المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مجتمع الأدب مع الله .. مجتمعنا



الفجر الصادق
04/08/2006, 07:16 AM
بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله

والصلاة على محمد الأمين وعلى آله الميامين والتسليم لأمره وأمرهم أجمعين

مجتمع الأدب مع الله .. مجتمعنا ..

المؤمنون بعضهم أولياء بعض ..

تم تأليف آلاف الكتب الفقهية والأدبية التي تتكلم عن المجتمع المؤمن .. ولم نكتشف إلى يومنا هذا مجتمعاً مؤمناً واحداً .. وذلك لسببٍ بسيط هو إن المشروع الإسلامي سار في نفس خـُطى المشاريع الوضعية الأرضية جميعها ، التي قامت على فكرة أن القانون هو الذي يصنع المجتمع ، هكذا فكرت الليبرالية والشيوعية .. وهكذا أيضاً فكر أغلب المفكرين الإسلاميين .. وكل ما قالوه إننا نملك مصدراً نستوحي منهُ قوانيننا وهو مصدر معصوم إلهي .. وبالتالي ستكون قوانيننا صحيحة ودستورنا صحيح جداً .

وقد نسوا أن العيب ليس في صحة القوانين أو خطئها إنما هو بضمير الإنسان نفسه .. فلو وضعنا أدق القوانين الإلهية على مُجتمعٍ والإنسان فيه أناني فسوف تفشل كل القوانين وسوف نحتاج إلى شرطة وسجون وأنواع العقوبات ثم تراجعاً تدريجياً عن القوانين .

مُجتمعنا لا يفتخر بفقهه و قوانينه إنه يفخر بضمير الإنسان فيه .. فإن كان الإنسان ذاتياً لا يحكمه الضمير بل يحكمه الخوف من الدولة أو من المجتمع فهو ليس مجتمعنا الذي نقصده .

إن مُجتمعنا يبدأ بالمؤاخاة بين الجميع ويعيش بالإيثار وهو مُجتمع فيه الكل ولي على الكل ..

إنهُ مُجتمع إسلامي لا يفهمه كل مفكري المسلمين ولا يستطيعون أن يُطبقوه في أي بلد ولقد فشلوا وسوف يفشلون عن تحقيق بعض مواصفاته التي نذكرها هنا .. وهي أن في مجتمعنا لا يستطيع الإنسان إلا أن يخدم الآخرين .. ولا يُفكر أو ينوي أو يندفع لأذى الآخرين .. وهو حذر جداً في أن يُصيب أحداً بأذى ..

الإنسان في مجتمعنا يمنح المحبة للجميع دون حواجز .. وهو يُصغي دائماً و يتبع القول الأحسن .. ولا يطيع أحداً في معصية الحق .. ويشعر بالمسؤولية إتجاه الكل كما هو إتجاه عائلته .. ولا يبني طموحاته وأحلامه على حساب الآخرين .. ولا يعمل لغريزة الربح بل يعمل لأنهُ يريد أن ينفع .. ولا يحتاج لردع إنسان إلى سجن بل النصيحة وحدها كافية .. ولا يثأر الإنسان لنفسه بل يعفو دوماً .. ولا يستطيع الشرير أن يعيش بينهم لأنهُ يُطرد منهم .. ولا يُظلم أحد بينهم أو يجوع وهم يتفرجون عليهم .. الضعيف فيهم مسنود من الجميع .. والقوي فيهم مردوع من الجميع .. الكل يُفكر بالآخر حتى بالأجيال التي ستأتي لاحقاً .. يتدافع الكل للتبرع لغيره دوماً .. ويدفع الكل أكثر مما مطلوب في الشريعة .. لا يتنابزون بالألقاب ولا يتفاخر بعضهم على بعض .. يُصدقون بأولياء الله ولا يحتالون ولا يُكذبون ..

هذه بعض مواصفات مجتمع الأدب مع الله إنها لا تعمل لوجود دستورٍ ودولة وسُلطة ، إنها تعمل لأن ضمير الإنسان حيٌ متصلٌ بالله سبحانه .. فالمشكلة إذاً لا تحل عندما يتسلم رجال الدين الحكم أو عندما نؤلف دستوراً يستنبط أحكامه من الشريعة ، المشكلة تحل عندما نبدأ بإختيار طريق الأدب مع الله والأدب في ساحة الله والأدب مع أولياء الله جميعاً ..

والمشكلة سوف تكبر يوماً بعد آخر ونبتعد عن مواصفات مجتمعنا المؤمن يوماً بعد آخر لأننا لا نرَ توجهاً حقيقياً بإتجاه الأدب مع الله سبحانه لا من القادة ولا من البسطاء .. ولا يبقى حل أمامنا سوى أن نأمل بكل قلوبنا أن يعجل الله بظهور دينه على الدين كله ، فهو الطريق الوحيد لبناء مجتمعٍ مؤمن على الأرض .




والحمد لله رب العالمين

طارق شفيق حقي
04/08/2006, 07:43 PM
سلام الله عليك


نرحب بك اخي الكريم الفجر الصادق في المربد

أهلا بك ومرحبا في المربد