المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمريكا قصة قصيرة



عربي جعفر
31/10/2004, 12:28 AM
خمرية يتثنى فرعُها 00فارع قوامها 00رشيقة 00ذات حُسن ودلال 00مخطوبة لأبن عمها 00كانت سعيدة به 00كانت تتسامر مع صديقاتها ذات مساء وكانت إحداهن تقلب صفحات إحدى الجرائد 00بدأت تقرأ عليهن باب " أريد عريساً "00لفت أنظارهن بأمريكي يطلب زوجة خمرية اللون 00جميلة 00أخذن يتسلين على هذا الباب 00بدأت تقلب باقي الجريدة 00أختمرت الفكرة عندها بهذا العريس 00انفض السامر 00اختلست منهم واشترت الجريدة 00ثم أرسلت إلية بمواصفاتها وهي المطلوبة 00
ومرت الأيام وتاهت الفكرة في خِضم الحياة 00وجاء الرد 00! وجاء الرد تلغرافياً 00
"" الآنسة مريم
أنا العريس JOHNSON
الجنسية : أمريكي
الوظيفة : أعمال حرة
الرجاء أعدي جواز السفر 00 يجب أن تتقني اللغة الإنجليزية 00
قادم يوم : 1/3/0000 مغادرة يوم : 5/3/00000
صباح الخير
المخلص
" ”JOHNSON
انتهى التلغراف وغمرتها السعادة 00إنها أمريكا 00 بلاد الخيال وناطحات السحاب 00بلاد الحرية 00 بلاد لا تسأل فيها عن ماذا فعلت أو لماذا لم تفعل 00بلاد لا يُقال فيها هذا عيب وهذا حلال وذاك حرام 00بلاد فيها تفعل ما تشاء 00بلاد فيها الشارع مثل البيت مثل غرفة النوم 00أفعل ما تشاء 00صادق ما تشاء 00إنها بلاد الغرائب والعجائب 00
كل هذا يدور في مُخيلتها ولم يعلم البيت بهذا الموضوع 00وكيف تمهد لهذا الموضوع 00إنها مخطوبة 00
وجاء المساء 00جاء خطيبها ليأنس بها لساعة لكي يسعد بها وتسعد به كما هو معتاد 00 إلا أنه أحس بها تهجره 00لم تقابله 00اصطنعت الغضب عليه وعلى من حولها 00
ما بها ؟00
لن ندرِ 00بل طِيلة هذا اليوم وهي سعيدة يا ولدي 00
لماذا ؟00
لأن تلغراف جاء باسمها من أمريكا00
وهل هي تراسل أحد أمريكي أو أمريكية ؟00
لسنا ندري00 دعها اليوم وغداً سوف نعرف 00
تركها ولم يدرِ بأنها تخطط لتفسخ الخطوبة 00 و بلا رجعة 00وفي الصباح قصت على أمها بما وراء التلغراف 00فثارت الأم 00ظلت الفتاة تروض أمها حتى أسكنت حِدتها وجعلتها من أهل جوارها عندما يأتي أبيها 00 مرت لحظات ثقال إلى أن جاء الأب وفاتحت الأم الرجل بهذا المصير وهذه الزيجة الأمريكية 00وأن تنجب منه حفدة أمريكان ويصبح أحدهم في المستقبل الرئيس الأمريكي 00فجأة أصبح الجميع يُطرب للفظ أمريكا 00
أصبح الجميع يحلمون أيقاظ 00منهم من يعيش هناك لأن له أخت 00ومنهم من يحلم بالدولارات ومن ورائها المشروعات والاتفاقيات 00والحياة هناك 00إلى أن اختمرت لديهم فكرة المدينة الأفلاطونية 00
انتبه الأب في كيفيه التخلص من ابن أخيه 00
جاء اليوم الموعود 00 ودخل عليهم وهم يترقبونه 00وفتحت الأخت الصغرى الباب 00
هل أنتِ مريم ؟00
لا بل أنا أختها 00
سلم عليهم وكانوا هم أسرع إليه بالتحيات والتسليمات 00 ووقف عندها وقال إذن أنتِ العروس 00
نعم أنا مريم 00
هل تعلمتي الإنجليزية ؟00
إلى حدٍ ما 00
لكن المطلوب أن تتعلميها جيداً 00
إن شاء الله 00
إننا لا نعرف لإنشاء الله معنى 00بل نريد التأكيد 00 لأن المشيئة تستعملونها أنتم لأنكم اتكاليين أما نحن فلا نستخدمها 00لأننا حينما نريد شئ نفعله ولا نتردد وحينما لا نريد أن نفعل شئ لا نفعله 00 إن الله لا دخل له في حياتنا العملية 00الله موجود فقط في الكنائس والأديرة 00
وهل أعدتِ جواز السفر ؟00
ليس بعد 00
غير مهم أرفقك على جواز سفري 00
تفضل الشاي 00
هل هو بدون سكر ؟00
لا 00 إذن نأتي بغيرة
وجاء الشاي بدون سكر
متى ستغادر 00؟
يوم 5/3/000
لكن لم نجهز لها شئ لكي تشرفنا عندكم 00ولم نشتري فستان الفرح 00
ما معنى أن تجهزوا شئ لها 00إن هذا ليس له معنى عندنا 00أما الفستان فهو غير وارد في عُرفنا 00فأنا طلبتك وأنتِ قبلتي 00كفى 00
الكل مندهش مما يسمعون وتاهت العقول ولم يستطيعوا أن يفكروا إن كان هذا الكلام صحيح أم خطأ أم هذا هو التفكير الأمريكي 00ظنون 00أوهام 00خيالات 00خزعبلات00
والآن أترككم حيث إنني أنزل في فندق "0000" وبعد غد سوف آتِ إليكم لنتمم إجراءات التسجيل 00
إلى أين ؟0
إلى الفندق 00
لقد أعددنا لك غرفة عندنا 00
شكراً00
تركهم إلى حيث وجهته 00
وكانت ترتسم عليهم علامات استفهام كثيرة واندهاش وسرعان ما كانت تزول وتذوب أمام الدولارات 00
جاء الغد المأمول عندهم وذهبوا إلى أحد المحاميين وتم العقد وتمت المراسم 00
وفي يوم 5/3/ تم الوداع تاركاً وراءه حفنة دولارات والكثير من الأحلام 00
مرت الأيام وتعددت بينهم المراسلات بالأشواق الحارة والحنين00مضت سنة كاملة 00وأنجبت منه يوسف
" JOSEPH " 00
طلبت منه أن تزور أهلها 00رفض 00توسلت إليه 00
لماذا ؟00
إنها تريد أن تهرب من أمريكا كلها 00
لماذا ؟ 00
لأنها لم تحس بالدفء والحنان 00كل شئ فيها بارد 00 فالطقس بارد 00والشخص الذي معها أكثر برودة 00كل شئ من حولها بارد 00لم يكن هناك شئ يمكن أن يعوض عنها 00لم يكن هناك شئ ساخن إلا حوارات النقاش بينهم 00
ولماذا ضقتِ به زرعا00؟
لأنه لم يحترم أو يحس بأنني زوجته 00
كيف ؟00
كل يوم له صديقه جديدة 00يعيش معها كما يعيش معي 00لم يحترم شعوري 00لم يحترم بأنني زوجته 00 كما أن الشقة مملوءة بالمسكرات والمشروبات الروحية 00وأيضاً تجده فجأة يسافر في رحلة دون أن يأخذ رأي أو يأخذني معه أو يخبرني 00 لا يعرف للكنيسة طريق 00أذهب وحدي لتأدية الصلوات 00 إن هذه أشياء قليلة من كثير 00
ألم تعرفي أن هذه هي أمريكا وهكذا هم بعاداتهم ؟00
قررت أن تهرب بابنها 00فأحس بها 00
وفي ذات صباح أخذ ابنه خِلسة وغادر المقاطعة التي يعيشون فيها 00
وجن جنونها ولمدة أسبوع حتى علمت بهروبه بابنها 00فما كان من السلطات المصرية إلا أن يعيدوها في صمت 00
إلى أين ؟00
إلى مصر00
وابني00؟‍
كأنه مات 00
كيف0 0؟
وكانت الصرخة مدوية وسرعان ما قام أحد الحرس بكتم أنفاسها حتى لا يسمعها الرئيس الأمريكي 00

تمت