طارق شفيق حقي
09/09/2006, 10:39 AM
بين البطل الأسطورة.. ودعاة الصيد في الماء العكر
http://www.asmilies.com/smiliespic/FAWASEL/053.gif
هل أخطأ حسن نصر الله؟
محمود بكري
أمين عام حزب الله يضع النقاط على الحروف في حوار مطول مع 'السفير' اللبنانية:
ہ تم اقتطاع جزء من حواري ب'خبث' لتركيب مواقف سياسية بعينها.
ہ لسنا نادمين علي الحرب.. ولم نرتكب أي خطأ.. وكانت تقديراتنا صحيحة.
ہ هل كان المطلوب أن يقول البعض إننا لا يعنينا البلد ولا دماء الناس؟
وكأنهم يتربصون بالرجل الذي صمد في الميدان.. ليلتقطوا من أطراف لسانه.. كلمة.. أو جملة.. أو عبارة.. ينفسون بها عن حقدهم الأسود ضد قائد المقاومة اللبنانية.. صمتوا.. بل وتآمروا خلال الأيام الأولي للحرب الصهيونية على لبنان.. ولم يجدوا غير اتهام الرجل ومقاوميه الأبطال بالمغامرة والمقامرة على حساب لبنان والمنطقة.. وحين صمدت المقاومة لتحقق لأمة العرب ما لم تحققه جيوشها المدججة بالسلاح.. راح هؤلاء يسيرون في الموكب.. ليشيدوا بالمقاومة.. دون أن يعترفوا بأن حساباتهم كانت خاطئة منذ البداية.
وحين سكتت المدافع.. وهدأت الحرب.. وراح المجتمع الإسرائيلي يعترف بالخسائر الهائلة.. والهزيمة النكراء التي مني بها أقوى جيوش المنطقة أمام الآلاف من المقاومين الشرفاء.. راح من في قلوبهم مرض يترصدون الكلمات.. ليخرجوا من بين ثنايا تصريحات أدلي بها السيد 'حسن نصر الله' لقناة ال'نيو تي في' اللبنانية ما يحقق أهدافهم.. وكأنهم عثروا علي صيد ثمين.. راحوا ينسجون علي منواله.. ملايين الحروف.. وآلاف الكلمات.. فحين يتحدث الرجل عن التقدير للحرب، وما إذا كان سيخوضها إذا أدرك مسبقا نتائج العدوان الإسرائيلي علي لبنان بسبب أسر
الجنديين الإسرائيليين.. استغل هؤلاء كلمات اجتزئت من سياقها.. لينسجوا علي منوالها موقفا كاذبا.. ويوجهوا اتهامات للرجل ومقاومته.. وكأنهم يتحدثون بلسان عبري.. لم يجرؤ الصهاينة أنفسهم عن التحدث به.
صمت الرجل ولم يتحدث.. أو يعلق.. رغم ضراوة الاتهامات، وسخافتها.. ولكنه.. وحين أجري معه 'طلال سلمان' رئيس تحرير صحيفة 'السفير' اللبنانية حوارا مطولا نشر في الأيام الماضية علي ثلاث حلقات.. راح 'نصر الله' يكشف الحقائق، ويوضح مقصده.. ويؤكد ما استهدفه من تصريحاته السابقة.
فحين سئل قائد المقاومة عن القول إنه لو جري تقدير النتائج لما نتج عن عملية خطف الأسري راح يرد بالقول بأن كلامه مع محطة 'نيو تي في' هو تأكيد لما قاله أثناء الحرب، وأنه أسهب في هذه النقطة.. والحديث عن أنه 'لو كنا نعلم أو كنا نحتمل' جاء في سياق هذا الحديث.. ولكن للأسف والكلام للسيد 'حسن نصر الله' فقد تم اقتطاع هذا الجزء بخبث، وذلك من أجل تركيب مواقف سياسية وبناء تحليلات سياسية علي أساسها.
ومضى الأمين العام لحزب الله ليقول: 'وعليه، لو أردت أن أعيد صياغة ما قلت من جديد.. أنا قلت بشكل واضح جدا إن عملية الأسيرين دفعت الإسرائيلي للقيام بحرب في يوليو كان سيقوم بها في أكتوبر ولو قام بها في أكتوبر لكانت الكارثة كبيرة جدا جدا جدا علي لبنان وعلي المنطقة، ولكانت النتائج سيئة جدا جدا جدا.. عملية الأسيرين من حيث لا نعلم، وأنا كنت شفافا أحبطت الخطة التي كانت معدة بإحكام ولكن كان توقيتها في أوائل الخريف وكانت تحتاج إلي استكمال بعض الجهوزية وبعض المعطيات لأسباب أخري.. لذلك والكلام ل'نصر الله' أنا كنت واضحا وقلت إن الحرب ليس سببها عملية الأسيرين..الحرب هي قرار أمريكي إسرائيلي ومغطى من أماكن معينة.. والحرب مجهزة ويستكمل التجهيز لها والتوقيت محدد وكانت تعتمد علي عنصر المفاجأة بشكل أساسي ولها سيناريو، وحتى إن السيناريو الذي طبق ليس هو المقرر.. وعندما حصلت عملية الأسيرين وسقط هذا العدد من القتلي استفز الإسرائيليون ووجدوا أنفسهم أمام واقع.. إما أن يتحملوا ما حصل وإما أن يذهبوا إلى المعركة المقررة في أوائل الخريف..
معلوماتنا أنه بعد التشاور مع الأمريكيين في اليوم الأول تقرر الذهاب إلى المعركة التي كانت معدة في تشرين.. نحن أفقدناهم عنصر المفاجأة.. فرضنا عليهم توقيتا غير التوقيت الذي أعد له بدقة.. وبالتالي حصلت المعركة ونحن مستنفرون ومتهيئون، وهم ليسوا جاهزين بينما لو حصلت في أكتوبر لكانت ستبدأ المعركة بلا
ذريعة.. لأن أي ذريعة كانت ستعني بالنسبة لنا لفت الانتباه.. لو جاء إلى جنوب لبنان في أكتوبر من يضع صواريخ مجهولة ويطلقها علي فلسطين المحتلة.. حزب الله سيستنفر بطبيعة الحال لأنه سوف يحتمل قيام إسرائيل برد فعل ما.. الحرب التي
كانت ستبدأ في أكتوبر كانت ستبدأ بشكل مفاجئ جدا، ومن دون أي ذرائع، وإسرائيل لم تكن بحاجة إلي ذريعة لأنها تحظي بتأييد أمريكي مطلق وسوف تحتسب الحرب في أكتوبر بالحرب علي الإرهاب وبالتالي لها المشروعية الكاملة وليست بحاجة إلي
ذريعة أو حجة للدفاع عن النفس أو ما شاكل ذلك'.
وتأكيدا لمواقفه الثابتة أشار 'حسن نصر الله' في حواره مع 'السفير' إلي أنه لم يخطئ في التقدير.. حيث قال: 'أنا كنت شفافا وصادقا عندما قلت إننا عندما ذهبنا لننفذ عملية الأسيرين لم نكن نقصد استدراج الإسرائيليين إلي الحرب في يوليو بدلا من أكتوبر.. أكيد لم نكن نقصد ذلك.. نحن كنا نعلم أنه في يوم ما الإسرائيليون والأمريكان سيخوضان ضدنا حربا قاضية وحرب إبادة ولكن بالتأكيد لم نكن نعرف التوقيت، وكنا نراقب الظروف والمعطيات السياسية.. وعندما يوجه إليٌ السؤال: لو عدنا إلي 11 يوليو، ويقال لك إن عملية الأسر ستؤدي إلى حرب تؤدي إلى هذا الدمار وسقوط كل هؤلاء الشهداء وإلى ما هنالك.. إذا كان الجواب 'نعم' يعني حتى لو كنا نحتمل أو نعلم أن أسر الجنديين الأسيرين سيؤدي إلى هذه الحرب الواسعة، فكنا سنذهب إلى الأسر.. لو قلت ذلك فسأكون كاذبا، وسيقف الخبثاء للقول: انظروا هؤلاء لا يعنيهم البلد ولا دماء الناس'.
وتعبيرا عن الشفافية التي غلفت كافة تصريحات ومواقف أمين عام حزب الله منذ بدء الحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنان مضى يقول في حواره ل'السفير': 'بكل بساطة كنت أستطيع أن أهرب من السؤال، والآن يمكنني ذلك، وأن أقول: على كل حال
الحرب ليس لديها علاقة بأسر الجنديين الإسرائيليين، ولكن لأنني أعرف أن هذا السؤال موجود عند الناس وأثير بقوة في زمن الحرب، أعتبر أن من مسئولياتي الحقيقية أن أجيب عنه.. وقلت: نعم.. لو كنا نحتمل لما أقدمنا في هذا التوقيت على عملية الأسيرين.. ولكن هذا الكلام جاء في أي سياق؟.. جاء في سياق أنه حتى هذا الاحتمال ليس واردا على الإطلاق، وأن لا أحد في الدنيا لو يدرس ويقيم ويحلل كان يفترض أن أسر جنديين يؤدي إلى حرب بهذا المستوي، لأن الحرب لا صلة لها بأسر الجنديين.. هذه الحرب هي خارج أي منطق أو معيار أو قانون أو ضوابط.. في كل تجارب الحروب العربية الإسرائيلية وتجارب المقاومة في حربها مع إسرائيل وتجارب حروب العالم في التاريخ كله لم يؤد أسر جنديين إلى حرب.. نعم الأسر استغل لتوقيت الحرب، وبرأينا هذا كان من مصلحتنا ومصلحة لبنان، وأنه استعجل حربا كانت ستحصل بشكل قاطع.. ولذلك إذا كنت أريد أن استعمل عبارات لا يمكن اجتزاؤها أو اقتطاعها أنا أقول: لم نخطئ التقدير، وكانت حساباتنا دقيقة وصحيحة، وأيضا لسنا نادمين، وأنا لم ألق خطاب ندم أو هزيمة كما قال بعض الإسرائيليين.. بل كان خطابي خطاب انتصار من اليوم الأول.. وأنا في اليوم الأول عندما كانت الغيوم سوداء كنت واثقا بأن النصر آت، وهذا ما يجمع عليه كل
خبير موضوعي الآن ويقيم ما حصل.. وأعتقد.. وهذا قلته أكثر من مرة.. إن ما حصل في توقيت وقرار العملية، وما أدت إليه كان توفيقا إلهيا، ولطفا إلهيا، ولو أننا لم نذهب إلى تلك العملية، وبقينا غافلين إلى أكتوبر لكان لبنان غير لبنان، ولكان بشكل آخر.. ولكانت إسرائيل غير إسرائيل، ولكن بشكل آخر.. لكانت إسرائيل في أكتوبر، ومن خلال عامل المفاجأة والاستفادة من عوامل عدة أخرى، لكانت راهنت على القضاء على المقاومة في لبنان، وهذا كان سيؤدي إلي استسلام لبنان إلى أمريكا وإسرائيل، وسوف يؤدي إلى أفق قاسي وخطير على مستوي المقاومة الفلسطينية وعلى
مستوي موقع سوريا.. على مستوي مشروع المقاومة على امتداد العالم العربي.. لذلك أكرر وأقول: لسنا نادمين، ولم نرتكب أي خطأ، وكانت تقديراتنا صحيحة.. وإن ما حصل هو أهم بكثير من التقديرات التي كنا نتحسب لها.. نعم لو تجاوزنا كل هذه
المشاريع والجوانب الأساسية في القضية، وحشرنا أنفسنا في زاوية وقلنا: لو كنا نحتمل لفعلنا أو لم نفعل.. الجواب المنطقي 'لما كنا فعلنا' لو حصرنا الموضوع في عملية الأسر ورد فعل عليها.. لكن حقيقة ما حصل في يوليو خارج هذا السياق
والمنطق بالكامل'.
وعبر السيد 'حسن نصر الله' عن دهشته من اتجاه بعض القوى اللبنانية والعربية لاستغلال هذا المقطع والمتاجرة به قائلا: 'أنا أتفهم أن الإسرائيلي يقتطع هذا الجزء ليستفيد منه.. مثلا أولمرت ليحاول أن يتحدث بما يساعده على التخلص من لجنة تحقيق أو مشاكل، وأنا طبعا لم أكن أقصد ذلك.. أنا كنت أتكلم بالصدق
والشفافية التي كان يحتاج إليها الناس ويتطلع إليها الناس.. لكن كنتيجة قيل لي وقرأت أن أولمرت يحاول الاستفادة من هذه الجملة وأنا لا أمانع أن يستفيد أولمرت منها، وأنه إذا ما خيرنا بين رئيس حكومة أحمق وغبي وضعيف يستمر في إدارة هذا الكيان وبين رئيس حكومة بديل عنه قوي ومقتدر، فنحن نفضل بقاء رئيس الحكومة الغبي والأحمق.. وإذا كان بعض كلامي المقتطع يمكن أن يستفيد منه أولمرت فأنا لا أمانع في ذلك.. لكن أنا آسف من الذين يفهمون اللغة العربية جيدا، ويفهمون أن هذه الجملة جاءت في سياق موضوع متكامل، وأنه لا يجوز اقتطاعها عن سياقها
الطبيعي.. كيف قاموا باجتزاء هذه الجملة وتوظيفها بما يخدم قراءتهم غير الصحيحة لما جري في لبنان.. هذا مؤسف ولا أريد أن أتحدث عن أكثر من أسف.
بهذا الأسف رد أمين عام حزب الله على الثعابين المتخاذلة التي خرجت من جحورها لتتهجم على الرجل بعد أن اجتزأت بعمد بعضا من مقتطفات الكلام.. وراحت توجهه لتخدم أغراضها في التعبير عن حقدها على هذا الانتصار العظيم الذي حققته المقاومة الإسلامية في لبنان..
http://www.asmilies.com/smiliespic/FAWASEL/053.gif
http://www.palintefada.com/arabic/images/speaker.gif (http://www.palintefada.com/song/songs/ram/Hzeb-Allah/hayhat-ya-mohtal.ram)
http://www.asmilies.com/smiliespic/FAWASEL/053.gif
هل أخطأ حسن نصر الله؟
محمود بكري
أمين عام حزب الله يضع النقاط على الحروف في حوار مطول مع 'السفير' اللبنانية:
ہ تم اقتطاع جزء من حواري ب'خبث' لتركيب مواقف سياسية بعينها.
ہ لسنا نادمين علي الحرب.. ولم نرتكب أي خطأ.. وكانت تقديراتنا صحيحة.
ہ هل كان المطلوب أن يقول البعض إننا لا يعنينا البلد ولا دماء الناس؟
وكأنهم يتربصون بالرجل الذي صمد في الميدان.. ليلتقطوا من أطراف لسانه.. كلمة.. أو جملة.. أو عبارة.. ينفسون بها عن حقدهم الأسود ضد قائد المقاومة اللبنانية.. صمتوا.. بل وتآمروا خلال الأيام الأولي للحرب الصهيونية على لبنان.. ولم يجدوا غير اتهام الرجل ومقاوميه الأبطال بالمغامرة والمقامرة على حساب لبنان والمنطقة.. وحين صمدت المقاومة لتحقق لأمة العرب ما لم تحققه جيوشها المدججة بالسلاح.. راح هؤلاء يسيرون في الموكب.. ليشيدوا بالمقاومة.. دون أن يعترفوا بأن حساباتهم كانت خاطئة منذ البداية.
وحين سكتت المدافع.. وهدأت الحرب.. وراح المجتمع الإسرائيلي يعترف بالخسائر الهائلة.. والهزيمة النكراء التي مني بها أقوى جيوش المنطقة أمام الآلاف من المقاومين الشرفاء.. راح من في قلوبهم مرض يترصدون الكلمات.. ليخرجوا من بين ثنايا تصريحات أدلي بها السيد 'حسن نصر الله' لقناة ال'نيو تي في' اللبنانية ما يحقق أهدافهم.. وكأنهم عثروا علي صيد ثمين.. راحوا ينسجون علي منواله.. ملايين الحروف.. وآلاف الكلمات.. فحين يتحدث الرجل عن التقدير للحرب، وما إذا كان سيخوضها إذا أدرك مسبقا نتائج العدوان الإسرائيلي علي لبنان بسبب أسر
الجنديين الإسرائيليين.. استغل هؤلاء كلمات اجتزئت من سياقها.. لينسجوا علي منوالها موقفا كاذبا.. ويوجهوا اتهامات للرجل ومقاومته.. وكأنهم يتحدثون بلسان عبري.. لم يجرؤ الصهاينة أنفسهم عن التحدث به.
صمت الرجل ولم يتحدث.. أو يعلق.. رغم ضراوة الاتهامات، وسخافتها.. ولكنه.. وحين أجري معه 'طلال سلمان' رئيس تحرير صحيفة 'السفير' اللبنانية حوارا مطولا نشر في الأيام الماضية علي ثلاث حلقات.. راح 'نصر الله' يكشف الحقائق، ويوضح مقصده.. ويؤكد ما استهدفه من تصريحاته السابقة.
فحين سئل قائد المقاومة عن القول إنه لو جري تقدير النتائج لما نتج عن عملية خطف الأسري راح يرد بالقول بأن كلامه مع محطة 'نيو تي في' هو تأكيد لما قاله أثناء الحرب، وأنه أسهب في هذه النقطة.. والحديث عن أنه 'لو كنا نعلم أو كنا نحتمل' جاء في سياق هذا الحديث.. ولكن للأسف والكلام للسيد 'حسن نصر الله' فقد تم اقتطاع هذا الجزء بخبث، وذلك من أجل تركيب مواقف سياسية وبناء تحليلات سياسية علي أساسها.
ومضى الأمين العام لحزب الله ليقول: 'وعليه، لو أردت أن أعيد صياغة ما قلت من جديد.. أنا قلت بشكل واضح جدا إن عملية الأسيرين دفعت الإسرائيلي للقيام بحرب في يوليو كان سيقوم بها في أكتوبر ولو قام بها في أكتوبر لكانت الكارثة كبيرة جدا جدا جدا علي لبنان وعلي المنطقة، ولكانت النتائج سيئة جدا جدا جدا.. عملية الأسيرين من حيث لا نعلم، وأنا كنت شفافا أحبطت الخطة التي كانت معدة بإحكام ولكن كان توقيتها في أوائل الخريف وكانت تحتاج إلي استكمال بعض الجهوزية وبعض المعطيات لأسباب أخري.. لذلك والكلام ل'نصر الله' أنا كنت واضحا وقلت إن الحرب ليس سببها عملية الأسيرين..الحرب هي قرار أمريكي إسرائيلي ومغطى من أماكن معينة.. والحرب مجهزة ويستكمل التجهيز لها والتوقيت محدد وكانت تعتمد علي عنصر المفاجأة بشكل أساسي ولها سيناريو، وحتى إن السيناريو الذي طبق ليس هو المقرر.. وعندما حصلت عملية الأسيرين وسقط هذا العدد من القتلي استفز الإسرائيليون ووجدوا أنفسهم أمام واقع.. إما أن يتحملوا ما حصل وإما أن يذهبوا إلى المعركة المقررة في أوائل الخريف..
معلوماتنا أنه بعد التشاور مع الأمريكيين في اليوم الأول تقرر الذهاب إلى المعركة التي كانت معدة في تشرين.. نحن أفقدناهم عنصر المفاجأة.. فرضنا عليهم توقيتا غير التوقيت الذي أعد له بدقة.. وبالتالي حصلت المعركة ونحن مستنفرون ومتهيئون، وهم ليسوا جاهزين بينما لو حصلت في أكتوبر لكانت ستبدأ المعركة بلا
ذريعة.. لأن أي ذريعة كانت ستعني بالنسبة لنا لفت الانتباه.. لو جاء إلى جنوب لبنان في أكتوبر من يضع صواريخ مجهولة ويطلقها علي فلسطين المحتلة.. حزب الله سيستنفر بطبيعة الحال لأنه سوف يحتمل قيام إسرائيل برد فعل ما.. الحرب التي
كانت ستبدأ في أكتوبر كانت ستبدأ بشكل مفاجئ جدا، ومن دون أي ذرائع، وإسرائيل لم تكن بحاجة إلي ذريعة لأنها تحظي بتأييد أمريكي مطلق وسوف تحتسب الحرب في أكتوبر بالحرب علي الإرهاب وبالتالي لها المشروعية الكاملة وليست بحاجة إلي
ذريعة أو حجة للدفاع عن النفس أو ما شاكل ذلك'.
وتأكيدا لمواقفه الثابتة أشار 'حسن نصر الله' في حواره مع 'السفير' إلي أنه لم يخطئ في التقدير.. حيث قال: 'أنا كنت شفافا وصادقا عندما قلت إننا عندما ذهبنا لننفذ عملية الأسيرين لم نكن نقصد استدراج الإسرائيليين إلي الحرب في يوليو بدلا من أكتوبر.. أكيد لم نكن نقصد ذلك.. نحن كنا نعلم أنه في يوم ما الإسرائيليون والأمريكان سيخوضان ضدنا حربا قاضية وحرب إبادة ولكن بالتأكيد لم نكن نعرف التوقيت، وكنا نراقب الظروف والمعطيات السياسية.. وعندما يوجه إليٌ السؤال: لو عدنا إلي 11 يوليو، ويقال لك إن عملية الأسر ستؤدي إلى حرب تؤدي إلى هذا الدمار وسقوط كل هؤلاء الشهداء وإلى ما هنالك.. إذا كان الجواب 'نعم' يعني حتى لو كنا نحتمل أو نعلم أن أسر الجنديين الأسيرين سيؤدي إلى هذه الحرب الواسعة، فكنا سنذهب إلى الأسر.. لو قلت ذلك فسأكون كاذبا، وسيقف الخبثاء للقول: انظروا هؤلاء لا يعنيهم البلد ولا دماء الناس'.
وتعبيرا عن الشفافية التي غلفت كافة تصريحات ومواقف أمين عام حزب الله منذ بدء الحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنان مضى يقول في حواره ل'السفير': 'بكل بساطة كنت أستطيع أن أهرب من السؤال، والآن يمكنني ذلك، وأن أقول: على كل حال
الحرب ليس لديها علاقة بأسر الجنديين الإسرائيليين، ولكن لأنني أعرف أن هذا السؤال موجود عند الناس وأثير بقوة في زمن الحرب، أعتبر أن من مسئولياتي الحقيقية أن أجيب عنه.. وقلت: نعم.. لو كنا نحتمل لما أقدمنا في هذا التوقيت على عملية الأسيرين.. ولكن هذا الكلام جاء في أي سياق؟.. جاء في سياق أنه حتى هذا الاحتمال ليس واردا على الإطلاق، وأن لا أحد في الدنيا لو يدرس ويقيم ويحلل كان يفترض أن أسر جنديين يؤدي إلى حرب بهذا المستوي، لأن الحرب لا صلة لها بأسر الجنديين.. هذه الحرب هي خارج أي منطق أو معيار أو قانون أو ضوابط.. في كل تجارب الحروب العربية الإسرائيلية وتجارب المقاومة في حربها مع إسرائيل وتجارب حروب العالم في التاريخ كله لم يؤد أسر جنديين إلى حرب.. نعم الأسر استغل لتوقيت الحرب، وبرأينا هذا كان من مصلحتنا ومصلحة لبنان، وأنه استعجل حربا كانت ستحصل بشكل قاطع.. ولذلك إذا كنت أريد أن استعمل عبارات لا يمكن اجتزاؤها أو اقتطاعها أنا أقول: لم نخطئ التقدير، وكانت حساباتنا دقيقة وصحيحة، وأيضا لسنا نادمين، وأنا لم ألق خطاب ندم أو هزيمة كما قال بعض الإسرائيليين.. بل كان خطابي خطاب انتصار من اليوم الأول.. وأنا في اليوم الأول عندما كانت الغيوم سوداء كنت واثقا بأن النصر آت، وهذا ما يجمع عليه كل
خبير موضوعي الآن ويقيم ما حصل.. وأعتقد.. وهذا قلته أكثر من مرة.. إن ما حصل في توقيت وقرار العملية، وما أدت إليه كان توفيقا إلهيا، ولطفا إلهيا، ولو أننا لم نذهب إلى تلك العملية، وبقينا غافلين إلى أكتوبر لكان لبنان غير لبنان، ولكان بشكل آخر.. ولكانت إسرائيل غير إسرائيل، ولكن بشكل آخر.. لكانت إسرائيل في أكتوبر، ومن خلال عامل المفاجأة والاستفادة من عوامل عدة أخرى، لكانت راهنت على القضاء على المقاومة في لبنان، وهذا كان سيؤدي إلي استسلام لبنان إلى أمريكا وإسرائيل، وسوف يؤدي إلى أفق قاسي وخطير على مستوي المقاومة الفلسطينية وعلى
مستوي موقع سوريا.. على مستوي مشروع المقاومة على امتداد العالم العربي.. لذلك أكرر وأقول: لسنا نادمين، ولم نرتكب أي خطأ، وكانت تقديراتنا صحيحة.. وإن ما حصل هو أهم بكثير من التقديرات التي كنا نتحسب لها.. نعم لو تجاوزنا كل هذه
المشاريع والجوانب الأساسية في القضية، وحشرنا أنفسنا في زاوية وقلنا: لو كنا نحتمل لفعلنا أو لم نفعل.. الجواب المنطقي 'لما كنا فعلنا' لو حصرنا الموضوع في عملية الأسر ورد فعل عليها.. لكن حقيقة ما حصل في يوليو خارج هذا السياق
والمنطق بالكامل'.
وعبر السيد 'حسن نصر الله' عن دهشته من اتجاه بعض القوى اللبنانية والعربية لاستغلال هذا المقطع والمتاجرة به قائلا: 'أنا أتفهم أن الإسرائيلي يقتطع هذا الجزء ليستفيد منه.. مثلا أولمرت ليحاول أن يتحدث بما يساعده على التخلص من لجنة تحقيق أو مشاكل، وأنا طبعا لم أكن أقصد ذلك.. أنا كنت أتكلم بالصدق
والشفافية التي كان يحتاج إليها الناس ويتطلع إليها الناس.. لكن كنتيجة قيل لي وقرأت أن أولمرت يحاول الاستفادة من هذه الجملة وأنا لا أمانع أن يستفيد أولمرت منها، وأنه إذا ما خيرنا بين رئيس حكومة أحمق وغبي وضعيف يستمر في إدارة هذا الكيان وبين رئيس حكومة بديل عنه قوي ومقتدر، فنحن نفضل بقاء رئيس الحكومة الغبي والأحمق.. وإذا كان بعض كلامي المقتطع يمكن أن يستفيد منه أولمرت فأنا لا أمانع في ذلك.. لكن أنا آسف من الذين يفهمون اللغة العربية جيدا، ويفهمون أن هذه الجملة جاءت في سياق موضوع متكامل، وأنه لا يجوز اقتطاعها عن سياقها
الطبيعي.. كيف قاموا باجتزاء هذه الجملة وتوظيفها بما يخدم قراءتهم غير الصحيحة لما جري في لبنان.. هذا مؤسف ولا أريد أن أتحدث عن أكثر من أسف.
بهذا الأسف رد أمين عام حزب الله على الثعابين المتخاذلة التي خرجت من جحورها لتتهجم على الرجل بعد أن اجتزأت بعمد بعضا من مقتطفات الكلام.. وراحت توجهه لتخدم أغراضها في التعبير عن حقدها على هذا الانتصار العظيم الذي حققته المقاومة الإسلامية في لبنان..
http://www.asmilies.com/smiliespic/FAWASEL/053.gif
http://www.palintefada.com/arabic/images/speaker.gif (http://www.palintefada.com/song/songs/ram/Hzeb-Allah/hayhat-ya-mohtal.ram)