قانا

[فؤاد بوعلي]

قانا: لنزار قباني
في قانا الثانية نسترجع كلمات نزار قباني التي لازالت حية بيننا


وجهُ قانا شاحبُ اللونِ كما وجهُ يسوعْ.

و هواءُ البحرِ في نيسانَ,

أمطارُ دماءٍ, و دموعْ…

2

دخلوا قانا على أجسادنا

يرفعون العلمَ النازيَ في أرض الجنوب.

و يعيدون فصولَ المحرقة..

هتلرٌ أحرقهم في غرف الغاز

و جاؤوا بعده كي يحرقونا..

هتلرٌ هَجًّرَهُم من شرق أوروبا..

و هم من أرضنا قد هجَّرونا.

هتلر لم يجد الوقت لكي يمحقهم

و يريح الأرض منهم..

فأتوا من بعده ..كي يمحقونا!!.

3

دخلوا قانا..كأفواج ذئاب جائعة.

يشعلون النار في بيت المسيح.

و يدوسون على ثوب الحسين..

و على أرض الجنوب الغالية..

4

قصفوا الحنطة, و الزيتون, و التبغ,

و أصوات البلابل..

قصفوا قدموس في مركبه..

قصفوا البحر..و أسراب النوارس..

قصفوا حتى المشافي..و النساء المرضعات..

و تلاميذ المدارس.

قصفوا سحر الجنوبيات

و اغتالوا بساتين العيون العسلية!..

5

….و رأينا الدمع في جفن علي.

و سمعنا صوته و هو يصلي

تحت أمطار سماء دامية..

6

كل من يكتب عن تاريخ (قانا)

سيسميها على أوراقه:

(كربلاء الثانية)!!.

7

كشفت قانا الستائر..

و رأينا أميركا ترتدي معطف حاخام يهودي عتيق..

و تقود المجزرة..

تطلقُ النارَ على أطفالنا دون سبب..

و على زوجاتنا دون سبب.

و على أشجارنا دون سبب.

و على أفكارنا دون سبب.

فهل الدستور في سيدة العالم..

بالعبري مكتوب..لإذلال العرب؟؟

8

هل على كل رئيس حاكم في أمريكا؟

إن أراد الفوز في حلم الرئاسة..

قتلنا, نحن العرب؟

9

انتظرنا عربياً واحداً.

يسحبُ الخنجرَ من رقبتنا..

انتظرنا هاشميا واحداً..

انتظرنا قرُشياً واحداً..

دونكشوتاً واحداً..

قبضاياً واحداً لم يقطعوا شاربه…

انتظرنا خالداً..أو طارقاً..أو عنترة..

فأكلنا ثرثرة و شربنا ثرثرة..

أرسلوا فاكسا إلينا..استلمنا نصه

بعد تقديم التعازي و انتهاء المجزرة!!.

10

ما الذي تخشاه إسرائيل من صرخاتنا؟

ما الذي تخشاه من (فاكساتنا)؟

فجهاد الفاكس من أبسط أنواع الجهاد..

فهو نص واحد نكتبه

لجميع الشهداء الراحلين.

و جميع الشهداء القادمين!!.

11

ما الذي تخشاه إسرائيل من ابن المقفع؟

و جرير ..و الفرذدق؟

و من الخنساء تلقي شعرها عند باب المقبرة..

ما الذي تخشاه من حرق الإطارات..

و توقيع البيانات..و تحطيم لمتاجر..

و هي تدري أننا لم نكن يوما ملوك الحرب..

بل كنا ملوك الثرثرة…

12

ما الذي تخشاه من قرقعة الطبل..

و من شق الملاءات..و من لطم الخدود؟

ما الذي تخشاه من أخبار عاد و ثمود؟؟

13

نحن في غيبوبة قومية

ما استلمنا منذ أيام الفتوحات بريدا…

14

نحن شعب من عجين.

كلما تزداد إسرائيل إرهابا و قتلا..

نحن نزداد ارتخاء ..و برودا..

15

وطن يزداد ضيقاً.

لغةٌ قُطْريَةٌ تزدادُ قُبْحَاً.

وحدةٌ خضراءُ تزدادُ انفصالاً.

و حدودٌ كلما شاءَ الهوى تمحو حدودا!!

16

كيف إسرائيلُ لا تذبحنا ؟

كيف لا تلغي هشاما, و زياداً, و الرشيدا؟

و بنو تغلب مشغولون في نسوانهم..

و بنوا مازن مشغولون في غلمانهم..

و بنو هاشم يرمون السراويل على أقدامها..

و يبيحون شفاها ..و نهودا!!.

17

ما الذي تخشاه إسرائيل من بعض العرب

بعد ما صاروا يهودا؟؟

[ثروت سليم]

كنتُ الليلة في حالة نفسية سيئة لا تسمح لي بالكتابة بل كتبتُ بيتين عن قانا اليوم ..ولكن فؤاد ابو علي

حرَّك جمود دمعي في المآقي ودمي في العروق بهذه القصيدة لشاعر الحب والوطن الراحل : نزار قباني

شكراً لهذا النزف الذي اتمنى ان يمتد من الورق الى السيف العربي الذي مازال في اجازة مفتوحة

شكراً لك أخي الأستاذ : فؤاد مع تحيتي ...
ثروت سليم

[بنت الشهباء]

ما الذي تخشاه إسرائيل من بعض العرب
بعد ما صاروا يهودا؟؟

أجل والله ما الذي تخشاه إسرائيل من هؤلاء الخونة المنافقين المتخاذلين الجبناء


بعدما صاروا يهود !!!؟؟؟....


قصيدة رائعة أخي الكريم فؤاد

تحكي حالنا المؤسف اليوم

[مروان قدري عثمان مكانسي]

أيها السادة / السلام عليكم
ترددت قبل أن أكتب تعليقاً على قصيدة الشاعر القباني ـ يرحمه الله ويغفر له الشطط ـ ولكن حتى لا أكون شيطاناً أخرس قررت الكتابة وأوكلت أمري إلى الله .
قبل أن أقول أي شيء أحب أن أوضح رأيي في شاعر دمشق والعروبة الأستاذ نزار قباني ، فهو مما لا شك فيه شاعر فحل ذو موهبة شعرية لا تضاهى ولا تبارى ، مفرداته ثرة ، صوره ناطقة ، عروبته التي يعتز بها صادقة ، تراكيبه غنية .... ولكن ينقصه شيء واحد هو ( الثقافة الدينية ) لذلك أجد ـ وهذا رأيي المتواضع ـ أننا إذا أردنا أن ننقل شيئاً من شعره أن نبتعد عما يسيء لتعاليم ديننا :
فمثلاً : ماالذي جعل وجه سيدنا عيسى شاحباً وهو الذي جاء وصفه في الحديث : أن وجهه أحمر مفعم بالحمرة كأنه خرج من ديماس ( أي الحمَّام ) ؟
ثم هل يجوز الحديث عن بني هاشم وقريش ورسولنا صلى الله عليه وسلم هاشميٌّ قريشي ؟
قد يقول مدافع هو يقصد أناساً بعينهم ، أو يرمز لفئة معينة .. فأجيب : إذا كان في الرمز إساءة لأحد فالأجدر النأي عنه ، والله أعلم
وقد يقول متفلسف : مالمروان ترك الحديث عن قانا وخاض في شاعر قضى نحبه ، فأقول : لا وربي قانا وغزة وكل بقاع المسلمين في عروقنا وتجري في دمائنا .

[فؤاد بوعلي]

الأستاذ الفاضل ثروت سليم

شكرا لمرورك الكريم ... ولقد كان نزار دوما يعبر عن مآسينا التي نجترها من تاريخنا القديم والحديث ... ونظن أنه بالرغم من حالة الوهن التي نعيشها على كل الأصعدة فتباشير الفتح موجودة تعلن عن نفسها في رجال المقاومة الإسلامية في لبنان ....
تحية مقاومة

[فؤاد بوعلي]

عزيزتي بنت الشهباء
شكرا لمرورك الكريم ..ولا فض فوك ...
مودتي وتحياتي

[فؤاد بوعلي]

الأخ مروان

كنت أتمنى الوقوف عند القضية أكثر من هوامشها ... ولكنك فضلت البقاء في باب القصيدة دون ولوج كنوزها الشعرية التي تزخر بالدلالات والمعاني الشاعرية ... ولا أريد أن أدخل في نقاش حول إسلامية الشعر أو حول مصطلحات قباني في قصائده والتي جعلت بعض المتطرفين يرفضون الصلاة عليه في المسجد ... ولكن أريد أن أذكرك بأن الشعر ليس خطابا مباشرا بل هو خطاب رمزي يمكن استغلال كل الكلمات الدالة من خلال إيحاءاتها ....
مودتي وتحياتي

[مروان قدري عثمان مكانسي]

الأخ الفاضل فؤاد / حفظه الله ..
ارجع إلى كلماتي التي كتبتها تجدني أمتدح الشاعر أ بل وأفتخر بأني من البلدة ذاتها ، وإني أختصر القول فأقول : الشاعر القباني فيه كل مواصفات الشاعر المبدع والمتميز ، ولكن إذا جاءت مفردة في شعره خارجة عن تعاليم ديننا ، فهل نحن ملزمون بها ؟ ما أظن ذلك يا عزيزي .
ثم إني لم أفضل البقاء عند باب القصيدة ، بل سبرت أغوارها منذ فترة طويلة ، ولكني أحببت أن يخلو المربد مما لا أجده لائقاً ، والمسألة ليست دفاعاً أوهجوماً عن شخصية الشاعر ، ولو كنت ساعة الصلاة عليه في دمشق لكنت أول من نوى وكبر .
أرجو أن تكون الفكرة قد وصلت وشكرا لكم .