المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى صديق ما...



زاهر جميل قط
29/08/2006, 09:57 AM
" إلى صديقٍ ما " زاهر جميل قط



لم تعرفِ الأشياءُ صورتـَها

الحقيقةُ ما تزالُ مغيَّبةْ

فكأنّنا أشياءُ قد ضاعتْ معالمُها

وأضحتْ حرفَ ذكرى

فأنا وأنتَ قصيدتانِ قديمتانْ

ما عادَ يتسعُ المكانُ لما نحبُّ

ولا مكانَ يلمُّ أشتاتَ اللقاءْ

لا شيءَ نعرفُه سوى ماضٍ

نجرُّ قلوبَنا كي نلتقي فيه

ونحضنَ وجهَه الباكي

ونخلعَ ما علينا من كلامٍ يابسٍ



ـ2ـ

وخرجْتَ من جرحي..

وقفتَ أمامَ أغنيتي ورتّلْتَ المساءْ

وزرعْتَ ليلَيْنا مئاتِ الأغنيات الشاحباتْ

تمشي كأنّك مُثخنٌ بجراحِ كلّ الأشقياءْ

وعلى عيونك قد تربّعتِ الغمامةُ كالملوكِ

فأمطرتْ حبّاً وماءْ

يا أيّها الرّجلُ الصّديقُ

على خطانا قصّةٌ مكتوبةٌ بمحابرِ العينيْن

نعرفُها ..

ونخرجُ من زقاقِ حكايةٍ تَعْبى

فنخرجُ ..مُتعبينْ

نمضي كأنّا لم نكنْ في ذاتِ صبحٍٍ

نحتسي من جرحِنا فنجانَ قهوتِنا الغنيّةِ

بالملوحةِ والعذوبةِ والدّجى

وظلالُنا الأخرى تمشّطُ كلّ دربٍ نائمٍ

يبدو كطفلٍ صفّفتْ أمٌّ له

ما ثار منْ ذهبٍ ...ونامْ

ـ3ـ

هي هكذا الدّنيا ..

نمرُّ بكلّ دربٍ من دروب مسائها

وظلالُنا ليلٌ تعطّرَ بالشّقاءْ



هل يا صديقي عندما نمضي

ستذكرُنا الخُطا

هل يا صديقي عندما ننسى الشّقاوةَ َفي الطّفولةِ

نستحيلُ إلى صخورْ

أم أنّ حاضرَنا العجوزَ يشاءُ أن نبقى على صلةٍ

بما صغْناه من لحنٍ وخبزٍ

والكثيرِ من الدّروبِ طويلةً

جزْنا ثناياها على بوح الزهورْ

هل يا صديقي ينتهي من دربِنا

لونٌ ندحرجُه أمامَ عيونِنا

ونسيرُ نحوَ ظلاله

هل يا صديقي أدمنَتْ أحداقُنا

خمرَ الظّلامْ

هذي الكؤوسُ تجوعُ..

تأكلُ من رغيفِ الحلمِ أشياءً لنا

حطّمْتُ كأسي ..

والتقيتُ التائهينْ

سأقودُ وجهتَهم ببوصلةِ الفؤادِ إلى غدٍ..

وبريشتي المضناةِ أرسمُه بهيّاً باسماً ..



خبّأتُ ما خبّأتُ من ألمي

وجئتُ إليكَ

لكنّي وجدتُك تمسكُ الغيماتِ

تعصرُها على جرحي وجرحِك

يا صديقي..

اقرأ الكلماتِ

واتركْني..

أحاولُ أن نكونَ قصائداً

فأنا وأنت و..منْ نحبُّ

قصائدٌ

للمُتعبينْ .







زاهر جميل قط ـ معرة مصرين

:neeww:

ثروت سليم
29/08/2006, 06:22 PM
خبّأتُ ما خبّأتُ من ألمي

وجئتُ إليكَ

لكنّي وجدتُك تمسكُ الغيماتِ

تعصرُها على جرحي وجرحِك

يا صديقي..

اقرأ الكلماتِ

واتركْني..

أحاولُ أن نكونَ قصائداً

فأنا وأنت و..منْ نحبُّ

قصائدٌ

للمُتعبينْ .

زاهر جميل قط

وأنا وأنتَ مشاعرٌ

تحيا على هَمْسِ الحنين

وانا وأنتَ منابرٌ للحبِ

تهدي الضائعين
ثروت سليم
المبدع زاهر جميل أمتعتنا بهذه السيمفونية الرائعة
دمت بخير