المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النص الكامل لديوان «ألوان من الحب» لبدر بدير



د. حسين علي محمد
17/07/2006, 10:42 AM
النص الكامل لديوان «ألوان من الحب» لبدر بدير
------------------------------------------------------
الإهداء

* إلى مصدر الحب الكلى .....إلى الله
عساه يرحمنى
* إلى المبعوث برسالة الحب.. إلى
العالمين عساه يشفع فى ......
* إلى كل قلب يفيض بالحب على
من حوله وما حولى
* إلى شريكتى ورفيقة دربى أم وليد
* إلى أبنائى و أصدقائى و أهلى
و قرائى
أهدى هذه الباقة الملونة المعطرة من
الحب

بدر بدير

د. حسين علي محمد
17/07/2006, 10:42 AM
حُبٌّ في الستين

شعر: بدر بدير

*********

طال عمْري فجـاوزَ الستينا

كلُّ يومٍ قد عشتُ فيه سنيــنا

لو تقاس الأيام بالحب كانت

سنــواتى تقاربُ المليـــونا

قد حفظتُ الوداد خيطاً رفيعاً

مع قومى فصار حبلاً متينــا

وزرعــتُ الحنان حول قلوبٍ

قاسياتٍ فأزهرتْ نـسرينا

ليس عندى سوى المحبة نهراً

فى عروقى جرى هوىً وحنينا

****

آه لو كنتُ قد أعرتُ فؤادى

شمسَ يوليو لما أصابتْ جبينا

و لـو أنى أعرته البدر ما غاب

ضياء لـه عن الساهـرينا

و لو أنى منحت بعض شعوري

للألداء أصبحوا عاشقيـنا


ولو أن القفار ضمت بذوراً

من وفائي لأنبتت ياسميــنا

********

آه لو كان فى يدي فضل مال

ما طوى الموت جائعاً مسكينا

ليس عندى شئ أقدم منه

لضحايا الحياة حيناً فحيـنا

غير حبى أودعته قلب شعرى

فصفا نبعه وجاء رصيــنا

علَّ جرساً منغماً عل معنىً

منه أشفى به فؤاداً حزيـنا

*****

آه من لوعتى للوعة غيرى

و أنيـنى لمـن يئنُّ أنيـــنا

لغلامٍ يسعى على الأرض زحفاً

فاقد العقل عاجزاً أن يبيــنا

يغمض الناس أعيناً عنه خوفاً

أن ترق النفوس أو أن تلينا

لفتاةٍ هيفاءَ كالغصن ضلتْ

فى طريق الهوى ضلالاً مبينا

باعت النفس والنفيس رخيصاً

فذوى غصنها وزاغت عيونا

******

آه من لوعتى للوعة قومى

حين ذاقـوا الهوان بفلسطيـنا

لرجالٍ من يعْربٍ مزقوها

وارتضوا ذلـها من الغاصبيـنا

لشهيدٍ يقبل الأرض عزاً

أسلم الروح والدماء سخينا

آه من ذلتى لذلة قومى

يوم أحنوا هاماتهم صاغرينا

ذبت عاراً لهم وقبلُ فخاراً

يوم كانـوا أعزةً فاتحيــنا

*******

تهت فى أدرب المشاعر عمْراً

طال حتى تجـاوز الستيـنا

ضاق قلبي ببعض همي ولكن

وسع اللهَ والمدى و السنينا

عشتُ بالحبّ للحب حتى

همتُ بالناس بالورى أجمعينا

لو تقاس الأيام بالحب كانت

سنواتى تقارب المليـونا

:o

ثروت سليم
17/07/2006, 12:01 PM
طال عمْري فجـاوزَ الستينا

كلُّ يومٍ قد عشتُ فيه سنيــنا

لو تقاس الأيام بالحب كانت

سنــواتى تقاربُ المليـــونا

قد حفظتُ الوداد خيطاً رفيعاً

مع قومى فصار حبلاً متينــا

وزرعــتُ الحنان حول قلوبٍ

قاسياتٍ فأزهرتْ نـسرينا

بدر بدير

************

الله على هذا الجمال والدلال ... ليس للشاعرِِ عمراً فقلوب الشعراء

لاتعرف الكِبَرْ ولا يمرُ عليها قانونُ الشيخوخةِ وسِنُ اليأسِ إن الشاعرَ

فنانٌ يرسم للحياةِ والحبِ بريشةٍ من حنينٍ يَغْرِسُهَا في محبرةِ قلبهِ

أبدعتَ أيها الشاعرُ( الشاعر بآلامِ قلبي ) ,,,,

وأحسنت الأختيار يا دكتور حسين وأهلا بعودتك لبيتك الجميل المربد

مع تحيتي ,,,

ثروت سليم

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:06 AM
طال عمْري فجـاوزَ الستينا


كلُّ يومٍ قد عشتُ فيه سنيــنا
لو تقاس الأيام بالحب كانت
سنــواتى تقاربُ المليـــونا
قد حفظتُ الوداد خيطاً رفيعاً
مع قومى فصار حبلاً متينــا
وزرعــتُ الحنان حول قلوبٍ
قاسياتٍ فأزهرتْ نـسرينا
بدر بدير
************
الله على هذا الجمال والدلال ... ليس للشاعرِِ عمر فقلوب الشعراء
لاتعرف الكِبَرْ ولا يمرُ عليها قانونُ الشيخوخةِ وسِنُ اليأسِ إن الشاعرَ
فنانٌ يرسم للحياةِ والحبِ بريشةٍ من حنينٍ يَغْرِسُهَا في محبرةِ قلبهِ
أبدعتَ أيها الشاعرُ( الشاعر بآلامِ قلبي ) ,,,,
وأحسنت الأختيار يا دكتور حسين وأهلا بعودتك لبيتك الجميل المربد
مع تحيتي ,,,


ثروت سليم
شكراً للأديب الأستاذ ثروت سليم، مع موداتي.

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:10 AM
نوع من الحب



شعر: بدر بدير

..............



يا حبيبى يا أيـها الأنسانُ

أينما كنت واحتواك المكانُ

يا حبيبى يا أيـها الأنسانُ

حين يقسو عليك هذا الزمانُ

حيثما كنت عارياً يتلوى

البردُ فيك وترعش الأجفانُ

حيثما كنت حافياً تتشكى

قدماك الأسى ويعيا اللسانُ

حيثما كنت جائعاً تتشهى

كسرتين وتحلـم الأسنـانُ

أو عليلاً لم تُبْقِ منه الليالى

غير رسمٍ ناءت به السيقانُ

أو ذليلاً مابين قومٍ طغاةٍ

كلهم ظـالمٌ لئيـمٌ جبـانُ

أو غريباً قد أبعدته الأمانى

نسيته الأحبابُ و الخـلانُ

أو شريداً قد طاردتْه وحوشٌ

فاغـراتٌ وكشرتْ غيـلانُ

أو يتيماً ولم تزل بعدُ طفلاً

فى بحـارٍ مـا حـدها شطآنُ

أو نقى الضمـير بين أفـاعٍ

ملأتْها السمـومُ والأدرانُ

أو شهيداً أهدى الحياة لشعبٍ

داسه حـاكمٌ عـمٍ خوانُ

أو قتيـلاً بغير ذنبٍ جنـاه

فبكتْه القبـور و الأكفـانُ

لـهْف نفسى ولهف عينى وقلبى

كلـما لاث رأسك الشيطانُ

فتحولْتَ صرتَ وحشاً كريهاً

ينفر الحق مـنه و الأديـانُ

وفقدت الحياء و الطهر حتى

مات فى قلب قلبك الإنسانُ

ما سمعـنا بأنَّ ذئباً تمـادى

فى قتـالٍ فمـاتتِ الذؤبانُ

ما سمعنا بأنَّ جرذاً سميناً

قتلتْهُ من حقـدها الجـرذانُ

ما سمعنا بأنَّ فى البحر حوتاً

أكلتْه من جنسـها الحيـتانُ

ما سمـعنا بمثلـها فلماذا

ضجّ من بطشك الزمانُ المكانُ ؟

ضاقت الأرض بانفلاتك فيها

واستجارت من عنفك الأكوانُ

**********

أنت نفحة الله للحياة فلِمْ غيرت

من خلـقه فشـاه الكـيانُ ؟

لهف نفسى عليك حين تردّى

فيـك حبٌّ ورقّـةٌ وحـنانُ

حين ضاع الطريق منك وضلّتْ

خـطواتٌ تقـودها الأضغانُ

فتداعت حـضارةٌ أنت فيـها

منشئ الصرح مبـدعٌ فـنّانُ

كلُّ نـورٍ أشعلتْه مـدلهمٌّ

كل نبعٍ فجـرتْه ظـمآنُ

كل صرحٍ شيدتْه لخـرابٍ

إن بكتْ طفلةٌ وضاع أمانُ

كل روضٍ نسّقتْه لجفـافٍ

إن ذوى الحبُّ واختفى الإيمانُ

كلُّ شئ يا أيـها الإنسانُ

يا حبيـبى مـهما نأت أوطـانُ

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:11 AM
هل كان الجسد ؟؟



شعر: بدر بدير

ــــــــــــ



ما بيننا بالأمس هل كان الجسدْ ؟

أم كان بركاناً طغى ثم خمدْ ؟

ألقى شـواظَ الرغبةِ الهوجاءَ فى

مـخدعنا عمراً مديداً وهمدْ

واحـسرتا فلم يعـد نهر الحنا

ن دافـقاً فى جنّتيْنا لم يعــدْ

ولم نعـد نرشـفُ من ميـاهه

كطـائريْن مغـرميْن بالزبــد

ولم نعـد نـخطُر فى شـطآنه

وفـوق موجه اللعـوب نبتـردْ

حبيـبتى ولم أزل أقـولهـا

ففى لظاها شبّ قلبى واتّقد

*****

حبيــبتى وعـندما أقـولها

فى عُرْض نهـر حبّنا ينهار سدْ

وتجرف الأمـواهُ فى طريقـها

كلَّ الذى بالأمس قد كان ركدْ

وتصهل الدمـاء فى عـروقنا

ويركض النبض الذى كان اتأدْ

*****

حبيـبتى وسوف نحيا كعبيـر

الزهر بالزهر توارى واتحــدْ

وإن مضى غـول الزمـان فوقنا

وعض منا القلب عمداً و الكبد

وفـاتنا عـودين جفّا و فـؤاد

ين استعـدا للرحيـل واستعدْ

فسوف يرقى حبنا نحو السمـا

ءِ نـجـمتينِ تـخفـقانِ للأبد

فلم يكـن مابيننا أمس ولا ال

يوم ولا غـداً تراباً أو جســد ْ

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:12 AM
يا نور عينى



شعر: بدر بديـــر

ــــــــــــــ



يا نور عينى يا سحر / و يا عبيراً للزهر

يا بسمةَ الصبح ويا / ضوءاً رقيقاً للقمر

ويا ملاكاً طاهراً / جاء على رسم البشر

يا نعمة الله لقلب / طـالما كـان انتظر

لما بدا نورك فى / سمائنا السعد ظهر

فلتسعدي وطفلك / الغالي الحبيب المنتظر

ولتسلمي والزوج / والأطفال لي من كل شرْ



22/5/1994

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:12 AM
رسالة حب



شعر: بدر بدير

ـــــــــــــ



حث الحجيج إلى أرض الهداياتِ

خطاهمو وأنا أبكى على ذاتى

فى لجةِ النور و الأفراح قد سبحتْ

قلوبُهم وانتشت عبر الفيوضاتِ

ويطفئون ببرد الوصل غلّتهم

وأستزيـد على بعدٍ صبـاباتى

يزغرد الدمع فى أعيانهم طرباً

عند اللقاء وتكوى الوجه دمعاتى

فى حضرة الحبّ والمحبوب قد نعموا

قرباً وتشقى على البعد ابتساماتى

غبطتُهم و دعوت الله يقبلهم

و الروح من حولهم رغم المسافاتِ

****

يا زائرى الحرم المعمورِ إن لكم

فى موطن البوح والنجوى كراماتِ

إذا صعدتم إلى أم القرى زمراً

و طفتمو حول بيت الله مرّاتِ

وكان سعيكمو ذكراً وموعظةً

و كنتمو فى خضم النور هالاتِ

وسال فى حجر إسماعيل نوركمو

جداولاً من ركيعاتٍ و سجداتِ

و قد تجلى عليكم ربكم كرماً

محواً لما كان قبلاً من خطيئاتِ

فلتذكروا مهجةً حرى مولّهةً

فى الصدر منى وفى الأعماق من ذاتى

*****

يا قابلَ التوبِ يا غفارُ خذْ بيدى

كى لا يضلَّ ظلامُ الدرب خطواتى

هذى ذنوبٌى على الخدين تلطمنى

فمن يخلصنى من ذل لطماتى

وذاك قبحي فى المرآة ألحظهُ

يا ذلَّ نفسى إن لم تصفُ مــرآتى

من لى بنظرة إشفاقٍ تهدهدنى

و تجبر الكسر من آثار زلاتى

يجودُ ربى على نفسى بها كرماً

فتفلتُ النفسُ من تيهِ المفازاتِ

وترعوى وتعى أنَّ السعادةَ فى

رضى الإله و ليست فى الملذاتِ

*****

يا زائري الروضة الغراء إن سبقتْ

دموعـكم عنـد إلقاء التحياتِ

وضمكم طيف من أهوى إلى كنفٍ

مباركِ الستر عـطرىّ النسمـاتِ

وأسكرتكم كؤوس الوصل وانفتحتْ

أمـامـكم كـلُّ أبـواب الهداياتِ

و رفرفتْ فى رياض الحب أجنحةٌ

و فى ذرا العشق لا لا ضوء نجماتِ

فقبلوا طاهر الأعتاب و اقتبسوا

مـدامعى و حنينى و استغاثاتى

عسى حبيبى و نور العين يمنحنى

شفـاعةً تتغـاضى عن إسـاءاتى

فأبلغ الأمن من ربى فيقبلنى

فى جنةٍ عرضها عرض السماواتِ

7 من ذى الحجة 1414هـ



18 /5/1994 م

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:13 AM
لا تتأخر


شعر: بدر بدير

ــــــــــــ


"لا تتأخر"

فى كل صباح ترجونى " لا تتأخر "

يا ساحرتى

هل يملكُ موجٌ فى بحرٍ يزخرْ

أن يتأخرْ ؟؟

أو يتوانى يوماً عن حضن الشطآنْ ؟؟

أو يملك جفنٌ أن يتأخر فى الإطباق من العينِين

على الإنسانْ

أو تملك هذى الكرةُ الأرضية

أن تتأخر فى الدورانْ ؟؟

أو يملك قلب العاشق

أن يرتاح من الخفقانْ ؟؟

أو يملك نسرٌ أن يمتنع عن الطيرانْ ؟؟

يا شاطئ موجى

يا إنسان العين

ويا سر الجذب لأرضى

يا نبضَ القلب العاشق

لن أتأخرْ

******

إنْ كنتِ تأخرتِ كثيراً عنى

قبل اللقيا الأولى

وأنا

كربيعٍ لم تبسم فيه الأزهارْ

كهشيمٍ شبّتْ فيه ألسنة النارْ

كمساءٍ طالَ سنيناً يحلمُ بنهارْ

كالنهر إذا ركد الريحُ

ولم يمرح فيه التيارْ

وأتيتِ

فكنتِ ربيعى

زهرى

صبْحى

نهرى المرحَ الدافقَ ...

عمرى ...

نغمى ... عودى

والأوتارْ

ولذا لن أتاخرْ

****

المستقبل يزخرْ

بصنوفٍ من عسل النحل

وأوقاتٍ كالزهر

وكالخمر الطاهر شهدِ سكرْ

سنحلق فى أجواء السحر معا

سنحقق آمالا مازالت فى قلبينا تكبر

وسنبنى عشاً فى أغصان الدوحة

نمرح فيه أصيلاً

وأطير قريباً منه ... بعيداً عنه

ولكنى عند العودة لن أتأخرْ

*****

حتى إن حان الحينُ

وآن البيْنُ

وحُملتْ هذى الروح الوالهة إلى وادٍ أخضرْ

وردتْ فيه أنهاراً من عسلٍ

صفّتْه يد القدرةْ

ورأت أنهاراً من لبنٍ لم يتغيرْ طعمه

ورأت أنهاراً جاريةً من خمرٍ طاهرةٍ اللذةْ

ورأت شطآناً تتزين بالزهر

ومن كل الألوانْ

ورأت ما لا رأتْ الأعين

وشدا فى موكبها طيرٌ أنغاماً

لم تسمعْ من قبل

ولا خطرت فى قلب بشرْ

ورأت أفقاً يرتسم أمام العين

حُسْناً وجمالاً ليس يقاربه منظرْ

والحور العين ( النظرة فى أعينها تُسكرْ )

فستسجدُ روحى من حول العرش

وترجو الله الوهابَ الحنّانَ المنان الأكبرْ

أن يأتيها بكِ

أو يحملها لمقامٍ أعلى

أنتِ به

حتى لا تخلف وعداً

فى الدنيا كانت قطعتْه

بأن لا تتأخرْ

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:14 AM
من الشعر الضاحك:

.........................



سيارة صديق



شعر: بدر بدير

ــــــــــــــ



تبتُ أقلعتُ عن ركوب المهالكْ

يا أمين وإن أكنْ فى جواركْ

مـركبٌ صوتها زفيـرٌ شخيـرٌ

حشرجاتٌ فى صدرها المتهالكْ

أنّ من زحفها الطريق وتاهتْ

خطـواتٌ لـها هنـا وهنالكْ

وكـأن البنزين فى التنك خمرٌ

دوختْها على شعابِ المسـالكْ

فى يمين الطريق طوراً وطوراً

فى شـمالٍ وتـارةً بين ذلكْ

إن تقـدهـا لبيت عـمٍ تجدْها

بعد لأىٍ قد أوصلتْك لخالكْ

إن تردْ دفـع بابـها تتـأبّى

ومـع العنف لا ترق لـحالكْ

تتهـادى بالليل هـراً مريـضاً

أحول العين فى الظـلام الحالكْ

كالعجـوز الشمطاءَ تبغى شريكاً

ثم تأبى قبل الفـراش المشـاركْ

قلتُ لما تحـدرتْ نحـو جـرفٍ

نجِّ يا ربِّ مـن خفى المـهـالكْ

صحـتُ لـما تـوقفت ونزلنا

نبدأ الجرَّ يالهـمى و يالكْ

حملتنا نصـف الطريـق ونصفاً

قد دفعنا وما لنا من مشاركْ

آه مـن وطـأة اللهـاث وماءٍ

و غبـارٍ كما غبار المعـاركْ

يا أمينُ " اختشى" وقم فاشرِ أخرى

أو ترجل أو عـدْ لظهر حماركْ

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:15 AM
وداع من أجل اللقاء

شعر: بدر بدير
ـــــــــــــ

مرّتْ شفتاي برفقٍ
فوق وريْقاتِ الوردةْ
فاهتزتْ ندّتْ عنها الآهْ
وهصرْتُ العودَ الأملودَ المشدودَ إلىَّ
فمال علىَّ وتمتم
: يا اللهْ
احفظْ لى هذا البستانىّ
أعدْهُ إلىّ
فإنّى أودعتك إياه
سبحتكَ
وحدتكَ
أشهدُ ألا معبود بحق إلا الله
فهمستُ وقد فاح العطرُ
وخدّر لى قلبى
ملأ الرئتين المفعمتين
بإحساس أُدرك معناه ومغزاه
نوّر عقلى
نطق لسانى " ومحمدُ المحبوب رسول الله "
وخرجتُ
مشيتُ
و صلتُ
عملتُ..... تعبتُ
جنيتُ ثمار الكدِّ
وفى الوقت المعلومِ
رجعتُ إلى حقلى
ظلى الوارفِ
نهرى الرائق
ما أروع فيه الأمواه
عدتُ إلى حقلى المخصبِ
بستانى المزهرِ
ما أروع بستانى
ما أحلاه

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:15 AM
دموعٌ على أعتاب الروضة

شعر: بدر بدير
ـــــــــــــ

لا يحسن الشدو من فى عقله بَكَمُ
وليس يطربُ لحنٌ من به صَمَمُ
وليس شِعْراً وإن زانتْه قافيةٌ
مـا لم يرتّله فى مـدح النبي فمُ
واليوم تاه على أقرانه طرباً
و فرحةً وازدهى فى كفّىَ القلمُ
ألم يصرْ سيدَ الأقلامِ حين غدا
يخطُّ شعراً كثغر الزهر يبتسمُ ؟
فى مدحِ مَنْ مَدْحُهُ مدْحٌ لمادحِهِ
ومن به تشرف الأخلاق والقيمُ
محمدٌ سيدُ الرسل التى بعثتْ
ومن به أُنقذتْ من تيهها الأممُ
به تغنّتْ على الأغصان صادحةً
ورقّ الحمائمُ والأنسامُ والنسمُ
وطاف قلبى على الأركان يلثمها
وسال دمعى على الأعتاب ينسجمُ
وطارت الروحُ عبر الأفق سابحةً
فى روضة المصطفى بالنور تلتحمُ
وتغزل الحبّ أثواباً وتنسجُهُ
و تسكب العشقَ أكواباً و تلتهمُ
يا سيدى وحبيبى أنت ملتجئى
من كل نازلةٍ تعدو و تقتحمُ
يا سيدى وحبيبى أنت ملتجئى
من كل ما يوجب التأنيب أو يصمُ
فأنت تشفع لى إن حجتى بطلتْ
فليس حبى و لا الإيمان يُتهمُ
يا سيدى وحبيبى كل جارحةٍ
وكل خـفقةِ قلبٍ فىّ ترتســمُ
حدائقاً وزهوراً ليس تلحقها
يد الذبـول ولا ينتابهـا العـدمُ
وكيف يذبل زهرٌ منك مقتبسٌ
وكيف ينضب نهْرٌ منك منقسمُ
وكيف يخبو ضياءٌ أنت مصدرهُ
وكيف يخمد حبٌّ فيك محتدمُ
بك الحياةُ ترقّتْ فى مدارجها
وشعشع النور وانجابتْ به الظلمُ
وهدهد العدل آلاماً مبرحةً
أضحت جراحاتها بالحب تلتئمُ
فصار لون بلالٍ تاج عزتهِ
و ضعفهُ قوةً بالحق تعتصمُ
وعزَّ مِنْ ذله عمارُ معتمراً
وذل من عزه ابن السؤددِ الحكمُ
وأنجب العدل نصراً ساطعاً وغدا
جيش الظلامة و الإظلام ينهزمُ
وعمّ دنيا الورى عدلٌ ومرحمةٌ
للناس فى العسر من إسلامهم رحمُ
وساد بالعدل دنيانا ونظمها
من لم يكونوا لصحراواتهم حكموا
وذلك أنَّ رسول الله قوَّمهم
فقُوَّموا وعلى درب الهدى انتظموا
شادوا على العدل و الإيمان ملكهم
فما بغوا مرةً فيه ولا ظلموا
واستنبتوا العلم أشجاراً مظللةً
وسخروا لعمَار الأرض ما علموا
قادوا الورى فى طريق الله فانتصروا
وما بغوا مرةً فيه ولا انقسموا
*****
وجاء من بعدهم خلف ٌتميل بهم
أهواؤهم ويميد الحُكم والحكمُ
ألقوا بأرواحهم فى حضن قاتلهم
كالذئب من رعبها تهوى له النغمُ
ضاعوا فلم يبقَ من أمجادهم أثرٌ
إلا سجل من الأوراق مزدحمُ
توقفوا وبقايا الخلق ساعيةٌ
وأحجموا وجميع الناس تقتحمُ
*****
هل نفحةٌ يا رسول الله تنقذهم
من ظلمة البحر والأمواجُ تلتطمُ
يا سيدى نحنُ صرنا كالطعام وقد
تحلقتْ حولهُ و اسْتُنفرتْ أممُ
يا سيدى جاء بوْحى باكياً فمتى
تنـزاحُ عن خاطرى الأحزانُ و الندمُ
جُدْ لى بنظرة عطْفٍ تنجلى غممى
لا يلتقى العطفُ فى ناديك و الغممُ
وانظرْ لقومى عسى ربى يخلصهم
من وهدةٍ طال فيها النومُ و الحُلُمُ
واشفعْ لضعفى فليس العدل ينقذنى
و إنّما الرفقُ بى و الصفحُ و الكرمُ

30/10/ 1994م

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:16 AM
خذنى معك



للشاعر / محمد سليم الدسوقى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ألقاها فى حفل تكريم صاحب الديوان بمناسبة عيد ميلاده الستين...



سأخاصم القلمَ الذى خطَّ القصيدةَ بالدموع

وودعكْ

وأبث كلَّ دفاتر الميلادِ من قلبى

مداداً دافئاً يرجو الوثيقةَ

علَّها تبقى عليك

ولو نهاراً بيننا

أو بعض يومٍ

نستفىء .... ونستضىءُ

ونستهلُّ لألف ليلٍ مطلعكْ

*****

ستون ...... لا

خمسون ...... لا

لو أننى دكتور حبٍّ

نصف هذا العد أضفيه عليك

ونصفه الثانى

يوشوش من جديد

أمنيات الحب

أبدؤها معكْ

وتعيرنى قطر الندى

قنديل حبٍّ

غارقاً فى النور

عين تميمتى الزرقاء

روح الند و الحناء

تحرس من عيون الناس

تحمى من عيونى طالعكْ

****

بنت الأميرة يا أميرُ

تعوذتْ بالشعر

قالتْ : لن يجفّ البحر

لن تلد المجرة آخر العنقود

لن ......

ومضتْ تربتْ قطها

وترد خصلة شعرها

وتهدهد الليل الذى ضم " العروسة و الجمل "

كبرت عروس الأمس واختلجتْ

تردد يا أميرُ على الزمان روائعكْ

خذنى معكْ

*****

ما أروع البدر الذى بسط الضياء مهفهفاً

حلواً ... شفيفاً للدُنا

يصبو إليك و أروعكْ

خذنى معكْ

****

أنا لا أطيق هناك

أن يثب الصباح إلى سناك

يدف أحضان المحبة .... يرتجيك

يزف حلو الشهد

و العبق الشهى .... ويستدير

فلا يقارب موقعكْ

خذنى معكْ

****

فلمن أصيخ السمع

أهفو للنشيد العذب

تنشده

فينفتح الفؤاد لأسمعكْ

خذنى معكْ

****

سيحوم الورد الذى

نبهته فى مهده

وتدور نرجسةٌ

و تهفو نحلةٌ

عرس الربيع يروقها

و شذا يعانق موضعكْ

خذنى معكْ

****

كنا نصافح بسمةً

تتلوا ترانيم الصباح

فنغتدى

والحبّ ملء الكون

و الدنيا تحاكى حبنا عند الرواح

فقدْ ثملنا كلنا

خذنى معكْ



1/12/1994

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:17 AM
ما أروعك!

شعر: بدر بدير
ـــــــــــــــــــــــ

وكانت هذه القصيدة رداً على تحية الأستاذ الزميل
محمد سليم الدسوقي

يا صاحبى ما أروعكْ
لما وقفت إلى الجموع
مغرداً بالحب ألحاناً
رسمتَ بها أزاهير الوفاء
ملكتَ فى قلب الأحبة موضعكْ
لما هتفت لمن يحث خطاه
أنْ خذنى معكْ
لما وقفت على طريق الحب
عوداً من رياحين الرُّبا
ويضوعُ مسكُكَ فى الحضورِ
فقمتُ من فورى
وجهزتُ الفؤادَ لأزرعكْ
لما تمايلتِ الرؤوس مع النشيد
وجنّ كفى
وانتشى الجمع السعيد
ليستعيد اللحنَ و النغم الجديد
فقاطعكْ
ما أروعكْ
****
سبحان من أوحى إلى القلم الحصيف
برقة النغم اللطيف
فرقق الإيقاع ... غنى
ثم رقّص أصبعكْ
أقنعتنى ... أطربتنى
أوقعتنى فى سحر شدوك
بينما قد كنت أحسب أن شدوى أوقعكْ
****
غرد كثيراً أيُّها الشادى
فإنّى أرهف الأذن المتيمةَ
الخبيرةَ باللحون لأسمعكْ
غرد إذا شط المزار
لكى يجمعنى إليك الشدو
بعد شتات نفسى فى الدروب التائهات
ويجمعكْ
****
يا صاحبى
أنا فى طريق الحبّ أسعى
عاشقاً للناس كلّ الناس
أستبقُ الخطى كى أتبعكْ
و الدرب منطفئٌ
وقلبك يرسل الأنوار للسارين
فى عطفٍ ألا ما أنصعكْ
****
أنت اللصيق
بحبة القلب ... الصديق
أنت الرفيق ... على الطريق
منذ انبثاق النور فى فجر الشروق
وتقول لى عند الضحى " خذنى معكْ "
من ذا الذى قد ودعك ؟؟
قد خاب من يوماً بحمقٍ ضيعكْ
يا صاحبى ... ما أروعكْ

24/12/1994

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:18 AM
أنت الشعر

مهداة من الصديق الشاعر الدكتور / حسين على محمد
إلى صاحب الديوان بمناسبة إحالته إلى المعاش

قد آن للشاعر المشتاق تغريدُ
وحان للنغم المقموع ترديدُ
وافرحتاه لنسرٍ ظلَّ محتبساً
وصنوه فى سماء الشرق غريدُ
قد كسر القيد لا عادتْ سلاسلهُ
وعانق الأفْقَ مَنْ فى الشعر محسودُ
ما جفّ بحرك يا من ظلّ موردُهُ
عذباً ، و غنتْ له الغيدُ الأماليدُ
كم كنت أحبس آهاتٍ يفيض بها
صدرٌ بحبك مفتونٌ و مفئودُ
إذ أنت فى الأسر تبكى كلَّ شاردةٍ
يقصيكَ عنها العضاريطُ الرعاديدُ
وتكتم النغم العذب الذى فُتنتْ
بسحر ألحانه هذى الأغــاريدُ
لئن بعدنا فلم نسعد بمحفلكم
و لم نشـاركْ لبيـدٍ دونها بيـدُ
فـإنَّ هـذا بيـانى لن يزاحمه
فى ساحة الحبّ ندٌّ ..... فيه تخليدُ
عـيدُ خـروجك للآفاق تيمها
حبٌّ لشعرك أنت الآن مولودُ
غردْ بشعرك فى الدنيا يرددهُ
هذا الزمان فأنت الشعر و العودُ

الرياض 14/12/1994م

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:18 AM
يا صاحبى

شعر: بدر بدير
ــــــــــــــ

ردٌّ على قصيدة الدكتور حسين على محمد السابقة

ماذا يفيدُ على الأيام تغريدُ
و الدوح أغربةٌ تحتلُّهُ سُودُ
والروض مهجورةٌ أفنانه وعلى
ضفافه الضفدع المغرورُ والدودُ
لمن أغنى و صوتى فى تفرده
بين النقيق و بين النوح مفقودُ
وجوْقةُ الشعر فى أيامنا مَسخَتْ
أنغـامهُ فقضى المزمـارُ و العودُ
و انْفضَّ سامرهُ و انْقضَّ عامرهُ
لم يبقَ إلا اسمهُ والجسمُ مهدودُ
لم يبقَ فى الروض أزهارٌ وإن بقيتْ
فمالها أغصنٌ و الجِزْرُ موءودُ
يا صاحِ لولا وجودُكَ فى دنياىَ ما جمُلتْ
فيها الأناشيدُ يوماً و الأغاريدُ
فشدوُكَ العذبُ فى أذنى يغازلها
و يومُ لقياك فى أيامنا عــيدُ
خلقتُ حراً كنور الصبح ليس لهُ
ندٌّ و لا عابه للـغير تقلــيدُ
كلُّ الحياة قيودٌ غير أنَّ فتىً
حراً كمثلى لا يثنيـه تقيـيدُ
برغم هذا أغنى للحـياة ففى
شدوى شفاءٌ و فى نفسى مواجيدُ

20/2/1995

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:19 AM
المعوّذة

شعر: بدر بديــــــــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

سلمتَ للنيل يا من تعشقُ النيلا
وتشعل النور فى واديه قنديلا
سلمتِ يا مصرَنا من كلِّ نازلةٍ
شعباً كريماً بحفظ الله مشمولا
سلمتِ نيلاً تردُ الجوع َ أفرعُهُ
سلمتِ سدّاً غدا من جودهِ نيلا
سلمتِ للعصر تاريخاً تنظّمه
يد الزمـان لهام الدهر إكليلا
سلمت يا مصرُ أهراماً يمرُّ بها
ركْبُ القرونِ فيحنى الهامَ تبجيلا
سلمتِ شعباً عريق الأصل طيّبَهُ
زاد الحياة بكر الدهر تجميلا
سلمتِ حلماً لهذا الشعب ما شبع
الرجال من حبهم للحلم تأويلا
****
إنى أعيـذك بالرحمـن يا بلدى
من شر من يطفئ الأنوار تجهيلا
إنى أعيذ برب الناس قاهرتى
من شر حاسدها حقداً وتقتيلا
إنى أعيذ زقازيقى و أحرسها
وأشبع الدوح حول مويْس تقبيلا
إنى أعيذ برب العلم جامعتى
وكلَّ جيلٍ يشد إلى العلا جيلا
أعيـذ كل صبى ( رغم لثغته )
يرتل الحرف فى القرآن ترتيلا
إنى أعـيذ رجـالاً فى معاملهم
يقضـون عمـرهمو بحثاً وتحليلا
لتحلق الركبَ مصرٌ بل وتسبقهُ
فمصركم سجلت فى المجد تسجيلا
****
أحب مصر وملء العين أعشقها
زهراً و نهراً و للأعداء سجيــلا
أحبها كحمام الأيك صادحةً
لحن السلام لأهل الأرض إنجيلا
أحبها لقمةً للأهل جـامعةً
و حقل قمحٍ يكيّل منه تكييلا
أحبها نسمةً فى الصبح منعشةً
و فى المساء إذا يغشى مـواويلا
أحبها فى صلاة الفجر ساجدةً
أحبها فى صلاة العيد تهليـلا
أحبها موجةً فى البحر سابحةً
تدغدغ البدْر طول الليل تدليلا
أحبها ضحكة من قلب ظالمتى
حفيدتى ركبت ظهرى أنا فيلا
أحبها لطمةً للظلم قاصمةً
حجارةً من لظىً طيراً أبابيلا
أحبها فوق وصف الواصفين لها
و فوق ما قد يقال و كل ما قيلا
أحبها خصلةً من شَعْر صاحبتى
أم الوليد و فستانا و منديـلا

7/6/1995

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:19 AM
جرح الأحبة

شعر: بدر بدير
ـــــــــــــــــــــــ

جرح الأحبة فى عمق الشرايينِ
يطارد النوم من عينى ويبكينى
زرعت حقلى وروداً بت أحرسها
لكن أشواكها فى القلب تدمينى
فى القرب منهم تباريح تؤرقنى
وفى البعاد جحيمُ الشوق يضنينى
أهلى و أصحاب عمرى فى مودتهم
إن أحسنوا أو أساءوا حبهم دينى
لا يمـلك المرء تغيـيراً لأضلعه
و لا يبـيع الفـتى عيناً بملـيونِ

7/9/1995

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:20 AM
الناس وأنا

شعر: بدر بدير
ـــــــــــــــــــــــــ

عجبتُ لعُمْرى كيف يجرى ويسرعُ
و للنفسِ إذْ تلهو به بل تضيّعُ
و ليس أمامى فرصةٌ غير صدرهِ
و لكنّنى جهْلاً إلى الذيل أهرعُ
أبالـغُ فى تضيـيع أيامهِ سدىً
و ليس حصيفاً من ليومٍ يضيّعُ
كجـدول مـاءٍ من علٍ صبَّ ماءَهُ
حياتى وعمرى فهو فى الجرى أسرعُ
تسـير بنا الأيـامُ عـدْواً و همـةً
كمن يعبر الدرب القصير و يقطعُ
كحلْمٍ جـميلٍ يحسب الـمرءُ أنَّهُ
سيبقى فيفنى حينما الصبحُ يطلعُ
و أزرع أزهاراً و أشقى بشوكها
و ما كلُّ زرعٍ يزرعُ المرءُ ينفعُ
و أقتنص اللـذاتِ أنّى وجـدْتُها
و لكنّنى من قنصها لستُ أشبعُ
و أعلم أنّ العمر رزْقٌ مـحدّدٌ
و أسرفُ فى إنفاق ما ليس يُجمعُ
و يبدو جـمال الحقِّ للبعض ِ رائعاً
و عند كثيرٍ خُدعةُ الوهمِ أروعُ
عجبتُ لأمر الناس فى كل حالهم
تضيق بهم آمـالهم وهْى أوسعُ
يقولون " إنَّ الربَّ و العمرَ واحدٌ "
وعادوا فعادوه و للعمر ضيّعوا
وحاولتُ فهمَ الناس وسْعى فلم أفزْ
بغير سرابٍ غائمِ الوجه يلمعُ
وعانيتُ منهم كلَّ حينٍ مكيدةٌ
أبيـت عـليها أشهراً أتوجعُ
و لما نويت البعدَ عنهم سلامةً
فشلتُ فلى منهم جذورٌ و أفرعُ
فأجتاز دربى عائداً نحو سربهم
فقلْبى لهم عشٌّ و بيتٌ ومهجعُ
ألسنا ضـحايا للحـياة ؟ جميعُنا
ضـحايا و لكنّا ذئـابٌ و أضْبُعُ
ذئابٌ و أنكى فالذئابُ رحيمةٌ
على جنسها ليستْ تجور ُوتضبعُ
فما أغرب لإنسان يبكى بحرقةٍ
لبعد حبيـبٍ يختفى أو يُشيّعُ
و يمزق أجـساداً لأبناء جنسه
و ينهشُ فى أكبادهم أو يقطعُ
عجبْتُ لمن يبغى حـياةً مـديدةً
و أيامـها عُنْفاً لخـديْهِ تصفعُ ؟
فتغتال ما يبنى و تسلب ما جنى
و تحصد حصداً كل ما كان يزرعُ
و إن تحْلُ أحـياناً فإنّ جـمالها
مزيـجٌ مـن السم الذى بات يُنقعُ
وإنْ قدمتْ كأساً من الشهد مرّةً
فإنّ كؤوس المرِّ من بعدُ تُتْرعُ
وكم دللتْ غراً و أعلتْ بناءهُ
وعادتْ فدكتْ كلَّ ما كان يرفعُ
تجمِّعنا الأيام لكن لحكمةٍ
تفـرق مـا كـانت قديماً تجمِّعُ
وتُضحكنا حتى لتهمى دموعنا
و ترجع تضنينا فتترى المـواجعُ
كأنَّ ليالينا ظماءٌ إلى الأسى
و يروى صـداها حزننا و المدامعُ
ولو أنّ دمع العين يأتى براحلٍ
لـما بقيت فى أعين الناس أدمعُ
ولكنّه الناموس فى الكون حاكمٌ
و لم تُثنه منا المنى و النوازعُ
ومن غاص فى بحر الحياة و موجها
فـلابد مـن يومٍ إلى البرِّ طالعُ
وحيداً فريداً باحثاً عن مصيرهِ
ليجنى فى أخراهُ ما كان يزرعُ
فزعْتُ لربى أحتمى فى أمانه
لمن غيرهِ فى ساعةِ الخوف أفزعُ
ولذتُ بجاه المصطفى علَّهُ غداً
يرقُّ لـحـالى فى المعاد ويشفعُ

7/10/1995م

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:21 AM
نحن والزمان

شعر: بدر بدير
ــــــــــــــــــــــــ

قد صحبْتُ الزمان عمراً فكانا
كـلَّ يـومٍ يـمـرُّ بى إنسانـا
فهْو يوماً يقدم الكأس شهداً
لى و يومـاً يـمـرُّ بى ظـمـآنا
و كثيراً ما صـدَّ عنى و لكنْ
بعـد لأْىٍ يعـودُ لى فـرحـانا
و هْو حيـناً يبكى علىّ وحيناً
ليس يبقى للـجـرح فىّ مكـانا
مدْلهمّ الليلاتِ طـوْراً وطوراً
يسكب النور حول دربى أمـانا
بارزٌ نابُـهُ و لم أجـنِ ذنباً
ضـاحكٌ سنُّه و ليس افتتـــانا
يظهر الحبّ و الحنانَ و لكنْ
ليس حُبّاً هـذا و ليس حنانا
أخرق الطبع يا ترى أم ذكىٌّ
أم شجاعٌ و إنْ بدى لى جبانا
حرتُ فى فهمهِ و إنْ طال عُمْرى
بين أحداثهِ الجسامِ امتحـانا
لا أظنُّ الزمـان إلا غــلاماً
قُلَّبَ الطـبعِ سـاذجاً إنسانا
طبـعه طبـعنا فليس غريـباً
إن رأينـاهُ جـانياً أو رآنا
إنَّه فعـلنا جـمالاً وقبحـاً
ليس هـذا الزمانُ شيئاً سوانا

7/9/1995م

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:22 AM
يا لها من قمة !!

شعر: بدر بدير
ــــــــــــــ

يا باكىَ الشدوِ ما صوتى بملتاعِ
رغم الأنينِ و لا قلبى بمرتاعِ
فقد تعودتُ طعم الحزن من زمنٍ
و صاحبتنى تباريحى و أوجاعى
منذُ انكفأنا على أعقابنا فغدتْ
جـموعُنا اليومَ أتباعاً لأتباعِ
منذُ انقسمنا شظايا كل واحدةٍ
لـها كبيرٌ قصير الفكر و الباعِ
كلٌ يمثل دوراً قد أعدَّ لــهُ
بكـل حذْقٍ و إتقـانٍ و إبداعِ
فتارةً هـو متبـوعٌ لحكمتهِ
و تارةً تابـعٌ ذلّاً لأتبـاعِ
و تارةً أسدٌ فى الزأر ليس لهُ
ندٌّ وفأرٌ هزيلٌ إنْ دعا الداعى
حثالةٌ من هباءٍ ليس يجمعها
إلا تفرّقُ أهدافٍ و أطماعِ
إذا ادلهمّتْ خطوبٌ حولهم جمعوا
كبارهم قمةً لكنْ على القاعِ

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:22 AM
لا تذبلى

شعر: بدر بدير
ـــــــــــــ

بدونك يا مهجةَ القلبِ
تغدو حياتى مملَّةْ
كرحلة ليلٍ بدون ضياء
كمن يعبر البيد فى الصهد
من غير ماء
كمن أنهك الموج قوّتَهُ
بعدما تاه شط الرجاء
فلا تغربى عن عيونى
فأنت الضياء
****
بدونك لا الشمس دفءٌ
و لا الظلُّ فىءٌ
ولا باقة الورد تغمرنى بالعبير
ولا بسمة البدر فى الليل
تهنئةٌ باقتراب الأمل
ولا همسة الماء أغنية الخصب فى الحقل
تسرى بغض الزهور
فلا تذبلى
أنت شمسى ودفئى
و زهرى وفيئى
وأحلام عمرى
وقيثار شعرى
وفى الليل نجمى
وبدر البدور
****
إذا ما مرضتِ
فلا أنبت الزهرَ حقلُ الزهور
ولا ابتلَّ بالقطر ريشُ الطيور
ولا عرفت بسمةٌ دربها نحو وجهى
فعبرك يسرى لقلبى السرور
وفيك .... سكنت و عشتُ
صحوتُ ونمت
وفى سحر عينيك سافرت عمرى
ولم أغترب
رغم أنى توغلتُ
فى بحرك العذب
يحملنى الموج بين المرافئ
لكنَّه لا يوصِّلنى للشواطئ
يا رحلتى
إننى قد تعمدتُ فقْدَ المجاديف
إنى تعمدتُ فقد الجسور
وإن أنتِ لى بعد سقْمٍ سلمتِ
فقد سلم الكون فالكون أنتِ
وقد دفئ الحبّ فالحبُّ أنتِ
وزقزقت الطير غنت على كلِّ غصْنٍ
وأشرقت الشمس تلثم كل زهور الحديقةْ
وترسل فى رقّةٍ دفءَها لتغمر بيتى
وما البيتُ إلاك أنتِ
وما الدفء و الفىءُ والطير و الزهر
و الكون شيئاً سواكِ
وما أنت غيرى
و إنى إذا ما بلغتُ الكمال لأنتِ

4/12/1995م

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:23 AM
حبيبى المريض

شعر: بدر بدير
ــــــــــــــــــــــــ

لا تقل آهاً ففى قلبىَ حدُّ الآه يقطعْ
وجعٌ عندك لكنَّ صداه بىَ أوجع
إنْ تقلها كل أوتارىَ و أزهارىَ تدمع
يا حبيبى ليت أنى عندها ما كنت أسمع
****
كيف يرضى الليل أن يقـهر بالآلام صبركْ
كيف يغدو الصبح صبحاً دون أن يُضحكَ ثغرَكْ
و لمن تشدو العصـافير إذا خبأْتَ زهرك ؟
ليتنا نقتسـم الصحةَ كى أدعـم ظـهرك
ليتـنى أمنحـك العمر و مَنْ أمنحُ غيرك ؟
*****
يا حبيبى إنْ تقلها فهى كالسهم و أوقعْ
أو تخبئها فبالقلب و بالعينـين أسمعْ
فابتسمْ واسلم وعشْ كالطير حرّاً وتمتعْ
فبك الدنيا أمانٌ و بك الأيام أروعْ

1/2/1996م

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:24 AM
كلُّ هذا أنتِ

شعر: بدر بدير
ـــــــــــــــــــــــ

مهجةَ القلبِ أين وجهُ الحقيقةْ
زوجةٌ أنت يا ترى أم صديقةْ ؟
أنت ما شاع فى ضميرىَ نورٌ
كنتِ نبعاً له و كنتِ بريقَهْ
كلما داعبَ المنى لى خـيالاً
كنتِ أحلى المنى وكنت طريقَهْ
و إذا عزّ فى الصعوبات رأىٌ
كنت عقلاً مـوصِّلاً للحقيقةْ
و إذا مـا طغى الهجير وزادتْ
قسـوةُ القيظِ و اشْتكينا حريقَهْ
صرْتِ روضاً وصرتِ ظلاً وزهراً
يعشقُ القلب لونه و رحيقَهْ
و إذا بلبل الفـؤادِ تغــنّى
فبعـينيك نهرُهُ و الحــديقةْ
كلُّ عـامٍ من قبل لقـياك دهرٌ
و الْتقينا فصار يومى دقــيقةْ
فى نهار الكـفاح تشهد شمسى
فى جـوارى على طـريقى رفيقةْ
و إذا طـاب للمـحبين ليلٌ
شاهـد البدر فى فـراشى عشيقةْ
سبتمبر 1996م

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:25 AM
يا زميلى المعلم بالمعاش(1)

شعر: بدر بدير
ـــــــــــــــــــــــ

طاولْ برأسك قمة النجم الرفيعِ
إذا أردت و أنت صنوُ الأنجـمِ
وامسح جبين البدر فى ثقةٍ والْهمْهُ
الضـياءَ فأنت أكـرم ملهمِ
ولينحنِ الكبراءُ و العظماءُ إجلالاً
ألست لـهم بخير مــعلمِ ؟
و لْتنْدفعْ زُمرُ الشباب إلى العلا
نهلوا بكأسك ليس بينهمو ظمى
يا بانىَ الأجيال صرْحاً للكنا
نةِ للعـروبةِ للعـلا فلْتسلمِ
إن كان ضيَّعك الذى أوجدته
فالله عدلٌ مطلقٌ لم يظلمِ
فحباك بالشرف الرفيع وغيرك (م )
اقتسموا العروض فمن مضى بالمغنمِ ؟
وصحابك الغرُّ الذين قضوا ربيع
العمر فى بذل السخـىِّ المنعمِ
حملوا الأمانة أشعلوا بدمائهم
نـورَ الحـياة بكـلِّ دربٍ مظلمِ
****
حريّةٌ لك يا صـديقى إن تشأْ
تقطفْ بروضـك زهْرَهُ أو تلثمِ
كالطير إن أمسى يغنى للمساءِ
و إن أتى ضوء الضـحى يترنمِ
سنُّ المعاش هو الحياةُ هو الجمالُ
هو الحنان مع الحبيبةِ فانْعمِ
وارْشفْ كؤوس الشهد صبحاً أو ضحىً
فإذا ارْتويتَ وجُنّ ليلك فاحْلمِ
و لقد سبقْتُك فوق هذا الدرب
أبدعُ كلّ يومٍ بل أجمّلُ عالمى
ـــــــــــ
(1) مهداه إلى الزميل صادق خاطر .

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:26 AM
فستذكرون مقولتى

شعر: بدر بدير
ــــــــــــــــــــــــــ

بكتِ البحورُ فلم تعدْ شطآنها
مأوى النوارس والبزاةِ من الطيورْ
وتخلّف الموجُ المسافرُ عن مغازلة
الشواطئ عن معانقة الصـخورْ
مات القصيدُ وشيعتْ جثثُ القوافى
الشارداتِ الملهماتِ إلى القبورْ
وتكسّر الناىُ المجنّحُ و اكْتوتْ
بالصهدِ أوراقُ الزنابقِ و الزهورْ
سكتَ الحَمَامُ فلمْ يعدْ فى الروضِ
إلا مـا يبقُّ و ما ينقُّ و ما يخورْ
و تفرق الأحبابُ فى يأسٍِ إلى
الفلواتِ كلٌّ فى مفازته يدورْ
لغةُ الكتابِ المستبينِ تئنُّ مِنْ
تحطيمِ أعْظمها وتلويث البحورْ
و بيانها الصافى تعكّر بالغموضِ
و بالطلاسمِ و الغثاءِ و بالقشورْ
يا من تمزِّقُ فى شرايين القصيدةِ
باليراعِ الغاشمِ القاسى الشعورْ
مزقْتَ أمتك المجيدةَ عقلَها
تاريخَها و جدانَها الراقى الطهورْ
لتعـودَ أمَّعـةً وتابعـةً لكلِّ
مغـامرٍ من غـير ملّتها جسـورْ
يا أيها الشعراءُ عيشوا عصركم
و تراثُكم نورٌ بأعماقِ الصدورْ
و لْترْتفعْ نحو السماء فروعُكم
و لْتنْغرسْ فى أرضكم كلُّ الجذورْ
ولْتمْلكوا بالعقل ناصيةَ البيانِ
العذب و الفكرَ الفنىَّ المستنيرْ
فستذكرون مقولتى وأفوِّض الأمر
العـظيم لـمن تصـير له الأمورْ

27/10/1996

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:27 AM
استعطاف

شعر: بدر بدير
ـــــــــــــ

يا جارتى الحسناء رغم أنوف كلِّ الحاقدين
المنكرين لرقة الوجه الملون
و القوام العبل و الردف السمين
الناظرين فقط لقبضتك القوية
أو لساعدك الطويلة فوق بنيانٍ متين
لا تغضبى منهم
و لا تتميزى غيظاً
إذا همسوا بأنك أنت ظالمةٌ
وقاسيةٌ وسارقةٌ لنور عيونهم
لا تغضبى منهم إذا جأروا بشكواهم
فما تجدى الشكاية و الصياح وإن قضوا أعمارهم
يتصايحون و يجأرون
ما خاف كلبٌ من مواء القط
أو خمدت جحيمٌ إن تدفقت الدموع من العيون
و لو تقرحت الجفون
أخشى عليك
إذا غضبتِ وقمتِ للفتكِ المؤزر
أن تغبَّرَ منك أردانٌ معطرةٌ
وأثوابٌ مطرزةٌ
و أقدامٌ مطهرةٌ من التجديف فى برك الدماء
و أوجه شاهت لأطفال صغار طائشين
تخذوا الحجارة عدةًَ , ماذا تفيد حجارة فى وجه
رشاش وقنبلة وصاروخ تفجر بالجحيم ؟
أخشى عليك
ولا أخاف عليهمو خطر النفاد والانقراض
فإنهم رغم الفواجع يكثرون
جيرانك الحمقى نهاراً يصرخون و يجأرون
لكنهم ليلاً على كل الدروب يعربدون
ويمرحون
يتناسلون
لذا فهم لا ينفدون
ضرباتك العصماء تحصدهم وهم يتصايحون
وكبارهم يتبخترون
ويأكلون ويشربون
نعم كبارهمو جميعاً يشربون !!
ويجلسون على الأرائك ينظرون
لكنهم لا يبصرون سوى مقاعدهم
عليها يحرصون
يتكلمون
ويهرفون فقط بما لا يفعلون
و أنت صامدةٌ مثابرةٌ
تنال ذراعها ما تشتهى
تبنى المعاقل و الحصون
وتحقق الاحلام يقظى
والكبار على الأسرة يحلمون
****
سوسو اطمئنى واهدئى
حسادك الحمقى دعيهم يحسدون
بالأمس كانوا قادة الدنيا وساستها
وعمار القرون
لكنهم ضلّوا ، ومات زمانهم
وتفرقوا فى السفح
داستهم نعال الصاعدين إلى الذرا صبحاً
وهم لا يشعرون
من بعد عزٍ جارتى
رغمتْ أنوفُهمو
فرفقاً إن صفعتِ
وإن بطشتِ
فما ظلمتِ
و إنما هم أجمعون
كانوا لأنفسهم يظلمون

26/4/1996م

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:27 AM
لا تسرعى

شعر: بدر بدير
ــــــــــــــــــــــــــ

إلى رفيقتى التى خفتُ يوماً أنْ تسبقنى إلى نهاية الدرب
أرفيقتى لا تسرعى واستمتعى
يا نشوة الكأس الشهىِّ المترعِ
يا أجمل النجماتِ فى عينى ويا
لحناً بـهيجِ الوقع حلو المطلعِ
يا بهجة العمْر السعيد إذا جرتْ
أيامُـهُ فى سـرعةٍ لا تسرعى
نمشى الهوينى فى طريق الحبِّ إنْ
تُنثرْ حـواليْنا الأزاهـرُ نجمعِ
و نـهيمُ فى وادى الحنانِ فإنّهُ
أفقى و بسـتانى الجميلُ ومهجعى
لا تسرعى قبلى الخطا نحو الجنانِ
فلنْ تطيب قطوفُها إلا معى
يا جنة الدنيا و أنس الروح فى الأخرى
و عينى فيـهما و مسامعى
مازال عندى من فنون الحبّ با
قاتٌ أندّيها بقلبى المبدعِ
مـازال فى قلبى غـصونٌ حولها
يا بلبلى رفرفْ و غردْ واسجعِ
مازال فى قلبى لكى أحتضنَ الـ
كون و إيّاكِ ألـوفُ الأذرعِ
مازلتُ أدعـوك إلى نبع الهوى
و أنت لى أحلى و أصفى منبعِ
ماذا بدنيانا سيبقى إنْ مضينا
و افْترقنا غـيرُ نـهـر الأدمعِ !
فلْنغتمْ صفو الأمانى ـ إن صفتْ ـ
قبل ارتحالٍِ عنْ رُبانا مفجعِ
وإذا دنا يومُ الرحيلِ عن الديارِ
و ليس بدٌّ مـن فراق الأربعِ
فمعاً نسيرُ لجنةِ الرحمـن نرتعُ
فى الرُبا أكرمْ بها مـن مرتعِ
فهناك لا نصبٌ ولا تعبٌ سوى
جنْى الجنَى الحلوِ الحلالِ الممتعِ
ما أجمل الدنيا و نحنُ بها معاً
مـا أروع الأخرى وأنت بها معى

1/7/1997م

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:28 AM
رسالة الى حماة القدس

شعر: بدر بدير
ـــــــــــــــــــــــــــ

هم أسلموك يا سيدة المدائن
قديسة تصلى
للحب والسلام
ورغم كل ما ترى
من جاحدٍ وخائن
قديسة قديسة
صلاتها محبة
فى قبلة000 فى هيكل 00000 كنيسه
صلاتها دعاء
أن ترحم السماء
كل الذين يفتحون نافذة
للعدل والضياء
هم أُمروا أن يسكتوا 0000 فسكتوا
هم أُمروا أن ينطقوا00000فنطقوا
ما أقبح الكلام والسكوت
خير لمن يكون حاله كحالهم بأن يموت
***
يا أيها السادة
بل يا أيها الأثداء والأرداف والكروش
من أجل أن تحافظوا على عروشكم
قد ذلت العروش
من أجل أن يحفظكم الهكم
سجدتموا لبوش
قروشكم عروشكم
جميعكم ( فشوش )
***
يا أيها الذين أسلموا القدس إلى يهود
يا أيها الذين ضيعوا جميع ما قد خلف الجدود
يا أيها الذين أنجزوا جميع ما أرادوا
من كل شيئ لايمت للكرامة
طريقكم إذا رحلتم
أو عزمتم الإقامة
طريقكم ندامة
***
يا أيها الذين يطفئون ظمأ النفوس بالخمور
ويطفئون شهوة البطون بالظهور
ويعشقون الشعر
إن شبّب بالذكور
ويتركون القدس فى أحزانه يمور
عاقلكم مخمور
ناصحكم مأجور
زمانكم يدور
غداً زمام أمركم
يبيت فى يد الرعاع
غداً زمام أمركم
يبيت فى يد الجياع
فى يد أهل الأرصفة
غداً تهب العاصفة
****
يا أيها العُرْب الألى ألهاهم التكاثر
ولم تعظهم رغم بوحها ونوحها المقابر
كلا ستندمون
ثم كلا سوف تندمون
وتذرفون الدمع من عيونكم
لفقد أقدس الحواضر
ويخجل التاريخ من سيرتكم
من بعد ما كان بكم يفاخر
****
يا إيها الذين نصفَ مال العصر يملكون
ويخسرون كل يوم .... يخسرون
ويأكلون ... يشربون ... يسهرون
لكنهم لا يفعلون أى شئ
غير أنهم يضيعون
مدينة القدس
التى نبكى وتبكى مثلنا بلا عيون
ولن يعيدها البكاء للخريطة القديمة
حتى لو استمر نوحنا قرون
******
يا سيد القادة
يا صلاح الدين
إذا أردت أن تهب
كى تنقذ سمعة المدينة
وتستعيد مجدها حطين
لا تستعن بواحدٍ منهم
فجيشك العظيم
لن يضم نفعيين نهّازيين .. خوّافين
اختر رجالاً
لا يهمهم ملكٌ ولا مالٌ ولا بنون
ليسوا على الدنيا بمنكبين
ولا على بطونهم بمنكبين
اختر رجالاً
يا صلاح الدين مؤمنين
ويعرفون أنّ العمر مهما طال منتهٍ
وأنّ لحظةً عزيزةً
أغلى من السنين
****
يا قدس يا مدينة الإيمان
يا بؤرة الزمان والمكان
ويا رسالة الحب من الرحمن للإنسان
لا لن تظل ترتوى أرضك بالدموع
لا لن يظل يستحمّ الزهر فيك بالدموع
فالله لن يرضى
وليس يرضى أحمد
ولا كليم الله موسى يرتضى
ولا يسوع
لا بد للعدل وللرحمة والسلام من رجوع
إذا طردنا من نفوسنا
ومن قلوبنا
مذلة الخنوع
إذا توحدت فى رأيها
وحزمها
وعزمها
الجموع

20/7/1997م

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:29 AM
ومن العشق ما قتل

شعر: بدر بدير
..............

معشـوقتى تحيا على إيذائى
وتزيد من سُقْمى ومن بُرَحائى
ورديّة الخـدين إلا أنهـا
فى داخلى نارٌ و فى أحشائى
قبّلْتُها صبحاً فما ذقتُ الطعام
و لا ارتويت على الظما بالماء
قبلتها ظهراً فأحرقت الفؤاد
و أكـملت إحـراقها لردائى
قبلتُها عصراً فزادت رغبتى
و تشوّقَتْ مـن بعـدها للقائى
أعطيتها عمرى وجدتُ بصحتى
عاشرتها علناً وضاع حيائى
أصبحتُ لعبتَها وكانت لعبتى
أودعتها صدرى فصارت دائى
تقسو علىّ فأستزيد كعاشقٍ
مـن جـهله للحيّة الرقطاءِ
و تحسر الأحبابُ لى فى رقةٍ
و مـع الشماتة عابنى أعدائى
و رأيتُهـا يوماً تقبل أحـمقاً
قـذرَ الثياب ممزق الأشلاءِ
فدعوتُ ربى أن يخلصنى فطيب
خاطرى حين استجاب دعائى
فغدوت أمقتها وأمقت ريحها
و تحررتْ نفسى و عزّ إبائى
و نزعتها فى قوةٍ و رميتها
سيجارتى و سحقتها بحذائى
وغدوت حرّاً لا أدين لغير سو
سنتى بحبٍّ فهْى نبع هـنائى

4/8/1997م

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:29 AM
أمل

شعر: بدر بــــدير
................

أملٌ داعب قلبى ـ وأنا رهن الأمانى
ليته يصدق يوماً ـ قبلما يمضى زمانى

فأرى دنياى زهرة
تهب البستان عطره
وأرى الشاطئ فى حبّ
وقـــد عانق نهرَهْ
****
يا ترى يا نور عينى ـ يا خفوق القلب منى
أنت لى أم سوف لا ـ ترضين لى إلا التجنى

فـإذا مـاضىّ عَـبرة
و أمـانى العـمر حسرة
و إذا العـابد فى محرابه
ضّيــــع عــمرَهْ
****
أنا أمهلت الزمانا ـ لأرى فيك الأمانا
أنا لن أذكر ماضىّ ـ فما قد كان كانا
فتعـالى ذات مــرة
نغـتنم صـفو المسرة
أنا عمرى ذلك اليوم
و لا أضـمن غـيرَهْ
****
هذه شمس الأصيل ـ بين أحضان النخيل
تعصر النور وتسقيه ـ من الكأس الجميل
فيغـنى..كـل نـبرة
تلهـم الشـاعر شعره
امـلئى كـأسيك بُلّى
قـلبه الظـامى و ثغره
****
تلك خطوات الليالى ـ فوق وجهى لا تبالى
فى طريق السعد سرنا ـ أم على درب المحالِ
كلمـا تسـقط شعـرةْ
كلمـا تـذبل زهـرةْ
يـخفق القلب حنيـناً
لك فى أخـلص نــبرةْ
****
يخطر البدر الهوينى – معـجباً يرنو إلينا
يرسل الضوء رؤىً – مسحورةً فى مقلتينا
ربـما يرسـل نظرةْ
فى غـدٍ تقطر حسرةْ
لشـبابينا و قد ضاعا
وصـار الوقت غـيره
****
فتعالى لى تعالى ـ نرتشفْ كأس الجمالِ
نسبق الأيام أو ـ نلهو على طيش الليالى
فـأنا دنيـاى زهـرةْ
و أنا مـاضىّ عَـبرةْ
أنا مـن بالأمـس قـد
ضيّع فى الأوهـام عمره

1961م

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:30 AM
رسالة إلى الشاعر نزار قبانى

شعر: بدر بدير
.............

فى غرفة الإنعاش

تعبْتَ أم سئمْتَ يا نزار ؟
يا أيّها القيثار
كيف نكون إن تخلف البدرُ عن الليل
ولم تعد مواكب الشمس تقبل النهار ؟
وكيف ترقص الورود فى الحديقة
من غير أن يغرد الهزار؟
كيف يهلّ مولدُ البسمة فى الشفاه ؟
ومولد الفرحة فى القلوب و الجباه ؟
وتستحمُّ بالندى عرائس الأزهار ؟
وقد تعبتَ أو سئمت يا نزار
يا أيها القيثار
مملكة الشعر وقد رحلْتَ لن تكون
وعرشها أخاف أن يذل أو يهون
وأن تجفّ فى ودياننا
حدائق التفاح والليمون
أخاف أن تنكسر الغصون
و أن يغيض الماء فى العيون
و فى الضفاف يذبل النوار
وقد سئمتَ يا نزار
يا أروع الأوتار
****
فى عالمٍ مزيفٍ نطقتَ بالحقيقة
وفى طريقك القويم سرت
حين ضل بعضهم طريقَهْ
إلى نداك كم تشوق الملوك
ولم تعشْ على نداهمو دقيقة
ولم تزر قصورهم تقرباً
وكان بيتك المزار
وشعرك المنار
يا ملك الأشعار
****
مَنْ للحقول و الحدائق المروية
فى الاسطر الشعرية ؟
من للزهور و العطور و البراعم الشذية ؟
من يوقظ الصباح فوق جبهة الصبية ؟
ويزرع الشطآن بالفيروز و المحار
وقد خبا ضوؤك يا نزار
يا صائغ النضار
****
نسائم الصباح و المساء
حزينةٌ عليكْ
من قبل أن تتركها
مشتاقةٌ إليك
فأنت كم رششتها
بعطرك النبيل
و أنت كم أسكرتها
بصوتك الأصيل
وكلما داعبتها
تدللتْ ... وأسبلتْ جفونَها
وقبلتْ مباسم الأزهار
وعانقت جبينك المرفوعَ يا نزار
يا همسةً منغومةً
تعشقها الأطيار
من أين تأتى النسمةُ الرقيقة
للَّيلةِ الصيفية ؟
والقفذة الخفيفة الرشيقة
للظبية البرية ؟
وصهلة الجواد للإباء و الحرية ؟
من أين تأتى للضحى قوافل الأنوار ؟
من أين تأتى غضبة الأمواج فى البحار ؟
وقد خبا صوتك يا نزار
يا أيها الأعصار
****
فليهدأ القلب الذى كم زفّ أفراح الحياة للوجود
وغردت على رخيم نبضه الورود و القدود
وضجّ بالهتاف فى معارك الكرامة
ففجر السدود
وحطم القيود
ورددتْ هتافه
جحافل الثوار
يا حادى الأحرار
يا قائد النهار
يا نزهة القلوب
و العقول و الأبصار
يا أكرم البحار
وأعزب الأنهار
يا نزار

2/11/1997م

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:31 AM
من يصبح نعجة

شعر: بدر بدير
.............
فى آخر لحظة أجَّل الأمريكان ضرب العراق
( العربى 26/2/1988 )

يا إخوتنا من كل فتىً حر وأبىّ
في وطن كان يسمى بالعربىّ
قد أفلتم هذى المرة
من بطش الأسطول الشيطانىّ
أفلتم من موت ( إكلينيكى )
ووقعتم فيما يُعرف بالموت النفسيّ
ويطمئنكم خبراء الطب
بأن الموتي النفسيين
قد يحيون بكل قواهم
فتراهم حول المائدة
بأنياب ذئاب
يفترسون الحملان المشوية
والمحشوة باللوز وبالجوز
وما لذّ وطاب
وتراهم في كل مساء
صحراواتٍ
لا تروى مهما أبتلعت من انهار وشراب
أشباحاً تتلوي حول الموسيقى
تتبادل حلو الأنخاب
وتخاصر غاداتٍ حورياتٍ
يخطرن كواعبَ أتراب
*****
يا إخوتنا قد أفلتم هذى المرة
من ضربة جبار غاشم
ما إن رفع مدافعه
خفّضتم أذيال الذلة
فمضي عنكم وإلي حين
أجّل ثأراً من حطين
إذ لا خطر عليه كثيراً
من أقوام منبطحين
لا خطر علي قسطنطين
لا خطر علي أى كوهين
مادمتم ياحسرة قلبي منفرطين
ما دمتم بهموم اللذة منشغلين
****
يا إخوتنا من كل فتى
كان أبيا
أيام بنيناه وطناً
حراً عربياً قومياً إسلاميا
قد أفلتم هذى المرة من موت الذل
لتعيشوا أياما اخري
في قيد الذل
كقطيع يرعى منتشياً
يختزن اللحم
يفعل ما شاء
إلا أن يخرج أبداً عن طاعة مولاه
فإذا ما قد حان الوقت
وتحلّق كل الجلادين
علي مائدة ابن أبيه
سيصير المثل صحيحاً عندئذ
والمثل يقول
" من أصبح في يوم نعجة
وحَشَا بمشاعرها وشواغلها قلبه
لا بد سيمسي لذئاب العالم وجبة "

26/2/1988م

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:32 AM
من عطر الهجرة

شعر: بدر بدير
.............

سلامٌ علي دمعي وقلبي المسهّدِ
يقبّلُ أثارَ الخطا مِنْ محمّدِ
علي دربه من ظهر مكةَ سارياً
إلي يثرب النور البهيج المجدّدِ
علي دربه المحفوف بالبغض والقلي
و نياتِ قومٍ كالمساء الملبّدِ
****
تلين له الأحجارُ حبّاً ورحمةً
وأهلوه من صمِّ الصخور الجلامدِ
سلام علي الدرب الذي عانق الضيا
و خبّأه في الغار عن كلّ راصدِ
سلام علي ذات النطاقين كلما
تغنت حمامات على شط موْردِ
علي ناقةٍ شهباءَ تنساب حزمةً
من النور بالنور الإلهي تهتدي
سلام علي الغار الذي بات لاثماً
لجنبِ رسول الله والوجهِ واليدِ
وهمْسِ رسول الله في أذن جاره
ومَنْ خصّه المختارُ بالهمس يسعدِ
سلام علي الأنصار في موكب الهدي
حمائمَ أيك بين شاد و مُنشدِ
سلامٌ علي الصديق ما باتَ يفتدى
صديقٌ صديقاً من بوارٍ مؤكدِ
سلام علي الأنصار ماهبّ منصفٌ
لنصرةِ مـظلوم و تأديب معتدِ
علي فتية قد زادهم ربهم هدىً
و قد هاجروا بالنور بحثاً عن الغدِ
لقد حملوا أرواحهم في أكفهم
بيارقَ أفـراح و نصرٍ و سؤددِ
وصبحاً أزاح الليل عن جنباته
و نوراً و عزماً فى النُها و السواعدِ
فهم في نهار الجد أبطال حومة
و هم فى هجوع الليل عُمّارُ مسجدِ
وهم سادة الدنيا وهم قادة الورى
و هـم خـدم للناس رغم التسيّد
وهم منشئو صرح الحضارات إنهم
مـناراتـها تاريخـهم خير شاهـدِ
****
ومرت قرون النصر والمجد والعلا
ونـمنا لأسباب القلى و التبـاعدِ
و جفّتْ عيونٌ طالما قبلُ قد روتْ
قلوباً و أحيتْ أنفساً بالشذى الندى
فصرنا قصاصاتٍ تطايُر فى المدى
و يـحرقـها حرّ الزمـان المعربدِ
مصائرنا رهنٌ بأهواءِ غيرنا
و يحكمنا مــن ليس فينا بسيّدِ
فيا قومنا هبوا من النوم أسرعوا
و يا ويل من يغفو كسولاً إلى الغدِ
ستسحقُهُ أقدامُ عابرى الدجا
إلى النور فى ليلٍ من الذلّ سرمدى
أنقرب بالحاجات من كلّ هالكٍ ؟؟
و نبعُدُ بالغايات عن كل خالدٍ ؟؟
فيا سادةً آباؤهم شيدوا العلا
و ضيعتموها مـن طريفٍ وتالدِ
دموعى سخيناتٌ و هل تنفع الفتى
دموعٌ إذا استجدى فتات الموائدِ ؟؟
ويا أمةَ الإسلام والعرْب أسرعى
إلى هجرةٍ أخرى لدنيا المحامدِ
إلى العلم و الأخلاق و البرّ و التقى
إلى الوحدة الكبرى طريقاً إلى الغدِ
لنْصنع تاريخاً ونقضى لبانةً
و لا نكتفى فيها بدور المشــاهدِ
لنقضِ جهاداً أو لنحيا أعزةً
فما ذاق طعمُ المجد من لم يجاهدِ

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:32 AM
من مشاهد الرحلة

شعر: بدر بدير
.............

أحببتُه كما يحبُّ النسر قمة الجبلْ
كما تحبُّ لعقةَ الرحيق نحلةُ العسلْ
كما تحبُّ نور البدر فى اكتماله المُقلْ
كما تحب الأمُّ بسمة الوليدِ
كنشوة العليل إذ تدبُّ الروح فيه من جديد
همت به كما يهيمُ طفلٌ فرحةً بالعيد
أدهشنى ... أسعدنى
كما الفتى للمرة الأولى يذوق رعشة القبلْ
وهمسة الغزلْ
لكنّه رحلْ
ضاع وقد تضيعُ قمةُ الجبلْ
وينفدُ العسلْ
وتُطفأ المقلْ
****
أحببتها اشتعلتْ حبّاً
و القلوبُ تشتعل
كانت نعيم الروح
كانت نفحة الإيمان من دنيا المثلْ
حديقةً زهورُها
تبعث فى قلبى الأمل
وطائراً مغرداً بواحتى
لكنه فى لحظةٍ عنى رحلْ
وشاب فوداىَ ولكنى على
درب الحياة الصعب
أخطو لم أزلْ
****
وغيره وغيرها من الأحبة الكثيرُ
مضوا وخلّفونى تائهاً
على طريقى الصعب مرغماً أسيرُ
وكلما نظرتُ حولى باحثاً
عن صاحبٍ كان معى ولم أجدْهُ
مثقلاً أسيرُ
*****
كم ألف ألف موجةٍ يا بحرُ
سوف تحضنُ الشطآنا
وتلثم الصخورَ والنحور و السيقانا
وتهصرُ القدود كيما تضحك الحسانا
وتحفظُ الأخبار و الأسرار فى قماقم
وللمحبين تقدمُ الأمانا
ولن أكون شاهداً للحظةٍ
لأننى قد انتهى رصيد متعتى
أنفقتُ فيه العمر و الزمانا
و واثقاً بأننا سنلتقى فى آخر الطريقِ
وقد توحد المصيرُ
من لم يكن منا رحلْ
أمس
ففى غدٍ يقال عنه إنه رحلْ
*****
أيّتها الشمسُ التى كم أدهشتنى
عندما يفرش ضوؤها طريقى
كم ألف ألف مرةٍ ستشرقين
دون أن ترىْ بعينى روعة البريقِ
ودون أن ترى عيناىَ منكِ
فرحة الشروقِ
ودون أن أشعر بالدفء
يسير فى عروقى
ويتساوى فوق عودٍ أخضرٍ
بالقرب من رأسى
الهديلُ بالنعيقِ
وتتساوى ظلمة الليل
بومضة الشروقِ
وتتساوى قيمة التراب
بالفيروز و العقيقِ
****
كم ألف ألف مرةٍ ستشرقين
دون أن أخفَّ لاحتضانك
وهل أكون قادراً أو راغباً
يا شمس فى احتضانك ؟
فبعض من أحببتُهم
فقدتهم
وبعضهم أكون قد سبقتهم
فى رحلةٍ أكيدة
قريبةٍ بعيدة
واسأل الرحمن
أن تكون رحلةً سعيدة
****
كم ألف ألف مرةٍ يا بدرُ
سوف تنشر الضياءَ
على جبين عاشقيْن
أخفيا وجهيْهما حياءَ
وأسكرت نجواهما المساءَ ؟
كم ألف ألف مرةٍ
سوف تمرُّ باسماً بقريتى ؟
وربّما تقرأ بيتاً من قصيدتى
وربما بيتين أو أكثر من بيتينْ
وربما ذرفتَ دمعتيْنْ
لأننى
أكون غير حاضرِ
رغم وجودها
دفاترى
وربما أرسلتَ قبلتيْنْ
إلى مكانٍ فيه بيتنا وحجرتى
وعشُّنا الذى كم نوّرتْهُ بسمةٌ ساحرةٌ
من شفتىْ محبوبتى
أمِّ وليدٍ وأخيه وابنتى
ولن أكون حاضراً
لأننى
أكون قد أخذتُ حصتى
لأننى أكون فى وداعةٍ
أتممتُ قصتى
أنهيتُ فى الزمان رحلتى

1997م

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:33 AM
ضميرٌ عاتب

شعر: بدر بدير
.............

ليْتَها ما علمتنى الحبَّ عيناكِ الجميلة
ليتها ما علمتنى
ليتها ما صبّتِ النظرةَ شهداً
وسقتنى
ليتها ما صوّبت هدباً من العين الكحيلة
ورمتنى ..... فسبتنى
ليتها ما أجرت النهر حليباً
وروتنى
فى بحار العشق و النشوة يوماً
ليتها ما أغرقتنى
دولة الإسلام و العرب العريقة
فى زمانٍ مثل هذا
ليتها ما ولدتنى
****
فى زمانٍ نطلق اللحية فيه
مثلما كان الجدود العظماء يطلقون
واكتفينا بلحانا !!
ووقفنا خارج التاريخ نلهو
وسوانا
يصنع الأحداث صنْعاً
وانشغلنا
بجلاليب خفيفة
تبرز الأرداف كالنسوان
لا أدرى لماذا
يا بنى يَعْربٍ للأثداء و الأرداف
صرتم تبرزون؟
وأضعتم عمركم فى ثرثراتٍ وأحاديث هزيلة
وأنا أبكى على الأم العليلة
التى كم دللتكم
ففسدتم ..وانقسمتم
وأنا كم أسعدتنى .. هدهدتنى
ليتها قد وأدتكم
ليتها قد وأدتنى
****
أنا يا أمى الحزينة
ذبتُ عارا
لم أعد أسطيع أن أحمى ومن حولى الزمارا
شغلتهم عنك يا أمُ الرفاهة
و الوجاهة ... والتفاهة
وأنا منهم ولكنى غريبٌ
ليس لى إلاك يا أمّ حبيبٌ
لم أعد أملك إلا نبض قلبى
وبَنُوكِ
من خليجٍ لمحيطٍ
يدفعون
لرعاع الأرض حراس المقاعد
التى هم فوقها لا يحكمون
وأنا أرقب ما يحدث حولى
عاجزاً عن فعل شئ
لك يا أمى الحبيبة
ولذا أصرخ فى صمت أقول
ليتها ما علمتنى الحب عيناك الجميلة
ليتها ما علمتنى
ليتها ما صبت النظرة شهداً
وسقتنى
ليتها ما صوبت هدباً طويلاً
ورمتنى ... فسبتنى
ليتها ما أجرت النهر حليباً وروتنى
فى زمانٍ مثل هذا
ليتها ما ولدتنى

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:34 AM
وداع صديق(1)

شعر: بدر بدير
.............

أيُّها السارى على متنِ السحابِ
حفظ الله سراكا.... ورعاكا
إن تكـنْ فى وحـشةٍ تتركنا
عش مع البهجة و الأنس هناكا
ثم عدْ يوماً إلينا ... غانماً
إننا نحيا على حلم ... لقاكا
واقسمِ الأيام بالعدل على
كل من عاش على فضل نداكا
إننى أغبط من جمعتهم
فى رياض العلم يجنون جناكا
لستُ أدرى فى حماهم تحتمى
أم همو يحيون فى ظل حماكا
لا تطل بُعْدك عن آفاقنا
كلما سافرت لا تنس أخاكا
بارك الله لياليك وأترع
أيامك حبّاً و وقاكا

1997م
...........
(1)مهداة إلى الصديق الشاعر الأديب الدكتور / حسين على محمد
فى أحدى سفراته إلى السعودية أستاذا للأدب العربى

د. حسين علي محمد
19/07/2006, 10:34 AM
اهنأ بقرب الله

شعر: بدر بدير
.............

إلى روح الصديق المرحوم / فكرى فايد
وكيل وزارة الشباب و الرياضة بالشرقية
كالصبح فى فصل الربيع عرفتُ بسمته الجميلة
مثل الندى فى رقةٍ يحنو على زهر الخميلة
مثل الأصيل إذا صفا كانت مواقفه الأصيلة
رجلٌ وكم عزَّتْ بهذا الوقت فى الدنيا الرجولة
جملت به هذى الحياة وقلما وجدت مثيله
لكنَّ أيام الفتى فى هذه الدنيا قليلة
****
و مضيْتَ يا فكرى كأنسامٍ مبللةٍ عليلة
أنهيت رحلتك السريعة فى مهمتك الجليلة
و تركت للأحباب ذكراك المعطرة النبيلة
فاجأتنا حين ارتحلت وما انتظرت أُخذت غيلة
و إذا قضاء الله حل فما لنا فى الأمر حيلة
و رحيلك المشهود فجّر فىّ أسئلةً ثقيلة
أنّى؟وكيف؟وكم ؟ولـمْ ؟ومتى ؟وسلسلةٌ طويلة
حاولتُ فكَّ رموزها فإذا الإجابة مستحيلة
الله يعلمها و نجهل نحن حكمتها الأصيلة
****
يا صاحبى أنا فيك أرثى النفس و القيم النبيلة
أنا فيك أرثى النفس لستُ بصاحبٍ يبكى خليله
إن كنتَ أُبتَ إلى رحاب الله تنهل سلسبيله
فأنا بدنيا الناس أسعى تحت أحمالى الثقيلة
أشقى ببعد أحبتى ساعاتُ أيامى طويلة
ومضى شباب العمر ضلّ إلى المنى قلبى سبيلَه
فاهنأ بقرب الله عشْ فى جنة الخلد الظليلة
فهناك لا حسدٌ تخبؤهُ النفوس و لا رذيلة
وهناك لا يبقى التناحر للوصول هو الوسيلة
بل إنه عفو الغفور لمن تحلى بالفضيلة
فعساه يرحمنا و تنقذنا محبتنا رسولَهْ
25/11/1998م

***
(انتهى ديوان "ألوان من الحب" للشاعر بدر بدير)
.............................................

د. حسين علي محمد
27/07/2008, 06:23 AM
للـــــرفــــــع.

د. حسين علي محمد
23/07/2009, 06:30 PM
للرفع، مع التحية لبدر بدير وشعره.

د. حسين علي محمد
02/05/2010, 07:02 PM
ضميرٌ عاتب
ليْتَها ما علمتنى الحبَّ عيناكِ الجميلة
ليتها ما علمتنى
ليتها ما صبّتِ النظرةَ شهداً
وسقتنى
ليتها ما صوّبت هدباً من العين الكحيلة
ورمتنى ..... فسبتنى
ليتها ما أجرت النهر حليباً
وروتنى
فى بحار العشق و النشوة يوماً
ليتها ما أغرقتنى

للرافع، مع التحية