المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البـابا والميجـا إمبرياليـة !!!



بنت الشهباء
18/09/2006, 07:21 PM
البـابا والميجـا إمبرياليـة !!!

عبدالرحيم محمود جاموس
مدير عام مكاتب اللجنة الشعبية الفلسطينية

هل وضع بابا الفاتيكان نفسه ومنصبه الديني في خدمة العولمة ؟ وبالتالي
في خدمة الميجا الإمبريالية * ؟!! التي باتت تمثلها الولايات المتحدة
منفردة وتسعى إلى إحكام قبضتها على العالم أجمع في إطار سياسة
إمبراطورية لا ترى في الاخر سوى تابع لها في كل شيء أو عدو لا بد من
هزيمته واخضاعه ، وهذه العولمة أو الميجا امبريالية تسعى اليوم إلى
الحاق (( الإهانة )) بمجموعة النظم القيمية والأخلاقية والثقافية
والأيديولوجية والعقائدية لجميع الشعوب والمجموعات البشرية الأخرى ، ولا
تفرق بين مجموعة وأخرى في سبيل إحكام أو بسط سيطرتها المطلقة على الكون
لإحلال نظمها القيمية والثقافية والأخلاقية بديلاً عن أية نظم قيمية أو
ثقافية أو أخلاقية أو عقائدية لأية أمة أو مجموعة بشرية أخرى ، وهذه
السياسات القائمة على إهانة الآخر هي مرتكز أساسي لسياسات الميجا
امبريالية ، نتساءل عن ثقافة البابا اللاهوتية هل خانته إلى هذه الدرجة
؟! ليلجأ والى تلك الاقتباسات المسيئة والمهينة للاسلام وللنبي محمد صلى
الله عليه وسلم ليستشهد من خلالها وبها على ان الاسلام فيه الشر وانه قد
انتشر بواسطة السيف وفيه مكامن ينبعث منها العنف ، ألم يتوافق هذا
الاقتباس عن الامبراطور البيزنطي مع ثقافة وسياسة المحافظين الجدد
ونظرتهم للاسلام كمصدر للعنف والارهاب والذين يسيطرون على إدارة الولايات
المتحدة اليوم وأخذوا ينشرون سياسات الرعب والقوة والارهاب في كل مكان ،
ومن خلال استخفافهم بثقافة الآخر من الشعوب قد أوجدوا مولدات ومبررات
الارهاب ونشر ثقافة وسياسة الاهانة للشعوب ونظمها القيمية والاخلاقية ؟!
ألم يعي البابا البعد السياسي والعنصري لكلام الامبراطور البيزنطي الذي
اقتبس عنه نظرته للاسلام انها كلام ونظرة سياسية بامتياز لا علاقة لها
بالدين من قريب أو بعيد ؟! وبما ان البابا ليس مجرد باحث في التاريخ أو
محاضر في السياسة أو حتى زعيم سياسي ، وإنما هو زعيم ديني له مكانه
قيمية اعم وأشمل من ذلك ، وبالتالي سوف يكون الرد عليه وعلى ما يمثل من
بعد ديني ، فما جرى ووقع من ردات فعل إسلامية شعبية ورسمية كان لها ما
يبررها في اقتباسات البابا المسيئة والمهينة للإسلام ولكل الديانات
السماوية ، التي لم تكن الدعوة إليها من قبل الرسل أو أتباعهم إلا
بالحكمة والموعظة الحسنة ، إنني لا أستطيع التقليل أو الاستخفاف بثقافة
البابا اللاهوتية ، ولا التاريخيـة ولا السياسـية ، ولذا فإنني أرى فيها
ما أراه في تصريحات الرئيس بوش عن (( الفاشية الإسلامية )) فهي اقتباسات
سياسية ، وتسييس للدين بامتياز يرفضه الكاثوليك أنفسهم قبل غيرهم من
الطوائف المسيحية ، كما يرفضه المسلمين جميعا ، فالدين يجب أن يبقى
نقياً محافظا على رسالته الأخلاقية والقيمية والعقدية لما فيه من إخلاص
العبادة لله وحده وإقرار للمساواة بين بني البشر على اختلاف أجناسهم
وعقائدهم ، مخطئ من يعتقد أنه يوجد صراع أو حروب بين دين وآخر ، لأن
الصراع بين البشر منذ الأزل يتمحور حول السلطان والنفوذ وحول المصالح
الاقتصادية والسياسية وغيرها من المصالح الانسانية المتعارضة ، ولكنه عبر
التاريخ وجدنا كثيرا من القوى والفئات تسبغ على صراعها مع البعض الآخر
غطاء وبعداً دينياً لتغطي به على حقيقة أهدافها ، إن الديانات السماوية
جميعها من عند الله ، ومهمة الرسل كانت واحدة على مر العصور والزمان منذ
عهد آدم عليه السلام إلى رسالة الإسلام الجامعة والخاتمة للرسالات السماوية
، إن المتابع لتطور الفكر الديني وللرسالات السماوية سوف يكتشف أن تتابع
الرسالات السماوية المتعاقبة جاء دائماً لتصحيح عقيدة التوحيد لدى البشر
كلما اعتراها انحراف وهي ثابتة وغير متغيرة ولا متحولة في أي من الرسالات
السماوية ، وقد اتسمت الرسائل السماوية بالتدرج فيما يتعلق بالجانب
التنظيمي فقط لا فيما يتعلق بالتوحيد ، فالتوحيد فيها ثابت ولا يجوز أن
يكون متدرجاً أو متغيراً أو متطوراً ، ولكن المتغير والمتطور فيها تبعاً
لتطور المجتمع الانساني المخاطب بالرسائل السماوية وتطور مدركاته
العقلية هو الجانب التنظيمي للعلاقات الانسانية ، وقد جاء على أكمل وجه
في القرآن الكريم وأقر للإنسان مهمة الاجتهاد والبحث والتطوير فيما يخدم
ويحقق سعادة البشر في الدنيا ، ويرسخ العبودية لله وحده وينفيها عن أي
معبود سواه ، وفي ذلك كمال الحرية فقد تبين الرشد من الغي ، لكم دينكم
ولي دين ، وبالتالي فإن تسييس الدين هو الذي يدفع للتعصب الأعمى ،
ليقابل التعصب بمثله ، وتدب الفتنة باسم الدين أو الاعتقاد ، وهي في
حقيقة الأمر تهدف إلى تحقيق مصالح وغايات بعيدة كل البعد عن الدين وعن
الاعتقاد ، والأمثلة على ذلك في تاريخ الصراعات كثيرة ولا تحصى حيث وظف
الدين فيها دائما في غير محله ، ألم ترفع الغزوات الصليبية الصليب
المسيحي شعاراً لها ؟!!
لقد كان الدين شعاراً ليغطي على أهدافها الاستعمارية للبلاد العربية
والإسلامية سواء في بلاد الشام ومصر أو في بلاد المغرب العربي ، إنه صراع
على السلطان والنفوذ والمصالح الدنيوية والمادية بامتياز ، ألم ترفع
النازية الصليب المعكوف شعاراً لها ؟! وهي التي قتلت عشرات الملايين من
المسيحيين من الكاثوليك والأرثدكس وغيرهم ؟!! هل صحيح أن النازية حاملة
شعار الكاثوليك كانت تهدف إلى تعميم ثقافة واعتقاد الكاثوليك ؟! كلا
إنها كانت تسعى إلى بسط السلطان والنفوذ .. الخ من المصالح المتصارع
عليها ، بين بني البشر حتى داخل الدين الواحد لذا فإن الاسلام لم ينتشر
بحد السيف كما اعتقد الامبراطور ونقل عنه البابا ، وليدرك البابا بندكت
أن انحسار الامبراطورية الرومانية ومعها الامبراطورية الفارسية عن بلاد
العرب قبل أربعة عشر قرناً على يد العرب المسلمين ، إنما كانت عملية
تحرير سياسية لهذه البلاد العربية من المستعمر الأجنبي الروماني أو
الفارسي على البابا أن يطلع على أطروحة الدكتور ميشيل صباح أب الطائفة
الانجليكانية في فلسطين عن انتشار الدين الإسلامي في فلسطين خاصة وبلاد
الشام عامة حيث أثبتت أنه قد بدأ انتشاره كالنار في الهشيم قبل قدوم
الفاتحين العرب المسلمين لفلسطين ولبلاد الشام ، حيث يؤكد أن الرعية
التي كانت تدين بالمسيحية كانت في حينه تنتظر الاجابة على تساؤل محير
لها عن العلاقة بين ثالوث الأب والإبن والروح القدس من المجامع الكنسية
والتي كانت قد ابدت عجزها عن تقديم الإجابة الشافية للمؤمنين حتى جاء
خبر نزول الآية الكريمة (( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم
يكن له كفواً أحد )) وكانت الجواب الشافي والمقنع على ذلك السؤال المحير
يا سيادة البابا وسبباً في انتشار الاسلام وتحول المؤمنين اليه فاعتنقت
غالبية الرعية في بلاد الشام والعراق لهذا الدين الجديد الذي قدم الجواب
المقنع في تصحيح عقيدة التوحيد التي هي أيضاً عقيدة عيسى وموسى عليهم
السلام وعقيدة محمد عليه صلوات الله وسلامه وإنها عقيدة الفطرة التي يفطر
الله عليها الإنسان ولكن المحيط الذي يولد فيه الانسان إما أن يجاري هذه
الفطرة وإما أن يعاكسها ، فيا سيادة البابا عليك الاعتراف أنك أخطأت
عندما استعملت تلك الاقتباسات السياسية المسيئة وكنت قد خرجت فيها عن
دورك الديني ، وأنك لم تكن تمثل رأيك أو رأي الكاثوليك ، وإنما كنت
عبداً وخادماً ومسوقاً لمنتج الميجا الامبريالية الأمريكية فأردت أن تسدي
لها هذه الخدمة في سياق حربها على الآخر من خلال موقعك ومركزك ، فهل
تمكنت الميجا الامبريالية الأمريكية من استخدام الدين للتغطية على
أهدافها في السيطرة على بلاد العرب والمسلمين لشن الحروب عليهم ومن
بعدهم على جميع الشعوب في جميع بقاع العالم ؟!!!
أيها العرب ، مسلمين ومسيحيين إحذروا هذه الفتنة البابوية المعولمة !!!
لقد عشتم أربعة عشر قرناً في بلادكم العربية متساويين ومتحابين ساهمتم في
بناء حضارة عربية إسلامية مسيحية انسانية مشتركة قامت على أساس التسامح
الديني الذي أرسى قواعده الإسلام الحنيف وتعهد به والذي ساوى بين البشر
أجمعين في كافة حقوقهم الانسانية والمادية لا فرق بينهم إلا في تأدية
العبادات لله عز وجل ، فالمسلم يعبد الله حسب ما أرشده دينه وأقره القرآن
والسنة ، والمسيحي حسب التعاليم التي آمن بها وتوارثها معتقداً بصحتها ،
وهذا كله بين العبد وربه ، فكم كان محزناً أن يأتي رد بعض الشباب
المتحمس على اقتباسات البابا المسيئة بمحاولة الاعتداء على بعض الكنائس
، خصوصاً في فلسطين التي هي مهد المسيحية ومسرى محمد (ص) أنسيتم أنكم
ورثت العهدة العمرية ، والتسامح الراسخ في المجتمع الفلسطيني والعربي
نرجو منكم أن لا تولوا بالا لهرطقات البابا خصوصاً وأمثاله كثر ممن يريدون
إرضاء سيدهم بوش وليعطي له غطاء مزيفاً لاستهدافات الميجا الامبريالية
الأمريكية لبلادنا العربية والاسلامية ، فابقوا على تسامحكم وسموكم ،
والقرآن الكريم والإسلام العظيم لا يمكن أن ينال منه البابا وأمثاله ممن
خرجوا عن رسالتهم الدينية في إرساء التسامح بين بني البشر وإثبات
العبودية لله الواحد الأحد ونفيها عن غيره وتاريخ انتشار الإسلام ناصع
كالمحجة البيضاء يؤكدها المؤرخون المنصفون من كل الديانات والقوميات ،
وها هو الإسلام الحنيف ينتشر اليوم ويتقدم في مختلف المجتمعات بالحكمة
والموعظة الحسنة رغم حالة الضعف التي هي عليها دول المسلمين لأنه الجامع
لجميع الرسالات السماوية ، والحافظ لعقيدة التوحيد الألوهية والربوبية
والتي كانت هي المشترك بين جميع الرسل من آدم عليه السلام إلى محمد صلى
الله عليه وسلم ، فدعوا البابا المعولم وعولمته الأمريكية ، وسيجد من
الكاثوليك من يعيده إلى كاثوليكيته ومسيحيته ورشده ويعمل على تحرير
المسيحية بكل طوائفها من هيمنة الميجا الامبريالية الأمريكية ، التي لا
تعير وزناً أو قيمة لأية قيمة أخلاقية أو دينية أياً كانت إلا قيمة السيطرة
والنفوذ على جميع بقاع العالم لتصبح سيدة الكون والآمر الناهي الوحيد .

* الميجا الإمبريالية : هي وصف المرحلة التي وصلت إليها الرأسمالية
الأمريكية بعد إنفرادها كقطب وحيد لا منافس له في العلاقات الدولية بعد
نهاية الحرب الباردة وللمزيد في شأنها راجع كتاب د. الهادي المنجرة –
الإهانة – الميجا إمبريالية صدر في الدار البيضاء 2004 م .

عبد الرحيم
محمود جاموس
E-mail: pcommety @ hotmail.Com
-
الرياض

18/9/2006 م

طارق شفيق حقي
20/09/2006, 03:36 PM
أعتقد

فيما أعتقد أنها أخر محاولات بوش البائسة ومن والاه يدعو للصدام بعد ان فشلت أساطيل أمريكا والتحالف الغربي في قمع المقاومة والمسلمين

بكل أسف كان تصريحاً بائساً يطرح اشكالية كبيرة في وعي الغرب في الألفية الثالثة.

أسطر أسفي

شكري ابنة الشهباء

بنت الشهباء
20/09/2006, 08:00 PM
لا داعي للأسف أخي طارق

لأن ما قلته هو الحقيقة بذاتها ...

وستبقى بإذن الله محاولات بوش بائسة ...

يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين