أبو شامة المغربي
04/07/2006, 12:05 PM
ورود شعرية لمن يقرؤها هدية
*****
http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/Abu-madi/abu%20madi01.jpg
وقـــــائلـــــــة
***
وقائلةٍ: هجرتَ الشعرَ حتَّـى//
تَغَنَّـى بالسَّخَافَـاتِ الـمُغَنِّي
أتى زَمَنُ الربيـعِ وأنتَ لاهٍ//
وقد وَلَّـى وَلَمْ تَهْتِـفْ بِلَحْنِ
ونفسكَ كالصَّدَى في قاع ِ بئرٍ//
ومثل الفجـرِ ملتحفاً بدَجْـنِ
فما لكَ ليس يستهويكَ حُسْنٌ//
وأنتَ الـمرء تعشق كُلَّ حُسْنِ
أتسكتُ والشبابُ عليكَ ضَافٍ//
وحولكَ للهوى جَنَّـاتُ عَـدْنِ؟
ركـودُ الماءِ يورثـهُ فسـاداً//
فقلتُ لَهَا: استكينـي واطمئنـي
فما حَطَمَتْ يدُ الأيامِ روحي//
وإنْ حَطَمـت أباريقـي ودنِّـي
ولَمْ أعْقِـدْ على خوفٍ لساني//
ولا ضَنَّـاً على الدنيـا بفنِّـي
ولكني امرؤٌ للنـاسِ ضحكي//
ولِـي وحدي تباريـحي وحزنـي
إذا أشكو إلى خِدْنٍ هُـمومي//
وفي وُسْعِي السُّكُوتُ ظَلَمْتُ خِدْنِي
وتأبَـى كبريائي أن يَرانِـي//
فَتَـىً مغرورقاً بالدمع جَفْنِـي
فأستر عَبرتِـي عنـهُ لئـلا//
يَضِيـقُ بِهَا وإن هيَ أحرقتنـي
ويبكي صاحبِي فأخال أنـي//
أنا الجانِـي وإن لَمْ يَتَّهِمْنِـي
فأمسح أدمعـاً في مقلتيـهِ//
وإن حَكَـتِ اللهيبَ وإن كوَتني
لأنِّـي كلما رفَّهـتُ عنـه//
طربتُ كأننـي رَفَّهْـتُ عنـي
كذلك كان شأني بين قومي//
وهذا بينَ كُلِّ النـاسِ شأنـي
أقول لكلِّ نَـوَّاحٍ رويـداً//
فإن الـحُزْنَ لا يغنـي، ويضنـي
وجدت الداءَ بالأحرارِ يُزري//
فليتَ الدمعَ لَمْ يُخْلَـقْ بِجَفْـنِ
سبيل العِز أن تَبْنِـي وتُعْلي//
فلا تَقْنَـعْ بأنَّ سِواكَ يَبْنـي
ولا تَك عالَـةً في عُنْق جَـدٍّ//
رميمِ العَظْمِ أو عِبْئَاً على ابنِ
فَمَنْ يغرِسْ لكي يَبني سواه//
يَعِشْ، ويَموتُ مَنْ يحيا ليجنـي
ألائمتي اتركيني في سكونـي//
ولومي من يَضجّ بغيـر طحـن
إذا صار السَّمَاع بلا قيـاسٍ//
فلا عَجَب إذا سَكَتَ الـمغنـي
أنا ولِئنْ سَكَتُّ وقالَ غيري//
وجعجعَ صاحبُ الصوتِ الأرَنِّ
إذا لَمْ أجِدْ حقـلاً مَرِيعـاً//
خلقتُ الحقلَ في روحي وذِهنـي
فكادتْ تَمْلأ الأثْمَارُ كَفِّـي//
ويَعبق بالشذى الفَوَّاحِ ردنـي
(إيليا أبو ماضي)
*******
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)
*****
http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/Abu-madi/abu%20madi01.jpg
وقـــــائلـــــــة
***
وقائلةٍ: هجرتَ الشعرَ حتَّـى//
تَغَنَّـى بالسَّخَافَـاتِ الـمُغَنِّي
أتى زَمَنُ الربيـعِ وأنتَ لاهٍ//
وقد وَلَّـى وَلَمْ تَهْتِـفْ بِلَحْنِ
ونفسكَ كالصَّدَى في قاع ِ بئرٍ//
ومثل الفجـرِ ملتحفاً بدَجْـنِ
فما لكَ ليس يستهويكَ حُسْنٌ//
وأنتَ الـمرء تعشق كُلَّ حُسْنِ
أتسكتُ والشبابُ عليكَ ضَافٍ//
وحولكَ للهوى جَنَّـاتُ عَـدْنِ؟
ركـودُ الماءِ يورثـهُ فسـاداً//
فقلتُ لَهَا: استكينـي واطمئنـي
فما حَطَمَتْ يدُ الأيامِ روحي//
وإنْ حَطَمـت أباريقـي ودنِّـي
ولَمْ أعْقِـدْ على خوفٍ لساني//
ولا ضَنَّـاً على الدنيـا بفنِّـي
ولكني امرؤٌ للنـاسِ ضحكي//
ولِـي وحدي تباريـحي وحزنـي
إذا أشكو إلى خِدْنٍ هُـمومي//
وفي وُسْعِي السُّكُوتُ ظَلَمْتُ خِدْنِي
وتأبَـى كبريائي أن يَرانِـي//
فَتَـىً مغرورقاً بالدمع جَفْنِـي
فأستر عَبرتِـي عنـهُ لئـلا//
يَضِيـقُ بِهَا وإن هيَ أحرقتنـي
ويبكي صاحبِي فأخال أنـي//
أنا الجانِـي وإن لَمْ يَتَّهِمْنِـي
فأمسح أدمعـاً في مقلتيـهِ//
وإن حَكَـتِ اللهيبَ وإن كوَتني
لأنِّـي كلما رفَّهـتُ عنـه//
طربتُ كأننـي رَفَّهْـتُ عنـي
كذلك كان شأني بين قومي//
وهذا بينَ كُلِّ النـاسِ شأنـي
أقول لكلِّ نَـوَّاحٍ رويـداً//
فإن الـحُزْنَ لا يغنـي، ويضنـي
وجدت الداءَ بالأحرارِ يُزري//
فليتَ الدمعَ لَمْ يُخْلَـقْ بِجَفْـنِ
سبيل العِز أن تَبْنِـي وتُعْلي//
فلا تَقْنَـعْ بأنَّ سِواكَ يَبْنـي
ولا تَك عالَـةً في عُنْق جَـدٍّ//
رميمِ العَظْمِ أو عِبْئَاً على ابنِ
فَمَنْ يغرِسْ لكي يَبني سواه//
يَعِشْ، ويَموتُ مَنْ يحيا ليجنـي
ألائمتي اتركيني في سكونـي//
ولومي من يَضجّ بغيـر طحـن
إذا صار السَّمَاع بلا قيـاسٍ//
فلا عَجَب إذا سَكَتَ الـمغنـي
أنا ولِئنْ سَكَتُّ وقالَ غيري//
وجعجعَ صاحبُ الصوتِ الأرَنِّ
إذا لَمْ أجِدْ حقـلاً مَرِيعـاً//
خلقتُ الحقلَ في روحي وذِهنـي
فكادتْ تَمْلأ الأثْمَارُ كَفِّـي//
ويَعبق بالشذى الفَوَّاحِ ردنـي
(إيليا أبو ماضي)
*******
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)