المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التصوف .. الصوفية .. المتصوفة .. هل من دليل شرعي يشهد لهذه الإصطلاحات بالصحة



أبو شامة المغربي
25/06/2006, 04:36 PM
:bism:

*****

سلام الله عليكم جميعا

أهل المربد الزاهر

ورحمته تعالى وبركاته

أحييكم في البدء بتحية الإسلام الخالدة ذات الأصل الثابت، وذات الفرع السامق الجلي الوضاح في السماء.

وبعد

لقد سبق وسقت ما سقته منقولا في يوم غير بعيد قد مضى من أحد المواقع على الشبكة العنكبوتية، حول ما يسمى بـ(التصوف) ومن يطلق عليهم اسم(الصوفية) أو (المتصوفة)، بقصد الإطلاع وإلقاء نظرة على هذه الإصطلاحات، التي أضعها بين قوسين، وذلك لأني بحثت فلم أجد لها دليلا شرعيا واحدا لا في كتاب الله عز وجل ولا في أحاديث الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام

؟؟؟

لا وجود لآية واحدة في القرآن الكريم تشتمل على الألفاظ الآتية:

(التصوف) و(الصوفية) أو (المتصوفة)

لا وجود لحديث نبوي شريف واحد يشتمل على أحد تلك الألفاظ

؟؟؟

فنحن نقرأ مثلا في كتاب الله الحكيم وفي أحاديث الحبيب المصطفى الكلمات القرآنية التالية:

الإسلام

المسلمون

الإيمان

المؤمنون

ولا نجد أثرا صغيرا أو كبيرا فيهما لكلمات مثل:

(التصوف)

(المتصوفة)

(الصوفية)

(الصوفيون)

ألا ترون معي وفقكم الله تعالى أن الأصل هو ما جاء في القرآن الكريم وفي الحديث النبوي الشريف؟

ألا ترون معي أن الشذوذ ممثل في ما ورد من أشباه تلك المصطلحات، التي ما أنزل الله بها من سلطان في غيرهما؟

فهل من دليل شرعي يشهد لتلك الإصطلاحات بالصحة

؟؟؟



حيــــاكم الله

*****

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

الدكتور مروان الظفيري
25/06/2006, 05:54 PM
أخي الحبيب الفاضل أبو شامة المغربي :
التصوف الحقيقي معناه :
الحرص التام علي الإكثار من ذكر الله تعالي ـ وعلي أداء التكاليف التي كلف ـ سبحانه ـ بها عباده، وعلي تصفية الروح والقلب من كل ما يتنافى مع آداب الإسلام وعقائده ، مع التقيد التام بقوله تعالي :
"وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ". سورة القصص ، الآية 77 .
لا نعرف للصوفية الحقيقية التي هي بمعني تطهير النفس وتزكيتها عقيدة خاصة تخالف وتجافي عقيدة أهل السنة والجماعة ، لأن الدعوة إلي تطهير النفس وتزكيتها ، من أركان عقيدة أهل السنة والجماعة ، وإذا وجد أناس ينسبون أنفسهم إلي الصوفية ولكنهم يقولون أو يفعلون ما يخالف عقيدة الإسلام وآدابه فالصوفية الحقيقية برئيه منهم وهم برءاء منها . لا يصح التشهير بالمنتسبين إلي الطرق الصوفية الذين يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والذين يحرصون علي الاقتداء بالنبي ، في قوله وفعله ، والذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، والذين يجتمعون علي طاعة الله تعالي وذكره .
ومن يشهر بمن هؤلاء حالهم فانه يكون آثما ، ومرتكبا لجرم عظيم يستحق عليه العقاب من الله تعالي ، والشأن في المسلم الصادق أنه بيني حياته مع أخيه المسلم علي حسن الظن لا علي سوء الظن .
وصدق الله إذ يقول :
" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ " سورة الحجرات الآية 12 .
كما أن من شأن المسلم الصادق أيضا أن ينصح غيره بالحكمة والموعظة الحسنة ، وأن يجادله فيما يختلفان فيه من أمور , بالطريقة المهذبة والتي ترضي الله تعالي ، هذا وبالله التوفيق .
التصوف : منهج يستهدف التمسك بالقرآن الكريم قولاً وعملاً وخلقاً وسلوكاً قويماً مستهدياً بسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومتأسياً بشريف أخلاقه الكريمة . ولابد من معلم حاز إجازة في التربية والسلوك ليدل المتعلم علي أمرين هامين جداً :
الأول : تزكية النفس المشار إليهما بقوله تعالي :
" قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا "
وكثرة ذكر الله تعالي المشار إليه بقوله تعالى :
" وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ "
الثاني : معرفة الإحسان المشار إلية بقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " ، والذي دعا إليه القرآن بقوله تعالي :
" كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ لَتَرَوْنَ الْجَحِيمَ " .
كما أن التصوف هو اصطلاح نشأ في عصر المصطلحات حين أصبح كل فن وعلم له مصطلحات خاصة كاللغة العربية وقواعد النحو والفرائض وسائر العلوم والفنون إلي عصرنا الحاضر تعرف بمصطلحات خاصة تمهيدا لدراسة أي علم .
وكما يوجد في كل حرفة وكل علم وفن من لا يحسن الوصول إلي الهدف الأسمى ويعتبر دخيلا علي العلم أو الفن المقصود إتقانه , فيأتي الفقيه في ذلك العلم أو الفن , فيجلي الحقيقية وينفي الدخلاء والجهلاء ليميز الخبيث من الطيب .
كذلك التصوف , منهم من يعاديه لأنه ومنهم من يطعن فيه لأنه عن طريق المزورين له أو الدخلاء الجهلاء بحقيقته الذين شوهوه بجهلهم به علماً وعملاً وسلوكاً .
أما التصوف بحقيقته وجوهره فسيبقي مزداناً بالثناء عليه ممن علمه وعلم رجاله الصادقين في حقيقة العلم , ولا يهاجمه إلا فئتان :-
* فئة لا تعمله وتجهل حقيقة العلم , وتـُجَهِّل علماءه والعارفين به .
* وفئة تهاجم الدخلاء وماتحشوا به أفكار العامة من أمور ومن أعمال وسلوك وبدع لا يقرها الشرع الشريف , ولا الفكر الإسلامي الصحيح .

الدكتور مروان الظفيري
25/06/2006, 05:57 PM
وما زال الحوار مفتوحًا !!!!!!


ألا أين المحامونا !!!!؟؟

أبو شامة المغربي
25/06/2006, 08:05 PM
:bism:

*****

أخي الكريم مروان

سلام الله عليك ورحمته تعالى وبركاته

لك مني جزيل الشكر إذ بادرت إلى طرق باب ما اصطلح عليه أصحابه بـ(التصوف)

ولقد قرأت ما تفضلت بسرده مشكورا في هذا الشأن، وهو في بدئه ومنتهاه ما نصادفه من تعاريف وخلاصات في ما يسمى بـ( الكتابات الصوفية)، إلا أني لم أجد فيه عينا ولا أثرا للإجابة على السؤال الذي طرحته:

هل من دليل شرعي يشهد لتلك الإصطلاحات بالصحة

؟؟؟

وإني لأسأل مستغربا عما إذا كان أهل الإسلام في حاجة إلى اصطلاحات وضعية مستحدثة تقوم مقام ما ثبت من أسماء في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف

؟؟؟

هل لفظ (التصوف) أبلغ دلالة وأفصح في اللسان من لفظ (الإسلام)

؟؟؟

هل لفظ (المتصوفة) أو لفظ (الصوفية) أدق وأعمق من لفظي: المسلمون والمؤمنون

؟؟؟

هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم (متصوفا/صوفيا) أم كان مسلما مؤمنا

؟؟؟

هل ثمة حقا دليل شرعي على ما يسمى بـ (التصوف الإسلامي)

؟؟؟

وإني أعود وأسأل، فأقول:

هل من دليل شرعي يشهد لتلك الإصطلاحات بالصحة

؟؟؟



حيــــاك الله

*****

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

بنت الشهباء
25/06/2006, 09:33 PM
أما التصوف بحقيقته وجوهره فسيبقي مزداناً بالثناء عليه ممن علمه وعلم رجاله الصادقين في حقيقة العلم , ولا يهاجمه إلا فئتان :-
* فئة لا تعمله وتجهل حقيقة العلم , وتـُجَهِّل علماءه والعارفين به .
* وفئة تهاجم الدخلاء وماتحشوا به أفكار العامة من أمور ومن أعمال وسلوك وبدع لا يقرها الشرع الشريف , ولا الفكر الإسلامي الصحيح .

بقلم / الدكتور مروان


أستاذي الفاضل الكريم :

أنا معكَ في كل حرف وكلمة , ولا أحيد عن هذا الرأي أبداً والله ..
فالتصوّف بحقيقته وجوهره الأصيل هو الورع , وترك الشبهات والزهد في الدنيا ..
ولكن ليس يعني الزهد في الدنيا أن يعتكف في المساجد , ويصلي ويصوم الدهر كله ..
لا أبدا بل يعلّم ويتعلّم أصول الفقه والحديث والعلوم الأخرى ...

فالصوفية الحقيقية هي ترك أي شبهة مشبوهة مهما كانت ...
ومعنى كلمة الصوفية :
هي أنهم كانوا يلبسون الصوف لزهدهم في الحياة الدنيا ..

وأستاذنا الدكتور

أبو شامة المغربي

صحيح أنه ليس في القرآن موجود كلمة صوفية أو متصوّف ...
لكن هي تعني في حقيقتها الزهد والورع ...

ولكن ماذا تعني كلمة وهابيّة أو غيرها ...

هل لها أصل في القرآن الكريم !!؟؟...

سئل ذات مرة سلمان الفارسي : من أبوك !!؟؟..
فأجابهم :

أنا ابن الإسلام

وليس ابن جماعة أو حزب أو ماشابه ذلك!!....

جزاكم الله خيرا أساتذتي الكرام

طارق شفيق حقي
25/06/2006, 09:49 PM
لقد سبق وسقت ما سقته منقولا في يوم غير بعيد قد مضى من أحد المواقع على الشبكة العنكبوتية، حول ما يسمى بـ(التصوف) ومن يطلق عليهم اسم(الصوفية) أو (المتصوفة)، بقصد الإطلاع وإلقاء نظرة على هذه الإصطلاحات،



والله يا دكتور أبو شامة لم أشاهد هذا الموضوع الذي ذكرت ربما لانشغالي وربما لأنك أكثرت بشكل مفرط بالمواضيع المنقولة فشكلت الكثرة حاجز للتواصل وكنت أتمنى حين قرات الكلام هنا أن أقرا الموضوع

لكن سأبحث عنه رغم أن السلسلة ناقصة هكذا

طارق شفيق حقي
25/06/2006, 09:58 PM
سأطرح سؤالاً قبل أن نفيض في الموضوع





لو أن الزمن مر طويلاً على المربد وكتابه و أعضائه







وانهم اصطلحوا على معنى جديد وهو المربديون





وكان لهم قاسمهم المشترك في الفكر وكان لهم طريقتهم





هل نقول أنه لا يوجد آية أو دليل شرعي على ذلك





المثال هنا المربدي تقابل الصوفي كمثال تقريبي

أم الهدى
25/06/2006, 10:10 PM
السلام عليكم
بطريق الصدفة قرات موضوعكم المعروض

فسجلت لأكتب رأيي وانصرف مع العلم أنني لست من أي فئة اوضح لكم ماربما سوف يلتبس عليكم

السيد طارق شفيق حقي المحترم

يمكنك بأمور الدنيا أن تختار ماتشاء فما ضيق الإسلام واسعاً

ولكن عندما تكون الامور متعلقة بالدين الذي هو الإسلام فلا تختار ماتشاء

فالمقارنة هنا خاسرة وليست بحجة

وأما للسيد دصاحب المقال المحترم فأنصحك لوجه الله ألاتتهم بالشذوذ مباشرة وتوجه الكلامات التي فيها قسوة على عباد الله

امرنا ربنا بحسن التعامل بغمكانك إبراز حججك بهدوء وتقول أن ذلك لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام أما ان تقول شذوذ

وماشابه فلا يليق بنا

وسؤال أوجهه بدوري لكم للسيدة بنت الشهباء المحترمة

لماذا كلما قدم لنا إنسان النصيحة نبحث عن نقيصة عنده كي نرميه بها ونواجهه بها بدلا من أن ننظر إن كانت فينا أم لا

وننظر غن كان معه حق أم لا ونصلحها


ألس الإعتراف بالخطا فضيلة

فلماذا ويحنا ماعدنا قادرين على الاعتراف باخطائنا

كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون

والاسلام مبني على التناصح

فعندما تقدم لي نصيحة وأقدم لك بدوري ثانية نتقدم

لا ان ابحث عن نقائصك كي ابرهن على انني افضل منك

أبو شامة المغربي
25/06/2006, 10:10 PM
موسوعـــــــة (التصوف) و(الصوفية)
*****
http://www.islamweb.net/ver2/library/arabicimages/openfoldericon.gif حقيقة التصوف والصوفية
http://www.islamweb.net/ver2/library/arabicimages/openfoldericon.gif السلوك مصدره الشرع
http://www.islamweb.net/ver2/library/arabicimages/openfoldericon.gif النسك والتصوف
http://www.islamweb.net/ver2/library/arabicimages/openfoldericon.gif القراء والصوفية
http://www.islamweb.net/ver2/library/arabicimages/openfoldericon.gif الصفة وأهل الصفة
http://www.islamweb.net/ver2/library/arabicimages/openfoldericon.gif نقد التصوف
http://www.islamweb.net/ver2/library/arabicimages/openfoldericon.gif الصوفية والفقراء
http://www.islamweb.net/ver2/library/arabicimages/openfoldericon.gif الطرق الصوفية
http://www.islamweb.net/ver2/library/arabicimages/openfoldericon.gif الانتساب إلى التصوف أو الفقر أو إلى مشايخه.

http://www.islamweb.net/ver2/library/arabicimages/openfoldericon.gif تقسيم الدين إلى ظاهر وباطن وعلم الشريعة والحقيقة
http://www.islamweb.net/ver2/library/arabicimages/openfoldericon.gif مقامات السائرين
http://www.islamweb.net/ver2/library/arabicimages/openfoldericon.gif المؤلفات في الزهد والتصوف والسلوك
http://www.islamweb.net/ver2/library/arabicimages/openfoldericon.gif أعلام الصوفية و الزهاد والمشايخ
http://www.islamweb.net/ver2/library/arabicimages/openfoldericon.gif مباحث في اصطلاحات أهل التصوف
http://www.islamweb.net/ver2/library/arabicimages/openfoldericon.gif سماع الصوفية
http://www.islamweb.net/ver2/library/arabicimages/openfoldericon.gif مذاهب الصوفية في الإرادة والقدر الشرعي والكوني
http://www.islamweb.net/ver2/library/arabicimages/openfoldericon.gif العبادة
http://www.islamweb.net/ver2/library/arabicimages/openfoldericon.gif أمراض القلوب وشفاؤها


*******
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

طارق شفيق حقي
25/06/2006, 10:23 PM
السلام عليكم
بطريق الصدفة قرات موضوعكم المعروض

فسجلت لأكتب رأيي وانصرف مع العلم أنني لست من أي فئة اوضح لكم ماربما سوف يلتبس عليكم

السيد طارق شفيق حقي المحترم

يمكنك بأمور الدنيا أن تختار ماتشاء فما ضيق الإسلام واسعاً

ولكن عندما تكون الامور متعلقة بالدين الذي هو الإسلام فلا تختار ماتشاء

فالمقارنة هنا خاسرة وليست بحجة

وأما للسيد دصاحب المقال المحترم فأنصحك لوجه الله ألاتتهم بالشذوذ مباشرة وتوجه الكلامات التي فيها قسوة على عباد الله

امرنا ربنا بحسن التعامل بغمكانك إبراز حججك بهدوء وتقول أن ذلك لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام أما ان تقول شذوذ

وماشابه فلا يليق بنا

وسؤال أوجهه بدوري لكم للسيدة بنت الشهباء المحترمة

لماذا كلما قدم لنا إنسان النصيحة نبحث عن نقيصة عنده كي نرميه بها ونواجهه بها بدلا من أن ننظر إن كانت فينا أم لا

وننظر غن كان معه حق أم لا ونصلحها


ألس الإعتراف بالخطا فضيلة

فلماذا ويحنا ماعدنا قادرين على الاعتراف باخطائنا

كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون

والاسلام مبني على التناصح

فعندما تقدم لي نصيحة وأقدم لك بدوري ثانية نتقدم

لا ان ابحث عن نقائصك كي ابرهن على انني افضل منك

أم هدى هل لنا أن نرحب بك اولاً في المربد


لأنك قد هجمت علينا هجمة واحدة دون أن يتسنى لنا الترحيب بك

أهلا بك في المربد والاختلاف لا يفسد في الود قضية

حي على الاختلاف

طارق شفيق حقي
25/06/2006, 10:28 PM
أبو شامة العزيز حبذا لو قللنا من الروابط الخارجية قدر المستطاع

حياك الله

أم الهدى
25/06/2006, 10:29 PM
أم هدى هل لنا أن نرحب بك اولاً في المربد


لأنك قد هجمت علينا هجمة واحدة دون أن يتسنى لنا الترحيب بك

أهلا بك في المربد والاختلاف لا يفسد في الود قضية

حي على الاختلاف

شكرا لترحيبكم ب( هجومي )

رغم انه دفاع عن الاخوةالاسلامية وليس( بهجوم)

وانما هو تناصح وليس هجوم

مشكورين بكل الاحوال

أبو شامة المغربي
25/06/2006, 10:36 PM
سئل ذات مرة سلمان الفارسي: من أبوك !!؟؟..
فأجابهم:
أنا ابن الإسلام
(ابنة الشهباء)
*****
:bism:
*****
سلام الله عليك أختي الكريمة بنت الشهباء ورحمته تعالى وبركاته
وبعد ..
رحم الله سلمان الفارسي ورضي عنه
لقد حسم الأمر عندما أجاب قائلا:
أنا ابن الإسلام
لم يجب مثلا بقول على الشاكلة التالية:
أنا ابن التصوف

لماذا يا ترى؟
لأنه يعلم حق العلم قول الله عز وجل:
(ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه، وهو في الآخرة من الخاسرين)
[ آل عمران: الآية 85 ]

ثم إني لأسأل:
أيليق بأهل الإسلام أن يتركوا الأخذ بما جاء في كتاب الله تعالى وفي حديث الحبيب المصطفى من أسماء بينة واضحة وضوح الشمس في كبد السماء، ثم يعمدوا بعد ذلك إلى الأخذ بأسماء وضعية ومعاجم مستحدثة ما أنزل الله سبحانه بها من سلطان؟
حيـــاك الله
*****
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
25/06/2006, 10:57 PM
لو أن الزمن مر طويلاً على المربد وكتابه وأعضائه،

وانهم اصطلحوا على معنى جديد وهو المربديون

وكان لهم قاسمهم المشترك في الفكر، وكان لهم طريقتهم

هل نقول أنه لا يوجد آية أو دليل شرعي على ذلك؟

المثال هنا المربدي تقابل الصوفي


(طارق شفيق حقي)

*****

http://www.merbad.org/vb/images/smilies/bism.gif

*****

سلام الله عليك أخي الكريم طارق ورحمته تعالى وبركاته

وبعد ..

أبدأ من حيث المبتدأ فأقول:

"لا قياس مع وجود الفارق"

فنحن في سياق الحديث عن الإسلام أمام أسماء واردة في كتاب الله العليم الخبير، وهي ماثلة كذلك أمامنا في أحاديث الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم ..

بمعنى آخر نحن أمام أسماء من صلب الإسلام، وهي أسماء ليست من وضع الإنسان

فلنقرأ متدبرين كتاب الله العزيز الحكيم

لنقرأ أحاديث الحبيب المصطفى بنظر سديد

عندها سنعلم حق العلم، وسنوقن عين اليقين بأن الأسماء التي ارتضاها الله عز وجل لنا ليست من قبيل الأسماء التي يسميها الإنسان أو من قبيل ما سماه آباؤه الأولون ..

فشتان بين الأسماء الوضعية وغير الوضعية


حياك الله

*****

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
25/06/2006, 11:31 PM
وأما للسيد صاحب المقال المحترم، فأنصحك لوجه الله ألا تتهم بالشذوذ مباشرة، وتوجه الكلامات التي فيها قسوة على عباد الله

أمرنا ربنا بحسن التعامل، بإمكانك إبراز حججك بهدوء وتقول: إن ذلك لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام، أما ان تقول شذوذ

وماشابه فلا يليق بنا.

(أم الهدى)

*****



:bism:

*****

سلام الله عليك أختي الكريمة أم الهدى ورحمته تعالى وبركاته

في المستهل نرحب بك في رحاب المربد الزاهر

فأهلا حللت بينهم معززة، وسهلا معرفيا خصبا نزلت مكرمة

نسأل الله تعالى لك مقاما طيبا دائما على صفحات المربد الزاهر

وأن يرزقك في سائر الأفعال والأقوال تمام الهدى والرشاد



أما بعد ..

فقد رأيت أختي الكريمة في ما عرضته قسوة واتهاما في غير محله، وهذا ما لم أقصد إليه قصدا، ولا أرى لحديثي به أي صلة لا من قريب ولا من بعيد أبدا ..

ثم إني لأنصحك أختي الكريمة لوجه الله عز وجل أن تحسني الظن بغيرك من الناس، وأن لا تتعجلي في إصدار أحكامك، فإن بعض الظن إثم ..

أما في شأن ما طرقناه من حوار حول

(التصوف)

فإني أسأل قائلا:

أليس ما لم يرد في كتاب الله عز وجل، وما لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام في أمر الإسلام شذوذا

؟؟؟



حياك الله

*****

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

فؤاد بوعلي
26/06/2006, 12:39 AM
الإخوة الأفاضل
الحديث عن التصوف لا يتم عبر معالجته الاصطلاحية بل المفهومية ... فليس من المعقول أن تبحث عن مصطلح ظهر بعد نزول الرسالة السماوية بقرون لتثبت وجوده .... لكن يمكن معرفة مفهومه ومن ثم البحث عن أصوله العباديةى في القرآن والسنة ... فقد سمي الصوفية نسبة إلى الصوف لأنهم كانوا يلبسون الصوف ..لأو نسبة إلى أهل الصفة ...أو نسبة إلى الصفاء.... لكن المتفق عليه أن أهل التصوف هم أناس يجتهدون في السلوك إلى اللقاء تشوفا للقرب من المولى عز وجل ..وأئمة التصوف أمثال الغزالي والجيلاني وابن عطاء الله ..يؤكدون على أن التصوف هو نسبة إلى الإحسان الذي هو مرتبة أعلى من الإسلام والإيمان كما في حديث جبريل عليه السلام الذي اختتم بقول الحجبيب صلى الله عليه وسلم : هذا جبريل جاءكم يعلمكم دينكم . أي أن الدين إسلام وإيمان وإحسان .والإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه. والرؤية هنا كما فسره الشيخ أبو الحسن الندوي رحمه الله هي رؤية الله في مخلوقاته : في النبتة الصاعدة والقطرة النازلة ...لذا فالتصوف هو سبيل السالكين إلى رب العالمين عبر مجاهدات وأذكار وآداب متميزة تتناقلها القلوب لا الصحف ... والصدور لا الكتب ... ولذلك اعتاد العلماء التمييز بين فقهين : فقه الشريعة وفقه الحقيقة .الأول هو الذي يعلمنا الحدود والآداب وطرق العبادات ..والثاني يعلمنا سلوك القلوب وطرق معالجتها حتى تخلص للعه عز وجل .الأول يمر عبر المدارسة والثاني عبر المجاهدة . الأول قد تجده في الكتب منثورا . والثاني لا تنفك عن شيخ يلقنك إياه . ولذلك ترك الغزالي مشيخة مدرسة بغداد باحثا عمن يلقنه كلمة التوحيد .والتجأ الشافعي إلى راعي أمي يعلمه حب كلمة الإخلاص.
وللحديث بقية إن كان في العمر بقية

أم الهدى
26/06/2006, 09:23 AM
حياكم الله جميعا


لانستطيع أن نسميه شذوذا لان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يسمه شذوذا أليس كذلك

وأتمنى ان تبين لي أين الاتهامات التي وجهتها لك وتسالني بعدها ان أحسن الظن لانني لااحسنه

ارجو أن توضح لي اين اسات الظن بك حتى أعمل بنصيحتك

وبالخير جزاك الله للنصح

بنت الشهباء
26/06/2006, 11:05 AM
وأئمة التصوف أمثال الغزالي والجيلاني وابن عطاء الله ..يؤكدون على أن التصوف هو نسبة إلى الإحسان الذي هو مرتبة أعلى من الإسلام والإيمان كما في حديث جبريل عليه السلام الذي اختتم بقول الحجبيب صلى الله عليه وسلم : هذا جبريل جاءكم يعلمكم دينكم . أي أن الدين إسلام وإيمان وإحسان .والإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه. والرؤية هنا كما فسره الشيخ أبو الحسن الندوي رحمه الله هي رؤية الله في مخلوقاته : في النبتة الصاعدة والقطرة النازلة ...لذا فالتصوف هو سبيل السالكين إلى رب العالمين عبر مجاهدات وأذكار وآداب متميزة تتناقلها القلوب لا الصحف ... والصدور لا الكتب ...

بقلم / فؤاد بو علي


أحسنتَ وأبدعتَ أخي الفاضل فؤاد بو علي في بحثكَ الرائع القيّم عن حقيقة التصوّف ..

ومما لا شكّ فيه أبدا أنّ الإنسان دائما بحاجة إلى روحانية تنقله إلى الملأ الأعلى يناجي فيها ربه , ويتقرب منه .. وهل هناك أجمل وأعظم من أن يصل المسلم الإنسان إلى هذه المرتبة العليا من الصفاء الروحي التي تنقله إلى ما ماوراء الأفق !!؟؟؟...

جميل والله , وررررائع ما أتيت به أخي الفاضل فؤاد !!..

وكم أنني سعيدة بوجودكَ معنا في أسواق مربد الأدبية ..

أهلا بكَ أخي فؤاد , ونأمل أن تكون دائما متواصلاً معنا في بجوثكَ وردودكَ المتميّزة ..

دمت دائما بخير

طارق شفيق حقي
27/06/2006, 12:05 AM
الإخوة الأفاضل
الحديث عن التصوف لا يتم عبر معالجته الاصطلاحية بل المفهومية ... فليس من المعقول أن تبحث عن مصطلح ظهر بعد نزول الرسالة السماوية بقرون لتثبت وجوده .... لكن يمكن معرفة مفهومه ومن ثم البحث عن أصوله العباديةى في القرآن والسنة ... فقد سمي الصوفية نسبة إلى الصوف لأنهم كانوا يلبسون الصوف ..لأو نسبة إلى أهل الصفة ...أو نسبة إلى الصفاء.... لكن المتفق عليه أن أهل التصوف هم أناس يجتهدون في السلوك إلى اللقاء تشوفا للقرب من المولى عز وجل ..وأئمة التصوف أمثال الغزالي والجيلاني وابن عطاء الله ..يؤكدون على أن التصوف هو نسبة إلى الإحسان الذي هو مرتبة أعلى من الإسلام والإيمان كما في حديث جبريل عليه السلام الذي اختتم بقول الحجبيب صلى الله عليه وسلم : هذا جبريل جاءكم يعلمكم دينكم . أي أن الدين إسلام وإيمان وإحسان .والإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه. والرؤية هنا كما فسره الشيخ أبو الحسن الندوي رحمه الله هي رؤية الله في مخلوقاته : في النبتة الصاعدة والقطرة النازلة ...لذا فالتصوف هو سبيل السالكين إلى رب العالمين عبر مجاهدات وأذكار وآداب متميزة تتناقلها القلوب لا الصحف ... والصدور لا الكتب ... ولذلك اعتاد العلماء التمييز بين فقهين : فقه الشريعة وفقه الحقيقة .الأول هو الذي يعلمنا الحدود والآداب وطرق العبادات ..والثاني يعلمنا سلوك القلوب وطرق معالجتها حتى تخلص للعه عز وجل .الأول يمر عبر المدارسة والثاني عبر المجاهدة . الأول قد تجده في الكتب منثورا . والثاني لا تنفك عن شيخ يلقنك إياه . ولذلك ترك الغزالي مشيخة مدرسة بغداد باحثا عمن يلقنه كلمة التوحيد .والتجأ الشافعي إلى راعي أمي يعلمه حب كلمة الإخلاص.
وللحديث بقية إن كان في العمر بقية


اسمح لي أن أرحب بك أجمل ترحيب أخي الكريم في المربد

حياك الله وبياك
المربد يزدان بكل حرف نقي طاهر يعيد جمال لغتنا وفكرنا وتراثنا

أهلا بك مرة اخرى في المربد
سعدنا بك وبفكرك

فؤاد بوعلي
27/06/2006, 11:31 AM
الأستاذ الفاضل طارق

شكرا لك على الترحيب وأنا سعيد بالانضمام إلى هذا الجمع الطيب

فؤاد بوعلي
29/06/2006, 12:52 PM
نظّمت "دار الكتب المصرية" ضمن برنامجها للموسم الثقافي الحالي، ندوة عن "التراث الصوفي" التي شارك فيها الدكتور حامد طاهر الأستاذ في كلية دار العلوم ونائب رئيس جامعة القاهرة والدكتور جمال المرزوقي أستاذ الفلسفة الاسلامية والمفكر الاسلامي رجائي عطية والدكتور عبد الحميد مدكور أستاذ الفلسفة الاسلامية في دار العلوم.
أكّدت الندوة على أهمية استلهام القيم الصوفيّة للتغلب على الكثير من مشكلات العالم المعاصر، كما أكّدت أنّ دراسة التراث الصوفي تساعد في تهذيب النّفس وتخليصها من الصراع، والقطع الدائم لاشباع شهواتها.
تحدث المفكر الاسلامي رجائي عطية عن مؤلّفه الخاص بأبي ذر الغفاري معتبرا إياه الصوفي الرائد في الاسلام، وقال انّ السبب الذي دفعه لتأليف كتاب عنه هو شخصيّته الجاذبة والرياديّة،مضيفاً ان الغفاري هو أوّل من أدرك أنّ للمال وظيفة اجتماعية ولذلك رفع راية محاربة اكتناز المال مطالبا بحقّ الفقراء فيه، وانّه لم ينخدع بألاعيب استخدام الدين في الاستيلاء على مال الدولة.
أمّا الدكتور حامد طاهر فأكد أن القيم الصوفية كفيلة بمنع التطرّف لأنّ الانسان عندما يتحلّى بها يدرك أنّ مصدر العلم هو الله وأنّه قادر على اعطائه الحقيقة هو وغيره.
وفي حديثه عن ابن عربي، أكد طاهر أنّه شخصية مثيرة للجدل خصوصاً أن ثمّة 26 كتابا تناصره وأكثر من 23 كتابا تهاجمه، وقال انّه أكثر أقطاب الصوفية الاسلامية شهرة في الغرب، وأثار مذهبه "وحدة الوجود" كثيرا من الاعجاب في الغرب،مؤكدا أن تراثه منتشر في كل أنحاء العالم نظرا الى ترحاله الدائم.

بنت الشهباء
29/06/2006, 04:06 PM
أكّدت الندوة على أهمية استلهام القيم الصوفيّة للتغلب على الكثير من مشكلات العالم المعاصر، كما أكّدت أنّ دراسة التراث الصوفي تساعد في تهذيب النّفس وتخليصها من الصراع، والقطع الدائم لاشباع شهواتها.





ررررائع يا أخي فؤاد

سلّمك الله , ورعاك ووقاكَ من كل سوء ..

فقد أتيت لنا بالبينة الواضحة عن حقيقة الصوفية , والتراث الصوفي ..

دائما بحق أجد التميّز , والقوة , والجرأة في ردودكَ ومواضيعكَ , وهذا يدلّ على صدق لسان قولكَ..
أسأل الله أن يزيدكَ هدى وتقوى إنه سميع مجيب

فباركَ الله بكَ ,. وجزاكَ الله خيرا

مسلم
14/02/2007, 12:48 AM
وفي حديثه عن ابن عربي، أكد طاهر أنّه شخصية مثيرة للجدل خصوصاً أن ثمّة 26 كتابا تناصره وأكثر من 23 كتابا تهاجمه، وقال انّه أكثر أقطاب الصوفية الاسلامية شهرة في الغرب، وأثار مذهبه "وحدة الوجود" كثيرا من الاعجاب في الغرب،مؤكدا أن تراثه منتشر في كل أنحاء العالم نظرا الى ترحاله الدائم.



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أخي لتعلم من هو إبن العربي:

ابن عربي **** عرفه تاريخ الإسلام بل تاريخ الإنسانية كلها
قد كان في تاريخ الإسلام كفار حاربوه كأبي جهل وأبي لهب وكفار الفرس والروم، واليهود، والنصارى، ومن قبلهم قوم نوح، وعاد، وثمود، وفرعون، وقد كان في تاريخ الإسلام زنادقة أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر، ونقلوا عقائد الكفار وألبسوها لباس الإسلام كالحلاج، وابن الراوندي، وعبدالكريم الجيلي، وابن الفارض، والتلمساني، وابن سبعين، وعبدالعزيز الدباغ، وابن المبارك السلجماسي وغيرهم وغيرهم، ولكن احدا من هؤلاء لم يكن كابن عربي قط، ولم يبلغ شأوه ودرجته في الكفر والزندقة والمروق من الدين، فإن الكفار الاصليين واعظمهم فرعون الذي قال "أنا ربكم الأعلى" لم يجعل ربا للناس جميعهم الا نفسه، وقال لموسى عليه السلام: "لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين"، واما ابن عربي فقد جعل كل موجود في الوجود هو الله، يجمع درجات الوجود وحتى الشياطين والنجاسات - تعالى الله سبحانه وتعالى عما يقول هذا الأفاك - ونستغفر الله من حكاية قول هذا المجرم الخبيث، فأين كفر فرعون من كفر هذا الخبيث، وكل الذين اشركوا بالله عبدوا معه الها او الهين او ثلاثة او مائة من الاصنام والاوثان والكواكب، واما هذا ***فقد جعل كل معبود عبد هو الله لا غير، وان كل من عبد شيئا فلم يعبد الا الله، فأين كفر المشركين من كفر هذا المجرم الخبيث.
وكل الزنادقة الذين كانوا في تاريخ الاسلام اولوا بالتأويل الباطني نصا او اكثر من القرآن، وهذا *** لم يترك آية في كتاب الله ولا حديثا من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الا حملها على عقائد الكفار جميعا وعقيدة وحدة الوجود على الخصوص (انظر امثلة ذلك في ثنايا المقال). ان كل الزنادقة الذين كذبوا على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم لم يكذبوا كما كذب هذا الذي ادعى انه يتلقى عن الله من اللوح المحفوظ بغير واسطة.
واما النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتلى عن الله بواسطة وهو جبريل، وانه لذلك افضل من الرسول صلى الله عليه وسلم، وان محمد خاتم الانبياء صلوات الله وسلامه عليه، واما هو فخاتم الاولياء، وجعل خاتم الاولياء يعني نفسه افضل من خاتم الانبياء.
والزنادقة الذين كذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد افتروا عليه في وضع بعض الاحاديث او تأويل بعض منها، واما هذا ****بيث فقد ادعى بأن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي سلمه كتاب فصوص الحكم يدا بيد - وهو اعظم كتاب في الكفر والزندقة ظهر في الارض الى يومنا هذا. وعامة الزنادقة الذين مروا في تاريخ الاسلام لاحقتهم اللعنة، وذاقوا حد السيف، ولكن هذا ***** ومظاهرة مريديه استطاع ان يفلت من القتل على الزندقة، ووجد من المجرمين من يطبل له ويزمر، ويرفعه فوق مصاف الانبياء والمرسلين، فضلا عن جميع علماء المسلمين، ولقد وجدت فيه دوائر الكفر ضالتها المنشودة لهدم الاسلام بل لهدم جميع الاديان، فنشروا تراثه لهدم تراث الاسلام، واعتنوا بكتاباته، ومن اجل ذلك كانت فتنة ابن عربي من اعظم الفتن التي مرت بالمسلمين.

اقوال اهل العلم في ابن عربي :

1- قال العز بن عبدالسلام: "هو شيخ سوء كذاب، يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجا" (سير أعلام النبلاء 23/4 وقال ايضا: هو شيخ سوء كذاب، فقال له ابن دقيق العيد: وكذاب ايضا؟ قال: نعم. تذاكرنا بدمشق التزويج بالجن، فقال: هذا محال، لأن الانس جسم كثيف والجن روح لطيف، ولن يعلق الجسم الكثيف الروح اللطيف. ثم بعد قليل رأيته وبه شجة، فقال: تزوجت جنية فرزقت منها ثلاثة اولاد، فاتفق يوما اني اغضبتها فضربتني بعظم حصلت منه هذه الشجة وانصرفت فلم ارها بعد هذا". اه. (ميزان الاعتدال 5/105). 2- قال الحافظ ابن حجر: وقد كنت سألت شيخنا سراج الدين البلقيني عن ابن عربي؟ فبادر بالجواب: هو كافر. اه. (لسان الميزان 4/313- اما الامام الذهبي فقد قال عن كتاب "فصوص الحكم": "ومن اردأ تواليفه كتاب الفصوص فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفر". اه. (سير اعلام النبلاء 23/48).
4- قال تقي الدين السبكي كما في "مغني المحتاج" للشربيني 3/:61 "ومن كان من هؤلاء الصوفية المتأخرين كابن عربي وغيره فهم ضلال جهال خارجون عن طريقة الاسلام فضلا عن العلماء". وقال ابن المقري في روضه ان الشك في كفر طائفة ابن عربي كفر". 5- قال القاضي بدر الدين بن جماعة: "حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأذن في المنام بما يخالف ويعاند الاسلام - يشير الى زعم ابن عربي انه تلقى كتاب الفصوص من الرسول مكتوبا -، بل ذلك من وسواس الشيطان ومحنته وتلاعبه برأيه وفتنته.. وقوله في آدم: انه انسان العين، تشبيه لله تعالى بخلقه، وكذلك قوله: الحق المنزه، هو الخلق المشبه ان اراد بالحق رب العالمين، فقد صرح بالتشبيه وتغالى فيه.. واما انكاره ما ورد في الكتاب والسنة من الوعيد: فهو كافر به عند علماء اهل التوحيد. وكذلك قوله في قوم نوح وهود: قول لغو باطل مردود واعدام ذلك، وما شابه هذه الابواب من نسخ هذا الكتاب، من اوضح طرق الصواب، فإنها الفاظ مزوقة، وعبارات عن معان غير محققة، واحداث في الدين ما ليس منه، فحكمه: رده، والاعراض عنه. "عقيدة ابن عربي وحياته لتقي الدين الفاسي" (ص29-30).
6- قال نور الدين البكري الشافعي: "واما تصنيف تذكر فيه هذه الاقوال ويكون المراد بها ظاهرها فصاحبها ألعن واقبح من ان يتأول له ذلك بل هو كاذب، فاجر كافر في القول والاعتقاد ظاهرا وباطنا وان كان قائلها لم يرد ظاهرها فهو كافربقوله ضال بجهله، ولا يعذر بتأويله لتكل الألفاظ الا ان يكون جاهلا للاحكام جهلا تاما عاما ولا يعذر بجهله لمعصيته لعدم مراجعة العلماء والتصانيف على الوجه الواجب من المعرفة في حق من يخوض في امر الرسل، ومتبعيهم أعني معرفة الأدب في التعبيرات على ان في هذه الالفاظ ما يتعذر او يتعسر تأويله، بل كلها كذلك، وبتقدير التأويل على وجه يصح في المراد فهو كافر بإطلاق اللفظ على الوجه الذي شرحناه". (مصرع التوصف ص /144)
7 ـ قال ابن خلدون : "ومن هؤلاء المتصوفة : ابن عربي، وانب سبعين، وابن برجان، واتباعهم، ممن سلك سبيلهم ودان بنحلتهم، ولهم تواليف كثيرة يتداولنها، مشحونة من صريح الكفر، ومستهجن البدع، وتأويل الظواهر لذلك على ابعد الوجوه واقبحها، مما يستغرب الناظر فيها من نسبتها الى الملة اوعدها في الشريعة، وليس ثناء احد على هؤلاء حجة ولو بلغ المثني عسى ما يبلغ من الفضل لان الكتاب والسنة ابلغ فضلا او شهادة من كل احد، واما حكم هذه الكتب المتضمنة لتلك العقائدالمضلة وما يوجد من نسخها في ايدي الناس مثل الفصوص والفتوحات المكية لابن عربي.. فالحكم في هذه الكتب وامثالها اذهاب اعيانها اذا جدت بالتحريق بالنار والغسل بالماء حتى ينمحي اثر الكتاب". (مصرع التصوف ص/150). 8 ـ قال نجم الدين البالسي الشافعي: "من صدق هذه المقالة الباطلة او رضيها كان كافرا بالله تعالى يراق دمه ولا تنفعه التوبة عند مالك وبعض أصحاب الشافعي، ومن سمع هذه المقالة القبيحة تعين عليه انكارها": (مصرع التصوف ص/146)
9 ـ قال المفسر ابو حيان الأندلسي عند تفسيره لقول الله "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح": ومن بعض اعتقاد النصارى استنبط من اقر بالإسلام ظاهرا، وانتمى الى الصوفية حلول الله في الصور الجميلة، ومن ذهب من ملاحدتهم الى القول بالاتحاد والوحدة: كالحلاج والشعوذي وابن احلى وابن عربي المقيم في دمشق.اه.
10 ـ قال الشيخ شمس الدين محمد بن يوسف الجزري الشافعي: "الحمد لله، قوله: فإن آدم عليه السلام، إنما سمي انسانا: تشبيه وكذب باطل، وحكمه بصحة عبادة قوم نوح للأصنام كفر، لا يقر قائله عليه، وقوله: ان الحق المنزه: هو الخلق المشبه، كلام باطل متناقض وهو كفر، وقوله في قوم هود: انهم حصلوا في عين القرب، افتراء على الله ورد لقوله فيهم، وقوله: زال البعد، وصيرورية جهنم في حقهم نعيما: كذب وتكذيب للشرائع، بل الحق ما اخبر الله به من بقائهم في العذاب.. واما من يصدقه فيما قاله، لعلمه بما قال: فحكمه كحكمه من التضليل والتكفير ان كان عالما، فان كان ممن لا علم له: فان قال ذلك جهلا: عرف بحقيقة ذلك، ويجب تعليمه وردعه مهما امكن.. وانكاره الوعيد في حق سائر العبيد: كذب ورد لاجماع المسلمين، وانجاز من الله عز وجل للعقوبة، فقد دلت الشريعة دلالة ناطقة، ان لابد من عذاب طائفة من عصاة المؤمنين، ومنكر ذلك يكفر، عصمنا الله من سوء الاعتقاد، وانكار المعاد". (عقيدة ابن عربي وحياته لتقي الدين الفاسي ص: 32،31).
11 ـ قال الحافظ العراقي: "وأما قوله فهو عين ما ظهر وعين ما بطن، فهو كلام مسموم ظاهره القول بالوحدة المطلقة، وقائل ذلك والمعتقد له كافر باجماع العلماء". (مصرع التصوف ص: 64).
12 ـ قال أبو زرعة بن الحافظ العراقي: "لا شك في اشتمال "الفصوص" المشهورة على الكفر الصريح الذي لا شك فيه، وكذلك فتوحاته المكية، فان صح صدور ذلك عنه، واستمر عليه الى وفاته: فهو كافر مخلف في النار بلا شك". (عقيدة ابن عربي وحياته لتقي الدين الفاسي ص60:). وممن افتى بكفره من علماء الإسلام ايضا: شهاب الدين التلمساني الحنفي، وابن بلبان السعودي، وابن دقيق العيد، وقطب الدين القسطلاني، وعماد الدين الواسطي، وبرهان الدين الجعبري، والقاضي شرف الدين الزواوي المالكي، والمفسر الشافعي ابن النقاش، وابن هشام النحوي وقد كتب على احدى نسخ الفصوص:
هذا الذي بضلاله ضلت أوائل مع أواخر
من ظن فيه غير ذا فلينأ عني فهو كافر
واياض الشمس العيزري، وابن الخطيب الاندلسي، وشمس الدين الموصلي البساطي المالكي، وبرهان الدين السفاقيني، وابن تيمية، وابن خياط الشافعي، والمقري الشافعي، وعلاء الدين البخاري الحنفي. الإمام ابن حجر يباهل على ضلال ابن عربي فيهلك مباهله : قال السخاوي في ترجمة شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني : ومع وفور علمه (يعني شيخه الحافظ ابن حجر العسقلاني) وعدم سرعة غضبه، فكان سريع الغضب في الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.. الى ان قال: واتفق كما سمعته منه مرارا انه جرى بينه وبين بعض المحبين لابن عربي منازعة كثيرة في امر ابن عربي، ادت الى ان نال شيخنا من ابن عربي لسوء مقالته. فمل يسهل بالرجل المنازع له في أمره، وهدده بأن يغري به الشيخ صفاء الذي كان الظاهر برقوق يعتقده، ليذكر للسلطان ان جماعة في مصر منهم فلان يذكرون الصالحين بالسوء ونحو ذلك. فقال له شيخنا: ما للسلطان في هذا مدخل، لكن تعال نتباهل، فقلما تباهل اثنان، فكان احدهما كاذبا إلا واصيب. فأجاب لذلك، وعلمه شيخنا ان يقول: اللهم ان كان ابن عربي على ضلال، فالعني بلعنتك، فقال ذلك. وقال شيخنا: اللهم ان كان ابن عربي على هدى فالعني بلعنتك. وافترقا. قال: وكان المعاند يسكن الروضة (وسط القاهرة)، فاستضافه شخص من أبناء الجند جميل الصورة، ثم بدا له ان يتركهم، وخرج في اول الليل مصمما على عدم المبيت، فخرجوا يشيعونه الى الشختور (قارب)، فلما رجع أحس بشيء مر على رجله، فقال لأصحابه: مر على رجلي شيء ناعم فانظروا، فنظروا فلم يروا شيئا. وما رجع الى منزله إلا وقد عمي، وما اصبح الا ميتا، وكان ذلك في ذي القعدة سنة سبع وتسعين وسبعمائة، وكانت المباهلة في رمضان منها. وكان شيخنا عند وقوع المباهلة عرف من حضر ان من كان مبطلا في المباهلة لا تمضي عليه سنة (الجاهر والدرر 3/1001 - 1002) وكذلك نقل قصة المباهلة صاحب "العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين" (2 - 198).
محمد الغزالي: الفتوحات المكية ينبغي أن تسمي الفتوحات الرومية
قال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله: "إنني ألفت النظر الى ان المواريث الشائعة بيننا تتضمن امورا هي الكفر بعينه. لقد اطلعت على مقتطفات من الفتوحات المكية لابن عربي فقلت: كان ينبغي ان نسمي الفتوحات الرومية! فإن الفاتيكان لا يطمح ان يدس بيننا اكثر شرا من هذا اللغو". يقول ابن عربي في الباب 333 بعد تمهيد طويل: "ان الأصل الساري في بروز اعيان الممكنات هو التثليث! والاحد لا يكون عنه شيء البتة! وأول الاعداد الاثنان، ولا يكون عن الاثنين شيء اصلا، ما لم يكن ثالث يربط بعضها ببعض فحينئذ يتكون عنها ما يتكون، فالايجاد عن الثلاثة والثلاثة اول الافراد".. لم اقرأ في حياتي اقبح من هذا السخف، ولا ريب ان الكلام تسويغ ممجوج لفكرة الثالوث المسيحي، وابن عربي مع عصابات الباطنية والحشاشين الذين بذرتهم اوروبا في دار الاسلام ايام الحروب الصليبية الاولى كانوا طلائع هذا الغزو الخسيس، ولكن ابن عربي يمضي في سخافاته فيقول - عن عقيدة التثليث -: من العابدين من يجمع هذا كله في صورة عبادته وصور عمله، فيسري التثليث في جميع الامور لوجود في الاصل! ويبلغ ابن عربي قمة التغفيل عندما يقول: ان الله سمى القائل بالتثليث كافرا اي ساتر بيان حقيقة الامر فقال: "لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة" فالقائل بالتثليث ستر ما ينبغي ان يكشف صورته، ولو بين لقال هذا الذي قلناه! واكتفى الاحمق بذكر الجملة الاولى من الآية، ولم يردفها بالجملة الثانية: "وما من إله إلا اله واحد" وذلك للتلبيس المقصود! هذا الكلام المقبوح موجود فيما يسمى بالتصوف الاسلامي! وعوام المسلمين وخواصهم يشعرون بالمصدر النصراني الواضح لهذا الكلام. (تراثنا الفكري في ميزان الشرع والعقل ص: 60 - 61).
والعجب بعد ذلك أن د. محمد عبد الغفار لما سئل عمن يكفرون ابن عربي قال "هذا هو التطرف وبذور الإرهاب" الأنباء 18/3/2006. نماذج من كفر ابن عربي : وحدة الوجود أعظم عقيدة في الكفر وهذه العقيدة التي لم تعرف الأرض أكفر ولا أفجر منها والتي فصلها هذا الخبيث في كتابه "الفصوص"، قد نثرها وفرقها في موسوعته الكبيرة "الفتوحات المكية" والتي تقع في أربع مجلدات كبار.


سلااااااااااااااام...........!!!

ابو الحسين
22/02/2007, 06:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وصل الله على سيدنا محمد واله الاطهار واصحابه الغر الميامين

قالى تعالة : ((أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ{35} مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ{36} ))
اخواني الاعضاء اليكم سانقل لكم كتاب بعنوان (حقيقة التصوف) للحبيب محمد بن عبد الرحمن السقاف

[المقدمة]
الحمد لله
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله
الحمد لله على نعمة الإسلام الحمد لله على نعمة الإيمان الحمد لله على نعمة لا إله إلا الله كلمة الحق ومفتاح الجنة وباب الوصول إلى الله سبحانه وتعالى الكلمة التي من قالها فقد عصم دمه وماله وعرضه .. لا إله إلا الله
الحمد لله الذي أوضح لنا السبيل ودلنا على الطريق وبعث فينا ومنا حبيبه الرحيم الشفيق صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك والعياذ بالله تعالى
اللهم صلي وسلم وبارك وكرم على حبيبك المصطفى إمام أهل الصدق والوفا وعلى أصحابه الخلفاء وآله الكرام الشرفاء والتابعين لهم بإحسان إلى يوم اللقاء برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم وأرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه واجعلنا على الحق فيما نقول ونفعل ونعتقد بمحض فضلك وجودك يا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين أما بعد:

[التعريف بالمحاضرة]
فيا معشر الإخوان ويا أهل الإسلام والإيمان إن في ما يدور وما يكثر فيه الكلام وما يموج الناس فيه في هذا الزمان من اختلاط الحابل بالنابل وتغير الأحوال وانتشار الشبهات حصل في عالم الإسلام كثير من الشبه والإشكالات التي سببت الحيرة عند كثير من أهل الإسلام ، إن موضوع محاضرتنا هذه التي طلب منا بعض الإخوان إلقائها والحديث في موضوعها أمر التصوف ، التصوف هو أمر مشتهر بين أهل الإسلام على مر العصور السابقات ، ولا يكاد يخلو منه بلد ولا قرية ولا مكتبة من مكاتب المسلمين عن أخبار الصوفية وأهل التصوف وما كانوا عليه عليهم رضوان الله تعالى ، فقبل أن أتحدث في هذا الموضوع والذي ربما تكلم فيه بعض الناس بما لا يليق وبما لا يصح ، وللأسف أن البعض قد طال لسانه وتجرأ قلمه في أن يتهم أهل التصوف ليس بالبدعة وليس فقط بشيء من الفسوق بل لقد طالت بعض الألسن على أهل التصوف بتهمة أنهم على الشرك والكفر وأنهم استمدوا عقائدهم وأفكارهم من الفلسفة اليونانية والهندية وغير ذلك ، وهذا الكلام يحتاج منا إلى حسن نظر وتأمل وتروي فنقول لأهل هذه الاتهامات الباطلة : تريثوا وتمهلوا وتروَّوا فيما تقولون فإنكم تتكلمون عن أمر عظيم ربما وقفتم بين يدي الله تعالى يوم القيامة للمسائلة عنه ، فأحب قبل أن أشرع في هذا الميدان لحسن البيان بما بلغنا من كلام أهل العلم عليهم الرضوان ، أحب منكم ومن كل سامع لهذا الكلام أن يتحلى بالإنصاف وأن يحسن تأمل هذا الكلام ، فأحب من كل سامع أن يسمع الكلام كاملاً ، فلا يأخذ بمقدمة هذا الكلام وينسى آخره ، ولا أن يأخذ جزئية منه ويترك الباقي ، بل أريد أن يسمع كل واحد منكم جميع هذا الكلام وهذه المحاضرة ، ثم إن كان هناك إشكالاً أو أمرٌ غير مفهوم فيمكن السؤال ويمكن الاستفسار وإن شاء الله تعالى يكون لهذه الأسئلة الأجوبة التي تشفي الغليل وتحيـي الضمير إن شاء الله تعالى ، فأقول مستعينًا بالله تعالى متوكلاً عليه ، مفوضًا لأمري كله إليه تعالى في علاه .

[ماهية التصوف]
التصوف
التصوف الذي نعنيه نحن هنا هو الطريق الحق الذي انتشرت أخباره في المشارق والمغارب
التصوف المقصود منه كما قال أهل العلم هو بلوغ مرتبة الإحسان ، لأننا نعلم أن الله سبحانه وتعالى لما بعث نبيه صلى الله عليه وسلم إلى هذه الأمة { الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة } [آل عمران/75]
فإذا المهمة التي بعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست مهمة مخاطبة العقول أو التلاوة أو الإرسال إليهم فقط ، إنما كان مبعوثًا بالتعليم والتزكية والتربية ، فإذاً شأن التزكية للنفس الذي يبلغ صاحبها إلى مرتبة المعاملة مع الله تعالى التي سأل عنها رسول الله في الحديث الصحيح لما جاءه جبريل فقال يا محمد أخبرني عن الإسلام فأخبره ثم قال أخبرني عن الإيمان فأخبره ثم قال أخبرني عن الإحسان وقال الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، إذًا نحن علمنا أن الإسلام هو الأركان الخمسة الشهادتين والصلاة والزكاة والصوم والحج ، وعلمنا أن شرائع الإسلام ألُّفت فيها المؤلفات الكبيرة ، وأن أهل الإسلام أخذوا فيها بالمذاهب التي اشتهرت فهناك المذهب الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي ، كل هذه المذاهب جاءت في تفريعات أمور الشريعة الظاهرة وهي الإسلامية في أركان الإسلام وما يتعلق بها من معاملات بعد ذلك ، ثم جاءنا في الإيمان كلام أهل التوحيد والذين تكلموا وسموا بعد ذلك برجال العقيدة وسمي هذا العلم بعلم العقيدة ، وبقي شأن التزكية وشان التربية وتصفية القلوب لتحقيق هذه العبودية لله سبحانه وتعالى فسميت بما تعارف عليه أهل الإسلام من أهل القرون الأولى أنه التصوف.
التصوف عرفه أهله وأصحابه وأئمته ، نحن نعلم أن كل علم يرجع فيه إلى من أسسه وإلى رجاله وإلى أئمته ، فعلم التصوف علم عظيم تعلق بالتربية على وفق الكتاب والسنة ، وأئمته الذين اشتهروا به وهم مراجعٌ فيه ممن استخلص معاني التربية من الكتاب والسنة عرفوا هذا المنهج بتعريفات هي الأصل والمرجع فلا يأتي أحد فيعرف التصوف ثم يهاجم التصوف من حيث تعريفٍ عرفه هو أو غيره ، وينسى التعريفات التي عرفه بها أهله رضوان الله تعالى ، فمثلاً :
[تعريف علماء التصوف للتصوف]
قال الشيخ عبد القادر الجيلاني -وهو من كبار أهل التصوف ومن أشهرهم على الإطلاق- يقول:
((التصوف ليس ما أخذ عن القيل والقال ولكن أخذ من الجوع وقطع المؤلوفات والمستحسنات))
ويقول الإمام الغزالي - الحجة التي سمي بـحجة الإسلام وهو الذي أحسن البيان في مجال التصوف وكتبه أجرى الله بها النفع في جميع بلاد المسلمين- يقول :
(( التصوف هو تجريد القلب لله تعالى واحتقار ما سواه )) أي تخليص القلب لله تعالى واعتقاد ما سواه اعتقادًا أنه لا يضر ولا ينفع فلا يؤول إلى على الله فالمراد باحتقار ما سواه اعتقاد أنه لا يضر ولا ينفع وليس المراد الازدراء والتنقيص
ويقول الشيخ ابن عطاء السكندري - صاحب الحكم - :
((التصوف هو الإسترسال مع الحق ))
ويقول الشيخ معروف الكرخي :
(( التصوف الأخذ بالحقائق واليأس مما في أيدي الخلائق ))
ويقول الإمام أبو الحسن الشاذلي -الذي يتبعه في ميدان التصوف الملايين اليوم من البشر-:
(( التصوف تدريب النفس على العبودية وردها إلى أحكام الربوبية ))
ويقول الإمام الجنيد -والإمام الجنيد يسمى سيد الطائفة الصوفية- يقول الإمام الجنيد:
((التصوف ذكر مع اجتماع ووجد مع استماع وعمل مع اتباع)) يعني اتباع المصطفى صلى الله عليه وسلم
ويقول أيضًا :
(( علمنا هذا -أي التصوف- مقيد بالكتاب والسنة ومن لم يحفظ القرآن ولم يكتب الحديث لا يقتدى به في هذا الأمر والطرق كلها مسدودة على الخلق إلا على من اقتفى أثر الرسول صلى الله عليه وسلم ))
ويقول :
(( علمنا هذا -يعني التصوف- مقيد بالكتاب والسنة فمن لم يسمع الحديث ويجلس ويأخذ أدبه من المتأدبين أفسد من اتبعه ))
ويقول :
(( التصوف أن يختصك الله بالصفاء فمن صفا من كل ما سوى الله فهو الصوفي ))
إلى غير ذلك من التعريفات ويقول أيضًا :
(( التصوف تصفية القلب عن موافقة البرية ومفارقة الأخلاق الطبيعية وإخماد الصفات البشرية ومجانبة الدعاوي النفسانية ومنازلة الصفات الروحانية والتعلق بالعلوم الحقيقية واستعمال من هو أولى على الأبدية والنصح لجميع الأمة والوفاء الله على الحقيقة واتباع الرسول في الشريعة ))
هكذا يعرف هذا الإمام التصوف بأنه كله كتاب وسنة
ويقول الإمام السري -من تلامذة الإمام الجنيد- يقول :
((سمعت الجنيد يقول التصوف أن يميتك الحق عنك ويحييك به ))
ويقول السيد الشريف الجرجاني :
(( التصوف هو وقوف مع الآداب الشرعية ظاهرًا فيسري حكمها من الظاهر إلى الباطن وباطنًا فيسري حكمها من الباطن إلى الظاهر فيحصل للمتأدب بالحكمة كمال ))
ويقول شيخ الإسلام زكريا الأنصاري -مجمع القراءات الإسلامية قراءات القرآن- يقول :
(( التصوف علم تعرف به أحوال تزكية النفوس وتصفية الأخلاق وتأمير الظاهر والباطن لنيل السعادة الأبدية ))
ويقول مِن مَن عرف التصوف من المتأخرين شيخ محمد سعيد البوطي :
(( التصوف اسم حادث لمسمى قديم إذ إن مسماه لا يعدو كونه سعيًا إلى تزكية النفس مع الأغبار العالقة بها عادةً كالحسد والتكبر وحب الدنيا وحب الجاه وكذلك ابتغاءه توجيهها إلى حب الله عز وجل والرضا عنه والتوكل عليه والإخلاص له سبحانه وتعالى))
ويقول الإمام الحداد -من أكابر رجال التصوف باليمن- يقول :
(( طريقنا هو العلم والعمل به والإخلاص لله والورع والخوف من الله جل جلاله وتعالى في عظمته ))
-ويقول في بعض أبياتًا له:-
وإن الذي لا يتبع الشرع مطلقًا * على كل حال عبد نفس وشهوة
فبـيع هوى يبكـى علـيه لأنـه * هو الميت ليس الميت ميت الطبيعة
وما في طريق القوم -يعني الصوفية- بدأً ولا انتهاء * مخالفة للشرع فاسمع وانصت
وخل مقالات الذين تخبطوا * ولا تك إلا مع كتابٍ وسنة ))
ويقول بعضهم في وصف أهل التصوف:
(( قوم همومهم بالله قد علقت * فمالهم همم تسمو إلى أحد
فمطلب القوم مولاهم وسيدهم * يا حسن مطلبهم للواحد الصمد
ما إن تنازعهم دنيا ولا شرف * من المطاعم واللذات والولد
ولا للباس ثياب فائق أنق * ولا لروح سرور حل في بلدي ))
أحببت أن أنقل هذه التعريفات لأولئك الكرام السادات أوائل أهل التصوف وأكابرهم حتى يعلم السامع أن مراجع أهل التصوف يقولون أن التصوف أنه كله كتاب وسنة وكله تزكية للنفس وكله تربية للأخلاق للوصول إلى مرتبة الصديقية والقرب من الله والإحسان مع الله .

[لفظ التصوف]
ثم نأتي إلى لفظ التصوف نفسه
كثيرٌ يشكل عليه لفظ التصوف ويقول (لماذا تسمون هذا بالتصوف؟) و (لماذا لا نكتفي بذكر التزكية ؟) و (لماذا هذه الطائفة سميت بالصوفية؟) فنقول:
أولاً : التصوف اختلف العلماء في أصله من أين أتى هذا الاسم ، فقال بعضهم (أتى هذا الاسم من الصوف) لأن كثير من أوائل هذا المنهج من الزهّاد والعبّاد اشتهروا بلبس الصوف ; والصوف هو لبس الأنبياء وهو لبس الصالحين وهو كذلك لبس الصحابة عليهم رضوان الله تعالى الكثير منهم لبسوا الصوف لأنه زهيد الثمن ولأنه لبس الفقراء والضعفاء وأهل التصوف كانوا يميلون إلى الفقر وإلى الزهد في هذه الدنيا كما حثّت على ذلك الشريعة وجاءت سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم كلها زهد في هذه الفانية المنتهية النافذة الدنيا وما فيها .
وقال بعضهم (إن التصوف أصله جاء من الصفاء)
وبعضهم قال (هو مشتق من الاصطفاء)
فالصوفي هو الذي صوفي من الحق أي صافاه الحق فهو الصوفي
وقال بعضهم (هو من الصِفَّا) لأن أهل الصِفَّا الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة -وكان منهم أبو هريرة وغيره- هم فقراء الصحابة الذين جاؤوا إلى المدينة وليس لهم بيتٌ يأويهم وليس لهم زوج ولا ولد هؤلاء أهل الصِفَّا كانوا يلبسون الصوف ويجلسون في الصُفَّ يعبدون الله تعالى ويذكرون الله فإذا جاء الجهاد خرجوا وإن لم يكن الجهاد بقوا في مسجد رسول الله يعتكفون يأكلون مع رسول الله ويشربون مع رسول الله ولذلك يقول أبو هريرة عليه رضوان الله : (إني حفظت هذا الحديث لأني كنت أمشي مع رسول الله على ملأ بطني) يعني أنه لم يكن هناك شيء يشغلني كمثل بقية الناس فأنا كنت ملازم رسول الله أأكل معه وأشرب معه وليس عندي شيءٌ يشغلني
فقال بعضهم (أن أهل التصوف هم أمثال أهل الصُفَّا الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) .
وعلى العموم .. كثرت الأقوال وليس هناك مشاحة في الاصطلاح كذلك قال أهل العلم :
(( لا مشاحة في الاصطلاح )) قل ما شئت .. وسمي ما شئت .. ما دام أن ذلك ليس بخارج عن الحق وعن طريق الحق فليس هناك إشكال ، فنحن نعلم أن مسميات كثيرة قد حدثت في الإسلام ، مثلاً :
لماذا جاء اسم (أهل السنة والجماعة) ؟ هل كان الصحابة يسمون بأهل السنة والجماعة ؟ هل كان من التابعين من يسمى بهذا الاسم ؟
ثم جاءت بعد ذلك المذاهب : فيقال عن الذين تبعوا في فروع الفقه أباحنيفة يقال لهؤلاء (الأحناف) ، ولأولئك (المالكية) ، ولأولئك (الشافعية) ، ولهؤلاء (الحنبلية) لماذا ؟ واشتهرت هذه الأسماء ولم يعترض عليها أحد في الإسلام !
ثم جاءنا في علم العقيدة مثلاً أن العقيدة لم يأتي هذا اللفظ لا في عهد رسول الله ولا في عهد الصحابة ولا في عهد التابعين ولا تابع التابعين ولا في القرن الثالث ولا في الرابع بل ولا في الخامس فمتى اشتهر علم العقيدة بهذا الاسم إلا مؤخرًا ، فلماذا لم نقل أن علم العقيدة هذا علم باطل وعلم مبتدع لماذا ؟!
نقول (لا مشاحة في الاصلاح) الألفاظ لا مشاحة فيها ، أمور اشتهرت بين المسلمين واستحسنت بين المسلمين ، فلماذا تنكر هذه الأسماء ونحن نرى إلى هذا اليوم يسمى هؤلاء بالسلفية وهؤلاء يسمون بكذا والذين يتخرجون من جامعة إسلامية معينة يسمون باسم تلك الجامعة فلا بأس من نسبة الناس في فئاتهم إلى شيء من هذه التصنيفات فلا بأس في ذلك ، وهو أمر مشتهر بين أهل الإسلام من قديم وجاء بعد ذلك علم المصطلح وجاءنا بعد ذلك علم الأصول وعلم التخريج والرجال كلها أمور حدثت بعد القرون الأولى فلا بأس بها وأهل الإسلام كلهم متفقون على ذلك فلماذا التصوف بالخصوص يأتي بعضهم فيقول (لماذا هؤلاء جعلوا لأنفسهم لماذا التزكية مهمة المسلمين أجمعين) . نعم نحن نعلم أن أهل التصوف لم يقولوا نحن مثلاً (لا نأخذ الفقه) لكن كما أن هناك أناس اشتهروا مثلاً بالعقيدة فهل يعني أن أولئك يسمون بعلماء العقيدة ، أو الذين اشتهروا بعلم الفقه يسمون بالفقهاء ، والذين اشتهروا بعلم التفسير سموا المفسرين رجال التفسير ، رجال المصطلح ، رجال الأصول ، هل يعني أننا إذا أطلقنا على أحد هذه الأصناف من الناس الذي اشتهروا بنوع من العلم ، أننا نقول أنهم لا يعلمون شيئًا من تلك العلوم أبدًا ؟! لا لا نقول ذلك إنما هذا الشخص قد اشتهر بهذا الصنف من العلم بزيادة وهو يعلم تلك العلوم الأخرى ، كذلك الصوفية هم تخصصوا في أمر التزكية والتربية والمتابعة لدقائق النفوس لتفسيرها بما جاء به كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وألفُّوا في ذلك المؤلفات وعملوا لذلك المجالس والمجامع والوعظ والتذكير وهم كذلك أهل تفسير وهم فقهاء وهم أهل حديث -وإذا رجعنا وسيأتي معنا إن شاء الله تعالى -فيما يأتي- أن الصوفية هم رجال التفسير أن الصوفية هم رجال الحديث أن الصوفية هم رجال المصطلح أن الصوفية هم رجال الفقه فكلها الكتب الموجودة في العالم الإسلامي اليوم طافحة بمؤلفات أهل التصوف الذين ألَّفوا في أنواع العلوم وأصنافها ، هذا المعنى وإن كنت لا أحب الإطالة فيه إلا لأن البعض يشكل عليه أمر اللفظ ولا مشاحة في الاصطلاح أبدًا .

[بروز التصوف]
نعود إلى مسالة بروز التصوف ، متى برز التصوف بهذا الاسم وبهذا المنهج ؟ هل التصوف -الذين يهاجمون التصوف هؤلاء بالجرأة- نقول لهم تريثوا تريثوا هل التصوف هو وليد سنوات يسيرة ؟ هل هو وليد هذا القرن الأخير ؟ هل هو وليد قرنين أو ثلاث أو أربع أو خمس؟
لا ، التصوف ظهر من القرون الأولى قرون الخيرية وأكابر الصوفية هم الذين كانوا في القرون الأولى الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم { خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم }
أولاً .. نعود إلى بعض الكتب التي نقلت شيئًا من ذلك . يقول الكندي سنة مائتين و واحد في كتابه (الولاة والقضاة) في صفحة 162 -مائة واثنين وستين- يقول :
(( وظهرت طائفة بالاسكندرية يسمون بالصوفية يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر )) سنة مائتين و واحد !
ويقول الإمام الحسن البصري كما نقل عنه السراج الصوفي في اللمع يقول :
(( رأيت صوفيًا في الطواف فأعطيته شيئًا لم يأخذ .وقال معي أربعة دوانيق فيكفيني ما معي ))
ويقول الإمام الكلاباذي-الإمام الكلاباذي توفي سنة 398 هـ ثلاثمئة وثمانٍ وتسعين يعني هو من أهل القرن الرابع !- قد ألف كتابًا كاملاً سماه التعرف لمذهب أهل التصوف وروى كثيرًا من أخبار الصوفية من أهل القرن الثاني ومن أهل القرن الثالث الذين اشتهروا بالصوفية ومن أحب أن يطالع هذا الكتاب فهو كتاب بحمد الله مطبوع وموجود في أسواق المسلمين يمكن أن يرجع إليه وأن ينتفع به والإمام الكلاباذي روى عنه الحاكم وروى عنه الدارقطني وترجم له الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء قال عنه الحاكم -عن الإمام الكلاباذي صاحب كتاب التعرف لمذهب اهل التصوف- قال : ((هو من الحفاظ حسن الفهم والمعرفة عارفًا بصحيح البخاري وهو متقنٌ ولم يخلف بما وراء النهر مثله)) يعني أنه طبقة في هذه العلوم وفي الحديث وجاء ليجمع لنا هذا الكتاب عن التصوف ثم نجد مراجع أهل التصوف من أهل القرون الأولى نذكر بعضهم على سبيل الإجمال لا التفصيل فمثلاً عندنا :
الإمام الحسن البصري الذي تلقى عن جملة من الصحابة وهو مرجع أهل التصوف وأكثر طرق الصوفية اليوم يروون الطريق ويأخذون السند في التزكية إلى الإمام الحسن البصري وهو ولد في سنة 22 هـ اثنين وعشرين وتوفي سنة 110 هـ مائة وعشرة .
عندنا الإمام إبراهيم بن أدهم ، عندنا الإمام عبد الله بن المبارك ، أبو مسلم الخولاني ، -كلهم من أهل القرن الأول- الإمام محمد بن واسع توفي سنة 123هـ مائة وثلاثة وعشرين ، الإمام مالك بن دينار 131 هـ سنة مائة و واحد وثلاثين ، داود الطائي سنة 165 هـ مائة وخمس وستين ، الفضيل بن عياض سنة 186 هـ مئة وست وثمانين ، معروف الكرخي سنة 200 هـ مئتين ، شيخ سليمان الداراني 215 هـ مئتين وخمسة عشر ، الحارث المحاسبي المشهور الذي له جملة من الكتب في التصوف وهي موجودة في مكاتب المسلمين الإمام الحارث المحاسبي توفي سنة 243 هـ مئتين وثلاث وأربعين ، ذا النون المصري 245 هـ مئتين وخمس وأربعين ، أبو حمزة الصوفي -وهو ممن أخذ عنه الإمام أحمد بن حنبل وكان الإمام أحمد يجالسه- في سنة 269 هـ مئتين وتسعة وستين ، الإمام الجنيد -سيد الطائفة الصوفية مرجع أهل التصوف- سنة 297 هـ مائتين وسبع وتسعين ، وبعدهم الإمام الغزالي والجيلاني والشاذلي والفقيه المقدم في القرن الخامس وبعده وقبله أعداد كبيرة جدًا من أهل التصوف هم من أهل تلك القرون الخيرية فما نقول في هؤلاء الأئمة ؟ الذين سردت أسمائهم الآن من أهل التصوف رووا لنا الحديث واشتهرت تراجمهم في كتب التراجم ولا يكاد في كتب الطبقات أن تخلو هذه الكتب عن أسمائهم وعن أخبارهم وعن قصصهم ولا يستطيع واعظٌ أن يرجع إلى المواعظ إلا بذكرهم وذكر أخبارهم وقصصهم عليهم رحمة الله ورضوانه سبحانه وتعالى إذًا نحن نعلم أن التصوف نشأ من تلك القرون الأولى ، لهذا نقول للذين يسارعون في الهجوم على التصوف تريثوا لتعلموا إذا أردتم الكلام عن التصوف أنتم تتكلمون عن من ؟ وتتحدثون عن من ؟ ثم نقول لماذا برز التصوف في تلك القرون الأولى ؟ ما هي الدوافع والدواعي التي جعلت التصوف يبرز كمنهج ، لماذا برز التصوف كمنهج ؟ له قواعده وله ترتيباته وله رجاله وله أئمته . نقول :
نحن نعلم أن سيدنا عثمان بن عفان عليه رضوان الله تعالى قتل في داره شهيدًا ، وفتح على الأمة باب فتنة عظيمة ، ثم بعد ذلك قتل سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، وتحولت بعد ذلك الخلافة إلى ملك ، كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، تحولت الخلافة إلى ملك ، ولما تحولت الخلافة إلى ملك ، بدأت الأوضاع في العالم الإسلامي تتغير ، ثم اشتدت ، فجاء يزيد بن معاوية الذي شهد علماء الإسلام أنه كان فاسدًا وفاجرًا ، فصارت من الفتن في الحرمين الشريفين وفي بلاد المسلمين أشياء يشيب لها رأس الوليد ، فلقد هدمت الكعبة وقتل الحجاج عدد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كرام التابعين من أكابرهم ، ثم قتل خيار خيار أهل الأرض في ذلك الوقت ، الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ، قتل وقتل معه أعداد كبيرة من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هذا هو الوضع السياسي الذي كان في المجتمع في ذلك الزمن ، هذا كله مع نهاية القرن الأول أو منتصفه ، بعد منتصفه ، حدثت هذه الفتن ، وقتل عبد الله بن الزبير وحصلت هذه المصائب العظيمة الكبيرة الشديدة و لحق بأهل الملك وبدور الأمارة أعداد من من أخذوا صورة هذا العلم فأخذ كبار علماء الإسلام -كمثل الحسن البصري وأشباهه وأمثاله- ، أخذوا وانحازوا بأنفسهم عن هذه الفتنة ، ولم يجالسوا الحكام والملوك والأمراء وبقوا يطالبون الأمة بالرجوع إلى ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الأموال انتشرت في الأمة وجاءت الأموال والملابس الفاخرة والعطور الفاخرة من كل مكان ، وبقي هؤلاء الطائفة على ما كان عليه رسول الله يربط على بطنه الحجر من شدة الجوع ، ويلبس الصوف ، وداره وحجره معلومة وصغيرة بسيطة حياته كلها صلى الله عليه وسلم فقر وزهد وورع وترك لمستلذات هذه الحياة الفانية ، فلما بقي هؤلاء الجماعة على هذا الوصف ، عرفوا بالصوفية واشتهروا بهذا اللفظ ، فصاروا يتكاثرون وصاروا يدعون إلى هذا الطريق الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذه بعض الأسباب التي كانت في ذلك الزمن ، داهمت الأمة فسببت إنحياز أهل الصدق والزهد وأهل الإحسان إلى بعضهم البعض وأخذهم عن آل بيت رسول الله وعن الصالحين والبقية الباقية من الصحابة ، فبقوا على ذلك الوصف الحسن الطيب ، ثم هناك أوضاع اجتماعية كذلك أثرت ، كما أن هذا الوضع سياسي ومن الفتن وتغير الخلافة إلى الملك سبب انحياز أهل التصوف واجتماعهم وتسميهم بهذا الاسم ، فهناك ظروف اجتماعية كذلك ، كظهور الطوائف المختلفة وكما حصل الترك والتخلف لما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من كثير من السنن وكثرة الأموال وظهور الترف الذي ظهر في العالم الإسلامي في ذلك الوقت كل هذه أسبابٌ اجتماعية ، جعلت الصادقين من علماء هذه الأمة المتمسكين بأصل ما جاء عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يبقون يأخذون بهذا الفقر والزهد بمنهج التصوف .
هذه كلها مقدمات وحقائق تاريخية وأوضاع أحببت بيانها من أجل أن تسمع وتعلم ، ومن أجل أن تعرف يا أخي أن التصوف نشأ في هذه الظروف وبهذه الأسباب وبهؤلاء الرجال ، ثم نأتي إلى الأدلة والبراهين التي تدل على أن التصوف حق ، وعلى أن أهل التصوف هم أهل حق فأقول :

ابو الحسين
22/02/2007, 06:09 PM
[الشواهد والبراهين على أن التصوف حق]
على أن التصوف حق ونور وهدي وصفاء ،
[الدليل الأول]
من الأدلة والبراهين أولاً : مضمون التصوف ومحتواه . فنحن نعلم أن الحكم على الشيء هو فرع تصوره إذا أردنا أن نحكم على شيء قبل أن نحكم عليه لا بد أن نتصور هذا الشيء ونعرفه أما إنسان يحكم على شيء دون أن يعرفه فهذا مجازف فهذا متجرأ فهذا متطاول ، فلا نحكم على شيء إلا إذا تصورناه وعرفناه فنحن بما ذكرنا من التعريفات لأهل التصوف ، نعلم أن هذا هو الحق .

[الدليل الثاني]
لأمر الثاني -أو الدليل أو العلامة الثانية- : قضية السند . السند هو قضية عظيمة في الإسلام وفي الدين وفي الأمة لأننا نعلم أن أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ميزها الله سبحانه وتعالى باتصال السند فيها في تلقي القرآن والسنة ، والحق تعالى أنزل القرآن وحفظ القرآن { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } والنبي صلى الله عليه وسلم قال { من كذب عليَّ فليتبوأ مقعده من النار } فتناقل رجال هذه الأمة القرآن والحديث بأسانيد لم يرضوا أن ينتقل هذا السند إلا بشروط شديدة وقوية جدًا فلا يروى إلا عن العقل الضابط المحقق المستقيم الصالح ، نحن نعلم أن القرآن في قراءاته السبع -أو قراءاته العشر- ، كلها متلقاة بأسانيد ، الذي يريد أن يتلقى القرآن اليوم لا يكفيه أن يمسك مصحف ويقرأه فيقول (أنا تلقيت القرآن) لا .. إن هذا وحي من السماء ، تلقاه رسول الله عن ربه بواسطة جبريل ، وألقاه إلى الصحابة فسمعوه من لسانه ، ثم جاء التابعون فسمعوه من الصحابة وحققوه ودققوه ، وجاء الذين بعدهم يروون هذه القراءات للقرآن فنعلم أن أسانيد تلقي القرآن في الأمة كلها ممزوجة برجال التصوف ، هل الذي اليوم يتهم التصوف بأنه ضلال أو أنه بدعة أنا أريد منك يامن طال لسانك على الصوفية وكثر اتهامك على أهل التصوف وتجرأت عليهم حتى أنزلتهم أسوأ المنازل من الضلال والبعد والابتداع ومن التغيير في دين الله تعالى .. أريد منك أن تأتيني بسند واحد لك في قراءة إحدى القراءات لكلام الله تعالى ليس في هذا السند أحد من رجال التصوف ؟ ، نحن نتحدى أن يأتي أحد بسند في قراءة القرآن ليس فيه رجال التصوف ، عندنا أمثلة على رجال القراءات الذين كانوا من مشاهير أهل التصوف ، فمثلاً عندنا :
شيخ الإسلام زكريا الأنصاري مرجع القراءات بمصر الذي يروي القراءات السبع وهو مرجع لهذه القراءات ، أغلب أسانيد القراءات تعود إليه ، الشيخ زكريا الأنصاري -شيخ الإسلام- ، هو من كبار رجال التصوف ، وله مؤلفات في التصوف ، وهو الذي شرح الرسالة القشيرية والرسالة القشيرية تسمى (دستور الصوفية) كما سماها بعضهم ، وهذا الشيخ شرحها وهو مسند القراءات ومرجع القراءات في السند ، مثلاً :
إرجع إلى كتاب (معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار) واقرأ أخبار القراء وأسانيدهم تجده يترجم للكثير منهم بأنهم الصوفية .
مثلاً: تجد من أهل الأسانيد العظيمة والمراجع في سند القراءات الإمام أحمد بن علي البغدادي أبو الـخطاب ترجم له في هذا الكتاب فقال : (هو أبو الخطاب الصوفي من شيوخ الإقراء ببغداد توفي سنة ست وسبعين وأربعمئة) .
(الإمام أبو أحمد بن السكينة البغدادي المقريء الصوفي شيخ العراق في عصره)
(الإمام العلامة الواصفي المقريء المفسر أبو العباس الخطيب الصوفي أحد الأعلام) وترجم له في ترجمة طويلة قال:
(عالم بالتفسير كان خطيبًا واعظًا زاهدًا خيرًا صاحب أوراد وتهجد)
(الإمام أبو عبد الله المصري المقريء الصوفي نزيل دمشق)
(الإمام نجم الدين الواسطي الشافعي الصوفي قرأ القراءات بواسطة وأتقنها على الشيخ علي قرين)
(الإمام أبو شجاع الأصبهاني ثم البغدادي المقريء الفقيه الشافعي كان قد أخذ عن الصوفية وعن رجال التصوف وصحب الصوفية ثم جاور وأمَّ بالمقام وروى الكثير عن أهل التصوف) وغيرهم وغيرهم لدي أسماء كثيرة هنا لا أحب الإطالة بذكرها كلها .
عندنا هذا بالنسبة للقرآن ، وبالنسبة للحديث وهو المصدر الثاني من مصادر التشريع واستمداد الأحكام الشرعية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم نأتي إلى البخاري أصح الكتب بعد كلام الله سبحانه وتعالى فنجد:
أسانيد تلقي البخاري كلها ، الذين رووا عن البخاري والذين رووا عنهم من أهل الحديث بعد ذلك ، كلهم يروون صحيح البخاري بطرق أهل التصوف ، أشهر من شرح صحيح البخاري ، والذي عرف بين الناس شرحه وهو في كل مكتبات المسلمين ، الإمام ابن حجر العسقلاني ، أمير المؤمنين في الحديث الذي شرح البخاري ، هو الذي ترجم ترجمة للإمام عبد القادر الجيلاني إمام التصوف وأخذ كثيرًا عن رجال التصوف ، وفي سنده في رواية البخاري ترجمةً لرجال التصوف ، الإمام القسطلاني الذي شرح البخاري مثله ، الإمام مسلم (صحيح مسلم) وهو أصح الكتب بعد البخاري ، شرحه لنا الإمام النووي ، والإمام النووي الحجة هو أشهر من أن يشهر وأعرف من أن يعرف ، الإمام النووي لما روى لنا سنده في رواية صحيح مسلم ، في المجلد الأول في شرحه ذكر في سنده
(فلان أخذ مسلمًا عن فلان وكان من الصوفيًة.. فلان وكان من أهل التصوف .. يروي عن فلان وكان صوفيًا رضي الله عنه .. وكان من أئمة التصوف رحمه الله)
فيروي لنا الإمام النووي سنده في صحيح مسلم كله عن رجال التصوف ، فنحن نريد الذي يتطاول على التصوف اليوم نريده أن يأتي لنا بسند له يروي به البخاري أو يروي به صحيح مسلم دون رجال التصوف .
يا معشر أهل الإسلام نحن نخاف إذا كثر الاتهام والأباطيل التي ينشرها بعض الناس عن أهل التصوف ، أن يأتي يوم يرجع الراجع إلى كتب الحديث فيجد أن الأسانيد في رواية هذه الكتب كتب السنة والقرآن فيها رجال التصوف فينبذ هذه الكتب ويقول أن أسانيد الأمة كلها فيها غير العدول وفيها صوفية مخرفين مبتدعين أصحاب خزعبلات أو كما يقول بعضهم هداهم الله تعالى لا بد أن نتنبه إلى هذا ، ننظر مثلاً الإمام الذهبي في كتاب سير أعلام النبلاء لما كان يترجم للرجال ، كان إذا أراد أن يمتدح بعض المحدثين يقول (كان صوفيًا) أو (كان من أهل التصوف) ، وارجع إلى كتاب سير أعلام النبلاء في ذكره وامتداحه لبعض المحدثين بأنهم صوفية ستجد ذلك كثيرًا في كتابه رحمه الله تعالى ، إذا قضية السند قضية عظيمة ينبغي التنبه لها وينبغي الانتباه فهي أمر كبير وشأن عظيم في الأمة الإسلامية ، فالذي يخدش اليوم في التصوف يخدش في سند الحديث وفي سند القرآن وفي أسانيد تلقي العلوم الشرعية كلها .

[الدليل الثالث]
الدليل الثالث -أو الشاهد الثالث على أن التصوف حق- :
أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم (أهل البيت)
أهل البيت ما قضيتهم في الإسلام ؟
هل أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهم قضية في الإسلام ؟
أبدًا ! الله سبحانه وتعالى أمر الأمة أن تودهم وقال لنبيه { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } [الشورى/23]
فإذًا مودة أهل البيت مفروضة على الأمة بنص كلام الرب تعالى .
ثم نأتي إلى كلام النبي صلى الله عليه وسلم . هل رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلم في هذا الأمر؟
نعم ، نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم يجعل أهل البيت علامة على الحق ، فمثلاً حديث الثقلين -الذي هو حديث صحيح وبلَّغه بعض الحفاظ إلى مرتبة الحديث المتواتر بالتواتر المعنوي- نجد في رواية مسلم قال صلى الله عليه وسلم : ((وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، -فحث على كتاب الله ورغب فيه-، ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ))
فهذا رسول الله يقول لنا أنا تارك فيكم القرآن وأهل البيت ويقول لكم استمسكوا بهم .
وفي رواية الترمذي وأحمد والطبراني وأبي يعلى يقول صلى الله عليه وسلم : (( إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي -أي ذريتي- أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما ))
يقول ((ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض)).
وفي رواية الطبراني وأحمد -وهي رواية صحيحة- يقول : ((إني تارك فيكم خليفيتيَّ كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض )) وفي رواية ((فإن مثلهما كمثل سفينة نوح))
إذًا ..هذه الروايات كلها تدل على أن أهل البيت هم علامة على الحق ، وهم علامة على الصدق ، يقول البعض مثلاً : ((إذا كان هذا قولك فماذا تقول في أن بعض أهل البيت خرجوا عن الحق فبعضهم اتبعوا بعض الفئات التي ابتدعت وإننا نرى اليوم فيهم من هو فاسق ونرى منهم اليوم من هو مرتكب للمعاصي فما تقول في ذلك))

نقول : لا نقول أهل البيت معصومون كما يقول البعض ، أهل السنة والجماعة لا يقولون بعصمة أهل البيت ، إنما نحن نقول أن أهل البيت هم علامة على الحق ، يعني أن إجماع علمائهم الذين تتصل أسانيدهم بأهل البيت إلى جدهم الأكبر صلى الله عليه وسلم هم علامة على هذا الحق ، وهم مع القرآن بشاهد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فاللذي يخالف هذا القول كأنما يخالف نص حديث نبيه ورسوله الواضح البين الذي مثل الشمس في رابعة النهار .
نحن نرى الطرق الصوفية اليوم في العالم الإسلامي فنجد أن كل الطرق الصوفية -أو معظمها- تعود أسانيدها بل وتأسيسها إلى رجال آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فمثلاً :
أصحاب الطريقة القادرية -أو الجيلانية- وهم ملائين في العالم منهم بالعراق وفي إفريقيا وفي الهند وفي الحجاز كلهم يعودون في سندهم بالتربية والتزكية وأخذ الأوراد والأذكار إلى الإمام عبد القادر الجيلاني الحسني -يعود نسبه الى الحسن بن علي بن ابي طالب-.
الشاذلية وهم كذلك ملائين منهم في مصر وفي الشام وفي الحجاز وفي تركيا وفي نواحي العالم كله ، وهم يعودون إلى سيدنا أبو الحسن الشاذلي السيد -من آل بيت رسول الله-.
نجد طريقة آل أبي علوي المشتهرة بحضرموت واليمن وكثرة من أهل الحجاز وشرق آسيا قاطبة يتبعهم في طريقتهم أهل اندنوسيا وهم أكثر من مائتي مليون في تلك البلاد كلهم على طريقة صوفية على منهج هؤلاء السادة من آل أبي علوي الحسينيين ، يرجع نسبهم إلى الحسين بن علي بن أبي طالب ، ومؤسس هذا الطريق هو الإمام الفقيه المقدم من أهل القرن الخامس و طريقتهم مشتهرة في اندنوسيا والفلبين وفي سيلان -التي تسمى سيريلانكا- وفي الهند وفي افريقيا كمثل كينيا وجزر القمر وزنجبار وغيرها من بلاد الإسلام ملائين من البشر من أهل الإسلام يتبعون هذا الطريق .
نجد السادة التيجانية إلى السيد محمد التيجاني كذلك في أواسط افريقيا وفي شمالها .
نجد الأدارسة الذين بالمغرب وفي جنوب الحجاز وجهة اليمن ، الأدارسة كلهم يعودون حسنيين إلى الإمام إدريس الأكبر ويعود بعضهم إلى الإمام أحمد بن إدريس المدفون بصبيا بجوار جيزان .
الطريقة السمانية المشتهرة بالسودان وبالمدينة وغيرها من بلاد المسلمين تعود إلى الشيخ محمد السمَّان كذلك من أهل البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الإمام أحمد البدوي ، الدسوقي ، .. أعداد يطول ذكرهم كل الطرق الصوفية الموجودة مؤسسوها هم آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أو المتلقون عنه.
إذًا السواد الأعظم من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على منهج الحق ، فلو الواحد اليوم ببساطة وسهولة يقول (الصوفية مبتدعة .. الصوفية ضالون) فكأنه يقول السواد الأعظم من أمة النبي والسواد الأعظم من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم أهل ضلال وكل ضلالة في النار فيدخل أهل الإسلام وغالبية آل بيت رسول الله إلى النار ، ما يقول بذلك عاقل أبدًا أبدًا أبدًا .
الواقع والتاريخ يثبت أن أهل البيت غالبيتهم على طرق الصوفية في العالم كله ، الذي لا يصدق يرجع إلى الواقع أمامه ، يذهب إلى بلاد المسلمين فيجد الطرق الصوفية فيجد كلها آل بيت رسول الله الذين يتصدَّرونها .

[الدليل الرابع]
ثم علامة رابعة على أن التصوف حق : هو الإجماع .
نحن نعلم كما سمعتم أن التصوف برز من القرون الأولى ومرت عليه هذه القرون كلها ، ونعلم أن الأمة لم تهاجم هذا التصوف ولم يتكلم فيه أحد ، سأذكر في ختام هذه الجلسة أقوال أئمة الدين من الكبار كأمثال الأئمة الأربعة ومن بعدهم أقوالهم عن التصوف ومجالستهم لرجال التصوف ليعلم السامع أن التصوف من تلك الأيام مشتهر وأن الأمة قد استحسنته وقد ارتضته على مر عصورها .
الأمة الإسلامية هل كانت كلها غافلة ؟ هل كانت كلها نائمة ؟ هل كانت كلها راقدة ؟ ضلالة تنتشر فيها ولا تهاجم ؟!
نحن نريد أن نعلم متى هوجم التصوف ؟ ومن الذين هاجموا التصوف ؟ ومن الذين تكلموا عن التصوف بالكلام الذي البعض اليوم يتكلم عنه بالتشنيع والتشديد وبالتفسيق أو التضليل ، نجد كلهم أفراد والكثير منهم جاؤوا متأخرين كمثل ابن الجوزي أو ابن تيمية أو غيره ممن جاء من بعد من بعد القرن الثامن ، بل نفس هؤلاء الذين ذكرتهم سأنقل من كلامهم ما يدل على أنهم لم يهاجموا التصوف كمنهج إنما هاجموا بعض أدعياء التصوف وسأثبت ذلك في الكلام المقبل -إن شاء الله تعالى- .
نحن نرى أغلب أهل الأرض اليوم منسوبون إلى التصوف ونرى مرور القرون كلها لم يهاجم التصوف وفي ذلك كفاية لصاحب العقل والفهم أن يدرك أن التصوف حق ، وأن يدرك أن التصوف صدق ، ليس بباطل .
قال صلى الله عليه وسلم -في أحاديثه الكثيرة-: (( لا تجتمع أمتي على ضلالة )) كما جاءنا في مسند الإمام أحمد يقول صلى الله عليه وسلم : ((سألت الله عز وجل ألا يجمع أمتي على ضلالة فأعطانيها )) ويقول (( إن الله لا يجمع أمتي -أو قال أمة محمد- على ضلالة )) و ((يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار)) ويقول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في حديثه الطويل ((وفي أمتي أجارهم من ثلاث لا يعمهم بسنة ولا يستأصلهم عدو ولا يجمعهم على ضلالة )) وفي سنن ابن ماجه يقول أنس بن مالك (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( إن أمتي لا تجتمع على ضلالة فإذا رأيتم اختلافًا فعليكم بالسواد الأعظم ))
وفي مصنف ابن أبي شيبة يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم ((وعليكم بالجماعة فإن الله لا يجمع أمة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلالة ))
وشواهد هذه الأحاديث كثيرةً جدًا نحن نرى إجماع الأمة على مر القرون بأنها ارتضت هذا التصوف ولم يتكلم فيه أحدٌ إلا أفراد معينون هاجموا التصوف من حيثيات معينة سيأتي تفصيلها إن شاء الله تعالى ونرى غالبية أهل الأرض اليوم من المسلمين كذلك هم على منهج التصوف وعلى اتصال بطرق التصوف الموجودة في العالم الإسلامي .

فإذًا هذه أربعة شواهد ذكرتها تدل على أن التصوف حق مع ما مر من كلام عن بدايته ونشأته وأصله أولاً ذكرنا العلامات والشواهد
أولها : أصل التصوف وتعريفه وما يحتويه هذا المنهج علامة على الحق.
ثانيًا : قضية السند وأحب أن يحسن الواحد منكم النظر إليها والتأمل فيها .
الثالثة : هم آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتسابهم إلى التصوف واتصال التصوف بهم على مر العصور كلها .
رابعًا : الإجماع ومرور القرون الطويلة من القرون الأولى من نشأة التصوف وأهل العلم من أوائل هذه الأمة كلهم يمتدحون ويثنون التصوف وأهل التصوف ويترجمون لرجال التصوف في كتبهم وفي طبقاتهم وفي رجال الحديث والتفسير وغير ذلك.

ثم من العلامات والبيانات للتصوف التي أحب أن يعرفها السامع منكم

[دور الصوفية في الجهاد في سبيل الله]
دور التصوف في الجهاد في سبيل الله
الجهاد في سبيل الله الذي الأمة الإسلامية اليوم في أمسَّ الحاجة إليه ونحن نرى واقع العالم الإسلامي وما يجري على أراضيَ المسلمين في المقدس وغيرها في الشرق والغرب ننظر إلى الجهاد الذي مر في العالم الإسلامي من القرون الأولى إلى اليوم وماذا كان دور التصوف فيه .
نقول : أولاً : إذا رجعنا إلى ترجمة رجال التصوف الأوائل وجدناهم كلهم كانوا ممن يخرجوا في سبيل الله تعالى .
[الصوفية وحروب الصليبيين]
ثم نأتي إلى المعارك الكبرى في الإسلام وإلى القادات العظماء في الإسلام فننظر : القائد نور الدين زنكي الذي حارب الصليبية الإمام القائد نور الدين زنكي المشهور الورع التقي الصوفي ، كان جليس رجال التصوف وهو الذي قرر كتاب إحياء علوم الدين للجيش كله وهو من أشهر كتب التصوف .
ترجم له وذكر ذلك الإمام ابن كثير في كتاب البداية والنهاية وجاء في كتاب الروضتين في أخبار الدولتين وترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء -الإمام القائد نور الدين زنكي- .
السلطان الأرسلان الذي انتصر على الروم في موقعة ملاذكر سنة (463) أربعمئة وثلاث وستين وكان يتبرك بالشيخ أبي القاسم القشيري وعدد من مشائخ الصوفية وارجع إلى نفس المراجع التي ذكرتها في نور الدين زنكي ، السلطان الأرسلان الذي انتصر على الروم!.
القائد البطل صلاح الدين الأيوبي الذي جاء تباعًا لنور الدين زنكي الإمام صلاح الدين الأيوبي القائد الذي حرَّر بيت المقدس وما أحوجنا لمثله اليوم وهو في سنة (532) خمسمئة واثنين وثلاثين كان يوصف (الصوفي الزاهد الورع النقي التقي) ذكره السبكي في طبقاته قال عنه ابن كثير : ((كان شجاعًا كثير الصلاة وله خانقاه بالديار المصرية أقامه للصوفية )) خانقاه معروف في مصر هي الدور التي يجتمع فيها أهل التصوف للذكر بناها لهم صلاح الدين الأيوبي ، وبنى مدارس الصوفية في جبل قاسيون في الشام وهو الذي بنى قبة الإمام الشافعي القبة المعروفة على قبر الإمام الشافعي وعلى ضريح الإمام الشافعي الذي بناها هو صلاح الدين الأيوبي ، وفتح بيت المقدس في السابع والعشرين من رجب سنة (583) خمسمئة وثلاث وثمانين بإشارة مشائخ الصوفية وكان في جيشه كثير من أهل التصوف ، صلاح الدين الأيوبي ! ، أخاف أن يأتي أحد اليوم فيقول صلاح الدين الأيوبي مبتدع كبير بنى قبة على قبر الإمام الشافعي وأنه كان يجالس الصوفية ، ومن ؟! عسى أن صاحب هذا القول هو الذي سيفتح بيت المقدس اليوم !!.
الإمام القائد محمد الفاتح الذي فتح القسطنطينية الذي جاءت الإشارة إليه في حديث النبي صلى الله عليه وسلم (خير الأمير أميرها وخير الجيوش جيشها) كذلك كان جليس رجال التصوف ، هذه حروب الصليبية والذين قاتلوهم .

[الصوفية وحروب التتار]
نأتي إلى حروب التتار الذين هاجموا الإسلام وانتهكوا بلاد المسلمين وانتهكوا بغداد وما حولها ، حروب التتار ، نجد الإمام أبو الحسن الشاذلي مرجع الصوفية الشاذلية ، كان هو قائد الحملة التي حبست لويس التاسع في المنصورة كان عمره فوق الستين وكف بصره فخرج حاملاً الراية يدعو الجهاد الجهاد.
الإمام العز بن عبد السلام هو شيخ القائد سيف الدين قطس ومعروف القائد سيف الدين قطس ، هو الذي انتصرت على التتار في معركة عين جالوت سنة (656) ستمئة وست وخمسين في السابع والعشرين من رمضان ، سيف الدين قطس كان من تلامذة العز بن عبد السلام من أشهر رجال التصوف من كبارهم .
الإمام أحمد البدوي بمصر كان يهادن وتلامذته معسكرات التتار بالليل لفك الأسرى وكم من كثير من الأخبار التي تذكر عن جهاد الصوفية .
[الصوفية والاستعمار]
نأتي إلى جهاد الصوفية ضد الاستعمار الأخير
نجد الشيخ عبد الكريم المغربي قائد حركة المرابطين في المغرب ضد الاستعمار -الاستعمار الإنجليزي والفرنسي وغيره-.
الشيخ عبد القادر -الأمير عبد القادر- الجزائري ضد فرنسا بالجزائر من كبار علماء التصوف.
الشيخ عمر المختار في ليبيا من الطريقة السنوسية الذي أذاق إيطاليا مُرً ومرارة عظيمة في صحراء ليبيا ، الشيخ عمر المختار وهو سنوسي الطريقة صوفي .
الإمام الزاهر من آل أبي علوي هو الذي أخرج هولندا من منطقة آكي باندنوسيا وهو من كبار الصوفية .
عز الدين القسام في فلسطين الذي أتعب اليهود والصهيونية كان صوفيًا عليه رحمة الله تعالى عز الدين القسام .
في السودان الذي حارب وأقام الحملة ضد الاستعمار الإمام المهدي الصوفي .
الذين قاتلوا الاستعمار بالشام هم أصحاب الطريقة الشاذلية والنقشبندية .
اليوم الذين يجاهدون بالشيشان هم أهل الطريقة النقشبدنية من الصوفية.
فهذا طرف من أخبار جهاد الصوفية قديمًا وحديثًا .

ابو الحسين
22/02/2007, 06:10 PM
[دور الصوفية في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى]
ثم نأتي إلى دور الصوفية في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.
فنجد أن أكثر الأراضي التي دخلت في الإسلام دون السيف ، إنما دخلت إلى الإسلام بدعوة الصوفية ولا غير ، والتاريخ يشهد بذلك بل وكتب العرب والغرب والشرق وكتب المستشرقين وكتب المؤرخين كلها تثبت هذه الحقيقة .
نجد مثلاً : الإسلام كيف دخل إلى شرق آسيا ؟ كيف وصل إلى الهند ؟
عن طريق السادة آل أبي علوي المنسوبين إلى الطريقة -طريقة آل أبي علوي- إلى الإمام الفقيه المقدم إلى سيدنا الحسين هم الذين أدخلوا الإسلام إلى الهند وإلى الفلبين واندنوسيا كلها وجزر الواق واق وإلى كل نواحي شرق آسيا وإلى جوانب في إفريقيا بعد ذلك وفي شرق افريقيا على وجه الخصوص .
هؤلاء الذين نشروا الإسلام واليوم تعداد المسلمين في تلك البلاد بمئات الملائين ليس بعشرات الملائين بل بمئات الملائين ، فنجد ان غالبية تعداد السكان اليوم من المسلمين دخلوا إلى الإسلام على أيدي رجال التصوف وأهل الذكر وأهل الحضرات .
نأتي إلى جهات روسيا وداغستان والشيشان وإلى منطقة البلقا ، نجد كلها دخلت إلى الإسلام عن طريق رجال التصوف من النقشبدنية والشاذلية وغيرهم وارجع إلى تاريخ هذه المناطق ، تركيا أوروبا اليوم الإسلام الذي ينتشر فيها عن طريق من ؟ نجدهم أصحاب الطرق الصوفية ، الصحراء الكبرى بافريقيا السادة التيجانية وغيرهم ووسط افريقيا وإلى نواحي كثيرة في العالم الإسلامي الذي اليوم هو مرتبط بالإسلام ومواضع الأقليات الإسلامية إذا تفقدناها وجدناها كلها دخلت إلى الإسلام عن طريق رجال التصوف .
إذًا كيف يتجرأ المتجرأ بالحديث والكلام عن التصوف بهذه الجرأة وهذه البذاءة أحيانًا ، قد يتطاول بعضهم -والعياذ بالله تعالى- هؤلاء الذين جاهدوا في سبيل الله هؤلاء الذين نشروا الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى تأتي ببساطة يأتي بعض الناس أو نرى مثلاً في قناة من القنوات الفضائية يأتون ببرنامج يصورون أن التصوف هو دراويش بعض الناس يتخالطون رجال ونساء يختلط بعضهم ببعض ويمتزج بعضهم ببعض ويعملون بعض الحركات ثم يقولون للناس هذا هو التصوف ، اتقوا الله ، أستغفر الله العظيم ، كيف ؟! هذه الحملة اليوم على التصوف وعلى أهل التصوف في تصوير الصوفية بأنهم أهل هذه الأفعال المنكرة كيف يليق بمسلم أن يتصور هذا التصور عن أهل هذه الأسانيد ، يا أخي !! ، إسمع الكلام الذي سمعته في كل هذه المحاضرة وتأمله حتى لا تتطاول لسانك على هؤلاء القوم الكرام الذين خدموا دين الله سبحانه وتعالى .

[مسألة الهجوم على التصوف المنتشر هذه الأيام]
نأتي إلى مسألة الهجوم على التصوف المنتشر اليوم.
متى بدأ هذا الهجوم ؟ متى جاء هذا الكلام عن الاتهامات لهذا التصوف ؟
نجد الذين يهاجمون التصوف كلهم من منطقة معروفة وما مر عليهم أكثر من مائتين سنة أصلاً على طريقتهم ومنهجهم اليوم الذي ينشرونه ، هم الذين يهاجمون التصوف ما في أحد غيرهم في العالم يهاجم التصوف ! وأكثر الشواهد يأتون ببعض كلام لابن تيمية وبعض كلام لابن الجوزي وبعض كلام لابن القيم أو الشاطبي أو غير هؤلاء من علماء العالم الإسلامي ، ويجعلون ذلك طريقًا وسبيلاً لهم ، بأن يتطاولوا على أهل الإسلام ، وعلى علماء الدين عليهم رضوان الله تعالى .
هذا كلام ابن تيمية : الشيخ ابن تيمية وقبله ابن الجوزي وبعده ابن القيم تكلموا عن التصوف ولكنهم هاجموا بعض مظاهر التصوف أو المتمصوفة أو الذين ادعوا التصوف أو هاجموا بعض الأشياء التي لم يفهموها في التصوف ولم تتضح لهم في التصوف وإلا فالشيخ ابن تيمية نفسه يأتي في كتبه وفي فتاواه ليمتدح التصوف وليثني على التصوف مثلاً:
يقول الشيخ ابن تيمية رحمه الله تعالى عن تمسك الصوفية بالكتاب والسنة في الجزء العاشر من مجموع فتاويه ، قال : ((فأما المستقيمون من السالكين كجمهور مشائخ السلف مثل الفضيل بن عياض وابراهيم بن أدهم وسليمان الداراني ومعروف الكرخي والسري السقطي -هؤلاء كلهم من أهل القرن الأول والثاني- والجنيد وغيرهم من المتقدمين مثل الشيخ عبد القادر الجيلاني والشيخ حمّاد والشيخ أبي البيان وغيرهم من المتأخرين وهم لا يسووغون للسالك ولو طار في الهواء ومشى على الماء أن يخرج عن الامر والنهي الشرعيين بل عليه أن يعمل بالمأمور ويدع المحظور إلى أن يموت وهذا هو الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة وإجماع السلف وهذا كثير من كلامهم ))
إذَا نحن نرى ابن تيمية نفسه يقول هذا الكلام ويقول في مجموع فتاواه كذلك في المجلد الحادي عشر :
(( وأهل السنة والجماعة يقولون ما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع هو أن المؤمن يستحق وعد الله وفضله والثواب على حسناته ويستحق العقاب على سيئاته إن الشخص الواحد يستمع فيه ما يتاب عليه وما يعاقب عليه وما يحمد عليه وما يذم عليه وما يحب منه وما يبغض منه فهذا هذا إذا عرف أن منشأ التصوف كان من البصرة وأنه كان فيها من يسلك طريق العبادة والزهد مما له فيه اجتهاد كما كانت الكوفة من يسلك من طريق الفقه والعلم ما له فيه اجتهاد وهؤلاء نسبوا إلى اللبسة الظاهرة وهي لباس الصوف فقيل في أحدهم صوفي وليس طريقهم مقيد بلباس الصوف ولا هم أوجبوا ذلك ولا علقوا الأمر به لكن أضيفوا إليه بكونه ظاهر الحال )) ثم يقول (( ثم التصوف عندهم له حقائق وأحوال معروفة قد تكلموا في حدوده وسيرته وأخلاقه كقول بعضهم : الصوفي من صفا من الكدر وامتلأ من الفكر واستوى عنده الذهب والحجر )) إلى غير ذلك من كلام الشيخ ابن تيمية وقد تكلم في فتاواه وألف في ذلك رسالة سماها "الصوفية والفقراء" وتكلم فيها عن أهل التصوف بكلام جميل وحسن قال (( ويقولوا فإذا قيل عن هؤلائك الزهَّاد والعبَّاد من البصريين أنهم صديقون فهو كما يقال عن أئمة الفقهاء من أهل الكوفة أنهم صديقون أيضًا كل بحسب الطريق الذي سلكه من طاعة الله ورسوله وبحسب اجتهاده وقد يكونون من أجلِّ الصديقين بحسب زمانهم )) هذا كلام ابن تيمية وغيره كثير.
ثم نجد مثلاً الإمام ابن القيم. ابن القيم ألف كتابًا كاملاً في التصوف سماه مدارج السالكين في ثلاث مجلدات نقل فيه جميع كلام أهل التصوف فاللذي يريد أن يعود إليه فهو موجود يقول ((الدين كله خلق فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين وكذلك التصوف قال الكتاني : التصوف هو الخلق فمن زاد عليك في الخلق فقد زاد عليك في التصوف)) هذا كلام ابن القيم ، وله كلام غير ذلك كثير قيم ، والذين مثلاً اليوم ينتسبون إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب ويهاجمون التصوف كذلك الشيخ محمد بن عبد الوهاب كثير ما أثنى على التصوف فمثلاً:
يقول في القسم الثالث من مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب جزء فتاوى ومسائل قام بجمعها وتصحيحها ومقابلتها على أصولها الشيخ صالح بن عبد الرحمن وغيره يقول في الصفحة واحدة والثلاثين المسئلة الخامسة : (( سأل رحمه الله عن مسائل مفيدة فأجاب : اعلم أرشدك الله أن الله سبحانه وتعالى بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم بالهدى الذي هو العلم النافع ودين الحق الذي هو العمل الصالح إذا كان من ينتسب إلى الدين منهم من يتعانى بالعلم والفقه ويقول به كالفقهاء ومنهم من يتعانى العبادة وطلب الآخرة كالصوفية فبعث الله نبيه بهذا الدين الجامع للنوعين ))
إذًا هذا كلام الذين يعود إليهم هؤلاء الذين يهاجمون التصوف ويسندون إليهم الأمر نجدهم يثنون على التصوف وإنما الشيخ ابن تيمية وغيره هاجموا بعض الألفاظ التي اشتبهت على البعض يكون فيها شبه الحلول أو الاتحاد أو يكون فيها بعض ما خرج عن ظاهر الكتاب والسنة ، فهم إنما هاجموا الصور السيئة التي هي دخيلة على التصوف وليس التصوف بعينه وكان الشيخ ابن تيمية إذا ذكر الشيخ عبد القادر الجيلاني يقول (قدس الله سره) .

ابو الحسين
22/02/2007, 06:13 PM
[أقوال العلماء في التصوف]
وأختم هذه الجلسة وهذه المحاضرة بقراءة كلام أئمة الدين حول التصوف ، ليكون ختامًا حسنًا جميلاً لقول الكرام ، وهم الذين يعتدُّ بهم ويأخذ بقولهم ولا قولة مثل قولهم .
[1] منهم الإمام أبو حنيفة الإمام النعمان أبو حنيفة نقل الفقيه الحنفي الحصفكي صاحب الدر أن أباعلي الدقَّاق رحمه الله تعالى -كان من أهل التصوف هذا- قال : ( أنا أخذت الطريقة من أبي القاسم النصرأبادي وقال أبو القاسم أنا أخذتها من الشبلي وهو من السري السقطي وهو من معروف الكرخي وهو من داود الطائي وهو أخذ العلم والطريقة من أبي حنيفة النعمان رضي الله عنه وكل منهم أثنى عليه وأقر بفضله )) انظر إلى حاشية ابن عابدين الدر المختار (ج1/ص43) الجزء الأول صفحة ثلاثة وأربعين. فأبو حنيفة يعطي طريقة صوفية!
[2] الإمام مالك رحمه الله : يقول الإمام مالك رحمه الله ( من تفقه ولم يتصوف فقد تفسق ومن تصوف ولم يتفقه فقد تزندق ومن جمع بينهما فقد تحقق ) انظر حاشية العلامة علي العدوي على شرح الإمام الزرقاني في الفقه المالكي (ج3/ص95) الجزء الثالث صفحة خمسة وتسعون وفي غير ذلك من أخبار الإمام مالك والأئمة الأربعة المشهورين وغيرهم.
[3] الإمام الشافعي : قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : (صحبت الصوفية فاستفدت منهم ثلاث كلمات قولهم الوقت سيف إذا لم تقطعه قطعت وقولهم نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل وقولهم العدم عصمة ) في كتاب تأييد الحقيقة العلية للإمام جلال الدين السيوطي صفحة (15) خمسة عشر ، وقال أيضًا -الإمام الشافعي-: (حبب إليَّ من دنياكم ثلاث ترك التكلف وعشرة الخلق بالتلطف والإقتداء بطريق أهل التصوف ) راجع كتاب كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس للإمام العجلوني.
[4] الإمام أحمد بن حنبل : كان يقول قبل مصاحبته للصوفية يقول لولده عبد الله (يا ولدي عليك بالحديث وإياك ومجالسة هؤلاء الذين سموا أنفسهم صوفية فإنهم ربما كان أحدهم جاهل بأحكام دينه) فلما صحب أبا حمزة البغدادي الصوفي عرف أحوال القوم أصبح يقول لولده (يا ولدي عليك بمجالسة هؤلاء القوم فإنهم زادوا علينا بكثرة العلم والمراقبة والخشية والزهد وعلو الهمة ) راجع كتاب تنوير القلوب للشيخ أمين الكردي.
وكان الإمام أحمد مع جلالة قدره إذا توقف في مسألة يقول لأبي حمزة البغدادي (ما تقول في هذه المسألة يا صوفي ؟) فمهما قال له اعتمده ، ونقل العلامة محمد السفارييني الحنبلي عن إبراهيم بن عبد الله العلاني رحمه الله (أن الإمام أحمد قال عن الصوفية لا أعلم أقوامًا أفضل منهم قيل أنهم يستحيون ويتواجدون قال دعوهم يفرحون مع الله ساعة) كتاب غذاء الألباب شرح منطومة الآداب.
[5] الإمام الشريف الجرجاني : يقول في التعريفات صفحة (52) اثنين وخمسين -كتابه التعريفات- يقول : (( التصوف مذهب كله جد فلا يخلطونه بشيء من الهزل وهو تصفية القلب عن المواقف البرية مفارقة الأخلاق الطبيعية إخماد الصفات البشرية ومجانبة الدعاوي النفسانية ومنازلة الصفات الروحانية .. -إلى غير ذلك إلى أن قال- .. واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشريعة)).
[6] الإمام الغزالي يقول في كتابه المنقذ من الضلال بعد أن فرغ من علوم الشريعة يقول واصفًا التصوف والصوفية : ((ثم إني لما فرغت من هذه العلوم أقبلت بهمتي على طريق الصوفية وعلمت أن طريقهم إنما يتم بعلم وبعمل ..إلى آخر كلامه رضي الله عنه)).
[7] الشيخ الإمام الكبير حجة المتكلمين عبد القاهر البغدادي رحمه الله في كتابه الفرق بين الفرق قال :
(( الفصل الأول من فصول هذا الباب في بيان أصناف أهل السنة والجماعة ثمانية أصناف من الناس)) ذكر منها الصنف السادس قائلاً : ((والصنف السادس منهم الزهَّاد الصوفية الذين أبصروا فأقصروا واختبروا فاعتبروا ورضوا بالمقدور وقنعوا بالميسور وعلموا أن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك مسؤول عن الخير والشر ومحاسب على مثاقيل الذر .. إلى آخر كلامه )) في كتاب الفرق للإمام عبد القاهر البغدادي المتوفي سنة (429) أربعمئة وتسع وعشرين .
[8] الإمام فخر الدين الرازي -الإمام الكبير المفسر الشهير- رحمه الله في كتابه اعتقادات فرق المسلمين والمشركين يقول :
(( الباب الثامن في أحوال الصوفية
اعلم أن أكثر فرق الأمة لم يذكروا الصوفية وذلك خطأ لأن حاصل قول الصوفية أن الطريقة إلى المعرفة إلى الله هو التصفية والتجرد من العلائق البدنية وهذا طريقٌ حسن )) وقال أيضًا : ((والمتصوفة قوم يشتغلون بالفكر وتجرد النفس من العلائق الجسمانية ويجتهدون ألا يخلو سرهم وبالهم عن ذكر الله تعالى .. الى آخر كلامه)) اعتقادات فرق المسلمين للإمام فخر الدين الرازي المتوفي سنة (606) ستمئة وستة .
[9] الإمام النووي الحجة أبو زكريا يحيى بن شرف الدين النووي يقرر في رسالته المعروفة المقاصد -كتيب مطبوع للإمام النووي- يقول :
(( أصول الطريق التصوف خمسة -فيأصل التصوف يقول أصول طريق التصوف خمسة- تقوى الله تعالى في السر والعلانية واتباع السنة في الأقوال والأفعال والإعراض عن الخلق في الإقبال والإدبار والرضا عن الله في القليل والكثير والرجوع إلى الله في السرَّاء والضرَّاء)) راجع مقاصد الإمام النووي في التوحيد والعبادة وأصول التصوف صفحة (20) عشرين ، توفي الإمام النووي سنة (676) ستمئة وست وسبعين.
[10] الإمام السيوطي العلامة المشهور يقول في كتابه تأييد الحقيقة العلية -وهو من الصوفية- : (( إن التصوف في نفسه علم شريف وإن مداره على اتباع السنة وترك البدع والتبرِّي من النفس وعوائقها وحظوظها وأغراضها ومراداتها واختياراتها والتسليم لله تعالى ..إلى آخر كلامه وهو كلام طويل )) في كتابه تأييد الحقيقة العلية في الصفحة (57) السابعة والخمسين ، الإمام السيوطي المتوفي سنة (911) تسعمئة وتسعة عشر.
[11] الإمام تاج الدين السبكي قال تاج الدين السبكي المعروف المشهور في كتابه معيد النعم ومبيد النقم تحت عنوان (الصوفية) ((حياهم الله وبياهم وجمعنا في الجنة نحن وإياهم وقد تشعبت الأقوال فيهم تشعبًا ناشئًا عن الجهل بحقيقتهم لكثرة المتلبسين بها .. -إلى أن قال-.. وإنهم المعرضون عن الدنيا المشتغلون في أغلب الأوقات بالعبادة .. إلى آخر كلامه)) في كتابه معيد النعم في صفحة (119) مئة وتسعة عشر ، الإمام السبكي توفي سنة (771) سبعمئة و واحد وسبعين.
[12] ابن خلدون رحمه الله المؤرخ يقول ابن خلدون في كلامه عن علم التصوف:
(( هذا العلم من العلوم الشرعية الحادثة في الملة ، وأصله أن طريقة هؤلاء القوم لم تزل عند الأمة وكبارها من الصحابة والتابعين من بعدهم طريقة الحق والهداية ، وأصلها العكوف على العبادة والانقطاع إلى الله تعالى والإعراض عن زخارف الدنيا وزينتها والزهد فيما يقبل عليها الجمهور ، من لذة ومال وجاهٍ والانفراد عن الخلق .. -إلى آخر كلامه قال-..واختصَّ المقبلون على العبادة باسم الصوفية )) مقدمة ابن خلدون صفحة ( ثلاثمئة وثمان وعشرين) ، وهو المتوفي سنة (ثمانمئة وثمان) .
[13] الشيخ العز بن عبد السلام : يقول ((قد قعد القوم من الصوفية على قواعد الشريعة التي لا تنهدم دنيا وآخرى وقعد غيرهم على الرسوم ومما يدلك على ذلك ما يقع على يدي القوم من الكرامات وخوارق العادات فإنه فرع عن قربات الحق لهم ورضاه عنهم .. -إلى آخر كلامه-)) الشيخ العز بن عبد السلام.
[14] من المشائخ المشهورين في زمننا هذا الشيخ محمد متولي الشعراوي -المفسر المشهور الذي يسمعه الناس في الشاشات دائمًا وفي الإذاعات رحمه الله تعالى- : يقول الشيخ محمد متولي فيما يرويه لنا في كتاب أصول الأصول للشيخ زكي إبراهيم يقول : (( الصوفي يتقرب إلى الله بفروض الله ، ثم يزيدها بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام من جنس ما فرض الله ، وأن يكون عنده صفاء في استقبال أقضية العبادة فيكون صافيًا لله والصفاء هو كونك تصافي الله فيصافيك الله )) قال : (( والتصوف رياضة روحية لأنها تلهم الإنسان بمنهج تعبديٌ لله فوق ما ترضى )).
[15] الشيخ أبو الحسن الندوي -المشهور كذلك المعروف الذي صليَّ عليه في وفاته صليَّ عليه في الحرمين الشريف قبل سنوات يقول - في بحث (الصوفية في الهند وتأثيرها في المجتمع) من كتابه (المسلمون في الهند) قال : ((إن هؤلاء الصوفية كانوا يبايعون الناس على التوحيد والإخلاص واتباع السنة والتوبة عن المعاصي والظلم والقسوة ويرغبونهم في التحلِّي بالأخلاق الحسنة التخلي عن الرذائل مثل الكبر والحسد والبغضاء)).
[16] الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي -حفظه الله تعالى من علمائنا البقية الموجودين بالشام- يقول : (( كان أبي رحمه الله يجزم بأن التصوف النقي هو جوهر الإسلام ولبابه وكان يأكد أن المسلم إذا لم يكن قد تشرَّب حقيقة التصوف فقد حبس نفسه في معاني الإسلام ولم يرقى صعدًا إلى حقيقة الإيمان)) في كلام له كثير من كتابه (السلفية) وفي كتبٌ الأخرى تكلم بكثير من الكلام عن التصوف حفظه الله تعالى.
[17] وهذا الشيخ الإمام الحسن البنا -صاحب الحركة الإسلامية العظيمة- يقول في مذكراته في الصفحة (27) السابعة والعشرين : ((وصحبت الإخوان الحصافية بدمنهور وواظبت على الحضرة في مسجد التوبة في كل ليلة )) ويقول الحسن البنا -رحمه الله تعالى كما ذكر ذلك بلاد الرزق في كتابه حسن البناء بأقلام تلامذة حسن البنا بأقلام تلامذته ومعاصريه- يقول : ((في دمنهور توثقت صلته -يعني حسن البنا- بالإخوان الحصافية -هذا الطريق الحصافية- وواظب على الحضرة في مسجد التوبة في كل ليلة مع الإخوان الحصافية ورغب في أخذ الطريقة حتى انتقل من مرتبة المحب إلى مرتبة التابع وكان المؤسس غارقًا في التصوف كما في مذكراته صفحة (32) اثنين وثلاثين حيث يقول (وكانت أيام دمنهور ومدرسة المعلمين أيام الاستغراق في عاصفة التصوف والعبادة ) )) وكثير من كلام الحسن البنا وإن كان بعض الذين اليوم ممن يقول أنه من أتباع الحسن البنا ربما يتطاول على التصوف.
وكذلك فئات المسلمين والذين اشتهروا بخدمة الدين في المشارق وفي المغارب وبالهند والسند والشرق والغرب أغلبهم ومعظمهم نراهم من أهل التصوف أو جلساء رجال التصوف هذا ما أحببت أن أبينه في هذه المحاضرة التي حاولت فيها أن آتي بأقوال العلماء وبمظاهر الدلالة على حقيقة التصوف.
[الخاتمة]
وإن كان هذا الكلام لا يعني أنني أؤيد بعض المظاهر التي دخلت دخيلة على التصوف فهناك متمصوفة دخلاء على التصوف ليسوا بصوفية ، نحن إنما نتكلم وهذه الجلسة كلها إنما هي لبيان أن التصوف الحق حق ، أما أنا أعلم أن هناك من دخل على التصوف ومن ادعَّى التصوف من أدعياء يخالطون النساء ويفعلون المنكرات ثم يقولون نحن أولياءٌ لله أو يدعون إلى اختلاط النساء بالرجال أو غير ذلك من هذه التصرفات فنحن ورجال التصوف كلهم لا نؤيد هذا ولا ندعوا إلى هذا وننكره إنكارًا للمنكر ونأمر بالحق أمرًا بالمعروف .
نسأل الله تعالى لنا الهداية والثبات إنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين ومن كان له سؤال أو استفسار يمكن أن نجود عليه -بفضل الله تعالى وبتوفيقه- إنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.

ابو الحسين
22/02/2007, 06:15 PM
http://al7ewar.net/forum/showthread.php?t=1180

طارق شفيق حقي
22/02/2007, 08:03 PM
http://al7ewar.net/forum/showthread.php?t=1180 (http://al7ewar.net/forum/showthread.php?t=1180)


سلام الله عليك وأهلا بك أخي الكريم في المربد

حياك الله

الخلاف بين المذاهب لعمري ورب الكعبة لهو خير وسعة للناس أجمعين

والحوار الهادىء الميسر اللطيف بحجة ومنطق لهو الحوار المربدي الذي نسعى إليه

لكن كل ما خالف ذلك سيكون مصيره مقص الرقيب للأسف
فقبل أن نتحاور علينا أن نحترم كيان الأخر الثقافي والفكري والأدبي والاجتماعي والإنساني


ومن افتقد لذلك فلا مكان له في ساحة الحوار

الإسلام يدعو للجماعة وكل من فرق الجماعة فهو بائس لا يدرك عمق الرسالة الإلهية

أهلا بك أخي الكريم مرة أخرى

أم الهدى
22/04/2007, 06:52 PM
الاخ ابوحسين الفاضل

جزاك الله خيرا ولي عودة بعد أن اطلع على ما كتبته بشكل دقيق.

وياليتنا جميعا ندافع عن اسلامنا ونحبه بعيدا عن التحيزات والمجموعات والفئات والتقسيمات.

ألا يكفينا فرقة ؟

السلام عليكم

أبو شامة المغربي
23/04/2007, 09:31 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
سلام الله عليكم
أهل المربد الأزاهر
ورحمته جل وعلا وبركاته
وبعد ...
أحيي في المستهل كل من حرص على المشاركة في إثراء هذا الموضوع، ثم إني أعود لأشير إلى أنه لا وجود لآية واحدة في القرآن الكريم تشتمل على الألفاظ الآتية:
(التصوف) و(الصوفية) أو (المتصوفة)
ثم لا وجود لحديث نبوي شريف واحد يشتمل على أحد منها
؟؟؟
فنحن نقرأ مثلا في كتاب الله الحكيم، وفي أحاديث الحبيب المصطفى الصادق الأمين الكلمات القرآنية التالية:
الإسلام
المسلمون
الإيمان
المؤمنون
ولا نجد أثرا صغيرا أو كبيرا فيهما لكلمات مثل:
(التصوف)
(المتصوفة)
(الصوفية)
(الصوفيون)
ألا ترون معي، رعاكم الله، أن الأصل والراجح هو ما جاء في القرآن الكريم، وفي الحديث النبوي الشريف؟
ثم إن السؤال يظل مطروحا دائما:
هل من دليل لفظي شرعي في (القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف) يشهد لتلك الإصطلاحات بالصحة؟؟؟
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com