا.
هذه الدولة التي ترفض اية وصاية او هيمنة اجنبية، والنظيفة التي لا مكان فيها للهدر والفساد والسرقة.
الحل الدولة القوية والعادلة
*الدولة القوية القادرة هو المدخل الطبيعي لمعالجة مسألة المقاومة... لا تعالجوا النتائج تعالوا لنعالج الاسباب، فالمقاومة نتيجة بسبب الاحتلال الاسرائيلي، اعتقال الاسرى، سلب المياه، وتهديد لبنان، والاعتداء على السيادة اللبنانية، عالجوا الاسباب، والنتائج يمكن معالجتها بسهولة.
*نحن لا نقول ان سلاح المقاومة سيبقى الى الابد، وليس منطقيا ان يبقى الى الابد، ولكن المدخل الطبيعي ان نعالج الاسباب فتنتفي النتيجة، تعالوا نبني الدولة القوية القادرة، فستجدون ان حل مسألة المقاومة لا تحتاج الى طاولة حوار.
*ان اي حديث عن نزع سلاح المقاومة، ان اي كلام عن تسليم سلاح المقاومة في ظل هذه الدولة وهذا الوضع القائم يعني ابقاء لبنان مكشوفا امام اسرائيل لتقتل من تشاء، وهذا لا يمكن ان نقبل به.
*ان الرهان على انهاء المقاومة بالضغط والحصار والتهويل هو رهان خاسر، وان الرهان على انهاء المقاومة من خلال جرها الى فتنة مع الجيش اللبناني هو رهان خاسر فالمقاومة والجيش هما اخوان لا يمكن ان يفصل بينهما احد.
*ان الذين يراهنون على نزع سلاح المقاومة من خلال حرب جديدة اسرائيلية وغير اسرائيلية احيلهم الى ليفني وبيريتس (وزيري الخارجية والدفاع الاسرائيليين) والى موشي ارينز الوزير السابق ليسمعوا منهم «كنا نريد تفكيك حزب الله ولكن اكتشفنا ان اي جيش في العالم لا يستطيع ان يفكك تنظيماً كهذا التنظيم».
*ان اي جيش في العالم لن يستطيع ان يلقي سلاحنا من ايدينا.
*نجدد التأكيد ان سلاح المقاومة لن يستخدم في الداخل، وهو ليس سلاحا لطائفة، هو ليس سلاح الشيعي او السني او الدرزي او المسيحي، انه سلاح كل لبناني يتطلع لحماية واستقلال وسيادة لبنان.
*وحول تسليم السلاح قال «أعاهدكم انا لا اطمح بان اختم حياتي بالخيانة بل بالشهادة».
*لا نريد ان نحتفظ بالسلاح الى ابد الآبدين.
*لبنان لم يعد صغيراً، هو قوة عظمى بكم، تحسب له أميركا وإسرائيل والغرب كل حساب.
لبنان في مأزق
*نحن في لبنان اليوم في مأزق حقيقي خصوصا بعد الحرب، هناك انقسام وطني حاد وليس انقساماً طائفياً او مذهبياً، وندائي اليوم اريد ان انبه واقول لا تسمحوا لأحد أن يحول الانقسام السياسي الى انقسام مذهبي وطائفي، هذا لعب بالنار وهذا تخريب للبلد.
*الفريق الحاكم لا يستطيع ان يواصل حكمه والمدخل الطبيعي هو تشكيل حكومة وحدة وطنية، ولا اتحدث عن شطب او الغاء احد. تعالوا لنوحد ولنعمر لبنان ونضع الكتف الى الكتف.
*الحكومة الحالية ليست قادرة على حماية لبنان ولا على اعادة اعماره ولا على توحيده، وعندما نقول الحكومة الحالية لا يعني اننا نريد شطب احد.
*بناء الدولة العادلة والقوية والقادرة يبدأ بحكومة وحدة وطنية، وانا لا ارفع شعارا للاستهلاك ولا لتقطيع الوقت، هذا مشروعنا الجدي وسنعمل له بكل قوة في المرحلة المقبلة.
*بناء الدولة القوية والقادرة والعادلة يبدأ بقانون انتخاب منصف تشعر فيه كل الطوائف والفئات انها باتت غير مستتبعة لطائفة أخرى، هذا هو المدخل لمعالجة مشكلاتنا.
*وتوجه الى الاساطيل التي تحاول ان تحاصر البحر والسماء والحدود قائلاً، اقول لكل الذين يريدون ان يقفلوا البحار والسماء والحدود ان المقاومة تملك اليوم اكثر من 20 الف صاروخ، ولقد استعادت كامل بنيتها التسليحية والتنظيمية والعسكرية، فالمقاومة اليوم اقوى مما كانت عليه عشية 12 تموز ومن يراهن على ضعف المقاومة نقول له انك تخطىء في الحساب، فالمقاومة اليوم أقوى من اي زمن مضى.
*واكد ان كل الاسرى سيعودون، مجددا على ان انقاذ الاسيرين الاسرائيليين لا يتم الا بمفاوضات غير مباشرة وتبادل الاسرى.
*لن يتم التخلي عن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا واي شبر من الاراضي المحتلة، وكان يمكن في سياق الحرب لو توفرت الارادة السياسية استعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وقد وافق الأميركيون على ذلك ثم أخلوا بذلك لكي لا يقدموا نصرا لحزب الله، ونقول: قدموا نصرا لمن شئتم، ولكن أعيدوها، أعيدوها.
*الجيش يملك الشجاعة والقدرة لمواجهة الاعتداءات والخروقات الاسرائيلية، والمسألة مرتبطة بالسياسة التي تعتمدها الدولة، فالجيش ليس مهمته تعداد الخروقات، جيشنا هو للدفاع عن الوطن وحماية المواطنين وأرضنا.
*نرحب بقوات «اليونيفيل» اذا بقيت في اطار المهمات الموكلة اليها... وينتقد كلام جنبلاط.
*أدعو إلى وقف السجالات السخيفة وتجنب العبارات القاسية، وان نبقى في اطار التنافس السياسي، ويجب ان نبني معاً. ولكن لن اسكت على اهانة شعب المقاومة.قبل ايام قال زعيم من الزعماء الكبار في فريق 14 شباط (جنبلاط) «ان جمهور المقاومة بلا تفكير».
*لن نسمح ان يقال ذلك، ولا يمكن ان نقبل اهانة شعب المقاومة وعليه ان يعتذر ولسنا حزبا شموليا، فأبي لم يكن بيكا ولا جدي كان بيكا.
*لا نريد سجالا سياسيا نحن حريصون من خلال اي صيغة حوار ان نخرج من هذا الوضع ونحن من دعاة مشروع الدولة، ولكن نحن اصحاب كرامة وكرامتنا قبل كل شيء، ولا يمكن ان نسمح لاحد ان يهدر كرامتنا لكي يبني لنا بيتا، او ان يشبع لنا بطنا على حساب كرامتنا، نحن قدمنا دمنا من اجل كرامتنا.
*ودعا الى التعقل والعودة الى العقل، والى ان يكون شهر رمضان «فرصة للتفكر وللعودة الى الذات»، ورفض كلام قوى 14 شباط في بيان البريستول الاخير حول ان الحرب هي حرب ايرانية سورية، مؤكدا انها حرب اميركية - اسرائيلية، معتبرا ان مثل هذا الكلام «عيب وإهانة».
*وقال «لسنا مقاومة عشوائية أو سفسطائية ومشدودة إلى العرق، ولسنا مقاومة فوضى .. نحن المقاومة العارفة العاملة المدربة المجهزة، وهو سر انتصارنا.
*ورد على الاميركيين حول ادعاءاتهم بان المقاومة تراجعت شعبيتها، قائلا:« اقول لهذا الاميركي عليك ان توجه كتاب ذم وقدح لكتبة التقارير التي تبنوا عليها حسابات خاطئة .. هذه الحرب كانت حربا اميركية بالقرار وبالسلاح وبالتخطيط وبالارادة وباعطاء المهلة تلو المهلة للصهاينة، والذي اوقف الحرب هو عجز الصهاينة».
*الانتصار ليس انتصار حزب او طائفة او فئة، هو انتصار للبنان الحقيقي وشعب لبنان وكل حر .. لا تحولوا الانتصار التاريخي ولا تسجنوه في علب حزبية او طائفية.
*إن المقاومة حمت لبنان من الفتنة.