المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البلاغة الجديدة والشعوبية المعاصرة وطلب العلم بالإنترنت



بنت الشهباء
27/08/2006, 12:02 PM
البلاغة الجديدة والشعوبية المعاصرة وطلب العلم بالإنترنت



في لقاء مع الدكتور


بكري شيخ أمين

تحدّث فيه عن البلاغة الجديدة , والشعوبية المعاصرة , وطلب العلم بالإنترنت

وكانت قد أجرت اللقاء معه في جامعة حلب




الأستاذة

ميّة شعبان



1_لا تخفى شخصية الدكتور بكري شيخ أمين وأعماله على المستوى العربي، لكن لا بد أن نعرّف القارئ بالأعمال التي أنجزتموها والأعمال التي هي قيد الإنجاز؟



_الأعمال التي أنجزتها هي أولاً كتب مطبوعة، وكلها مطبوعة في دار العلم للملايين في بيروت، ومعظمها مقرر _بفضل الله_ في عدد من الجامعات العربية من شرق العالم العربي إلى غربه، وبعضٌ آخر انتقل من العالم العربي إلى العالم الإسلامي فقُرر في إيران، وهو في هذا العالم قرر في الباكستان كذلك. أما الأعمال التي لم تنجز فعلمها عند الله، وأحاول الآن أن استجمع المقالات الطيبة التي كتبتها أسوة بما فعل العلماء السابقون كأحمد أمين وأحمد حسن الزيات وطه حسين ومصطفى الرافعي وعباس محمود العقاد وغيرهم. وكذلك فإنني في السنوات الأخيرة كتبت أشياء كثيرة عن المملكة العربية السعودية، وأحاول أن استجمع هذه المقالات بكتاب ثان بعنوان "قراءات نقدية في كتب سعودية"، صدر الجزء الأول منه في جدة، والجزء الثاني هو قيد التحضير إن شاء الله تعالى.



2-كانت البلاغة العربية يمًا ما دليلاً على نبوغ الأديب وتمرّسه في العلم، وكان النص البلاغي مما يُتلذّذ بقراءته لذاته، لكننا نرى اليوم أن القارئ لا يهمّه البحث عن مواطن البلاغة في النص ولا يعجب بها، إنّما مراده أن يتصيّد الأفكار المفيدة ويمضي بها، فهل معنى هذا أن البلاغة غدت علمًا نظريًّا تراثيًّا فقط؟



_هذا سؤال كبير وكبير جدًّا، البلاغة في أصلها علم وضعه المسلمون لفهم جمال القرآن الكريم، جمال التعبير في كتاب الله. والجميل أن أجدادنا القدماء حينما كانوا يدرسون البلاغة كان يتوضؤون قبل بدء دراسة البلاغة، وهذا التقليد جار في إيران. فالدراسات المقدَّمة في العالم الإسلامي هي دراسة القرآن الكريم والحديث الشريف والبلاغة والتفسير، فالبلاغة في الأصل هي كتاب مقدس وعمل مقدس، وكان لها في الماضي شأن كبير. ولكن في العصر الحاضر دخلت عوامل مختلفة منها ما هو إسلامي ومنها ما هو غير إسلامي أو مناهض للإسلام، وقلبت البلاغةَ إلى لون آخر من العلم وهو النقد، فكثير من الكتب البلاغية أُدمجت في كتب النقد، ولا سيّما في بلد شقيق هو مصر ومن تبع البلاغة الإنكليزية أو البلاغة المسيحية، وهم يدرسون البلاغة باسم النقد، فإذا جئنا إلى نص قرآني ماذا نقول عنه؟ أنقول: نقد النص القرآني!! هذا شيء يدخل في قلة الأدب وقلة الدين وقلة الأخلاق، ولذلك أشكر الله تعالى أنني أحد الذين رسّخوا الفصل بين مادة النقد ومادة البلاغة في بلاد الشام، فنحن في بلاد الشام نرفض أن ندمج البلاغة مع النقد، هذا له شخصية وعالَم وهذا له شخصية وعالَم. أما أن تسألي عن الشباب المعاصرين فلا أود أن أقول: إني متشائم كل التشاؤم من الشباب المعاصرين، لا يهمّهم لا البلاغة ولا النقد ولا شيء، وإنما يهمّهم أن يقرؤوا في مجلات رخيصة وقراءات تافهة، ومع الأسف الشديد فإني أسأل الطالب الجامعي المتخرج: ما الكتب التي جمعتها خلال عملك ودراستك في الجامعة؟ فلا أرى سوى الكتب الجامعية أو الكتب المدرسية، وغالبًا إذا ما انتهت السنة الدراسية يرمي هذه الكتب جانبًا ولا يقرأ إلا من رحم ربك.





3-كيف يمكن تشجيع هؤلاء الشباب والعرب جميعًا بدءًا من الأطفال على العودة إلى الاهتمام باللغة العربية وبلاغتها وأدبها في ضوء اهتمامهم باللغات الأجنبية لمواكبة العصر كما يقولون؟



_هذا سؤال تدخل فيه السياسة والأحوال الاجتماعية وأحوال مختلفة، فقد ساد في عصرنا مفهوم خلاصته أن مَن لا يتقن لغة أجنبية فليس له مكان في هذه الحياة، لذلك فمعظم الناس يهتمون بالدراسات الأجنبية من لغة إنكليزية أو فرنسية لأنها السائدة في العالم، وهذا المفهوم حق، ولكنه على حساب اللغة العربية، فاللغة العربية بدأت تتراجع أمام تقدّم اللغات الأجنبية، ومع الأسف الشديد نجد أن عددًا من رياض الأطفال في بلادنا بدأت تعلن للناس كدعاية أو كدعاوى أنها تعلّم الطفل في السنة الثالثة أو الرابعة اللغة الفرنسية واللغة الإنكليزية، فيتهافت الناس على هذه الرياض. أما أن يكون الاعتناء باللغة العربية للطفل فلا يمكن هذا إلا أن يكون البيت بيتًا مسلمًا، وحينما يكون البيت مسلمًا يعلّم الأولاد مبادئ القرآن الكريم، فإن القرآن الكريم يدفعهم إن شاؤوا وإن لم يشاؤوا، وهم لا يدرون كيف يكون الدفع والتشجيع، إلى حب اللغة العربية والعناية بها، وكل بيت لا يُعلَّم الطفل فيه مبادئ القرآن الكريم فإن الأبناء والأطفال وهذا البيت لا يعرف من اللغة العربية إلا العامية التي يتكلّم بها.



4-كنتم قد حاضرتم عن الشيخ عبد الله سراج الدين والشيخ عبد الرحمن زين العابدين وغيرهم من علماء حلب ممن كانوا قد تلقوا العلم عن الكتاتيب وحلقات الدرس المختلفة في المساجد، فجاء علمهم شاملاً لجميع العلوم الأدبية والدينية وحتى العلوم العلمية كالفلك والهندسة والصيد. 4-وإذا ما قارنّا ذلك الزمان بزماننا الذي سمّوه زمن التخصصات، فنجد الطبيب لا يعرف الكلام بالفصحى والأديب لا يستطيع إجراء عملية حسابية بسيطة وهكذا... فهل يُغفر للعالم اليوم أن يكون متعمّقًا بعلمه فقط دون أن يكون عنده أدنى إلمام بالعلوم الأخرى؟



_فرق كبير بين عالم الأمس وعالم اليوم، في عالم الأمس كانوا يقولون: الأدب هو الأخذ من كل علم بطرف، ابن سينا مثلاً كان شاعرًا وطبيبًا وفقيهًا، وعمر الخيام المفترى عليه رجل عالم فلكي قارئ للقرآن صديق للزمخشري ولحجة الإسلام الإمام الغزالي، وينظم الشعر ولم يكن ماجنًا ولا سكّيراً ولا عربيدًا كما أشيع عنه_وأنا أحاضر في هذا الموضوع في البلاد العربية_ فهؤلاء العلماء في السابق كانوا يخوضون في كل علم، وهذا ما جعلهم أقوياء في كل علم. أما اليوم فنحن نتعلم قشورًا ومبادئ بسيطة من كل علم، ففي المدرسة الثانوية نتعلّم التاريخ والجغرافية والرياضة والفيزياء وغيرها، وحينما نصل إلى الجامعة ننسى كل شيء ونبدأ بالتخصص، ولكن مع الأسف الشديد طلابنا في اللغة العربية مثلاً لا يعرفون سوى بعض الكتب المقررة عليهم، فاسأليهم: من قرأ رسالة الغفران؟ من قرأ كتب الجاحظ؟ من درس الأدب الأندلسي؟ والعلم الأندلسي؟ والفقه الأندلسي؟ وما إلى ذلك... فلا تجدين أحدًا. سيقولون إن التخصص لازم، وهذا صحيح فالإنسان يجب أن يتخصص بعد المرحلة الثانوية في الجامعة، هذا في اللغة العربية وهذا في الفيزياء وهذا في الكيمياء، ولكني أدخل على طبيب معاصر فأجده لا يعرف أن يكتب باللغة العربية ولا سطراً واحدًا ولا يعرف شيئًا أبدًا، وأسأل المتخرّج من كلية الآداب من قسم التاريخ أو الجغرافية أو الفلسفة فإنه لا يعرف غير الاختصاص الذي كان فيه، وحتى اختصاصه لا يتقنه الإتقان الكامل. ونحن نعيش دائمًا كأننا على سطح عائم، ونطفو ولا نعرف السباحة في الأمواج العالية، فنحن دائمًا على الشواطئ ونتلهّف القشور ودائمًا نبقى في المياه الضحلة. وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يغيّر حالنا إلى الأفضل.



5_هل يشترط في العالم أن يكون قد ألف كتاباً أو نشر بحوثًا أم أنه كلّ من تعلّم وعلّم؟



_أن تقولي أن الشيخ عبد الرحمن زين العابدين ليس عالمًا لأنه لم يؤلف كتابًا فهذا غير صحيح فهو عالم طبعًا، ولكنني أستعير كلمة من ابن قيم الجوزية إذ يقول: لا يكفي أن يكون العالم عالمًا يحبه طلابه ويعجبون به لأن هذا الإعجاب وهذا الحب ينتهي، فإذا ما انتهى الدرس أو انتهت المحاضرة وذهب الشيخ إلى جانب وذهب من كان يستمع إليه إلى جانب آخر فإن هذا الذي سمعوه سيُنسى مع الزمن، ولكن إذا سجّل العالم ما يُلقيه فإنه سيستفيد منه الجيل المعاصر والأجيال اللاحقة إلى ما لا يعلمه تاريخه إلا الله، ولذلك فالواجب على العالم الحق أن يكتب ويسجّل وهذا شأن الواعين. أضرب لك مثالين في حياتك المعاصرة الشيخ عبد الرحمن زين العابدين يعتبر عالمًا بدون جدال، فهو عالم بالفقه عالم بالأصول عالم بالفلك عالم بالشريعة عالم بالعربية، وكان يدرّس النحو والصرف ومسائل الخلاف بين النحويين، كما أنه ماهر مخترع مبدع في الكيمياء والميكانيك والصيد، ولكن الذين يعرفون الشيخ عبد الرحمن هم أحياء يموتون واحدًا بعد واحد، وبعد موتهم جميعًا سيأتي جيل من الأجيال لا يعرف إلا اسم عبد الرحمن زين العابدين فقط، ثم سيُنسى إلى الأبد. وهناك عالم آخر وهو الشيخ عبد الله سراج الدين كان رجل فقه وحديث وأصول وعلم ودين، درّس في المدرسة الخسروية ودرّس في المدرسة الشعبانية، ودرّس في المساجد وله طلاّب، وكان الشيخ عبد الله سراج الدين يكتب كل ما يمليه في دروسه وكل ما كان يفكر فيه، ولمّا جاء أجله كان قد زوّد المكتبة العربية الإسلامية بما يزيد على عشرين كتابًا، هذه الكتب توزع في الحفلات والمناسبات، وتنتقل من بلد إلى بلد، أنا زرت أمريكا ورأيت عددًا من كتبه مع أنه لم يزر أمريكا ولم يعرفه الناس فيها، ولكني وجدت كتبه وسيبقى الأجيال من بعده بمئات السنين يقرؤون للشيخ عبد الله سراج الدين، هذا عالم حق. ومن هنا أقول هناك عالم بلا شك ولكنه عالم قصّر في الكتابة، ولكن هناك عالم آخر أعطى العلم حقّه.



6_أصدرتم بحثًا بعنوان "الشعوبية المعاصرة"، وبيّنتم أنها تعني نفي كل إبداع حضاري عن العرب، ما دلالة هذا المصطلح حديثًا؟ وهل تطبّق هذه الشعوبية على الأدب؟



_إن ما لفت نظري أن الشعوبية حركة ظهرت في نهاية العصر الأموي ومطلع العصر العباسي، كانت تنادي: أيها العرب نحن نريد أن نطبّق الآية الكريمة: {يا أيُّها الّذينَ آمَنوا إنّا خَلَقناكُم مِن ذَكَرٍ وأُنثى، وجَعَلناكُم شُعوبًا وقَبائلَ لِتَعارَفوا}، أنتم دخلتم في الإسلام ونحن دخلنا في الإسلام، أنتم تتكلّمون العربية ونحن نتكلّم العربية. هذا في الظاهر وهذا شيء جميل لكنهم في الحقيقة أرادوا أن يهدموا الإسلام من جذوره، لذلك عملت الشعوبية في الماضي على إزالة الدولة الأموية أولاً، ولمّا جاءت الدولة العباسية أرادت أن تزيلها أيضًا وتحل محلها الدولة غير العربية.

في العصر الحاضر نفتح الكتاب فإذا بالأدباء يحتقرون التاريخ والعلماء والمفاهيم والأمة وعقيدة الأمة إن شئنا وإن لم نشأ. حينما أجد أديبًا من الأدباء بدلاً من أن يقول: إنني أتعذّب أو إنني أتألم، يقول: [إنهم صلبوني بالانتظار]، حينما يستعمل كثير من الأدباء مثل هذه الألفاظ معنى ذلك أنه يضع اللغة العربية ومفاهيمها وقيمها جانبًا ويتبنى مفاهيم أخرى. هذه ناحية وناحية أخرى أن أول من حاول أن يهدم فخر الأمة العربية في العصر الحاضر هو المستشرق الألماني شبينغلر في كتابه انهيار الغرب، في هذا الكتاب هو حاول من ناحية علمية أن يفلسف العقلية العربية فقال: العقلية العربية لا تقوم إلا على أساس الخيمة وصار يشبّه بيت الشعر الذي يفتخر به العرب بالخيمة، ففيه الأطناب والوتد و...، وقارن بين الخيمة والأدب العربي والتاريخ العربي، وجعل العقلية العربية عقلية طباعية تافهة وخير منها العقلية اليونانية والعقلية الأوربية، وقسّم بين عقلية سامية وعقلية آرية، وسحب اليهود من العقلية السامية، وجعلهم المتميّزين، وجعل العقلية الآرية هي العقلية التي لها ميزات كالعقل والعلم وغير ذلك، ويقول إن العرب لا يفهمون إلا بالأدب والحكايات وما إلى ذلك. هذا لون من ألوان الشعوبية نقرؤه ونظن أن في ظاهره الرحمة ولكنه في باطنه العذاب وانهيار الأمة العربية. وكنت كتبت حول (الشعوبية المعاصرة) أكثر من موضوع في المجلة العربية وفي جريدة النهار اللبنانية، وأخذ البحث في جريدة النهار صفحتين كاملتين، وأصله أنني كنت أستاذًا في الجامعة اللبنانية فأعطاني أحد الزملاء قصيدة من القصائد وقال لي إنه أعطاها للإذاعة اللبنانية فسمّتها القصيدة الالكترونية وموسقتها وبدأت تعيدها وتقول إن هذا الأدب الجديد، وأقرأ لكِ بعض الأبيات من هذه القصيدة:

النشوة ريش

سين سين سين

سرساب أسود

أبجد هوز حطي كلمن

سعفص قرشت

سين سين

أبجد هوز حطي

الحرف يسري حيث الموت

حاء

فحيح

عصفور

عين صاد

عصفور

عين صاد

عصفور

عين صاد

النشوة ريش

اشخط

النشوة ريش

اشخط

خط نقطة خط

خط نقطة خط

.......

أسألكِ بالله هل هذه قصيدة تنشر وتذاع وتموسق وتكرر، ويقولون إنها قصيدة؟

ماذا بقي لنا إذًا نحن العرب من عالم الشعر؟

أنا ما فهمت هذه القصيدة، وأسأل أي إنسان في العالم العربي من أوله إلى آخره أن يفسّر لي هذا الكلام. ولذلك فنحن نعيش في معركة الشعوبيون أعداء اللغة العربية والحرف العربي وكل ما يتصل بالأمة العربية من كل الجهات والنواحي وأكثر من هذا محاولتهم نشر الحرف اللاتيني والحرف العامي، وأنا أسألك أن تنزلي إلى الشوارع في حلب أو دمشق أو حمص أو عمّان أو الحجاز أو الرياض أو عُمان هل تجدين إعلانًا أو اسم مكان باللغة العربية إلا أن اللغة الأجنبية والسخرية من اللغة العربية في كل زاوية من زوايا بلادنا العربية.

هذه شعوبية تغرقنا دون أن نشعر ودون أن نحس، ولكن ماذا نفعل إذا لم يتداركنا الله وإذا لم يكن عندنا حاكم له قوة وله بأس ويغار على اللغة العربية فعليها السلام.



7-يقول البعض ماذا نستفيد إذا عرفنا أن العرب كان لهم قديمًا مجد وحضارة ضاهت الحضارات في زمنها ثم سُلبت منها، فإلى متى سنبقى نتغنى بهذه الأمجاد؟



_الجواب عن هذا السؤال في الظروف الحديثة وفي ما تسمعين في الإذاعات وفي الأخبار، إن العداوة للأمة العربية والإسلامية تتمثّل كلها في دولة إسرائيل فجاءت أحزاب صغيرة تؤمن إيمانًا بالله وبالعربية وبالعرب وحضارة العرب وبالنصر وبالجهاد وإذا هي تسحق بأقدامها أكبر دولة في العالم. فحينما نؤمن نحن مهما كان الزمن متأخرًا بالله وبلغتنا وبأمتنا وبقوتنا، فإننا _والله_ نغلب الدنيا كلها من أولها لآخرها.

في الماضي حوربت إسرائيل بعد خمس ساعات تنتصر أو بعد خمسة أيام تنتصر أما الآن حينما وقف الإيمان في وجهها وقفة حق، أصبحت هي تطلب وقف الحرب.



8_المجلة التي سننشر فيها هذا اللقاء هي مجلة الكترونية وهي _والحمد لله_ تلاقي قبولاًَ لا بأس به، فهل بقي للكتاب المقروء وللمجلة المقروءة دورهما السابق أم أن الكتاب الالكتروني والمجلة الالكترونية قد أخذا هذا الدور؟



_أنا لا أحب الكتاب الالكتروني ولا أرى أن له المستقبل. فالعلم لا يأتي إلا من الكتاب الذي بين يدي أقلبه وأعيده وأنظر أوله وآخره وأقارن هذه الصفحة بتلك، أما إذا أتيت إلى المجلة الالكترونية وإلى الأقراص CDوإلى الاسطوانات التي فيها مائة كتاب أو ألف كتاب أو آلاف الكتب لا أستطيع أن أستفيد منها ولا أقرأ منها. أنا إذا لم أقرأ الكتاب وهو بين يدي أفتحه وتتغبّر يدي به وأشم رائحته وما إلى ذلك ما أستطيع الاستفادة منه.



9_لكن ما المانع من توظيف هذه التقانات في خدمة العلم؟



_تلك هي آراؤك، لكن آراءنا نحن _الجيل السابق_ تختلف، فأنا لا أومن رغم أن عندي هذه الآلة أستعملها فأكتب وأطبع وأسجل ولا أتوقف عنها إلا أنني لا أومن أنها هي المفيدة، والدليل على ذلك أعطني عالمًا من العلماء تخرّج من الحاسب، ولكني أعطيك ألاف العلماء الذين تخرّجوا من الكتاب القديم.

طارق شفيق حقي
09/09/2006, 11:19 AM
الشباب المعاصرين فلا أود أن أقول: إني متشائم كل التشاؤم من الشباب المعاصرين، لا يهمّهم لا البلاغة ولا النقد ولا شيء، وإنما يهمّهم أن يقرؤوا في مجلات رخيصة وقراءات تافهة،



لقاء رائع بحق وفيه ما فيه من الاشكالات التي تكون بحد ذاتها موضوع مستقل

بداية دخولنا للجامعة كان الدكتور بكري شيخ أمين يدرسنا وبكل سلاسة وعلم وروعة مادة المعاني

كنت وقتها أقرأ المجلات والدوريات والصحف التافهة كما قال وأصرف وقتي لها وللأسف هي أصبحت تافهة فلا فائدة فيها بينما كانت المجلات والصحف منارة للمعرفة

العودة لأمهات الكتب هو حاجة لكل دراس وباحث ومتذوق وللأسف فكلنا لا يعرف من تاريخه إلا النزر اليسر , معرفتنا لتاريخنا يقوي تمسكنا به يقوي فكرنا ويدفعنا لتطويره

ونحن على العهد باقون في هذا السير

ألف تحية لابنة الشهباء

مالك
21/09/2006, 06:54 AM
اذا انت لم ترزق خلاصا من الاذى
فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا
دعوا الذين لا يهتمون مع طائفة المتسولين وتولوا عنهم
وكفاهم فخرا انهم من الجاهلين!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

بنت الشهباء
21/09/2006, 09:05 PM
للأسف والله يا أخي طارق

كثيرا ما نجد من شباب اليوم من الذي يحسبون
أنفسهم أنهم يكتبون
قد انصرفوا إلى تفاهات وصغائر الأمور

ولم يعد يهمهم سوى أن يرسموا كلماتهم رسما بعيدا عن الذوق الفني والأدبي

وإنني أجد والله يا أخي طارق أن هذا وراءه كله خطة استعمارية

في سبيل القضاء على لغة العرب , لغة الفصاحة والبيان ..

وإننا نرى أن من واجبنا أن نسعى معا جاهدين للحفاظ على لغتنا الجميلة
بعد أن أصابها التشوية والتزوير والفساد


ونحمد الله أن هناكَ رجالا لا زالوا يجاهدون ليلا ونهارا وهو يدعون الشباب

إلى الرقي والسمو , والبعد عن كل ما هو غريب عن لغتنا الأم لغة القرآن الكريم


أشكرك أخي طارق على التعليق الجميل

ودمت بخير

بنت الشهباء
21/09/2006, 09:06 PM
أخي الكريم

مالك

أحسن يراعكَ في وصف هؤلاء المارقين المتسولين الخارجين

عن قواعد وأصول الفطرة التي فطرهم الله عليها ...

حال هؤلاء يا أخي مالك لن يدوم والله ...

أتدري لمَ !!؟؟؟....

لأن سطورهم خاوية جوفاء , ولا يمكن لها أن تتجاوز الآذان

بل ستموت وتدفن بين الأجداث , ولن يأسف عليها

الأجيال ....



أهلا بكَ يا أخي مالك في أسواق المربد الأدبية

ونأمل منكَ أن نرى مشاركات جميلة معنا ....

فأنت بإذن الله بين أهلك وإخوتكَ

دمت بألف خير