المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث عصري إلى أبي أيوب الأنصاري



أنس الساهر
02/08/2006, 06:16 PM
حديث عصري

إلى أبي أيوب الأنصاري*

شعر أ . د / جابر قميحة

" ظل الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ يجاهد في سبيل الله

إلى أن دفن في استانبول . وقد ألقيْـتُُ هذه القصيدة يوم 25/8/1993م

في مؤتمر رابطة الأدب الإسلامي العالمية المنعقد في استانبول بتركيا " .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ

يا أبا أيوبَ والإسلامُ قُرْبى وانْتسابُ

قد أتيناك ففي اللُّقيا اغتنامٌ واكتسابُ

نتملَّى أرض مجدٍ يزدهي فيها الخطابُ

يا كريمًا ضافَ خيرَ الرُّسْل ، يا طِبْتَ وطابوا

ناخت القصواءُ* في رحبك.. يا نِعْمَ الرحابُ

قد قصدناك ضيوفًا ولنا فيكمْ رغابُ *

نيِّراتُ القصْد لا منها طعامٌ أو شرابُ

أو هوى ليلى ولبنى ، أو سعادٌ أو رَبابُ

إنما جئناك تحدُونا بطولاتٌ عُجابُ

ذكرياتٌ في فمُ الدنيا هي المسْكُ المذَابُ

حين كنتم بلْسمًا* في السلم صَفْوًا لا يُشاب*

ولكم في ساحة النور بنودٌ وقبابُ

وقلوبٌ ملْؤها الرحمةُ والحبُّ اللبابُ

***

فإذا ما ظُلمَ البُرْهانُ أوغِيلَ* الصوابُ

هِجْتُمُ الهْولَ ، فَللْهولِ زفيرٌ ولُهابُ

وإذا أنتم ـ حُماةَ الحقِّ ـ آسادٌ غضابُ

رفرفتْ من فوقهمْ في ساحةِ الهول العُقَاب*

وخيولُ الله تمضِي ، فهْيَ في الساحِ الجَوابُ

مثلما السيلُ ، لها في الحَزْن والسهْل انصبابُ

ولها في ساحة النصر ذهاب وإيابُ

وضُباحٌ وصهيلٌ ، وصليلٌ وضِرابُ

وحِرابٌ ساعرات ، فَلْتَقُولي يا حِرابُ

وسيوفٌ ، وحتوفٌ ، وزحوفٌ ، لا انسحابُ

وهتافُ العزة القَعْساءِ يحدُوه السحابُ

والمنايا ـ لا الدنايا ـ هي للصحب الطِّلابُ

خالدٌ فيهم ، وسعدٌ ، والمثنى والحُبَابُ

مِنْ دماهمْ في نواصي الخيل عطرٌ وخِضابُ

لم يكونوا كجيوش قطعوا الأرضَ وجابوا

ما هُمُو إلا شُمُوسٌ زاحفاتٌ أو هِضابُ

ليس يثنيهمْ عن الزحفِ جبالٌ أو عُبابُ

فهُمُو للموت هَبُّوا ، ونِدا الله أجابُوا

يوم دكُّوا الفرسَ والرومَ وما هانُوا وهابوا

فإذا الأعداءُ ـ من رُعْبٍ ـ هباءٌ أو سراب

إنه المسلمُ ـ حقًا ـ سيفُ حقٍ أو شِهابُ

في سبيل الله يحيا ، لا نفاقٌ لا كِذابُ

مصحف يمشي عليه من تقى الله ثيابُ

سيفُهُ ـ إن يَبغِ باغٍ ـ هو للباغي عِتابُ

هكذا كنتم ـ أبا أيوبَ ـ والغرُّ الصحابُ

دررًا زانتْ جبينَ الدهْرَ شيبٌ وشبابُ

شابَ فَوْداكَ ـ من الدهر ـ وما في الشيبِ عابُ

لم يكن يُحْسَبُ بالسنِّ مشيبٌ أو شبابُ

ليسَ بالشبانِ من هانُوا إذا حطَّت صِعابُ

وإذا الشيخُ تجلى فهْو في الحرب الشهابُ

ثم طال الأمدُ المنكودُ واهتزَّ الجَنَابُ

وغدا بينَ قلوب القوم والدين حجابُ

ثم حل الوهْنُ فيهم وهوى الدنيا طلابُ

***

ثم جئناكَ وللشعرِ نشيجٌ وانْتحابُ

بقلوبٍ دامياتٍ بعْدَ أن جلَّ المصابُ

من ديار قد تغشاها ظلامٌ وضَبَابُ

فالقوانينُ انتهاكٌ وانتهاشٌ وانتهابُ

وسجونٌ وشجونٌ ودموعٌ واغتصابُ

وأنا المسْلِمَ في أرضي لِيَ العُقبى اغترابُ

لم يَعُد للبلبُلِ الغرِّيدِ في الدوْحِ رحابُ

واستقرتْ في رحابِ الدوح بومٌ وغرابُ

صَوْتُهُ فيهِ نعيبٌ ونعيقٌ مستطابُ

وعلى البُلبلِ أن يمضي يُغَشِّيه العذابُ

شاردَ الخطو ، حبيسَ الشجْوِ تَقْلِيه* الشعابُ

وينادي الأُفْقَ : هل للفجر من ليْلِكَ بابُ؟

فإذا الأصداءُ همِّ وضياعٌ واكتِئابُ

إنه ليلٌ كثيفٌ مُجرمُ الظُّلْمات .. غابُ

ذو عُيونٍ راصداتٍ شَرعُها ظُفُرٌ ونابُ

قُوتُها الأعْراضُ ، أمَّا دمُّنا فَهْو الشرابُ

وبّخورُ الزيفِ دِينٌ والنفاقاتُ كتابُ

والمروءاتُ خطايا ، والنَّذالات صوابُ

ويْحَ قلبي ـ يا أبا أيوبَ ـ قد جُنَّ الحسابُ

ألفُ مليون بلا قدْرٍ ولا حتى الذبابُ !!

بل غُثاءٌ كغُثاءِ السيْلِ بالنفخِ يُذابُ

وقلوبٌ من هواء وحناياهُمْ خرابُ

يستوي منهم حُضورٌ في حماها أو غيابُ

لا تسَلْهُمْ عن غِضابٍ ، لم يَعُدْ فيهم غضاب

لا تَسِلْهُم عن عُضاب*، ماتَ في الغِمْدِ العُضابُ

والخيولُ الجردُ نامتْ في مآقيها الذبابُ

غابت الصَّهْوَاتُ منها وتغشاها التُرابُ

أَنعَاجٌ ما أرى في الساحِ أمْ خيْلٌ عِرابُ*!

أين سُوَّاسُك يا من كنتِ في الهولِ تُهاب؟

قال ثأرُ الله : لا تسألْ ، فقد وَلًَّوا وذابوا

يا لَقَومي عن جهاد القوم قد صامُوا وتابوا

وأطاعُوا من أضلُّوهم وأَغْروْهُمْ فخابُوا

" وأعِدُّوا ما استطعتم " قد تولاها الغيابُ

أم ترى الأنفالَ ـ واذلاه ـ لم يَحْوِ الكتابُ؟

أوَ دينٌ غيرُ دينِ الله لُحمَاهُ ارتيابُ؟

وانقهارٌ وانهيارٌ وانصهارٌ واضطِراب؟

***

أنا لم أَقْنطْ* ولكنْ ضَلَّ في قومي الصوابُ

ويقيني أنني بيني وبين النصْر قابُ*

إنها سُنَّةُ ربِّي ليسَ تَفْنَى يا ذئابُ

قد يغيبُ الحقُّ يومًا ثم يأتيه الغلابُ*

فإذا الليلُ تمادى فسيمْحُوهُ انْجِيابُ*

ويشقُّ الأفْقَ سيفُ الفجرِ والآيُ العِذابُ*

ويعودُ البلبلُ الغرَّيدُ ، يا نِعْمَ الإيابُ

ويعود الدوح دَوْحًا والروابي والشَّعابُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* القصوء : ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم .

* الرغاب : الرغبات و المقاصد . * البلسم : العلاج والدواء . * يشاب : يخلط ويعكر .

* غيل : قتل غدرًا . * العُقاب : ( بضم العين ) اسم راية الرسول صلى الله عليه وسلم .

* تقليه : تبغضه . * السيف العضاب : القوي . * الخيل العراب : الأصيلة .

* القنوط : اليأس . * قاب : مسافة قصيرة . * الغلاب : التغلب والنصر .

* انجباب : انقشاع وانتهاء . * الآي العذاب : (بكسر العين) الآيات العذبة .

بنت الشهباء
02/08/2006, 09:24 PM
إنه المسلمُ ـ حقًا ـ سيفُ حقٍ أو شِهابُ
في سبيل الله يحيا ، لا نفاقٌ لا كِذابُ
مصحف يمشي , عليه من تقى الله ثيابُ



قصيدة واختيار ررررررررررائع

أخي الكريم الفاضل

أنس الساهر

قصيدة شامخة , عزيزة أبيّة

كيف لا !!؟؟...

وهي ترسم لنا منهج رجالنا الأقوياء

الذين تعلّموا ودرسوا في مدرسة الحبيب

النبيّ الأميّ معلّم البشرية

محمد - صلى الله عليه وسلّم !!؟؟؟.....

سلّم الله يمناكَ , وبارك الله بكَ
أخي الفاضل

مروان قدري عثمان مكانسي
03/08/2006, 03:58 AM
القصيدة غاية في الروعة والإبدع ، وهي تحكي لنا مجد أجداد مضوا وبلغوا ذروة المجد فتنكبنا عن الطريق وتهنا بعدما مزقنا الضياع :
محمدُ هل لهذا جئت تسعى ؟ = وهل لك ينتمي هملٌ مشاع ؟
أ إسلامٌ وتغلبهم يهودٌ ؟ = وآسادٌ وتقهرهم ضباعُ ؟
شرعت لهم سبيل المجد لكن = أضاعوا شرعك السامي فضاعوا
جزاك الله خيراً أخي أنس على ماقطفته لنا من رياحين الشعر الرائع .

أنس الساهر
23/08/2006, 12:34 AM
القصيدة غاية في الروعة والإبدع ،
وهي تحكي لنا مجد أجداد مضوا وبلغوا ذروة المجد ،
فتنكبنا عن الطريق ، وتهنا بعدما مزقنا الضياع :
محمدُ هل لهذا جئت تسعى ؟ = وهل لك ينتمي هملٌ مشاع ؟
أإسلامٌ وتغلبهم يهودٌ ؟ = وآسادٌ وتقهرهم ضباعُ ؟
شرعت لهم سبيل المجد لكن = أضاعوا شرعك السامي فضاعوا
جزاك الله خيراً أخي أنس على ما قطفته لنا من رياحين الشعر الرائع .

أشكرك أستاذي الكبير / مروان قدري عثمان مكانسي
على إطلالتك الكريمة ، ومشاركتك البديعة
وهنيئاً لك بحيازتك " للمركز الأول بقسم القصة "
في المسابقة المربدية الأولى
بارك الله لك ، وبارك فيك ، وجزاك الله خيراً .
أنس

أنس الساهر
23/08/2006, 12:45 AM
إنه المسلمُ ـ حقًا ـ سيفُ حقٍ أو شِهابُ

في سبيل الله يحيا ، لا نفاقٌ لا كِذابُ

مصحف يمشي , عليه من تقى الله ثيابُ

قصيدة واختيار ررررررررررائع

أخي الكريم الفاضل / أنس الساهر

قصيدة شامخة , عزيزة أبيّة ، كيف لا !!؟؟...

وهي ترسم لنا منهج رجالنا الأقوياء

الذين تعلّموا ودرسوا في مدرسة الحبيب

النبيّ الأميّ معلّم البشرية

محمد صلى الله عليه وسلّم !!؟؟؟.....

سلّم الله يمناكَ , وبارك الله بكَ ، أخي الفاضل



* ذات البهاء والنقاء الأخت / بنت الشهباء

السلام عليك ورحمة الله

.. أحزاننا لا تعدوا أنها قديمة تتجدد ، فالقتل وانتهاش الأرض والتخاذل والزلازل ،

وغيرها مما أخبرنا به النبي الأمي صلى الله عليه وسلم هو ما بين أيدينا الآن ،

* أمينة الحرف والكلمة / بنت الشهباء ،

جزاك الله خيراً على تواصلك الفياض والجميل .

أنـس