المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المآخذ على أبي تمام ...



أوجاع ذاكرة
25/07/2006, 10:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبو تمام شاعر عباسي مجدد أخذ عليه النقاد بعض المآخذ . فما تلك المآخذ ؟ ومَنْ مِنْ النقاد أخذها عليه ؟

أتمنى أن أجد ملخصاً لهذه المآخذ يغني عن تلخيصها من كتاب الموازنة وغيره .

دمتم للعلم والمتعلمين عوناً .
شاكراً لكم حسن تعاونكم مسبقاً .

طارق شفيق حقي
26/07/2006, 12:48 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أبو تمام شاعر عباسي مجدد أخذ عليه النقاد بعض المآخذ . فما تلك المآخذ ؟ ومَنْ مِنْ النقاد أخذها عليه ؟

أتمنى أن أجد ملخصاً لهذه المآخذ يغني عن تلخيصها من كتاب الموازنة وغيره .

دمتم للعلم والمتعلمين عوناً .
شاكراً لكم حسن تعاونكم مسبقاً .


سلام الله عليك

والله موضوعك ثر وجميل

قد ينفعنا في هذا الموضوع أكثرما ينفعنا

هو الدكتور أبو شامة المغربي

أبو شامة المغربي
26/07/2006, 04:09 PM
أتمنى أن أجد ملخصاً لهذه المآخذ يغني عن



تلخيصها من كتاب الموازنة وغيره.



(أوجاع ذاكرة)



***

أختي الكريمة

أرجو أن تجدي في ما نقلته إلى هذه الصفحة المربدية بعض ما كنت تترقبينه من تلخيص.



***

مآخذ الآمدي على شعر أبي تمام:

1- سرقات أبي تمام:

اهتم الآمدي بموضوع سرقات أبي تمام، حيث جعلها في مائة وعشرين موضعاً، ذاكراً مصدر السرقة وطريقتها وتحليل ذلك وإعطاء الآراء النقدية فيها، وكمثال على ذلك:

"وقال الطائي:

وركــبٌ كأطراف الاسنّةِ عرّسوا//

على مثلها والليلُ تسطو غياهبه

لأمرٍ عليـــــهم أن تتــــــمّ صدوره//

وليـــسَ عليــــهم أن تتـــمّ عواقبه

أخذ صدر البيت الاول من قول كثير:

وركبٌ كأطراف الأسنّة عرّجــــــوا//

قــــلائصَ في أصـــــــلابهنَّ نحــــولُ

.. وأخذ معنى البيت الثاني من قول الآخر:

غـلامُ وغىً تقحّمـــــــها فـــــــأبلى//

فخــــانَ بــــلاءهُ الزَّمـــــنَ الخـــؤونُ

فكان على الفتى الإقدامَ فيــــــــــها//

وليس عليه ما جنت المنــونُ

وذكر الآمدي بعد ذكره سرقات أبي تمام بأنه وجد (ابن أبي طاهر) قد خرّج سرقات أيضاً، فذكرها في (46) ستة وأربعين موضعاً معلقاً عليها قائلاً:((فأصاب في بعضها، وأخطأ في البعض، لأنه خلط الخاص من المعاني بالمشترك بين الناس مما لايكون مثله مسروقاً"، وهي من السرقات المعلّلة التي ذكر مصدرها، كما ناقش الآمدي بعضاً منها واعتبره غير مسروق.

وكمثال على ما ذكره ابن أبي طاهر في قول أبي تمام:

لئن ذمّت الأعداء سوء صبــاحـــها//

فليس يؤدي شكرها الذئب والنــــسر

بأنه مسروق من قول مسلم بن الوليد:

لو حاكـــمتك فـــطالبتك بذحـــلها//

شـــهدت عليــك ثعالبٌ ونســـــورُ

حيث ذكر الآمدي بأن وقوع الذئاب والنسور وما سواها من الحيوانات والطيور على القتلى إنما هو من قبيل المعنى المتداول المعروف، كما ذكر بأن بيت أبي تمام يحمل معنى غير معنى بيت مسلم.

2 ـ أخطاء أبي تمام في اللفظ والمعنى:

قدم الآمدي لهذا الموضوع بمقولة ما سمعه من أبي علي السجستاني بحق أبي تمام: "انه ليس له معنى انفرد به واخترعه الا ثلاثة معان".

وقد رد الآمدي على السجستاني قائلا: "ولست أرى الأمرعلى ما ذكره أبو علي، بل ارى ان له ـ على كثرة ما أخذه من أشعار الناس ومعانيهم ـ مخترعات كثيرة، وبدائع مشهورة، وأنا أذكرها عند ذكر محاسنه باذن الله".

ثم ذكر أخطاء أبي تمام في المعاني والألفاظ، وقد اعتمد في ذلك على ما في كتاب (الورقة) لمحمد بن داود بن الجراح، وكذلك على ما في كتاب (البديع) لابن المعتز، وكذلك ما ذكره ابو العباس أحمد بن عبيد الله القطربلي.

وكمثال على أخطاء أبي تمام نأخذ ما ذكره أبو العباس حين انكر قول أبي تمام:

رقيقُ حواشي الحلم لو أن حلـــمهُ//

بكفّيك ما ماريـْـت في أنه بردُ

وعلّق الآمدي على القول بأن خطأه ظاهر، لأنه لايمكن وصف الحلم بالرقة في المدح، وإنما يوصف بالعظم والرجحان والثقل والرزانة مستشهداً بأشعار النابغة والأخطل وأبي ذؤيب وعدي ابن الرقاع والفرزدق، ولكن الشعراء يصغون الحلم بالخفة في حالة الهجاء والذم، ولما كان أبو تمام في حالة مدح لمحمد بن الهيثم بن شبابه فلا يجوز له أن يصف حلمه بالرقة.

وقد أكثر الآمدي من الشروح لهذه الأخطاء وكان يذكر الاستشهادات الكثيرة من الشعراء في الجاهلية والإسلام إلى شعراء عصره ليسوقها دليلا على أغاليط أبي تمام.

وقد يذكر أخطاء النقاد، حيث ذكر "وأخطأ أبو العباس في إنكاره على أبي تمام أن شبّه عنق الفرس بالجذع، وتلك عادة العرب، وهي في أشعارها أكثر من أن تحصى).

وقد أورد الآمدي خمسة وأربعين خطأ من أخطاء أبي تمام في اللفظ والمعنى.

3 ـ الاستعارات البعيدة:

أورد الآمدي خمسة وعشرين شاهداً على قبيح استعارات أبي تمام، ولم يفصل القول إلا في أربعة منها، واعتبرها في غاية القباحة والهجانة والبعد عن الصواب، وكان الأجدر به أن يعطينا بعض الشواهد على الجيد من استعاراته، أما الاستعارة الملائمة التي وصلت إلينا من العرب فقا ل عنها: "وإنما استعارت العرب المعنى لما ليس (هو) له إذا كان يقاربه: أو يناسبه أو يشبهه في بعض أحواله، أو كان سببا من أسبابه، فتكون اللفظة المستعارة حينئذ لائقة بالشيء الذي استعيرت له، وملائمة لمعناه".

وفصل القول في شواهد للشعراء: امرئ القيس، زهير، طفيل الغنوي، عمروبن كلثوم، حسان، وأبي ذؤيب، واستعارات من القرآن الكريم، وذكر بأن استعاراتها هي الأقرب للحقيقة، لشدة ملاءمة معناها لمعنى ما استعيرت له.

فالاستعارة التي وردت في شعر أبي تمام قد تجاوزت حدودها - كما يراها الآمدي، ولذا قال (لأن للاستعارة حدا تصلح فيه، فإذا جاوزته فسدت وقبحت).

حيث ذكر ذلك الموضوع ضمن الجزء المرذول قائلا: (وانا اذكر في هذا الجزء الرذل من الفاضه، والساقط من معانيه،والقبيح من استعاراته والمستكره المتعقِّّد من نسجه ونظمه).

وقد سماها بالاستعارات القبيحة التي استعارها أبوتمام في معانيه وأخطأ المعنى المطلوب في (25) خمسة وعشرين شاهدا.

وذكر الآمدي مثالا على ردئ استعاراته وقبيحها قول أبي تمام:

مُقَصِّرٌ خُطُواتِ البثِّ في بَدَني//

علماً بأنِّيَ ماقَصَّرتُ في الطلبِ

فجعل ابوتمام للبَثِّ - وهو أشد الحزن - خطوات في بدنه وأنه قد قصرها لأنه لم يقصر في الطلب وأنه سهل أمر الحزن عليه، ولذلك فالآمدي اعتبر أن أبا تمام قد جعل لشدة الحزن خطى قصيرة في بدنه مما جعله سهلا خفيفا، وهذا ضدّ المعنى الذي أراده الطائي.

4 ـ التجنيس القبيح:

عرف الآمدي التجنيس: (المجانس من الألفاظ ... هو ما اشتق بعضه من بعض).

وأورد له أمثلة في الشعر القديم لامرئ القيس والقطامي وذي الرمة والعبسي ومسكين الدارمي وحيان بن ربيعة الطائي والنعمان بن بشير وجرير والفرزدق وقول للنبي محمد 9 وبيت لجندل بن الراعي.

والتجنيس موجود في أشعار الاوائل، (لكن انما ياتي منه في القصيدة البيت الواحد والبيتان، على حسب مايتفق للشاعر، ويحضر في خاطره، وفي الأكثر لايعتمده،وربما خلا ديوان الشاعر المكثر منه، فلا ترى له لفظة واحدة).

ولكن أبا تمام اعتمده وجعله غرضه الذي بنى عليه أكثر شعره، وهذه حالة غير مقبولة من الشاعر وتسيء الى معتمدها، وتمنى عليه الامدي الاقلال منه والاعتناء بالألفاظ المتجانسة المستعذبة اللائقة بالمعنى للتخلص من الهجنة والعيب والغثاثة والقباحة والبشاعة والركاكة.

ومع هذا فقد استشهد له بثلاثة شواهد متجانسة مستعذبة دون تفصيل، اذ قال: (فلوكان قَلَّل منه واقتصر على مثل قوله:

* ياربع لو ربعوا على ابن هموم*

وقوله:

*أرامةُ كنتِ تألفَ كُلِّ رِيمٍ*

وقوله:

*يا بعد غاية دمع العين إن بعدو*

وأشباه هذا من الألفاظ المتجانسة المستعذبة اللائقة بالمعنى - لكان قد أتى على الغرض، وتخلص من الهجنة والعيب).

ومن الأبيات التي تعد من ردئ التجنيس عند أبي تمام قوله:

ذهبتْ بمذهبهِ السماحةُ فالتوتْ//

فيه الظُّنونُ أمَذْهَبٌ أمْ مُذهَبُ

وكذلك:

فاسلم سلمت من الآفات ما سلمت//

سلامُ سلمى ومهما أورق السَّلم

فالآمدي لم يتوسع في دراسة التجنيس القبيح في شعر أبي تمام، رغم أنه قال فيه حكمة: (فكانت إساءته فيه أكثر من إحسانه، وصوابه أقل من خطئه)، وهذا الحكم النظري بحاجة إلى تفصيل وتعليل وتطبيق.

5ـ الطباق الردئ:

وقد أوجز فيه الآمدي ايضا، بعد تعريف المطابق وذكر أمثلته، حيث عرف الطباق: (مقابلة الحرف بضده، اوما يقارب الضد، وإنما قيل (مطابق) لمساواة احد القسمين صاحبه، وإن تضادا أو اختلفا في المعنى... قال الله عز وجل: (لتركبن طبقا عن طبق) أي: حالا بعد حال، ولم يرد تساويهما في تمثيل المعنى... ومنه طباق الخيل، يقال: طابق الفرس، اذا وقعت قوائم رجليه في موضع قوائم يديه في المشي او العدو... فهذه حقيقة الطباق، انما هو مقابلة الشيء بمثل الذي هو على قدره، فسموا المتضادين - اذا تقابلا - متطابقين).

فالطباق نحو (كذب) و(صدق)، و(بطيء) و(سريع)

وذكر الآمدي بأن البيت الآتي هو من جيد أبيات الطائي:

قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت//

ويبتلي الله بعض القوم بالنعم

ومن أمثلة الطائي من رديء الطباق مما ذكره الامدي دون تفصيل:

قد لان اكثر ما تريد وبعضه//

خشن، واني بالنجاح لواثق

وهذا البيت كشاهد من ثلاثة أبيات، ذكرها الآمدي دون تحليل، ولكنه تمنى على الطائي أن يتجنبها ليتهذب عظم شعره ويتساقط أكثر ماعيب عليه منه.

6ـ سوء النظم والوحشي من الألفاظ:

أورد الآمدي مصطلح (المعاظلة) وذكر بأنها ((مداخلة الكلام بعضه في بعض، وركوب بعضه لبعض)) كما اورد مصطلح (الحوشيّ) من الكلام وفسره بانه: (هو <اللفظ الغريب> الذي لا يتكرر في كلام العرب كثيرا، فإذا ورد ورد مستهجنا)، كما لا يجوز أن يمدح الشاعر السوقة بما يمدح به الملوك.

وكمثال على المعاظلة أورد قول الطائي:

خان الصفاء أخ خان الزمان أخا//

عنه فلم ينحون جسمه الكمد

وأما مثال الحوشي الذي كان الطائي يتتبعه ويتطلبه ويتعمد ادخاله في شعره:

أهليس أليس لجاء إلى ههم//

تغرق العيس في آذيها ألليسا

والهلاس هو شدة الهزال، والأليس شدة الشجاعة، فهو يريد هناك أن ممدوحه لا يكاد يبرح موضعه في الحرب حتى ينتصر أو يهلك. فقد جمع لنا هاتين الكلمتين: أهليس وأليس؛ وهما لفظتان مستكرهتان إذا إجتمعا، ولم يتبين المعنى الا حينما قال في آخر البيت: (ألليسا) ويريد بها جمع أليس.

7ـ اضطراب الأوزان والزحاف

أورد الآمدي حالات اضطراب الوزن في شعر أبي تمام وأشار إلى الزحافات الواردة، وقام بتقطيع الأبيات تقطيعاً عروضياً، وذكر بأن: ((هذه الزحافات جائزة في الشعر غير منكرة إذا قلت، فأما إذا جاءت في بيت واحد في أكثر أجزائه فأن هذا في غاية القبح، ويكون بالكلام المنثور أشبه منه بالشعر الموزون)).

ومن الأبيات التي استشهد بها هذا الناقد من شعر أبي تمام سبعة شواهد تابعها تقطيعاً وكتابة عروضية وتغييراً في التفعيلات

وكمثال على ذلك، ذكر لنا بيتاً من المنسرح:

ولم يغير وجهي عن الصبغة الـ//

أولى بمسفوع اللون ملتمعة

وقال عنه الآمدي: ((وتقطيعه: ولم يغي* ير وجهيع* نصصبتغل* أولى بمس* فوعللون* ملتمعه

مفاعلن*مفعولات*مستفعلن*مستفعلن*مفعولات*مفتعلن

فحذف السين من مستفعلن الأولى فصارت مفاعلن، وحذف الفاء من مستفعلن الأخيرة فصارت مفتعلن.

ومثل هذه الأبيات في شعره كثير إذا تتبعته، ولا تكاد ترى في أشعار الفصحاء والمطبوعين على الشعر من هذا الجنس شيئاً)).

المصدر:

http://www.ahlulbaitonline.com/karbala/html/jurnal/1/movazena.htm#_Toc33684937 (http://www.ahlulbaitonline.com/karbala/html/jurnal/1/movazena.htm#_Toc33684937)

*****

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أوجاع ذاكرة
04/08/2006, 11:53 PM
أخي طارق ...
شكراً لمرورك العذب الفرات الذي أسال هذه الصفحة على يدي من جاء بعدك ومرورك كان له قبول حسن ...

أوجاع ذاكرة
04/08/2006, 11:58 PM
أخي الدكتور أبو شامة المغربي ...
كلمة الشكر قد لا تفيك حقك، فلك مني الدعاء بظهر الغيب بأن يجعل الله التوفيق حليفك، وأن يحسن إلينا وإليك، وأن يجزل لك العطاء. فخدمتك هنا إنما هي خدمة للعلم والمتعلمين، فبورك فيك وفي علمك، وكان الله في عونك ما دمت في عوننا ...
تقبل مني كل عبارات الشكر والمودة ...

احمد خميس
09/11/2007, 06:33 AM
http://img65.imageshack.us/img65/8579/19qi2.gif