علي طه النوباني
17/08/2006, 09:57 PM
المقاومة تبدأ بالمقاطعة،قاطعوا أمريكا
بقلم : علي طه النوباني
هكذا انتهت الحرب على لبنان...
استطاعت المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله وبإمكاناتها المتواضعة وصمود الشعب اللبناني أن تحقق انتصارا باهرا سيكون له بالغ الأثر في تغيير مجرى السياسة الدولية تجاه الشرق الأوسط بل وإعادة الكثير من الحسابات التي كانت مبنية دائما على سيادة دولة الإرهاب الصهيوني بوحشيتها التي عز نظيرها.
استطاعت المقاومة الباسلة تركيع العدو الصهيوني وجعله يتراجع عن شروطه التي أعلنها لوقف إطلاق النار ، بل وأثخنت جيشه بالجراح فلجأ إلى أحط الأساليب في تعويض خسائره بضرب المدنيين وارتكاب المجازر الوحشية، وتدمير البنية التحتية.
وماذا فعلت الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج ؟!
البعض اكتفى بالمشاهدة عبر الفضائيات ، والبعض الآخر نظم القصائد والخطب الرنانة، وفي أحسن الأحوال خرج بعض الغاضبين إلى الشوارع وتظاهروا عارفين أو غير عارفين بأن المشهد السياسي العالمي قد أبقى لهم هذه الفسحة ليفرغوا كبتهم من خلالها ، ثم زوَّد الأنظمة السياسية بكل وسائل القمع لكي تعالج حماسة من يبالغ في الحماسة وشهامة من يبالغ في الشهامة ورجولة من يحس في نفسه شيئا من الفحولة.
لقد بدا واضحا أن سياسة الولايات المتحدة نحو منطقتنا غاية في اللاإنسانية والغوغائية فهي تعرف أنها تقوم بتسليح دولة عدوانية توسعية غاصبة وتعمل على سحق كل من يحاول أن يرفع رأسه مقابل هذا الفجور والظلم .
إنَّ الولايات المتحدة ترفضنا نحن العرب جملة وتفصيلا ، ترفض المتدينين المعتدلين منهم والمتطرفين على حدّ سواء، وترفض التقدميين الحداثيين كما ترفض الرجعيين المتخلفين، وترفض الديمقراطيين كما ترفض الدكتاتوريين والسلطويين، وتحارب الوطنيين المخلصين كما تفضح الخونة والعملاء.
الولايات المتحدة هي التي اختارت الدولة المسخ المسماة إسرائيل وضربت عرض الحائط أحلام وأماني 300 مليون عربي ومليار مسلم على الرغم من أن غالبيتهم العظمى مدوا يدهم بالسلام والمحبة لكل شعوب العالم، وهي التي وظفت كل إمكاناتها لتعطيل مشروعنا الحضاري والإنساني ، وهي التي أشرفت على كل مجازر إسرائيل ضد شعوبنا العربية وعلى رأسها الشعبين الفلسطيني واللبناني .
أمريكا هي التي حرست الفساد في الدول العربية وحولتها إلى وكالات لا تأخذ شرعيتها من شعوبها حتى لقد تمادت بعض الأنظمة العربية ومدت يدها للكيان الصهيوني ليساهم في دعم استمرارها ...
وعلى الرغم من هذا كله ما زال العربي يملأ معدته بالفول ويخرج إلى الشوارع مكتفيا بحرق العلم الإسرائيلي وفي أحسن الأحوال الأمريكي، ثم يستنشق بعض الغاز المسيل للدموع المصنوع في أمريكا لأنصاف البشر في الشرق الأوسط ، ثم يعود إلى بيته القبر ليتناول الفول من جديد ويذرف شيئا من الدموع على إنسانيته المهدورة وكرامته الممرغة بالوحل !!
يا لقلة الحيلة ! ويا لذل الرجال !
أمريكا تنقل العراق من عصر الدكتاتورية والاستبداد إلى دولة الفوضى ، ومن المقابر الجماعية إلى الموت المجاني بلا مقابر ، وتحرق غزة ومخيم جنين بل وتهدم البنية التحتية في لبنان وتقتل الأطفال والشيوخ تارة بنفسها وأخرى بواسطة ربيبتها إسرائيل ، ونحن نكتفي بحرق الأعلام القماشية في المظاهرات ونبح حناجرنا بالصراخ : تسقط إسرائيل ... تسقط أمريكا ...
كيف نطهر أرواحنا من الفرجة على أطفال قانا وغزة وغيرهم من ضحايا المجازر الإسرائيلية؟! وكيف نواجه تبكيت الضمير ونحن عاجزون حتى عن مجاراة رئيس فنزويلا العملاق شافيز ؟!
أيتها الجماهير العربية :
من يستطيع أن يجبركم على تدخين المارلبورو أو شرب الكوكاكولا أو تناول منتوجات كنتاكي وماكدونالدز أو حتى ركوب السيارات الأمريكية ؟... فلا تحرقوا العلم الأمريكي وأنتم ترتدون قميصا مصنوعا في هذه الدولة الإجرامية التي لا مبدأ لها ، ولا تبحوا أصواتكم بالصراخ في المظاهرات ثم تبردوا عطشكم بالكولا الأمريكية . إن الحد الأدنى من المقاومة وحفظ ماء الوجه أمام بطولات المقاومة اللبنانية البطلة هو المقاطعة طويلة الأمد لكل شيء صنع في أمريكا أو حتى بامتياز من شركة أمريكية، تلك المقاطعة النابعة من ثقافة المقاومة، والتي يمكن لها أن تشكل أسلوباً قويا للضغط ، ونواة لثقافة المقاومة في عامنا العربي والإسلامي .
وإنني أتساءل إذا كنتم لا تحتملون تقديم تضحية صغيرة بهذا الحجم فما هي حيلتكم أمام هذا الواقع العربي البائس ، وما هي إمكانية أن تقدموا ضريبة الدم إذا لزم الأمر من أجل كرامتكم وإنسانيتكم المهدورة .
لقد ضرب لنا اللبنانيون الشجعان درساً عظيما في الصمود والمقاومة والبطولة، وعلينا في المرحلة القادمة أن نستفيد من هذا الدرس ونصر على ثقافة المقاومة كما تصر أمريكا وإسرائيل على إنكار حقنا في الحرية والحياة الكريمة،ولنبدأ من الآن : ليكن شعارنا في المرحلة القادمة : قاطعوا الولايات المتحدة مثلما قاطعتم الدنمارك فإن حرمة أطفال قانا وغزة لا تقل عن حرمة الرسول صلى الله عليه وسلم.
بقلم : علي طه النوباني
هكذا انتهت الحرب على لبنان...
استطاعت المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله وبإمكاناتها المتواضعة وصمود الشعب اللبناني أن تحقق انتصارا باهرا سيكون له بالغ الأثر في تغيير مجرى السياسة الدولية تجاه الشرق الأوسط بل وإعادة الكثير من الحسابات التي كانت مبنية دائما على سيادة دولة الإرهاب الصهيوني بوحشيتها التي عز نظيرها.
استطاعت المقاومة الباسلة تركيع العدو الصهيوني وجعله يتراجع عن شروطه التي أعلنها لوقف إطلاق النار ، بل وأثخنت جيشه بالجراح فلجأ إلى أحط الأساليب في تعويض خسائره بضرب المدنيين وارتكاب المجازر الوحشية، وتدمير البنية التحتية.
وماذا فعلت الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج ؟!
البعض اكتفى بالمشاهدة عبر الفضائيات ، والبعض الآخر نظم القصائد والخطب الرنانة، وفي أحسن الأحوال خرج بعض الغاضبين إلى الشوارع وتظاهروا عارفين أو غير عارفين بأن المشهد السياسي العالمي قد أبقى لهم هذه الفسحة ليفرغوا كبتهم من خلالها ، ثم زوَّد الأنظمة السياسية بكل وسائل القمع لكي تعالج حماسة من يبالغ في الحماسة وشهامة من يبالغ في الشهامة ورجولة من يحس في نفسه شيئا من الفحولة.
لقد بدا واضحا أن سياسة الولايات المتحدة نحو منطقتنا غاية في اللاإنسانية والغوغائية فهي تعرف أنها تقوم بتسليح دولة عدوانية توسعية غاصبة وتعمل على سحق كل من يحاول أن يرفع رأسه مقابل هذا الفجور والظلم .
إنَّ الولايات المتحدة ترفضنا نحن العرب جملة وتفصيلا ، ترفض المتدينين المعتدلين منهم والمتطرفين على حدّ سواء، وترفض التقدميين الحداثيين كما ترفض الرجعيين المتخلفين، وترفض الديمقراطيين كما ترفض الدكتاتوريين والسلطويين، وتحارب الوطنيين المخلصين كما تفضح الخونة والعملاء.
الولايات المتحدة هي التي اختارت الدولة المسخ المسماة إسرائيل وضربت عرض الحائط أحلام وأماني 300 مليون عربي ومليار مسلم على الرغم من أن غالبيتهم العظمى مدوا يدهم بالسلام والمحبة لكل شعوب العالم، وهي التي وظفت كل إمكاناتها لتعطيل مشروعنا الحضاري والإنساني ، وهي التي أشرفت على كل مجازر إسرائيل ضد شعوبنا العربية وعلى رأسها الشعبين الفلسطيني واللبناني .
أمريكا هي التي حرست الفساد في الدول العربية وحولتها إلى وكالات لا تأخذ شرعيتها من شعوبها حتى لقد تمادت بعض الأنظمة العربية ومدت يدها للكيان الصهيوني ليساهم في دعم استمرارها ...
وعلى الرغم من هذا كله ما زال العربي يملأ معدته بالفول ويخرج إلى الشوارع مكتفيا بحرق العلم الإسرائيلي وفي أحسن الأحوال الأمريكي، ثم يستنشق بعض الغاز المسيل للدموع المصنوع في أمريكا لأنصاف البشر في الشرق الأوسط ، ثم يعود إلى بيته القبر ليتناول الفول من جديد ويذرف شيئا من الدموع على إنسانيته المهدورة وكرامته الممرغة بالوحل !!
يا لقلة الحيلة ! ويا لذل الرجال !
أمريكا تنقل العراق من عصر الدكتاتورية والاستبداد إلى دولة الفوضى ، ومن المقابر الجماعية إلى الموت المجاني بلا مقابر ، وتحرق غزة ومخيم جنين بل وتهدم البنية التحتية في لبنان وتقتل الأطفال والشيوخ تارة بنفسها وأخرى بواسطة ربيبتها إسرائيل ، ونحن نكتفي بحرق الأعلام القماشية في المظاهرات ونبح حناجرنا بالصراخ : تسقط إسرائيل ... تسقط أمريكا ...
كيف نطهر أرواحنا من الفرجة على أطفال قانا وغزة وغيرهم من ضحايا المجازر الإسرائيلية؟! وكيف نواجه تبكيت الضمير ونحن عاجزون حتى عن مجاراة رئيس فنزويلا العملاق شافيز ؟!
أيتها الجماهير العربية :
من يستطيع أن يجبركم على تدخين المارلبورو أو شرب الكوكاكولا أو تناول منتوجات كنتاكي وماكدونالدز أو حتى ركوب السيارات الأمريكية ؟... فلا تحرقوا العلم الأمريكي وأنتم ترتدون قميصا مصنوعا في هذه الدولة الإجرامية التي لا مبدأ لها ، ولا تبحوا أصواتكم بالصراخ في المظاهرات ثم تبردوا عطشكم بالكولا الأمريكية . إن الحد الأدنى من المقاومة وحفظ ماء الوجه أمام بطولات المقاومة اللبنانية البطلة هو المقاطعة طويلة الأمد لكل شيء صنع في أمريكا أو حتى بامتياز من شركة أمريكية، تلك المقاطعة النابعة من ثقافة المقاومة، والتي يمكن لها أن تشكل أسلوباً قويا للضغط ، ونواة لثقافة المقاومة في عامنا العربي والإسلامي .
وإنني أتساءل إذا كنتم لا تحتملون تقديم تضحية صغيرة بهذا الحجم فما هي حيلتكم أمام هذا الواقع العربي البائس ، وما هي إمكانية أن تقدموا ضريبة الدم إذا لزم الأمر من أجل كرامتكم وإنسانيتكم المهدورة .
لقد ضرب لنا اللبنانيون الشجعان درساً عظيما في الصمود والمقاومة والبطولة، وعلينا في المرحلة القادمة أن نستفيد من هذا الدرس ونصر على ثقافة المقاومة كما تصر أمريكا وإسرائيل على إنكار حقنا في الحرية والحياة الكريمة،ولنبدأ من الآن : ليكن شعارنا في المرحلة القادمة : قاطعوا الولايات المتحدة مثلما قاطعتم الدنمارك فإن حرمة أطفال قانا وغزة لا تقل عن حرمة الرسول صلى الله عليه وسلم.