المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمّة صنعت لنا التاريخ تحت راية النبي الأميّ !!..



بنت الشهباء
30/07/2006, 09:53 AM
أمّة صنعت لنا التاريخ تحت راية النبي الأميّ !!...



عبد الرحمن بن عوف الصحابي الجليل يدخل ذات يوم على أمير المؤمنين في ليلة شديدة البرد فيجده يلبس قميصا على اللحم , وينتفض من شدة البرد القارس.....
أصابه العجب والدهشة من فاروق الأمة , وأستاذ الحكام , ورافع راية الشورى وحارسها !!!....
ما هذا يا أمير المؤمنين !!؟؟..
وإذ بفاروق الأمة يجيبه إجابة الوفاء العمري :
( يا عبد الرحمن تذكرّت الفقراء الذين يقاسون البرد فلم أجد ما أقدّم لهم إلاّ أن أشاركهم فيما يقاسون )...

إنه الوفاء , وأيّ وفاء هذا , وأين نجده, وعند من !!؟؟..
عند من يملكون الشقق الفخمة, والسيارات الفارهة, والبطون المليئة !!؟؟؟...
والله الذي لا إله إلا هو لم تقسُ القلوب وتموت الضمائر إلاّ حين شبعت البطون !!..
أبا حفص فاروق الأمة وأميرها اشتهت زوجه أم كلثوم بنت فاطمة بنت رسول الله- صلى الله عليه وسلّم - الحلوى , وهي في بيت الإمارة في بيت العدل , والوفاء لأمة الحقّ وأمة الإسلام ...
يقول لها عمر بن الخطاب أمير البلاد شرقها وغربها :
من أين لي ثمن الحلوى أشتريها !!؟؟..
تقول له زوجه : لقد ادخرّت ثمنها من قوت يومنا ..
لنسمع إلى أمير الأمة وهو يقول :
( فما زاد عن قوتنا فبيت مال المسلمين أولى بها , قومي إلى بيت مال المسلمين فرديها إليه ) !!!!!!!!!...

لنسأل أنفسنا :

أهؤلاء كانوا بشرا أم ملائكة !!؟؟...

إنهم كانوا ملوكا !!!...
أجل ملوكا ولكن ليس للدنيا, بل ملوكا للدار الآخرة
أيّ أمة هذه!! ؟؟..
وأيّ جيل هذا!! ؟؟..
أمّة صنعت التاريخ العظيم تحت راية محمد بن عبد الله ولم ينحرف خطها البياني عن طريقها السليم يوما لأنها علمت :
{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ}
[ آل عمران : آية 85 ]
أمّة نشرت العلم في مشارق الأرض ومغاربها ولم تنحرف عن المعرفة , والحق إلى سوء وشناعة الجهل ....
{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَآءَ ٱللَّيْلِ سَاجِداً وَقَآئِماً يَحْذَرُ ٱلآخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُو ٱلأَلْبَابِ}
[ الزمر آية : 9 ]

أمّة تسلمت القيادة الإنسانية , وأكرمها الله بخلافة الأرض ومن عليها , وأشعلت جذوة الحياة , ونور الهدى برسالة نبيها ..
{وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي ٱلأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ}
[ النور آية : 55 ]
أمّة لم تتجافى عن منابع القوة التي حملها الإسلام إليها لأنّها خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ...
{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ مِّنْهُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ ٱلْفَاسِقُونَ}
[ آل عمران آية : 110 ]
أمّة أكرمها الله , وجعلها خير الأمم جمعاء حين رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا , وبمحمد رسول الله نبيّا, فما استكانوا وما ضعفوا لمَ أصابهم في سبيل الله بل كان قولهم :
{وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِيۤ أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وٱنْصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ * فَآتَاهُمُ ٱللَّهُ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ ٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ}
[ آل عمران آية : 147-148 ]
أمّة استعلت على حطام الشهوات, والنزوات وأسلمت وجهها لله , و استجابت لله وللرسول إذا دعاها :
{يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱسْتَجِيبُواْ للَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}
[ الأنفال آية : 24 ]
أمة نشرت الخير وحاربت الشرّ , وصانت البلاد من فتن الأشرار, ودسائس المفسدين
حين استجابت لنداء الله العزيز الحكيم :
{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ}[ التوبة آية : 14 ]
أمّة وقفت أمام نبيها , وبايعته على السمع والطاعة ,وتحملّت الأذى والعذاب في سبيل الوفاء لأمة الإسلام, ونصرة هذا الدين ولو كره المجرمون ....
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ يَدُ ٱللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهِ ٱللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً}
[ الفتح آية : 10 ]
أمّة كان الوفاء والأمانة لله ورسوله سيماها حين أدركت بحقّ معنى الميثاق الحقيقي والفطرة السليمة التي ربطها الله بها :
{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِيۤ آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَىٰ شَهِدْنَآ أَن تَقُولُواْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ}
[ الأعراف آية : 172]
إنها الفطرة السليمة التي خلق الله الإنسان عليها لتكون أهلاً للوفاء بالعهد الذي هو أساس كرامة الإنسان في الدنيا , وسعادته في الآخرة ...
أمّة أوفت بعهدها مع الله فأوفى الله عهدها معها , ولنا في ذلك مثلاً حين نادى الله بني اسرائيل الذين لم يعرفوا معنى للعهد والوفاء على مدى تاريخهم
{يَابَنِي إِسْرَائِيلَ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ ٱلَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِيۤ أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَٱرْهَبُونِ}
[ البقرة آية : 40 ]
أمّة تنتمي أصولها إلى الإسلام, لا فرق بين أعجمي على عربي إلا بالتقوى :
{يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوۤاْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}
[ الحجرات آية : 13 ]
تلك هي أمّة معلمنا ونبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ..
أما آن لنا أن نعود إليها وننهج منهجها , ونسير على خطى سيرها عسى الله أن يرحمنا , ويعيد لنا عزتنا وكرامتنا !!؟؟...







بقلم : ابنة الشهباء