المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأخلاق مع الله



الفجر الصادق
12/08/2006, 01:53 PM
بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله
والصلاة على قائد الأنبياء والأولياء محمد المصطفى وعلى رسل السماء




أن ما تحتاجه شعوب العالم هو الإيمان والتدين والعودة الى الله سبحانه وفق العقائد الأخلاقية الصحيحة ، ما تحتاجه شعوب العالم هو الإنتقال من عقيدة الإستغناء عن الله ومدده وأولياءه الى عقيدة الإفتقار ، والإنتقال من أخلاق التكبر ومذهب المستكبرين الى أخلاق التواضع وجبهة المستضعفين ، والإنتقال من أخلاق السكوت الى مذهب الناطقية بالحق وبالدعوة الى الله وبالبراءة من الباطل وبالمجابهة للظلم ، وما تحتاجه البشرية هو الإنتقال من التدين الدنيوي أينما كان الى التدين الأخروي والكلام هنا موجه الى كل الشرفاء والأحرار ، من المتدينين وغير المتدينين لأن الشرفاء والأحرار من أي مذهب كانوا وفي أي ملة كانوا هم القاعدة الحقيقية للتغيير وللإنتفاضة الإلهية العالمية الكبرى ، وهم القاعدة التي يوجه لها النداء السماوي دائماً وسيبقى يوجه لها هذا النداء ، فإن لم يكن الإنسان متديناً وإن كان دنيوياً فهو لن يخرج من قاعدة النداء الإلهي والدعوة الإلهية إن كان شريفاً وإن كان طيب القلب ..

فكل شريف وكل طيب هو من المذهب الأخلاقي الذي يوجه إليه نداء الله ودعوة الأنبياء ، وكل شريف في العالم وكل طيب القلب وكل محب للعدالة وكل كاره للظلم وكل متواضع هم القاعدة التي تستحق أن يوجه لها النداء وأن يبدأ من خلالها البناء .. فما دام الطيبون موجودين وما دام الشرفاء موجودين في العالم وما دام الأحرار والثوار منتشرين في بقاع الأرض إذاً لن تسكت دعوة السماء ولن تتوقف ثورة الأنبياء ولن يتوقف عمل الأولياء ولن يحدث الإنقطاع بين الأرض والسماء..

كل ما نحتاجه هو أن ننظر ليس بعين العقائد الموروثة ، فهذه عين قصيرة النظر ، ما نحتاجه هو أن ننظر بعين تجارب الأنبياء وبعين الرحمة الإلهية وبعين الأمل بكل الطيبين والشرفاء وبعين المحبة التي لا تكون محتكرة فقط لأبناء الطائفة ، بل المحبة التي تكون خيمة كبيرة تسع كل الطيبين من أي طائفة كانوا ماداموا يستجيبون لنداء السماء ، وما داموا مهيئين للتغيير ، وماداموا يحملون عقائد أخلاقية صحيحة ولو بنسبة بسيطة لكنهم ليسوا من المذهب الأخلاقي الذي يُنتج الطغاة والظالمين والمستكبرين والبخلاء والمتعصبين في كل الملل والطوائف ..

ومن التجربة رأينا كثير من المخالفين في الطائفة أو الملة كانوا أقرب للحق من متدينين من نفس الملة والمذهب ، وهذا واقع من ينكره إنما ينكر حقائق لا تخفى على بصير ..

والمهم بعد كل هذا التوضيح أن نفهم :

إننا لا نحب كل صاحب عقائد أخلاقية سيئة وهو في ملتنا مهما كان مستواه الديني .

وإننا نحب كل صاحب عقائد أخلاقية طيبة مؤمنة صحيحة من أي مذهبٍ أو ملة كان .

وإن الأمة لا تعاني من ضعف في العقيدة الفكرية والفقهية ، بل تعاني من ضعفٍ شديد في العقائد الأخلاقية وهي تحتاج الى ثورة في العقائد الأخلاقية .

وإن المؤمن الحريص على علاقته بالله سبحانه عليه أن ينتبه بشكلٍ كبير الى عقائده الأخلاقية الداخلية التي تحدد صدق إيمانه ونجاح مسيرته بإتجاه رضا الله سبحانه .


و الحمد لله رب العا لمين