المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حرب لبنان الاخيرة



عبدالسلام زيان
23/08/2006, 06:54 PM
قبل كل شيء اظن ان الوقت قد حان لننظر الى دويلة بنو صهيون كدولة دينية متطرفة , لنا الفصل السابع من دستورهم basic law – the Knesset يقول حرفيا وبكل وضوح : الا الاحزاب التي لا تعارض # دولة اسرائيل هي دولة الشعب اليهودي # لها الحق في المشاركة بالانتخابات

اتمنى ان كل من كتب عن ما حدث في لبنان اخيرا ان لا يرجع الى كهفه سواء كان متعاطفا او معاديا للمقاومة اللبنانية

تحديد تاريخ بداية اي عمل كان امرا لابد منه فالشعوب كلها اختارت زمنا معينا للحركة الاولى , فاننا نرى مثلا اليهود حسب زعمهم قد اختاروا تاريخ الخلق

ونرى المسيحيين اختاروا تاريخ ميلاد المسيح والمسلمون اختاروا تاريخ الهجرة

من المعروف ان الشعوب قد قسمت التاريخ الى عصور مختلفة فللغرب مثلا عصر الظلام وعصر النهضة وعصر التنوير الخ... ولليهود عصر ما قبل الهجرة وما بعد الهجرة وللمسلمين العصر الجاهلي والعصر الذهبي الخ...

اظن ان العرب الان في حاجة الى تحديد بداية العصر الجديد ونعطيه تاريخا ولا اظن ان هناك زمنا احسن من تاريخ الحرب الاخيرة


العامة والحضارة

ان دور العامة في بناء الحضارات لا يمكن لاي كان ان يتجاهله ويجب علينا ان نتحرر من النظرة الافلاطونية ( الهندوسية وحتى عند الكثير من المسلمين ) التي تدعي بان العمل يتنافى وطبيعة الانسان , وان كل من يعمل بيديه يجب ان يكون من العبيد

ان العامة هي التي تبني الحضارة ان امنت بالفكرة وهي التي تبعث بالحضارة الى الجحيم اذا ملتها , فالعامة تريد ان يكون بطل المسرحية منها لتلتحم حوله ويكون مثالا لها تتيعه والعامة تريد ان يكون * هرقل * المقدس منها واليها يتكلم لغتها ويتحرك وفقا لقانون منطقها لكي تفهمه

من عادة العامة حب الاسطورة والخرافة وهناك من يتهمها بالغوغائية والغباوة واصفا عقلها بعقل العصفور * ماو تسي تونغ *

لكن لو ننظر الى العامة من الزاوية العارية سنجدها انها تخضع لقوانين ونظام داخلي عقلاني , ليس بطفيلي مثلما يظن البعض


الغرب والاسطورة وبداية الحركة


الغرب ككل يدعي بان الحضارة الغربية بدات تبني اسسها عندما هزم * كارل مرتال * العرب في مدينة poitier سنة 732 م ( لست في حاجة لمناقشة صحة هذا التاريخ )

للغرب الاف الاساطير يقدمها للعامة منها اساطير روبين هود , رولاند , جان دارك , ارسين لوبين , شرلك هلمز , بيل وبان , جيمس بوند , رينغو , الخ .... هؤلاء الابطال قدموا للاستهلاك المحلي وللاستهلاك العالمي , جيمس بوند 007 هو البطل الانجليزي الذي يتغلب على كل مخابرات العالم و رمبو Rambo هو الجندي الذي يتغلب على الاف الجنود بعقله وعضلاته



العرب والاسطورة وبداية الحركة

لقد صنع اجدادنا اساطير كثيرة منها اساطير عنترة , جحا , ابو الفتح الاسكندري , اشعب , علي بابا الخ .... ونجد في تاريخنا الحديث ان لكل منطقة عربية اسطورة , ففي تونس مثلا نجد * الدغباجي * و * الصالحي * شخصان عاشا في عهد الاستعمار وقاما بثورتهما ضد فرنسا ولم يكتبا ولا حرفا على ورقة , واظن ان الدغباجي كان اميا , لكن كلاهما كان رمزا للثورة ومثالا اتبعته العامة في ذلك العهد وكلاهما معروفان اكثر بكثير من ابو القاسم الشابي او الطاهر الحداد وغيرهما

شهدت المنطقة العربية الكثير من الحروب في القرن الاخير

نظن ان الحربان الوحيدتان اللتان تحتلان المرتبة الاولى في الحقد والكراهية وهما حرب الجزائر وحروب الخليج العربي الاخيرة ( العراق )

لكن حرب لبنان الاخيرة تحتل المرتبة الاولى في البشاعة والهمجية من طرف بنو صهيون حسب الغرب ,

استطاعت الثورة التحررية الجزائرية ان تؤثر في الداخل وتصوغ نفسية جديدة وذهنية جديدة وفي الوقت نفسه تمكنت من اخراج التجربة الى المحيط العربي والدولي ( راجع كتاب منازل من خزف دراسة في الوعي الجزائري المعاصر لازراج عمر ص 44 )

الحرب الجزائرية كانت اقليمية وضد فرنسا فقط لكن الحرب الاخيرة كانت ضد الامبراطورية والغرب المتعاطف مع بنو صهيون وما حدث في لبنان اخيرا تابعه كل العرب والمبادرة التي اخذتها المقاومة اللبنانية ابطالها ليسوا بغريبين عن احد

لو اخذنا التجارب الغربية ككل من عهد الاغريق مرورا بروما الى يومنا هذا للخروج من سلبيتنا اظن ان الانتصار الذي حققته المفاومة يمكن ان نقول عنه بانه بداية عهد جديد

فليتحرك كاتب القصة ليكتب عن بطل معركة جنوب لبنان , وليتحرك الشاعر وكاتب الرواية والكوميديا والشاعر الشعبي والمخرج السينيمائي وكاتب قصص الاطفال الخ .... لنتحرك جميعا انطلاقا من جنوب لبنان , انها فرصة ذهبية

ان العامة تترقب بطلها ولا اظن ان هناك شخصا اكبر من بطل حرب جنوب لبنان في تاريخنا الحديث



العقل العربي صمد امام الامبراطورية و اظن ان بنو صهيون قبل ان يقوموا بمغامرة جديدة بلبنان سيفكرون مليا

ليتحول الانسان العربي من ضحية الى صاحب مبادرة ومن مفعول فيه الى فاعل



مع احترامي لكل الاراء والمذاهب والاديان والمعتقدات

طارق شفيق حقي
24/08/2006, 08:39 PM
نسخة للمجلة